لما امتحن الله سبحانه عبده بالشهوة و أشباهها ، اقتضت تمام رحمته به
و إحسانه إليه أن هيأ له مأدبة قد جمعت من جميع الألوان و العطايا
و دعاه إليها كل يوم خمس مرَّات ، و جعل في كل لون من ألوان تلك المأدبة ، لذة و منفعة و وقار لهذا العبد ، لتكمل لذة عبده في كل من ألوان العبودية و يُكرمه بكلِّ صنفٍ من أصناف الكرامة ، و يكون كل فعل من أفعال تلك العبودية مُكفّرا لمذموم كان يكرهه ، و يثيبه عليه نورا خاصا ، فإن الصلاة نور و قوة في قلبه و جوارحه و سعة في رزقه و محبة في العباد له
فيفرغ المدعو من هذه المأدبة و قد أشبعه و أرواه ، ومن عليه بالقبول و أغناه و ذلك أن قلبه كان قبل أن يأتي هذه المأدبة ، قد ناله من الجوع و الظمأ و السقم ما ناله.
____
من روائع بن القيم رحمه الله