اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا

محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-06-2012, 12:38 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 29
abomokhtar is just really nice
New السيرة النبوية والعقيدة

البناء التربوي السليم لا بد أن يقوم على أساس عقدي صحيح , ومن أجل هذا كان أول شيء دعا إليه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو التوحيد وتصحيح العقيدة ، وقد مكث ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مكة المكرمة بعد بعثته ثلاث عشرة سنة يدعو الناس لتصحيح وترسيخ العقيدة في قلوبهم ، ولم تـنزل عليه الفرائض ولا التشريعات إلا في المدينة المنورة ، فبدون صحة العقيدة وسلامتها تصبح الأعمال هباءً لا وزن لها , قال تعالى مخاطباً نبيه محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ : { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ }(الزمر65 : 66) .

ومن خلال دراستنا للسيرة النبوية المطهرة نرى اهتمام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالعقيدة ، ومن ثم فقد بدأ دعوته بقوله : (
يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا ) رواه أحمد ، ومعنى لا إله إلا الله : لا معبود بحق إلا الله .
وقد أمضى حياته ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الدعوة إلى عقيدة التوحيد ، وجاهد أعداءه من أجلها ، حتى قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (
أُمِرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ) رواه البخاري .

وحينما أرسل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رسله وأصحابه للدعوة إلى الإسلام أمرهم أن يبدءوا بالدعوة إلى عقيدة التوحيد قبل كل شيء ، كما في وصيته ل
معاذ بن جبل - رضي الله عنه - عندما بعثه إلى اليمن وقال له : ( إنك ستأتي قوما أهل كتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم ، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب ) رواه البخاري .

والمواقف من حياة وسيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي تبين اهتمامه بالعقيدة كثيرة ، منها :


حين فتح الله لرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مكة المكرمة وهو الفتح الأعظم ، الذي أعز الله به دينه ورسوله ، دخل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المسجد الحرام ، وحوله أصحابه ، فاستلم الحجر الأسود وطاف بالبيت ، وكان حول البيت ثلاثمائة وستون صنما ، فجعل يطعن بعود تلك الآلهة المزيفة المنثورة حول الكعبة ، وهو يردد قول الله تعالى : {
وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً }(الإسراء:81) ، والأصنام تتساقط على وجهها على الأرض ، ونادى مناديه بمكة قائلاً : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع في بيته صنماً إلا كسره ، فطهر الله جزيرة العرب من رجس الوثنية ، وهيمنة الأصنام والتماثيل .

ولما اطمأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد فتح مكة بعث
خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ إلى العزى ـ أعظم أصنامهم ـ بنخلة ليهدمها ، وكانت بيتا يعظمه هذا الحي من قريش وَكِنَانَة وَمُضَر كلها ، وكانت سدنتها وحجابها بني شيبان من بني سليم حلفاء بني هاشم ، فخرج إليها خالد في ثلاثين فارساً حتى انتهى إليها ، فهدمها .

ولما سألت ثقيف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يترك لهم صنمهم اللات ، وألحوا عليه في أن يؤجل هدم الصنم ثلاث سنين ، أبَى ، فما برحوا يسألونه ويأبى عليهم ، فألحوا على أن يؤجل تحطيمها سنة ويأبى عليهم ، حتى سألوه شهراً واحداً فأبى أن يتركها ، فبعث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة ـ رضي الله عنهما ـ يهدمانها ، فهدماها في مشهد عظيم .

هكذا كان موقف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حماية التوحيد ، وسد الذرائع المفضية إلى الشرك بالله ، لأن الشرك إذا حدث وسُكِت عنه وعن الأسباب التي ربما تؤدي إليه ، لا يلبث أن يصير في حكم الواقع ومن المسلَّمات ، ومن ثم فقد دلت الأدلة الشرعية من سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على وجوب هدم الأصنام ، ومن ذلك ما رواه
عمرو بن عبسة ـ رضي الله عنه ـ أنه قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : وبأي شيء ‏أرسلك ؟ ، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أرسلني بِصِلة الأرحام ، وكسر الأوثان ، وأن يُوحَد الله لا يُشْرك ‏به شيء ) رواه مسلم .

يقول
ابن القيم في زاد المعاد ـ في فقه قصة وفد ثقيف ـ : " .. هدم مواضع الشرك التي تتخذ بيوتا للطواغيت ، وهدمها أحب إلى الله ورسوله ، وأنفع للإسلام والمسلمين من هدم الحانات والمواخير ، وهذا حال المشاهد المبنية على القبور التي تعبد من دون الله ، ويشرك بأربابها مع الله، لا يحل إبقاؤها في الإسلام ، ويجب هدمها ، ولا يصح وقفها ، ولا الوقف عليها ، وللإمام أن يقطعها وأوقافها لجند الإسلام ، ويستعين بها على مصالح المسلمين " .

وفي غزوة حنين خرج مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعض حديثي العهد بالجاهلية ، وكانت لبعض القبائل ـ قبل الإسلام ـ شجرة عظيمة خضراء يقال لها ذات أنواط يأتونها كل سنة ، فيعلقون أسلحتهم عليها للتبرك بها ، ويذبحون عندها ، ويعكفون عليها .

يقول
أبو واقد الليثي - رضي الله عنه - : ( إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما خرج إلى حنين مَرَّ بشجرة للمشركين يقال لها : ذات أنواط ، يعلقون عليها أسلحتهم ، فقالوا : يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : سبحان الله ! هذا كما قال قوم موسى : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ، والذي نفسي بيده لتركبن سنة من كان قبلكم ) رواه الترمذي .
وهذا يعبر عن عدم وضوح تصورهم للتوحيد الخالص لحداثة إسلامهم ، لكن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع رفقه بمن أخطأ لم يسكت على هذا الخطأ ، بل حذر من آثاره ونتائجه ، وأوضح لهم خطورة ما في طلبهم من معاني الشرك .. فقد كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يربي أصحابه على التوحيد ، ويصحح ما يظهر من انحراف في الاعتقاد ، حتى في أشد الظروف والمواجهة مع الأعداء .

ومن الصور الظاهرة في سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حرصه على تربية الأطفال على عقيدة التوحيد ، وغرسه لها في قلوبهم ، من ذلك أمره الوالدين بالتأذين في أذن الطفل حين ولادته حتى يكون أول ما يقرع أذنه كلمات التوحيد .

عن
عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال : ( رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أذَّن في أذنالحسن بن علي ـحين ولدته فاطمةـ بالصلاة ) رواه الترمذي .
قال
ابن القيم في كتابه تحفة المودود في أحكام المولود : " فإذا كان وقت نطقهم فليلقنوا لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وليكن أول ما يقرع مسامعهم معرفة الله سبحانه وتوحيده ، وأنه سبحانه فوق عرشه ينظر إليهم ويسمع كلامهم وهو معهم أينما كانوا " .
ويقول : " وسر التأذين ـ والله أعلم ـ : أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته ، والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام ، فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا ، كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها " .

وعن
أنس بن مالك - رضي الله عنه ـ قال : ( خدمت النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين فما أمرني بأمر فتوانيت عنه أو ضيعته فلامني ، فإن لامني أحد من أهل بيته قال : دعوه فلو قُدِّر ـ أو قال لو قضي ـ أن يكون كان ) رواه أحمد .

وعن
عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال : ( كنت رديف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : يا غلام أو يا غليم ، ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ؟ ، فقلت : بلى ، فقال : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده أمامك ، تعرف إليه في الرخاء يعرفك في الشدة ، وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، قد جف القلم بما هو كائن ، فلو أن الخلق كلهم جميعا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه ، وإن أرادوا أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه ، واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا ، وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا ) رواه أحمد .

إن الاهتمام بتربية الناس على العقيدة ودعوتهم لها ـ ولاسيما الصغار ـ واضح في سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وقد آتت هذه التربية ثمارها المباركة في إخراج ذلك الجيل الفريد الذي مكَّنَ الله ـ عز وجل ـ به لدينه ، وجعله سبباً لانتصار الإسلام وانتشاره في مشارق الأرض ومغاربها ، فما أحوجنا إلى دراسة السيرة النبوية وربطها بالواقع ، فليست سيرة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ مجرد أحداث وقصص وقعت وانتهت ، بل الأمر أكبر من ذلك ، فقد حفظها الله لنا لتكون لنا نورًا نستضيء به ، ودربًا نسير عليه ، ونطبقه في واقعنا .


__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-06-2012, 12:41 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 29
abomokhtar is just really nice
New منهج دراسة السيرة النبوية

العلم يشرف بشرف معلومه ، والمعلوم في علم السيرة النبوية هو رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم - ، ولابد لمن يريد معرفة سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يستقيها من المصادر المعتمدة ، وأن يتبع المنهج الصحيح في دراستها ، والذي ينبغي أن يكون منطلقا من عزة الإسلام ، وأن الله سبحانه وتعالى لا يقبل من أحد ديناً غيره ، كما قال تعالى : { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(آل عمران:85) ، وأن الإسلام لا يمكن أن تتم معرفته إلا بمعرفة ودارسة سيرة وحياة هذا النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

وقد كُتِبَت في السيرة النبوية كتابات كثيرة ، ولكن تلك الكتابات لم تكن على نحوٍ واحد من جهة اختلاف مناهج أصحابها ، وأهدافهم من كتابة السيرة ، فمناهج الباحثين في السيرة النبوية كثيرة ومختلفة :


منهج المبالغين الغالين :

الذين يُضْفون على النبي - صلى الله عليه وسلم - صفات لا تليق إلا بالله - عز وجل - ، فهؤلاء يبالغون في إطرائه ، ولا يبالون في صحة ما يروون أو ينقلون ، ولا يعتمدون على المصادر الأصيلة والصحيحة من كتب السنة والسيرة ، رغم أن خصائصه ومعجزاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي ذكِرَت في القرآن الكريم ، وجاءت في السنة الصحيحة والآثار المعتبرة من الكثرة والوفرة بحيث لا تحتاج إلى تلك الزيادات التي لا يشهد لها سند صحيح ، ولا نقلٌ مُوثَّق ، وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (
لا تُطْروني (تبالغوا في مدحي ) كما أطرت النصارى ابن مريم ، فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله )(البخاري) .

منهج الباحثين الغربيين :

وهذا المنهج يسلكه أغلب المستشرقين ومن شاكَلهم من الكُتَّاب والمفكرين المنتسبين للإسلام ، فهؤلاء إذا تناولوا السيرة النبوية بالبحث والدراسة تعاملوا معها كما يتعاملون مع سيرة أي زعيم أو بطل أو قائد ، فيتحدثون عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما يتحدثون عن هؤلاء ، ويصفونه بالبطولة والعبقرية والزعامة أو نحو ذلك من الألقاب التي لا تُغْنِي عن مقام النبوة .


فيتحدثون عن سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حديثاً مادياً ، دون ربط لها بالوحي والغيب ، والتأييد الإلهي ، وكأنهم يتحدثون عن سيرة أحد الأبطال والزعماء المعروفين في هذا العصر . مع أنهم يثنون على النبي - صلى الله عليه وسلم - ويصفونه بأوصاف كبيرة ، ويفضلونه على غيره ، ولكن الخطورة تكتنف هذا المنهج من جهة قطعه عن الصلة بالله ، وعن الإيمان بالغيب .


وبعضهم يحكمون العقل في النصوص ، فيردون أحاديث ووقائع صحيحة تتعارض مع عقولهم وأفكارهم ، وينكرون عدداً من المعجزات الثابتة بصريح القرآن ومتواتر السنة ، كنزول الملائكة في بدر ، والطير الأبابيل ، وشق صدر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والإسراء والمعراج .


فيصفون الإسراء والمعراج بسياحة الروح في عالم الرؤى ، ويفسرون الملائكة الذين أمد الله بهم المسلمين في غزوة بدر بالدعم المعنوي ، ووصف الطير الأبابيل بداء الجدري، وأن شق الصدر كان شيئاً معنوياً ، وأن لقاء جبريل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في غار حراء كان مناماً ، إلى غير ذلك . وهكذا تُفَّرغ سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - من الحقائق الغيبية ، والمعجزات التي لا تتنافى في جوهرها مع حقائق العلم وموازينه التي يدَّعون أنهم يسيرون على وفْقها ، لأن الله هو خالق النواميس ، وهو القادر على خرقها متى شاء بآيات ومعجزات على يد أنبيائه ، كما قال تعالى : {
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ }(الحديد: من الآية25) .

ثم إن العقل السليم لا يتعارض مع النقل الصحيح ، فما صح عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أخبار يقبلها العقل ولا يردها ، وإذا لم يحصل الاتفاق والتطابق بين العقل والنقل الصحيح على أمرٍ ما تعين اتهام العقل ، كما ثبت عن
سهل بن حنيف ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : " يا أيها الناس اتهموا رأيكم على دينكم " ، وكما جاء عن علي ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : " لو كان الدين بالرأي لكان مسح أسفل الخف أولى من أعلاه " هذا من جهة ومن جهة أخرى العقول تتفاوت فقد يقبل هذا ما لا يقبله هذا .

منهج السلف ومن سار على هديهم :

وهو المنهج الصحيح والمطلوب السير عليه في دراسة سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وهو الذي ينكر منهج الغلو والمبالغة في إطراء النبي - صلى الله عليه وسلم - ، كما ينكر الأسلوب المادي الفلسفي في دراسة السيرة النبوية ، فالمنهج الصحيح هو الذي يعتمد في دراسة السيرة واستلهام الدروس والعبر منها على القرآن الكريم ، والمصادر الأصيلة الصحيحة من كُتُب السنة والسيرة ، دون مبالغة في إطراء النبي - صلى الله عليه وسلم - وإخراجه عن وصف العبودية ، ودون إغفال لمقام النبوة الذي يعلو به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على سائر البشر .


وهو المنهج الذي يقوم ـ أيضاً - على الإيمان بالغيبيات ، والمعجزات الكثيرة للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي أكرمه الله بها ، فهو أكثر الرسل معجزة ، وأبهرهم آية ، فله من المعجزات ما لا يُحَدُّ ولا يُعَدُّ ، وقد أُلِّفت في معجزاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ المؤلفات الكثيرة ، وتناولها العلماء بالشرح والبيان ، كما قال
ابن القيم ـ بعد أن ذكر معجزات موسى وعيسى ـ عليهما السلام ـ : " .. وإذا كان هذا شأن معجزات هذين الرسولين مع بُعْدِ العهد وتشتت شمل أمتيهما في الأرض وانقطاع معجزاتهما ، فما الظن بنبوة مَنْ معجزاته وآياته تزيد على الألف والعهد بها قريب ، وناقلوها أصدق الخلق وأبرهم ، ونقلها ثابت بالتواتر قرنا بعد قرن .." بل إن سيرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأحداثها ومواقفها ـ ذاتها ـ معجزة من معجزاته ، وآية من آيات نبوته كما قال ابن حزم : " .. فإن سيرة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمن تدبرها تقتضي تصديقه ضرورة ، وتشهد له بأنه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حقاً ، فلو لم تكن له معجزة غير سيرته لكفى .." .

فلم يكن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مجرد عبقري سمت به عبقريته بين قومه ، ولكنه قبل ذلك رسول أيّده الله بوحي من عنده ، قال الله تعالى : {
وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }(النجم 3 : 4) ، وقد أُوتِيَ ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحظ الأوفر والنصيب الأكبر من جمال الصُّورة ، وتمام الخِلقة ، وحُسن الخُلُق ، والرِّفق في المعاملة ، والعدل في الغضب والرِّضا .

لقد فرضت سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نفسها على المسلمين بالعناية والاهتمام بها ودراستها ، وذلك لأن سيرتـه - أقواله وأفعاله - هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي ـ بعد القرآن الكريم . ومن ثم يتضح لنا أهمية دراسة السيرة النبوية في ظل منهج علمي صحيح ، يسعى إلى بناء السلوك وفق هَدْي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأخلاقه ، ويساعد على التقدم في مجال البناء الحضاري للأمة المسلمة التي تقتفي أثر نبيها محمد - صلى الله عليه وسلم ـ ممتثلة قول الله تعالى : {
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }(الأحزاب:21) .

__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27-06-2012, 10:55 PM
الصورة الرمزية عمر ابو قطرة
عمر ابو قطرة عمر ابو قطرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
العمر: 40
المشاركات: 1,205
معدل تقييم المستوى: 17
عمر ابو قطرة is on a distinguished road
افتراضي

صلـــــــــ الله عليه وسلم

بارك الله فيك
__________________
إذا دعتك قدرتك علي ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:45 PM.