أي ربي لقاء بمن غاب عني ..!

[نقاء الروح]

يهزُني شوقٌ عميقٌ إليه ..
فكم من ليالٍ مرت باهتة باردة خالية من طيفهِ الأثير !
ولا زلت افكر ، كيف بات ؟ وبِما أصبح ؟ وإلى أين انتهى به المطاف ،

افتقد وقع خطواته على جدارِ قلبي وهمساته في عُمقِ أذني ..
ولا زلت اتحسس موضعَ آثاره فهذه الزاويةِ أو تلك ..

وبين تلكَ الأشجار وتحت شجرة التوتِ اغفو وأنا اراقب رحيل الشمس في آخر النهار
تحادثُني أنها تغيب لكنها لا تُطيل الغياب

فأبتسم ..!
واهمس : كم أنتِ رائعة ياشمسَ الغروب !

اتذكر كلماته وهمساته .. فتواسيني شمسي بأن لا تحزني !
فلكلِ رحيل نهاية ، ولابد للغائب ان يعود ..
فأعود للابتسام في حزن
فلا عِلم لشمسي أنه رحيل بلا عودة .. رحيلٌ لا لقاء بعده !!

تُودعني شمسي على أملِ لقاءٍ قريب تاركةً خلفها مشهدَ لوحةٍ تثيرُ في عمقِ نفسي شجناً أعمق ..!

فكم كان عاشقاً لتلك اللوحة !

ولا زلت اغفو تحت توتتِنا انتظر رفيقاً آخر يزوروني كلَ ليلة
فنُكمل السَمر والكثيرَ من الشجن ..

فجأة

اشعرُ بـ رعشةٍ عميقة تهزُ بدني ..!
فأدرك أنها نسمة هواء خريفية هبت على حياتي ..

عجباً

لم اكن اشعر بِها قبلاً ؟!
أهو جسدي زادت حساسيته ؟ أم أنه دفئ مشاعره كان يحميني ..!

ارتجف مرة أخرى

فأشد بيديّ على معطفي بضعف !!
واقرر الرحيل ، أليس الجميع يرحلون ؟!
تتساقط قطرات مالحة حادة في مذاقِها كحدةِ مايدور بخاطري ..

فأمسحها بقسوة ..
فلِم البكاء ؟
ألسنا في عالم لا دموع ، لا مشاعر ولا قلوب فيه ؟

أسيرُ على غير هدى
فأجدني أمامَ غرفتي

فاتجه لملاذي وملجأي .. باحثةً عن دفئٍ يخففُ من رجفة أطرافي
وعلّه يخففُ من وجيبِ قلبي ومشاعري ..!

اتقلب مابين الصحوة و النوم
فأهذي ككل ليلة كالمحمومِ تتلبسه الحمى

أي ربي لقاء بمِن غاب عني ..!

25 / 11 / 2011