اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية

قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-11-2011, 02:45 PM
أبو إسراء A أبو إسراء A غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,315
معدل تقييم المستوى: 23
أبو إسراء A is a jewel in the rough
افتراضي علمانيو مصر ومهنة التفزيع

علمانيو مصر ومهنة التفزيع
الباحث بالأهرام نبيل عبد الفتاح مواقفه من الإسلاميين معلومة ومعلنة, والرجل يحاول أن يبدو متسقاً مع تعصبه لعلمانيته العتيقة.

لكن المثير للدهشة حقاً هو أن تؤثر هذه الروح المتعصبة للعلمانية على منهجية البحث عنده كباحث، وهي منهجية المفترض بها أن تكون علمية محايدة، لكن الدهشة تزول حين نتذكر أنه رأس تقرير الحالة الدينية لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في عصر مبارك، وكان هذا التقرير الموجَّه والموجِّه للمؤسسات الأمنية القمعية البائدة.

اشترك نبيل عبد الفتاح في ندوة عقدها المركز الثقافي الفرنسي بالمنيرة مع (آلان جريش) رئيس تحرير (لوموند ديبلوماتيك) الفرنسية وقد ناقشت الندوة التغيرات الحالية في العديد من دول الربيع العربي.
في الندوة بدا "جريش" متفائلاً للغاية بالمرحلة المقبلة، وهو يؤمن أن التحرر والديمقراطية هي الضمان الوحيد لإرادة الشعوب.

"جريش" محسوب على اليسار الفرنسي وهو نجل "هنري كورييل" - الزعيم الشيوعي المشهور وأحد مؤسسي الشيوعية المصرية - وقد ولد جريش في مصر ويجيد العربية بلهجات مختلفة، كما أنه يساند القضية الفلسطينية ويدافع عن حقوق الفلسطينيين، وقد احتلت القضية جزءاً كبيراً من محاضرته التي لم تتجاوز الـ25 دقيقة.

الغريب أن" نبيل عبد الفتاح" لم يتحدث كثيراً ولا حتى قليلاً عن القضية الفلسطينية، وإنما كان جل همه هو أن يمارس تفزيع الحاضرين -وجلهم من الفرنسيين -الذين حضروا لأجل "جريش" حيث قال" عبد الفتاح" (السيناريو الأسوأ هو وصول الإسلاميين للحكم في مصر) ثم شن حملة ضارية على الوهابية التي أعتقد أن الجمهور الجالس من الفرنسيين والفرنسيات أبعد ما يكونون عن التأثر بها .
ذكرني هذا بالأديب المصري "علاء الأسواني" حين سافر إلى النرويج وأجرت معه إحدى الصحف المتبنية للقضية الفلسطينية حواراً هاجم فيه الأسواني (الوهابية)! وحذر النرويجيين من أن يعتلي الوهابيون منابر مساجدهم!.
"نبيل عبد الفتاح" لم يكن يمارس توعية ما لأن الجمهور ليس محتاجا إليه، ولم يساند القضية الفلسطينية أيضاً التي تصادف أن واحداً من مشاهير الغربيين يجلس في نفس القاعة وربما أتي خصيصا ليساندها , بل لم يهاجم السياسات الأمريكية في المنطقة مراراً كما فعل "جريش".

حين تحدث جريش عن الإسلاميين أشار إلى ضرورة إدماجهم في العملية السياسية، بل ومشاركتهم في حكم البلاد وأجهزتها التنفيذية بينما مارس "نبيل عبد الفتاح" مهمة التفزيع التي يبدو أنه لا يجيد غيرها.

كلام"جريش" كان في الصميم ومتحدثاً عن قضايا الديمقراطية والربيع العربي والقضية الفلسطينية، بينما لم يملك "نبيل عبد الفتاح" جديداً يتحدث عنه عدا إعادة كلامه المكرر عن وصف الإسلاميين بالكائنات الفضائية التي لم تصل فرنسا.

"جريش" بدا كباحث موضوعي فحين سئل عن السلفيين أجاب بأنه لا يملك معلومات كافية عنهم في مصر ، وحين سئل عن صعود اليسار الفرنسي والألماني في الانتخابات الجارية في البلدين، وتأثير ذلك علي المسلمين في تلك الدول التي تحكمها تيارات ليبرالية مسيحية محافظة ومتطرفة, امتلك الرجل من الجرأة التي جعلته يقول لي - وهو محسوب علي اليسار الفرنسي - أنه لا يتوقع تبايناً كبيرا أو اختلافاً عن السياسات الحالية لأن التطرف والعنصرية ضد المسلمين في أوروبا طالت - بحسب رؤيته - أحزاب اليسار الأوروبية وقد ذكر لي أن كل الساسة الفرنسيين يرغبون في علاقات حميمية مع "إسرائيل".

المقارنة المتفحصة بين "جريش" و "عبد الفتاح" كباحثين تجعلنا نفهم الفرق بين الحيادية العلمية الحقيقية والشجاعة - حتى وان كانت جزئية - والتقليدية في الفكر التي تتناسى ظروف الزمان والمكان لصالح أيديولوجيات عتيقة عفى عليها الزمن وتركها ومضي بعيداً, المفارقة أن لغة "عبد الفتاح" كانت سيئة للغاية بأخطاء إعرابية كانت مثار استهجان الحاضرين من المصريين.

حين ضاق الحضور ذرعاً بخروج " نبيل عبد الفتاح" عن موضوع الحوار وحديثه "الفج" عن الإسلاميين وإطالته الحديث بصورة مملة - خاصة أنه لم يأت بجديد في حديثه عن الإسلاميين - قاطعه أحدهم (حضرتك طولت أوي).....أعتقد فعلا أن " نبيل عبد الفتاح" (طوِّل جداً) .


الكاتب: د. دسوقي أحمد
صحيفة الفتح
تاريخ النشر: 27/09/2011 12:00:00 ص
__________________
المستمع للقرآن كالقارئ ، فلا تحرم نفسك أخى المسلم من سماع القرآن .

رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:03 PM.