|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لا عزاء للرومانسيين الثوريين والسذج عديمي الخبرة من المسلم به في العلوم الإنسانية الحديثة أن القوي الاجتماعية المختلفة (يسميها ابن خلدون العصبيات) إنما تستمد قواها السياسية مما تهيمن عليه اقتصاديا ً بالدرجة الأولي . وفي حالة الصراع علي مصادر القوة الاقتصادية ومساراتها، لابد من الانتباه لحقائق محددة، أولها أن الدولة بقيادة بورجوازيتها البيروقراطية وجناحها العسكري إنما تهيمن علي نحو 40 % من الاقتصاد القومي، وأما البورجوازية الكبيرة التقليدية (الرأسمالية المالية والعقارية والريفية وقطاعات من رأس المال التجاري) فتمتلك حوالي 52% والباقي موزع بين الرأسمال العربي والاستثمارات الأجنبية. فإذا كانت تلك هي حقائق الوضع الاقتصادي، فما من شك في أن نزاعا ً سياسيا ً قد باتت مقدماته تلوح في الأفق بين الجيش الذي يدعم ملكية الدولة (بجانب هيمنته هو نفسه علي جانب له وزنه من الاقتصاد القومي) وبين البورجوازية الصغيرة برأس حربتها " الإخوان" (حوالي 3% من الاقتصاد القومي) وما من شك أيضا ً في أن الغلبة ستكون بالطبع للأقوي الذي هو في نفس الوقت محتكر للقوة المسلحة. ومن هذه المقدمات ما أعلن عنه حول التكتيك الانتخابي كما صرح به بعض الإخوان والسلفيين حيث كان مفترض قيام الحشود بأداء صلاة الفجر ثم التحرك " لتقفيل" الطرق المؤدية للمقار الانتخابية ! أعلنوا ذلك من باب تخذيل العدو ! وهو تكتيك معروف في الحرب النفسية، بيد أنهم سرعان ماتراجعوا عنه بمجرد استبيانهم للتكتيك المقابل من جانب البورجوازية الكبيرة التقليدية (اسمها الحركي الفلول) فلقد لوح الفلول بتجهيز مئات المليارات لتجييش ربع مليون من حثالة البروليتاريا (واسمها الكودي البلطجية) كانوا مستعدين للصدام المسلح الذي كان سينجم عنه عشرات الألوف ما بين قتيل ومصاب. والنتيجة معروفة سلفا هي فرض الأحكام العرفية وإلغاء الانتخابات. التحالفات وأشباهها توافق الجيش مع الإخوان في أعقاب يناير كان مجرد خطبة وليس زواجاً حقيقيا ً ..أما التحالف القائم - موضوعيا - علي المصالح المتقاربة فلا شك في أنه تحالف بيروقراطية الدولة مع البورجوازية الكبيرة (الاسم الحركي لها اليوم الفلول) ولو صح أن الإخوان تعلموا درس أزمة مارس فلسوف نكتشف أن الحديث عن صدام لهم قادم مع المجلس العسكري إنما هو محض تهويش سينتهي برضوخهم لحقائق القوة علي الأرض. قد يختلف السلفيون عن الإخوان في درجة الوعي وقلة الخبرة وضعف التجربة السياسية وهم الذين تمرسوا بمبدأ "لا نعصي الحاكم وإن ظلم" والمسكوت عنه في هذا القول "مادام قوياً" ذلك المبدأ الذي يخفي نقيضه في الضمائر "ولكننا سوف نعصاه إذا ضعفت شوكته وهان أمره " وقد حدث ذلك بالفعل حين انقضوا علي حسني مبارك بعد أن ضعفت شوكته وهان أمره. ويقينا سوف يعود هؤلاء إلي المبدأ الأول حين يستبينون أن الحاكم الحالي ليس علي شاكلة مبارك في الضعف وهوان الشأن . وتلك سذاجة ورثوها عن الإخوان من تاريخهم، حيث ظل الإخوان لأكثر من عقدين في حالة من لا يريد تعلم الدرس الذي تلقوه من عبد الناصر في أزمة مارس 54 فكرروا الخطأ مع السادات، غير ملتفتين إلي أنهم بحكم تكوينهم الاجتماعي بورجوازية صغيرة محال أن تحكم، وإلا كانت البورجوازيات الكبيرة في المجتمع بلهاء لا تعرف مصالحها. والحاصل أن المرشح لكتابة تاريخ مصر في المرحلة القادمة لن يكون التيار الديني بشقيه: المعتدل المتعلم والمتطرف قليل الخبرة . فماذا عن ثوار التحرير؟ حصاد ميدان التحرير سيسجل التاريخ أن هذا الميدان كان الجامع للمصريين بكل طوائفهم وأطيافهم كي يزيحوا عن كاهلهم حكم الاستبداد والفساد، وما من شك في أنهم نجحوا في مسعاهم ذاك لو قصرنا القول علي الرءوس وليس النظام الطبقي المفرّخ لتلك الرءوس وأذنابها القريبة من دوائر صنع القرار . وعبر هذا الإنجاز المحدود سالت في الميدان أنهار من الدم وسكبت علي هوامشه ترعاً ومراوي ومصارف من الحبر، ومع ذلك فلقد ظل تأثير هذا الميدان محاصرا ً في ذاته لا يتعداها إلي فرض إرادته وإكمال مسيرته نحو الثورة الشاملة التي تغير النظام الطبقي وتعيد توزيع الثروة القومية بما يتفق مع نشاط منتجيها وصنّاعها (وتلك هي الغاية الحقيقية لأية ثورة حقيقية) فلماذا عجز الميدان عن بلوغ غايته؟ لأن رواده اجتمعوا علي غير ميعاد دون قيادة تاريخية ملهمة (أحمد عرابي - سعد زغلول - جمال عبد الناصر) ولأن التنظيمات السياسية ذات المصلحة في التغيير الشامل لم تترابط في جبهة موحدة كان من شأنها أن تمثل الدماغ المفكر للجسم الثائر، وهكذا فإن مستقبل مصر لم يعد يتقرر في نتيجة المواجهة بين معتصمي ميدان التحرير والمجلس الأعلي للقوات المسلحة من حيث يدعي كل منهما شرعية توليه قيادة المرحلة الانتقالية بعد سقوط مبارك، فلقد دخلت المعادلة أطراف أخري أميزها التيار الديني وبقايا النظام المباركي بالرغم من التضعضع السياسي والمعنوي الذي انتابهم بعد حل حزبهم الحاكم وتفكك صلاتهم بأجهزة الأمن ولو إلي حين . محصلة الصراع لقد وضح في حالتنا الراهنة أنه ما كان علي المجلس العسكري غير إعادة إنتاج ما حدث في الخمسينات الماضية، وخلاصته أنه من أجل تهدئة القوي الشبابية ذات المطالب الثورية بل واستبعادهم عن صدارة المشهد؛ ما كان عليه سوي استخدام قوة الإخوان والسلفيين لمساعدته في هذا المسعي، ثم التخلي عنهم في الوقت المناسب . أما السلفيون فلامندوحة من انحسار موجتهم سواء طال الوقت أو قصر، وأما الإخوان الذين استوعبوا حقائق العصر وتدارسوا علاقات القوة في الداخل والخارج (والنموذج الجزائري مازال في الأذهان) فأغلب الظن أنهم لن يجادلوا طويلا - حتي وإن احتازوا أغلبية في البرلمان - حول أحقية "مدنية الدولة " أو المطالبة بجمهورية برلمانية يستهدفون بها الوصول إلي تشكيل الحكومة التي يريدونها، ووضع الدستور الذي يحقق مصالحهم سياسيا ً واقتصاديا ولعلهم قد باتوا يدركون أن اللاعب المواجه لهم أذكي من أن يترك مقدرات دولة ذات وحدة هيدروليكية واحدة في مهب رياح تسعي لتقسيمها بذرائع طائفية وتشنجات أيديولوجية . وفي عالم محترفي السياسة لا تثريب علي الأذكي إن هو قام بتوظيف كل القوي الاجتماعية والسياسية بالدهاء والمناورة وربما أيضا ً بالقوة المتاحة، لأنه في واقع الأمر إنما يدافع عن مصالحه الحيوية . وبالمقابل لا عزاء للسذج عديمي الخبرة ولا للرومانسيين الثوريين . |
#2
|
||||
|
||||
![]() لا عزاء للرومانسيين الثوريين والسذج عديمي الخبرة
جزيــــــــــــــــــــــــــل الشكر |
#3
|
||||
|
||||
![]()
هى صحيفتك اكتب فيها ما شئت ستسأل عن كل ما فيها يوم القيامة
ولكن تظل الحقيقة يعلمها الصغير قبل الكبير حتى ولو كتبت الاف الصفحات
__________________
تمنيت أن أسجد لله سجدة لا أنهض بعدها أبدا" إلا لأرى ربى اقتباس:
لو دخلتوا الجنة ومالقتونيش ... إسألوا على واشفعولى عند ربى
|
#4
|
||||
|
||||
![]()
جزاك الله خيرا
|
#5
|
|||
|
|||
![]()
حكمة التعالب
الضرب على الحديد وهو ساخن لتعميق الفروق والشروخ لتصوير الجيش بالمغتصب ولقلب من اختارهم الشعب بأغلبية ساحقة على جيشه وقضائه ليكتمل الهدم وهنا البديل نعلمه جميعا الإخوان والسلفيون فى مصر ليسو بدموية الجماعات الإسلامية بالجزائر من لم يقرأ التاريخ جيدا فليخجل من نفسه قبل أن يربط الشامى بالمغربى كم واحد فى الميدان الأن يعرف حاجة عن تاريخ بلده حتى تحاوره فى تاريخ غيره دول بيلعبوا كوره الفجر ! ومنذ متى وفكر الأطفال يخطط ليصنع مستقبل الأجيال ماتجنب الشباب ولكن هناك مخطط لتجنب أهل الفكر والخبرة شكرا أستاذ أيمن على النقل
__________________
الحمد لله |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|