|
إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ... |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() اتمني ان تشاركونا بتجربتكم الخاصه أم زوجى .. لم تعد العجوز شريرة من قصص الطفولة ترسبت في ذهني صورة العجوز الشريرة ، قصص الأطفال دائما ترسمها وتصورها هكذا ، الساحرة الشريرة امرأة عجوز تستند إلي عصاها والمرأة في قصص سندريلا أو الأميرة النائمة أو حتى حواديت جدتي الريفية تؤكد هذا المعني وتضيف المزيد من التفاصيل للصورة. الوجه مجعد لا يفارقه العبوس والأنف معقوف والصوت عالي متهدج يثير القلق والطبع حاد قاسي لا يعرف الرحمة والشر مجاني ، فهي تمارس الشر وتؤذي من حولها بلا سبب وبلا مقابل ، وخاصة إذا كانت تتعامل مع الأميرة الجميلة الشابة البريئة. __________ واجهتها يوما وتعاملت معها مباشرة حين تزوجت ، إنها حماتي فقد كانت صورة لخيال المرأة الشريرة ، أحاول مراضاتها فلا ترضى وأجلب لها هدية فتلقيها جانبا وتبدأ الهمسات تكثر في أذني ، تقول زوجة الابن الأكبر ( لا فائدة معها دعيها وشأنها ) وتقول زوجة الابن الأصغر (أنت طيبة جدا تضيعين وقتك مع من لا تقدر) كنت لا أراها إلا في الإجازات والمناسبات لبعد المسافة بيننا وإصرارها على ملازمة بيتها ، أما من ينصحونني فهن من يعاشرنها ويعشن معها في نفس البيت ، بيتها ، صحيح كل منهما في شقتها ولكن التعامل اليومي بينهن لا ينقطع. ___________ تعبت العجوز يوما تعبا شديدا وجاءت عندي في بيتي في القاهرة للعلاج ، وبدأت أتعايش معها وأستنتج من تعاملي اليومي لماذا هي هكذا ؟ كانت مريضة تعاني ولا تجد من يحنو عليها ، حتى أنها تستغرب أن تمتد إليها يد بالخير ، تتأوه في المساء وتنتابها رغبة ملحة في الذهاب للحمام فتجدنا بين يديها ، تصحو مبكرة جدا فتساعدها ابنتي ( حفيدتها ) في تناول الطعام وتقدم لها كوب (الينسون) الذي تحبه. ___________ وهكذا سارت الأمور ، هدأت السيدة واستكانت وتعافت نسبيا ولكننا قررنا أن تبقى معنا ، فهي ليست شريرة بل الأشرار هم من كانوا يعاملونها بإهمال ويتركونها وحدها تعاني في وحدتها وتتخبط في دياجير شيخوختها الواهنة. كيف كانوا يتوقعون أن تكون سعيدة مستبشرة وقد تحولت حياتها لسلسلة من الألم والعذاب ؟ ، كانت قد كفت عن استجداء المساعدة لأنها يئست ممن حولها حتى أبناء بطنها ، فكل ما يملكونه هو سؤال سريع بصوت متضجر ( كيف حال صحتك يا حاجة ؟ هل تريدين شيئا ؟) ثم يختفون قبل أن يسمعوا الإجابة. وماذا كان بوسعها أن تقول ؟ هل تقول نعم أريد كل شئ وليس شيئا واحدا ؟ أريد رد الجميل وتطبيق بر الأم ، أريد حبك وصبرك يا بني كما منحته لك سابقا حتى صرت رجلا ، أريد مؤانستك أنت وأولادك لأشعر أن لي عائلة ، أريد اللمسة الإنسانية. ___________ يحتاج البشر دوما للتلامس الحاني وبدونه يستوحشون الحياة ، تحتاج السيدة العجوز احتضان ابنها لها وتقبيل رأسها والتربيت على يدها ، تحتاج أن تلمس يد حفيدها الوليد وتسمع مناغاته وهو في حجرها ، تحتاج من يستمع لكلامها المبعثر ويلم شعث ذكرياتها الحلوة ويستجلب لها لمحة من الماضي السعيد. تحتاج من يقرأ لها ومعها ما تعرفه من آيات القرآن الكريم ويؤكد معها أساسيات الإسلام ، ويبشرها بالخير والرحمة ، تحتاج من يشعرها أن حياتها لها معني ووجودها ليس عبئا علي أحد ، تحتاج ألا تشعر أنها شريرة لمجرد أنها ما زالت على قيد الحياة وسط أناس ضاقوا بها ويريدون تعجل أجلها. ___________ رعايتها صعبة لكنها تفك لك ألغاز الحياة وتجعلك تقف وجها لوجه أمام حقيقتها ، دنيا زائلة فانية ، بعد أن تمتلك كل شئ فيها تجد بين يديك قبض الريح وأمام عينيك سراب الأماني ، الجمال والشباب والصحة لا نمتلكها بل هي سحابة صيف تظللنا بعض الوقت ثم تنقشع ، السعادة الزوجية والاستمتاع بالجاه والولد حالة مؤقتة إلى زوال ، لا يبقى إلا شيء واحد : العمل الصالح الذي يوضع في ميزان الحسنات ، أما المال فهو وإن بقي للنهاية فإن غيرنا هو من يتمتع به ثم نتركه وراءنا ونمضي. ___________ نمضي من دنيا قدمنا إليها ونحن نبكي والناس من حولنا يضحكون ويحتفلون فرحا بقدومنا ، إلي آخرة يتعجلون مفارقتنا إليها ويكادوا يدفعوننا دفعا للنهاية ضجرا ومللا من وجودنا وظلنا الثقيل علي قلوبهم. نحن نعطي عندما يكون لدينا ما نعطيه أما إذا نضب المعين وأتى عليه المرض والشيخوخة والوهن فمن أين نعطي ؟ نحن هنا نستحق الأخذ ممن سبق وأعطيناهم فإذا وجدنا اليد الحانية والقلب المفتوح والوجه البشوش فسوف نستسلم لراحة آخر العمر .. ووقتها .. لن تكون العجوز شريرة ! |
#2
|
|||
|
|||
![]()
مشكورررررررررررررررررررررر
|
#3
|
||||
|
||||
![]() |
#4
|
|||
|
|||
![]()
الإحسان إلى الناس يأسر القلوب
|
#5
|
||||
|
||||
![]() تشرفت بمروركم الجميل
كتب الله لنا ولكم السعادة الدائمة |
#6
|
|||
|
|||
![]()
بارك الله فيكى
|
#7
|
||||
|
||||
![]()
جزاكم الله خيرا
|
#8
|
||||
|
||||
![]() |
#9
|
||||
|
||||
![]()
كلمات جميلة
جزاك الله خير شكرا لك
__________________
قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
|
#10
|
||||
|
||||
![]() وجزاكم الله خير الدنيا والاخره يسلم مرورك |
#11
|
||||
|
||||
![]() الاجمل مشاركتك معنا
جزاكم الله كل الخير |
#12
|
||||
|
||||
![]()
موضوع جميل جزاك الله خيرا
|
#13
|
|||
|
|||
![]()
مش عارفة شو اكتب
بس رايي زي الاخوان والاخوات اللي سبقوني في المرور موضوع مؤثر وجميل بارك الله فيكم |
#14
|
|||
|
|||
![]() موضوع اكثر من رائع
وكلماته مؤثره جدا ورائعه والله ما قرأت فى حياتى اجمل من تلك الكلمات تسلم الايادى تقبلى مرورى.. ![]()
__________________
حياتي التي أعيشها .. كالقهوة التي أشربها .. على كثر ما هي مرة فيها حلاوة .. ![]() متغيبه
![]() |
#15
|
||||
|
||||
![]()
موضوع رائع
وخلاصة تجربتى عاملى حماتك كما تعاملى أمك تزوجت مع حماتى فى شقتها لأن زوجى أصغر الأبناء عشت معها 8 سنوات قبل أن ترحل عن دنيانا رحمها الله لا أنكر انه فى بدايتى حياتى كانت صعبة الارضاء خصوصاً وهى كانت متوقعة أن أتحكم أنا وأمر وأنهى بإعتبارى العروسة ودى مملكتى كما أن زوجى كان يسافرأغلب الشهر وكنا أنا وهى سوياً فقط ولكن سرعان ما تغيرت فكرتها عندما وجدتنى لست على هذه الصورة فلقد راعيت أنه منزلها وأنا الضيفة وأن زوجى ابنها قبل أن أعرفه أنا فهو يتوجه لها أولاً بالحديث التليفونى عندما يتصل قبل أن يحدثنى ويدخل من الباب إلى حجرتنا ويسلم عليها قبلى حتى لو أنا من فتحت له الباب بمعنى آخر حافظنا على كونها الملكة كانت رغبتها تنفذ قبل رغبات طفلتى عندما أصيبت بالجلطة كنت أنام بجوار فراشها لمساعدتها لو احتاجت لشئ فى ظلمات الليل وبمرور الأيام كانت تذكر حتى أمام بناتها أنى أقرب إلى قلبها من بعضهن وعندما مرضت قبل وفاتها بأيام شاءت الظروف أنى كنت مقيمة عند والدتى أثناء وضعى ابنتى الصغرى وذهبت حماتى للإقامة عند أبنائها المقيمون بمنزل العائلة بإحدى مدن المحافظة المجاورة وعندما اشتد بها المرض أعاودها إلى المنزل وجئن بناتها للإقامة معها جميعهن فطلبت رؤيتى وأصرت عليها ورغم حالتى الصحية التى لم تكن على ما يرام جئت إليها أحمل طفلتى ذات العدة أيام وبشهادة الجميع لم تكن تقبل الطعام وكانت ترفضه....... إلا من يدى فى هذا اليوم ووعدتها بالبقاء عند والدتى حتى نهاية الأسبوع على أن أعود للإقامة معها بعد موافقة الطبيب على إمكانية ممارسة أعمال المنزل ولكن لم يمهلنا القدر وانتقلت إلى الرفيق الأعلى فى اليوم التالى مباشرة وها هو قد مر على وفاتها ما يقارب الأربعة أعوام ولا أزال اذكرها عند كل وجبة وفى أرجاء حجرتها التى لم تتغير وفى جلساتنا أمام برنامج 90 دقيقة التى كانت تعشقه رحمها الله والآن أعلم أن ربى عنى راض لأن زوجة أخى تتعامل مع أمى بنفس الطريقة عندما يجتمعن فى مكان ما خلاصة تجربتى عاملى حماك كما تعاملى أمك تذكرى هى أعطتك قرة عينها ويوماً ما ستكونى مثلها فكما تحبى أت تعاملى عاملى خالص تحياتى على الموضوع الممتاز وعلى النصيحة الرائعة وعن تجربة بركة دعواتها ترافقنا أنا وزوجى حتى الآن خالص تحياتى لصاحبة الموضوع
__________________
آخر تعديل بواسطة الأستاذة أم شاهندة ، 26-10-2011 الساعة 01:30 PM |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|