#1
|
|||
|
|||
![]()
بقلم/ حسين عبد العال
ليس هناك وجه للمقارنة بين نعيم الجنة وبلاءات الدنيا.. ومع عظيم النعيم في الجنة التي لا يستطيع واصف أن يصفها مهما أوتي من البلاغة والفصاحة.. ومن هذا النعيم هو نعيم اللقاء الأبدي مع من يحبه المرء في الله.. إذ ليس في الجنة فراق. كثيراً ما كنت أتذكر هذه النعمة العظيمة في الجنة لكثرة المرات التي كنا نفارق فيها أحبة على غير رغبة منا في الفراق.. خاصة عندما يفارق المرء أعز ما لديه من أهله وأولاده وهو لا يدري أيلقاهم مرة أخرى أم أنه لا يلقاهم إلا في الآخرة. ولقد كنا في السجون في بلاء شديد.. ومع هذا كان من أشد البلاء علينا هو تغريبنا وتفريقنا عن إخواننا الذين أحببناهم حباً شديداً.. وكم كنا نعاني من ألم الفراق؟!!!.. لذلك كان حادينا كثيراً ما ينشد لنا وخاصة في لحظة الفراق: أخي صبراً على ألم الفراق كلانا للنوى والشوق باق إذا انفصلت هياكلنا وبانت فروحي نحو روحك في عناق وكان حادٍ آخر يؤكد في هذه اللحظة أن الفراق ليس فراقِ الأجساد.. إنما هو فراق القلوب.. ويؤكد أننا ما دمنا على العهد فإن قلوبنا لا ولن تفترق.. ومهما تم من تفريق وتغريب فالقلوب ملتقية بإيمانها بالله تعالى وبتقواها لله.. فتسمعه وهو يقول: هل بعد هذا نفترق؟!!! ويرد الجميع خلفه: لا نفترق لا نفترق فقلوبنا جمعت على معنى المحبة في الإله إنا اصطفينا إخوة عرفوا التدين لا سواه هل بعد هذا نفترق ؟؟!!! ويرد الحاضرون : لا نفترق لا نفترق وكان الظالمون عن دراسة يصرون على هذا التفريق وذاك الإبعاد لزيادة الآلام عند الإخوة في الله.. فتراهم كل فترة يقومون بهذه التغريبات. ولقد كانت أشد أيام السجن ألماً هي تلك الأيام التي عشتها بسجن استقبال طره عام 1995م.. وهي أيام تغريب الإخوة لسجن الوادي الجديد وسجن الفيوم.. إذ كنا نودع العشرات بل والمئات في كل تغريبة وإلى أين؟.. إلى مصير مجهول . وتأتينا الأخبار التي لا نستطيع أن نقولها للإخوة لفظاعتها عن هول استقبالهم عند وصولهم للسجن الجديد لدرجة موت البعض منهم من شدة الضرب.. فنودعهم بقلوب حزينة باكية.. ونعود لنمكث أياماً قلائل في هم شديد حتى نفاجأ بتجهيز تغريبة أخرى من أعز الأحباب. وكنا نقف على الشبابيك لوداعهم وهم في عنبر "ج، د" بسجن استقبال طره.. فلا نستطيع أن نلوح لهم بكلمة وداعاً من شدة الحزن والبكاء على فراقهم.. وهم يصرخون في نفس واحد: "إلى اللقاااااااااء.. إلى اللقاء.. إلى اللقااااااااااااااء.. إلى اللقاء". نعود بعد وداعهم ونحن ندندن باكين فراقهم: هل ترانا نلتقي أم أنها كانت اللقيا على أرض السراب ثم ولت وتلاشى ظلها واستحالت ذكريات للعذاب هكذا يسأل قلبي كلما طالت الأيام من بعد الغياب فالحمد لله أن جعل من نعيم الجنة أن اللقاء فيها بالأحبة لا ينقطع ولا يزول.. بل هي تجمع كل حبيب بمن أحبه لله وفي الله.. وصدق بلال (رضي الله عنه) إذ قال عندما حضرته الوفاة "غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه". اللهم اجمعنا بأحبابنا في الفردوس الأعلى وعلى رأسهم الحبيب المحبوب سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) القائل: "المرء مع من أحب يوم القيامة".
__________________
![]() |
#2
|
|||
|
|||
![]() طالب الحق يكفيه دليل
وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل الجاهل يتعلم وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|