اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > منتــدى مُـعـلـمـــي مـصــــــر > منتدى معلمي التربية والتعليم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-07-2012, 02:14 AM
الصورة الرمزية محمد عباس 011
محمد عباس 011 محمد عباس 011 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 871
معدل تقييم المستوى: 17
محمد عباس 011 is on a distinguished road
افتراضي غداً مسيرة لمعلمي الجمهورية بالغربية للنهوض بالتعليم

دعا المئات من معلمي الغربية كافة معلمى الجمهورية إلي مسيرة حاشدة بالغربية ، وكذلك كافة المعلمين بالمحافظة لاستقبال إخوانهم القادمين من المحافظات الأخري ، المسيرة تحت شعار “النهوض بالتعليم” ، وذلك من أجل رفع المعاناة عن كاهل ولى الأمر ، بسبب الدروس الخصوصية ، وتحسين المناهج والمواد الدراسية .
تنطلق المسيرة من أمام محطة قطار طنطا ، فى تمام الساعة الخامسة ، متجهة إلي نادى المعلمين بطنطا ، مؤكدين عقد اجتماع لهم بالنادي ، لمناقشة مشاكلهم ومطالبهم .
__________________
من وجد الله فمن فقد ومن فقدالله فمن وجد
محمد عباس محمد
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-07-2012, 10:34 PM
عوضكو عوضكو غير متواجد حالياً
عضو قدير
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 411
معدل تقييم المستوى: 13
عوضكو is on a distinguished road
افتراضي

بداية صحيحة وموفقة ونتمنى من جميع المحافظات أن تحذو حذوها
أتمنى معرفة ما يسفر عنه الاجتماع من قرارات وشكرا لكم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30-07-2012, 12:34 AM
ابوسمرة88 ابوسمرة88 غير متواجد حالياً
عضو خبير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 742
معدل تقييم المستوى: 17
ابوسمرة88 is on a distinguished road
افتراضي

ومن أهم المشاكل

بسم الله الرحمنالرحيم
* ولا يظلم ربك احد *
السيــــــــــــد الفاضل المحترم /
بعد ....... التحية ........
مقدمة لسيادتكم الموقعين أدناه خريجي دورالمعلمين والمعلمات بمحافظات جمهورية مصر العربية0
الموضــــــــــــــــــــوع
نحن وغيرناالكثير من خريجي دور المعلمين والمعلمات الذين افنينا عمرنا في خدمة العمليةالتعليمية نعامل معاملة خيل الحكومة التي عندما تكبر يطلق عليه النار
.
فنحن وبعد مرور أكثر من ثلاثون سنة خدمة أردنا أن نأخذ حقنا فيالترقيات لوظائف التوجيه والإدارة المدرسية ولكننا فوجئنا بأن اللائحة التنفيذيةالتي صدرت من مجلس الوزراء برقم 2840 لسنة 2007 تحرم خريجي المعلمين والمعلمات منالترقي لوظائف التوجيه والإدارة المدرسية بسبب الشروط المجحفة ومنها أن يكونالمتقدم للتوجيه والإدارة المدرسية حاصل على مؤهل عالي لأنهم يعتبرون أن خريجي دورالمعلمين غير تربويين وهذا خطأ فادح لان خريجي المعلمين مؤهلين تربويا بشهادة جميعمن بالعملية التعليمية فلو سألتم اغلب من في العملية التعليمية حالياً يقولون ياريت يرجعوا دور المعلمين والمعلمات مرة أخرى
.حيث أن دور المعلمين مؤهل فوق المتوسط وتربوى وليس دبلوم
فمعظم بلوأكثر من 70 % ممن يعمل بالتوجيه والإدارة المدرسية حالياً من خريجي دور المعلمينوالمعلمات وذلك قبل صدور قرار اللائحة التنفيذية الظالمة لمجلس الوزراء رقم 2840فحسبنا الله ونعم الوكيل في حكومة نظيف التي انصفت ناس على حساب ناس
وأحيط علم سيادتكم أن في قانون الكادر رقم 155 المادة 72 تستثنىالشاغلون بالعملية التعليمية قبل صدور هذا القانون فلماذا التناقض القانون يقول شئواللائحة التنفيذية تقول شئ آخر .
هل ومن المعقول أن نكون قضينا أكثر من30سنة خدمة ويأتي احد من تلاميذنا ويقوم بالتوجيه علينا أهذا لا يترك أثاراً سلبيةفي نفوس المعلمين 0

لـــــــــــــــــــــــــذا

نرجوا منسيادتكم وأنتم على مشارف تعديل قانون الكادر 155 الظالم رفع الظلم عمن ظلم واستثناءخريجي دور المعلمين والمعلمات من شرط الحصول على مؤهل عالي للترقي لوظائف التوجيهوالإدارة المدرسية ويكتفي بباقي الشروط مهما كانت صعبة لان خريجي المعلمين علمواالكثير من أبناء مصر ولهم الفضل على غيرهم ولا يستحقوا الاهانة والظلم .
وبالتأكيد وفى يوم من الأيام سوف نخرج على المعاش ولا يوجد خريجيمعلمين مرة أخرى
هل يعقل أن يستمر خريجوا المعلمين في التدريس ودونترقيات حتى نهاية خدمتهم ويأتي أولادنا ويتكبروا علينا وهل يستطيعوا العمل حين ذلكبنفس راضيه .
تذكروا انه " ولا يظلـــــــم ربـــــكأحــــــــــــــــد" .
والله نسأل أن يوفق ولاة أمورنا لما فيهخير البلاد والعباد
والسلام عليكم ورحمن اللهوبركاته
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30-07-2012, 01:56 PM
نورهان13 نورهان13 غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 52
معدل تقييم المستوى: 16
نورهان13 is on a distinguished road
افتراضي

شكرا علي الخبر
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 30-07-2012, 02:01 PM
tomjerry741 tomjerry741 غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
العمر: 39
المشاركات: 431
معدل تقييم المستوى: 0
tomjerry741 is on a distinguished road
افتراضي

شكرا علي الخبر
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 30-07-2012, 02:33 PM
alien2 alien2 غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,567
معدل تقييم المستوى: 18
alien2 is on a distinguished road
افتراضي

روت الخرباوي يكتب عن الجماعة التى كان منها وكانت منه «الحلقة الأولى»
الأربعاء 25 يوليه 2012 - 11:02 صمصر
ثروت الخرباوي
هل تريدون أن ألخِّص لكم الجزء الأول من كتاب «قلب الإخوان» فى كلمة أو فى بضع كلمات؟ إذن فاسمعوا خفقات قلبى وهى تقول:

فى جماعة الإخوان كانت لى أيام.. صرت أنا من الإخوانوصار الإخوانمنى.. وفى الإخوان نزفتُ نفسى وللإخوان سكبتُ نفسى وفىالإخوان نسيتُنفسى.. فتلاشيتُ كقطرة ماء تبخرت.. وحين يوم وقعت قطرة الماءمن السحابةفتألمَت ومن ألمها ستنبت خضرة.. وذات يوم عرفت قطرة الماء أنالضياء ينيرالطريق ولكنه أحيانا يعمى البصر

مرت سنوات وأنا فى قلب الإخوان، رأيت فيها أفكارا ترتفعوأفكاراتتهاوى، شخصيات حملت الجماعة، وشخصيات حملتها الجماعة، كان فى ظنىأنالتنظيم ما هو إلا وسيلة لتوجيه طاقات الفرد الإبداعية وتنميتها، فإذابهوسيلة لتكبيل الفرد فى سلسلة بشرية طويلة أشبه ما تكون بسلسلة العبيدالتىكانت تُحمل إلى أمريكا من بداية القرن السادس عشر، الفارق أن «كونتاكنتى» الشاب الإفريقى المسكين الذى كان يتم أسره من غرب إفريقيا قهراوغصباليدخل فى سلسلة المستعبدين، كان لا ينفك عن التمرد على العبوديةإلى أنيستنيم لها مجبرا، ولكنه يظل أبد الآبدين مستعبد الجسد طليق الروحوالنَّفْس، ثم تخرج من صلبه بعد ذلك أجيال لا تعرف إلا العبودية فتظنهاالحياة وحينها تكون هذه الأجيال هى أعدى أعداء الحرية، ويكون السجان هوسيدها وقُرَّة عينها، أما الذى يفتح لها الأبواب المغلَّقة لتنطلق إلىحريتها فهو العدو الذى يجب أن تقاومه.

عبودية التنظيمات الحديدية هى أشد وأنكى من عبودية «كونتا كنتى» إذإنها عبودية الأجساد والأرواح والأنفس، هى أشبه ما تكونبقصة «فاوست»،الذى كان يبحث عن «حجر الفلاسفة» فباع برغبته روحه للشيطان،ما أقسى أنترهن روحك لآخرين حتى ولو كانوا ملائكة، وما أروع أن تكون عبدالله وحده،حين قرأت ترجمة الفيلسوف المصرى عبد الرحمن بدوى لقصة «فاوست» لجوتة،أدركت أن شقاء الإنسان لا يكون إلا بفعله، ولكن هل يدرك الإنسان حجمالمأساة التى تنتج عن تفريطه فى حريته! لا شك أنه قد لا يدرك عمق المأساةوقت التفريط فى الحرية، ولكنه قد يعرف فداحة فعله بعد حين، وقد يظل عمرهكله جاهلا ما وقع فيه، انظروا إلى هذا الشاب غض الإهاب، الذى لم يُعجمعودهبعد، والذى تدفعه عاطفته الدينية إلى الوقوف فى صف السلسلة البشريةالمستعبدة منتظرا دوره فى التكبيل التنظيمى على أحرّ من الجمر وكأنهيتعبدلله حين يصبح فردا يقوده راعى البشر، ما أغبانا حين يقودنا الراعىبعصاالدين والأخلاق والشريعة، ونحن نهش له، يا لله! كم من العبودياتتُرتكبباسم الله، أصاب طاغور الحكيم حين قال «ثقيلة هى قيودى والحرية هىمناىَولكننى لا أستطيع أن أحبو إليها، فمن استعبدونى رفعوا لافتاتالفضيلةوجعلوها حائطا بينى وبين حريتى».

سر عضو «الإخوان» الذى كـــــان عميلا لأمن الدولة
هل من الممكن أن أصف لكم مشاعرى وأبث لكم شجونى، أناالآن أحلِّق فىالسماء، كالطير يجنح نحو الأفق، أو كسهمٍ مَرَق، ولعلنىاليوم أعرف مدىسعادة الطير وهو يجوب الآفاق حرًّا، لا تظن أبدا أن الهواءهو الذى يحملالطير حين يحلق، الحرية فقط هى التى تحمله، ما أعظم الحريةحين تداعبمشاعر من عاش مقيدا مكبلا، كانت آخر أيامى فى تنظيم الإخوان هىأسعد أيامحياتى، ويالها من أيام، كنت قد عقدت العزم على التخلص من تلكالقيودالثقيلة التى أقعدتنى وعرقلتنى وحاولت تكبيل أفكارى، فالنَّفْسالسويةترفض الاستبداد حتى ولو كانت قيوده من ذهب، أو كانت جدرانه قدشُيِّدت منلافتات الفضيلة، ها هى اللحظات الأخيرة تداعب خيالى من جديد،تحث ذاكرتىعلى العودة إلى لحظات الخروج، تلك اللحظات التى اعتبرتها أزمنةقدسية،زمنالحصول على صكّ الحرية هو الأعظم فى تاريخى، قبلها نشبت معركةطاحنةبينقلبى وعقلى، هل أترك الجماعة، أم أظل فيها حتى ولو تحكَّم فيهاالاستبداد؟فتحتُ حوارات مع أصدقائى عن قيمة الحرية، قلت لعاطف عواد الذىترك الجماعة قبلى: عظيمة هى قصة «وداعا شاوشنك» تلك القصة الرائعة التىكتبها ستيفن كينج، ثم تحوَّلَتْ إلى فيلم سينمائى بطولة تيم روبنز ومورجانفريمان، دخل روبنز سجن شاوشنك ولكنه ظل عشرين عاما يبحث عن حريته إلى أنحصل عليها فى الوقت الذى أصبح فيه هذا السجن هو كل الدنيا لمساجين آخرين،لا يعرفون غيره ولا يتقبلون سواه كأنه هو الحياة، أظن جماعة الإخوانتحولتإلى سجن بشرى لا يحفل كثيرا بقيمة الحرية، يستحقون الرثاء من عاشوافىالظلام وينزعجون من النور، من يقبعون فى أقبيتهم وسراديبهم الضيقةوهميحسبون أن الطريق إلى الدين والفضيلة لا يكون إلا من خلال الأقبيةوالسراديب المغلقة.

قال عاطف «الذى أصبح فى ما بعد عضوا بالهيئة العليالحزب الوسط»: كأنكتستعيد يا صديقى قول لامارتين «أى قيمة للفضيلة إذا لمتوجد حرية؟!».
قلت له: لامارتين! لو سمعوك لقالوا إنك صبأت وأصبحت منالليبراليين أوالعلمانيين وساء أولئك رفيقا، ثم استطردت وأنا أغالط نفسى: ولكن هليطاوعنى قلبى على أن أترك جماعة أحببتها.. أتركها والفساد يعشش فىرأسهاويضرب بجذوره فى أطنابها.. لك أن تعرف أن عديدا من الإخوان النبهاءمنأصحاب العقول النيرة والقلوب المضيئة يجاهدون داخل الجماعة حتى لا تصبحخاوية على عروشها بلا مصلحين... فلماذا أتركهم وحدهم؟ أكون حينئذ قد تخليتعنهم.
قال وقد نفد صبره: يا سيدى.. الإصلاحيون لا يستطيعونالتنفس داخل جماعة «كتم النفس» هذه.. عبد المنعم أبو الفتوح يظن أنه يستطيعالإصلاح ويحاولأن يجمع معه جيل الوسطيين مثل إبراهيم الزعفرانى وآخرين،لكنهم جميعهميعيشون على وهم لن يتحقق، إن الفريق الذى سرق الجماعة يقومبدوره بنجاحملحوظ وهم يسحبون حاليا كل الملفات التى كان أبو الفتوح مسؤولاعنها، أصبحعبد المنعم الآن يجلس فى الجماعة بلا عمل، وأظن أنه سيستيقظذات يوم منحلم الإصلاح هذا على قطار الإخوان وقد ابتعد عنه وتركه وحيدابلا جماعة.

تأملت قوله وانتابتنى لحظة صمت وسرعان ما قطعتها قائلا: أصدقك القول،لقد كنت أشعر منذ آماد طويلة أن هذه الجماعة سجن وقيود وأناالسجين الذىلا يستطيع أن يحبو إلى حريته.. ثقيلة هى قيودى.. ندت عنىابتسامة ساخرةوأنا أقول: أخشى أن أكون قد أدمنت السجن والسجان.

الآن وبعد سنوات عديدة من يوم الخروج من الجماعة أجلسفى غرفة مكتبىوحيدا أخطّ هذه الذكريات، أذكر آخر لقاء جمعنى بالمستشارمأمون الهضيبى،كان ذلك فى غضون عام 2002 صدمنى الرجل بكلماته الجافةالخشنة، أهكذا يكونالدعاة! كان اللقاء قد دفعنى إليه الدكتور عبد المنعمأبو الفتوح من أجلتخفيف حدة الهجوم ضدى داخل الجماعة، كان من المفترض وفقالما وقَرَ فىيقينى أن لقائى المستشار مأمون الهضيبى سيكون ثريًّا لهقيمته، فالرجليحمل فوق كتفيه تاريخا ويختزن فى مكنون ذاته كمًّا متنوعًامن المعارفالقانونية والخبرات السياسية والتنظيمية، إلا أننى تذكرت عندلقائى الأخيرمعه ذلك المثل العربى الذى يقول «أن تسمع بالمعيدى خير من أنتراه». ويبدو أن معارف الإنسان وخبراته قد تكون عبئا عليه أو يكون هو عبئاعليهاإن لم تكن له بصيرة وسِعة أفق، كذلك الجواهرى الذى وهبه الله ذهباوجواهرنفيسة فقذفها فى اليم إلى غير رجعة!

كان عديد من اللقاءات الإخوانية التنظيمية قد جمعنىبالمستشار الهضيبىسابقا إلا أنه فى الغالب الأعم كان قليل الكلام يميل إلىالاستماع ولايعقّب إلا بكلمات قليلات... وكان معظم الحوارات التى جمعتناتدور فىمجملهاحول شؤون تنظيمية وحركية لا علاقة لها بالفكر كما لم تكنلهاعلاقةبالإنسانيات والمشاعر، لذلك لم تتح لى الفرصة كى أختبر عن كثببصيرة هذاالرجل وقلبه، إلا أنه ظهر لى من خلال خبرتى فى التعامل معه كماظهر لآخرينأنه يتسم بضيق الصدر وسرعة نفاد الصبر.

كان لقائى إياه هو خاتمة قصتى مع الجماعة، حين تكلمظهرت على قَسَمَاتوجهى مخايل الدهشة حتى إننى كدت أهزّ رأسى لأعيد عقلىإلى مكانه المعهود،هممت بالوقوف للانصراف، فدفقات الكلام الذى خرج من فمهتوحى بأنه كانيعيشفى مرحلة ذهنية متأخرة.

أشار إلىّ بيده يأمرنى بالجلوس وهو يقول: اقعد.. اقعد.. هل تظن أن «دخول الحمام كما الخروج منه؟!».

جلست وأنا أقول فى نفسى بعد أنغالبت ابتسامة طفت علىسطح وجهى «ما دامالرجل يعتبر بيته حمَّامًا فكان من المفروض أن أدخل بقدمىاليسرى وأقولوأنا داخل: اللهم إنى أعوذ بك من الخبث والخبائث».

ودون تمهيد بادرنى بلهجة يشوبها الاستعلاء وكأنه رئيسمجلس إدارة شركةيخاطب أحد الموظفين عنده: أنت أخطأت فى حق الجماعة ياثروت.. ويبدو أنكلمتعرف ما قاله حسن البنا.. قال «نحن جماعة انتظمنا فىصف واحد فإذا خرجمنا واحد لن يقول الناس خرج واحد ولكن سيقولون صف أعوج»،تركته يسترسلفىحديثه إلى أن قال: نحن نتحالف مع من يستطيع أن يقرِّبنا مندوائر صنعالقرار.. نحن تحالفنا فى «الأطباء» مع حمدى السيد ومع حسب اللهالكفراوىفى «المهندسين» لهذا السبب.. وأى شخص قريب من دوائر السلطة العلياسنتحالفمعه ولن نقبل أن يخرج أى واحد منا عن هذا القانون.. هذا هو دستورالجماعة.. دستور الجماعة.. وأنت رجل قانون.

انتظرت إلى أن استكمل كلامه ثم قلت: قانون التحالف معمن يكون قريبا منالسلطة أظن أنه من الممكن أن يكون وسيلة مرحلية وليسدستورا دائما.

ظهر الضيق على وجهه ثم قال بنفاد صبر: لا تجادلنى، أنترجل قانون،لماذا وضعتْ الدولة قانونا للمرور؟ طبعا حتى لا تتصادمالسيارات، ماذا لوخالفت سيارة قانون الدولة وقطعت الإشارة الحمراء؟ قطعًاستقع حوادثوستصطدم السيارات بالمارة، ماذا لو أقام أحدهم بناية دون ترخيصمن الحىّوفقا للقانون؟ سيصبح الحال فوضى... هناك قانون للعقوبات، مَنيخالفه يكونقدارتكب جريمة، أليس كذلك؟
تنفست الصعداء وأنا أقول: لا ليس كذلك.
- ماذا تقصد؟ قالها مقاطعا وهو يبدى استغرابه.

أكملت كلامى وأنا أتناول كتابا كان على المنضدة وكأنهلم يقاطعنى: هناكمواد فى القانون تتم محاكمة الإخوان بموجبها مثل المادة 86 من المدونةالعقابية.. وبالمناسبة الإخوان يخالفون هذه المادة ويرتكبونبمخالفتهم هذهجريمة إنشاء تنظيم دون أن يكون لهذا التنظيم رخصة من الجهاتالرسمية.. فإذا كان قانون الجماعة فى رأيك يجب أن يتم احترامه كما نحترمقانونالمرور وقانون العقوبات فحينئذ يجب أن نعلن عن حل الجماعة لأنهاتخالفقوانين الدولة، لأنها نشأت دون رخصة كما البنايات التى تنشأ من غيررخصة،وإلا لأدت هذه المخالفة إلى اصطدام السيارات ووقوع الحوادث وإشاعةحالةفوضى.. أليس كذلك؟

هبَّ الرجل واقفا وهو يقول بعصبية وحِدّة وهو يشير إلى الباب: اتفضل يا أستاذ المقابلة انتهت.

تجمع فى ذهنى فى تلك اللحظة كل العمر الذى قضيته فىالجماعة وكل ما مربى من أحداث، مرّ شريط الذكريات كأنه دهر ولكنه مرّ فىجزء من الثانية،رأيت أمام عين خيالى تلك المشاهد الرائعة التى شاركت فيهاأو اقتربت منهاأو تفاعلت معها، رأيت أشخاصا أفذاذا فى الفقه والفهم وسِعةالأفق، رأيتعقولا موسوعية وقلوبا نورانية، والآن واحسرتاه أرى جماعة بلاقلب.. هذا هوقلب الإخوان!! فى مكانه فراغ!! فقد تبخر القلب وتناثر خلف منماتوا ومعمن خرجوا.. اندثر القلب وضاع مِن يد مَن قَلَبَ الإخوان إلىناحية أخرى.. الآن آن لى أن أختار.. آن لى أن أحسم أمرى.. أحببت جماعةالإخوانووهبتهاقلبى ومشاعرى وعقلى، فضّلتها على نفسى وبيتى وأولادى، لمأكنأحبها لذاتهاكذلك المحب الولِه العاشق الذى يتدله حبا فى محبوبتهلذاتها، ولكننىأحببتها لما ترمى إليه، لأنها دعوة وحكمة ووسطية وفهمواعتدال.. والآنتبدل الحال فلِمَ أبقى؟ لِمَ أظل أسيرا فى حبائل تلكالجماعة التى فقدتقلبها؟ لِمَ أرضى بالأسر والحبس فى أسوار عالية تمنعالرؤية وتحجبالرؤيا.. فلا خيال ولا إبداع؟ أأظل رهينة فى محبسهم مكبلابأغلالهم وأنامن تاقت نفسه إلى سماء بلا قيود وأرض بلا حدود كطائرالباتروس الذى يقضىحياته محلِّقا فوق مياه البحار والمحيطات..؟ طِرْ أيهاالطائر.. غادرهم.. اذهب إلى سمائك.. واحذر من أولئك الذى سيقولون لك إنكستطير فى سماء ملبدةوتسير فى أرض مظلمة، فالنور فى قلبى وبين جوانحى،فعلام أخشى السير فىالظلماء؟ علامَ أخشى الطيران فى العتماء؟ كُنْ كالنسرفوق القمة الشمَّاءولا تكن كدودة الأرض فى جحر كئيب وجُبٍّ سحيق.. لكنظرولك بصيرة، فأينانتفاعك بنظرك ونظرتك؟ لله در المتنبى حين قال: وماانتفاعأخى الدنيابناظره/ إذا استوت عنده الأنوار والظُّلَم.. قُم الآنوأمعِنالنظر ويجبإذا نظرت أن تحسن الخروج كما أحسنت الدخول.

قمت متثاقلا ثم قلت بهدوء وأنا أنظر إلى الناحيةالأخرى: المقابلةانتهت قبل أن تبدأ.. الآن آن لى أن أختار الصواب.. أناالآن لست معكم فىالإخوان.

كان الفرار من ضيق التنظيم فرصتى للحرية، إلا أننى رأيت وأنا خارج قلب الإخوان أشياء تحير منها الألباب وتستعصى على التصديق.
▪ ▪ ▪
تقول الأسطورة اليونانية إن إيكاروس كان يعيش مع أبيهفى جزيرة كريت،أحب إيكاروس الطيران، فصنع لنفسه أجنحة أخذها من الطيور،ولصقها فى يديهبالشمع، ثم تهيأ للطيران، وقبل أن يطير نصحه أبوه: لا ترتفعكثيرا ياإيكاروس، لا تفكر فى الوصول للشمس، فإنك إن وصلت إليها فقدتحياتك، ولكنإيكاروس كان طموحا للمعرفة فلم يستمع إلى نصيحة أبيه وطار وطاروطارمحلقًا فى الأجواء حتى اقترب من الشمس، اقترب من الحقيقة التى كانتواقاإليها، ولكن أشعة الشمس القوية الحارقة أذابت الشمع وحرقت الأجنحةفوقعإيكاروس ميِّتًا قبل أن يصل إلى مبتغاه.

فهل كنت كإيكاروس عندما حاولت أن أصل للحقيقة فى جماعةالإخوان، وهلسأنال ما ناله؟ كانت رحلتى نحو الحقيقة قد بدأت مصادفة، إذ لميرد فىخاطرى أن جماعة الإخوان تضمر فى نفسها حقائق مفزعة لا يعرفها معظمالإخوان، فالأسرار محفوظة عند الكهنة الكبار، فى صندوق خفىّ لا يستطيع أحدأن يطّلع على ما فيه، إذ إن العتمة التى يعيشها أفراد الجماعة تحجب عنهمنور الحقيقة، وحين سرتُ وراء بصيص الضوء أرانى الله ما يعجز العقل عناستيعابه لأول وهلة، فمن عاش فى العتمة زمنا يفاجئه النور فيعشى بصرهللحظات ويصعب على حدقتيه استيعاب الضياء.

كان من قدر الله أن تم القبض على بعض إخوة لى منالإخوان عام 1999 فىالقضية التى عُرفت بقضية النقابيين، كان هؤلاء الإخوةيحضرون اجتماعا خاصابقسم المهنيين بالجماعة فى مقر إحدى الجمعيات التابعةلنقابة المهندسينفى منطقة المعادى، وعندما تم القبض عليهم كان رد فعلالجماعة على المستوىالإعلامى والسياسى رديئا بطيئا، وحين وجدت أن الجماعةلم تُلقِ بالًالهذهالقضية، أخذت أبحث عن سر هذا التهاون، فالمستغرَب أنبعض المقبوضعليهمكانوا من كبار قيادات الجماعة، فمنهم الدكتور محمد بديععضو مكتبالإرشادوقتها ومرشد الإخوان فى ما بعد، ومنهم أيضا الدكتور محمدبشر عضومكتبالإرشاد، والأستاذ مختار نوح مسؤول قسم المحامين بالجماعةوغيرهم،إلاأننى لم أصل فى الأشهر للأولى للقضية إلى شىء، فقد شغلتنىالأحداث عنتتبع «حقيقة الإعراض».

حينما وجدت أن الإخوان صنعوا لأنفسهم أُذنًا من طينوأُذنًا من عجينبخصوص قضية النقابيين، أخذت أدفع قسم المحامين إلى القيامبدور فاعلومؤثر، وكان الدكتور محمد بديع وإخوانه فى السجن يرسلون إلىّرسائل شبهيومية يطلبون منى فيها أن أتحرك مع المحامين على المستوى السياسىوالقانونى بعيدا عن أقسام الجماعة الرسمية التى رأوا أنها خذلتهم، كانترسائلهم لى تقطر أسى وحزنا من إخوانهم فى الله الذين تركوهم بلا اهتمام،حتى إن مكتب الإرشاد عندما قرر تخصيص مرتب شهرى لأسر الإخوة المحبوسين،أغدق على البعض وحرم البعض الآخر! كان شهر أكتوبر من عام 1999 هو الشهرالذى تم القبض فيه على الإخوان فى هذه القضية، وكأن شهر الخريف هو الشهرالذى أسفر عن بصيص الضوء الذى تتبعته لأصل إلى صندوق الأسرار، وفى منتصفشهر نوفمبر من نفس العام صدر قرار رئيس الجمهورية بإحالتهم إلى المحكمةالعسكرية، وكان قرار الإحالة هذا على غير ما أنبأنا به الوسطاء! لذلك كانوقعه على نفسى مؤلما جارحا، وبعد يوم من قرار الإحالة إلى المحكمةالعسكريةعقدنا فى قسم المحامين بالجماعة اجتماعا فى مكتب الأخ بهاء عبدالرحمنالمحامى عضو مجلس نقابة المحامين.

كان بهاء من الإخوة الذين كان من المقدر لهم أن يحضرواالاجتماع الذىتم القبض فيه على الدكتور بديع وإخوانه إلا أنه تأخر فىالوصول إلى المكانوكان من حسن طالعه أن ذهب فى أثناء القبض على الإخوةفرأى قوات الشرطةالمدججة بالسلاح تطوّق الشارع ففر هاربا بنفسه وتركسيارته، وذهب إلى متروالأنفاق وكاد يقبض عليه أحد المخبرين إلا أن اللهسلَّم.

مكتب بهاء عبد الرحمن يقع فى منطقة عابدين وهو مكتبمتسع الحجراتوالردهات، بدأت وفود الإخوة تهل على المكان حتى اكتمل الجمعفى الساعةالعاشرة صباحا، وحين بدأت وقائع اجتماعنا تحدث الأستاذ محمدطوسون عضوالجماعة، وقال إن الدكتور محمد بديع المحبوس فى القضية طلب منهتشكيل لجنةإخوانية تكون مهمتها إدارة معركة هذه القضية من الناحيتينالسياسيةوالقانونية، واقترح الأستاذ طوسون أن يكون اسم هذه اللجنة هو «لجنة إدارةالأزمة» وأن تكون بالانتخاب وفقا للائحة قسم المحامين، أخذ كلواحد منالإخوة يدلى برأيه فى الاقتراح، وتحدث كل ممثلى المحافظات، كانكلامالجميع حماسيا إلا أنه تلاحظ لى أن كلام المشاعر كان خطابيا بليداكأنه منتماثيل الشمع التى تشبه الحقيقة ولكنها ليست هى، نظرت إلى الإخوانالذينيتحدثون وكأننى أجلس فى متحف «مدام تيسو» للشمع فى لندن! تخيلت أننىأقتربمن حماسهم المتدفق لألمسه وأتبين حقيقته فإذا بى أكتشف أنه بلاحياة،مزيفون، كلهم مزيفون، إلا هو، شعرت بصدقه وحرقة قلبه، أحمد ربيعغزالى... كان أحمد ربيع يتولى مسؤولية قسم الأشبال بجماعة الإخوان فىمحافظة الجيزة،وكان عضوا بمجلس شورى الجماعة وأمينا لصندوق نقابةالمحامين بالجيزة، كانهو أعلى الموجودين فى رتبته الإخوانية، وشعرت أنهأعلاهم فى رتبتهالإنسانية، والحق أننى لم أكن من أصدقاء أحمد ربيعالمقربين، ولذلك لم أكنأراه كثيرا قبل وقائع هذه القضية، ولكننى كنتأشعر بنفسى تهفو إليه دونماسبب ظاهر، ولكأنما كانت جرأته فى الحق هى سببانشداهى له، ولربما كان صدقههو الرابطة التى أوصلته لفؤادى، وأشهد أننىلم أكن أراه من قبل إلا منخلالضوء ضعيف، هو ضوء «الروابط الإخوانية» وهو أخفت من ضوء الشمعة، وضوءالشمعة لا يكفى لكى تكتشف الجمال الإنسانىفى من تحبهم.

وعلى آخر النهار تمت انتخابات «لجنة إدارة الأزمة» وانتخابات الإخوانلها طبيعة خاصة، فلا يجوز فيها أن يتقدم أحد للترشيح،ولكن الكل ينتخب،والكل مرشح، وأسفرت الانتخابات عن فوزى برئاسة لجنةالأزمة «بالإجماع» ماعدا صوتى أنا فقد ذهب لأحمد ربيع، ونجح فى عضويةاللجنة تسعة أعضاء كانمنهم أحمد ربيع وبهاء عبد الرحمن، وجمال حنفى عضومجلس الشعب فى ما بعد،وبعض أفراد آخرين، وأخذت اللجنة بعد ذلك دورها فىإدارة الأزمة، ويبدو أنهذه اللجنة كانت مصدر قلق للجماعة، وكان الذى أثاراندهاشى أن الأستاذمحمد طوسون عندما رأى السرعة التى نسير بها لنصرةإخواننا كان يقول لىولأحمد ربيع مستنكرا وقد اشتد به الحنق: لماذا هذاالحماس؟! هذه ليست أولقضية يتم حبس الإخوان فيها، خفِّفا عنكما فقد يكونحبسهم فيه مصلحةللجماعة!

لماذا أكتب هذه الذكريات؟ يلومنى البعض عليها ويقولونإنك بها تفتّ عضدالجماعة التى تربيت فيها، ولكنهم لا يعلمون أن الحكاياتالتى نكبتها ولانكتبها تصبح غنيمة لأعدائنا، لا يعلمون أننا لا نرتفع إلاإذا تعلمنا منتجاريب الحياة، ومن يقص علينا تلك التجاريب أبد الدهر لا أبالك يرفعناوينفعنا.

فى إحدى الجلسات الهامة بالمحكمة العسكرية التى انعقدتلمحاكمةالنقابيين الإخوان تذكرت واقعة خطيرة كانت قد حدثت عام 1995، كانالنظامقد قبض على عدد كبير من الإخوان ما بين عامى 1995 و1996، وكانالمقبوضعليهم من أعلى قيادات الجماعة، فمنهم عصام العريان وخيرت الشاطروعبدالمنعم أبو الفتوح وعبد الحميد الغزالى ولاشين أبو شنب وجمعة أمينورشادالبيومى ومحمد حبيب ومحمود عزت ومهدى عاكف وإبراهيم الزعفرانى وسعدالحسينى وحسن الجمل والسيد النزيلى ومحسن راضى ومحيى الزايط وحلمى الجزاروأبو العلا ماضى وآخرون ،وأخذت هذه القضايا أرقام 8 و11 لسنة 1995 و5 لسنة 1996، وكان الدكتور محمد سليم العوا هو رئيس هيئة الدفاع ومعه مختار نوحالذى كان منسقا لهيئة الدفاع، وقتها قام الإخوان باستقدام عدد منالمحامينالإنجليز لحضور جلسات المحاكمات بصفتهم مراقبين، وكان من حظى أنكنت مكلفامن الإخوان مع بعض المحامين الإخوان بمرافقة هذا الوفد، كانالدكتورالعواهو الشخص الوحيد الذى كان مؤهلا للتعامل مع هذا الفريق،أما نحن فقدكنامجرد رفقاء طريق، فالدكتور العوا لديه كل تفصيلاتالقضايا حسب موقعهفىرئاسة فريق الدفاع كما أنه يجيد الإنجليزية إجادتهللعربية، وفى هذهالفترةعرفت من خلال أحد الإخوة المقربين من الدكتورالعوا أنه أى الدكتورالعواتدخّل سياسيًّا للصلح بين جماعة الإخوانوالنظام، كان هدف الدكتورالعوا منالوساطة للصلح أن يتيح للحركةالإسلامية مساحة كبيرة فى الحركةالدعوية،فالدعوة هى الوسيلة الإنسانيةالرفيعة التى من شأنها الارتقاءبمفاهيم وقيمالناس، وترشيد سلوكياتهم،وبالدعوة تقوم الحضارات، فما منحضارة إلا ولهادعوة ودعاة.

طلب الدكتور العوا مقابلة اللواء عمر سليمان مديرالمخابرات فحدد لهالأخير موعدا، وفى الاجتماع عرض العوا الوساطة فى الصلح،فوافق عمر سليمانإلا أنه اشترط عدة شروط، منها أن يمتنع الإخوان عن خوضأى انتخاباتنقابية أو برلمانية لمدة خمس سنوات، على أن يتيح لهم النظاممساحة حركة منخلال المساجد، فإذا وافق الإخوان على هذا الشرط يتم الإفراجعن كلالمحبوسين الإخوان، كان هذا العرض مرضيا للدكتور العوا، ظن وقتها أنقيادات الإخوان ستوافق على هذا العرض وسترحب به أيما ترحيب، فهى فرصة نادرةلا تتكرر، وقبل أن يغادر العوا مكتب عمر سليمان قال له هذا الأخير: علىفكرة يا دكتور.. الإخوان لن يوافقوا على هذا العرض، مأمون الهضيبى سيرفضبشدة... ويبدو أن الدكتور العوا أصابته حالة من الاندهاش عندما جاء له ردالمستشار الهضيبى قاطعا برفض العرض!! كيف يرفض الهضيبى اتفاقا كهذا، ومنأنّى لعمر سليمان أن يعرف الرفض مسبقا!! إلا إذا كان صندوق الأسرار لايزاليرفض البوح بأسراره.

جرت هذه الذكريات فى خاطرى وأنا فى المحكمة العسكريةأنتظر مع باقىالمحامين مشاهدة شريط الفيديو الذى سجلته مباحث أمن الدولةللمتهمين لحظةالقبض عليهم فى الاجتماع الذى عقدوه بالمعادى، انعقدت الجلسةبرئاسةاللواء أحمد الأنور، وبعد الإجراءات القانونية الأولى تم استدعاءشاهدالإثبات الأول الذى كان ضابطا بمباحث أمن الدولة ومسؤول قسم الإخوانبالجهاز وكان اسمه الحركى عاطف الحسينى، وكان من المعروف عن عاطف الحسينىأنه يعرف كل كبيرة وصغيرة فى الإخوان ويحفظ وجوه أفرادهم فردا فردا، قامعاطف الحسينى بتشغيل شريط الفيديو وبدأت الصورة تظهر على شاشة التليفزيون،كانت الصور التى تتابعت هى صور بعض الإخوان وهم يدخلون إلى مقرالاجتماع،وطلبت المحكمة من الشاهد عاطف الحسينى أن يوقف الشريط عند كلفرد دخل إلىالمكان ثم يقوم بالتعريف بهذا الشخص، وكانت المحكمة تستدعىكل متهم تعرَّفعليه الشاهد فى الشريط لتقوم بمناظرته، وظهر أن الشاهديعرف الجميع.

هل تعرفون قصة المرشد السرى، ليس قصدى هنا مرشد جماعةالإخوان السرى،فقد تحدثت عنه بما فيه الكفاية فى الجزء الأول من كتابى،وأظن أن الحديثعنه أثار حالة من الجدل التاريخية، إثباتا أو نفيا، ولكنالمرشد السرى هناهو ذلك الأخ الإخوانى الذى قام بإبلاغ مباحث أمن الدولةعن هذا اللقاء،نعم فجهاز أمن الدولة وفقا لما قاله الدكتور محمد حبيب فىأكثر من لقاءاستطاع اختراق الجماعة من أعلاها إلى أدناها، وكانت الشكوك قدحامت حولبعض الإخوة الذين تخلفوا فجأة عن حضور هذا الاجتماع الهام،فلربما قامأحدهم بالإبلاغ عن هذا اللقاء، أخذت الاتهامات تصيب الكثير منأفرادالجماعة من الذين كانوا يعرفون خبر هذا اللقاء، وكانت هذه الاتهاماتوالشبهات تزعزع الثقة فى كثير من الإخوة كما أنها كانت تصيب هؤلاء الإخوةبحالة من الغضب والإحباط، فما أقسى الاتهامات التى لا تكون بلا سند أودليل.

إلا أن الشاهد عاطف الحسينى فى شهادته أمام المحكمة قالإنه اتفق معمرشده السرى الإخوانى على حضور الاجتماع وجهزه بالتسجيلاتاللازمة لتسجيلكل شاردة وواردة فى اللقاء، وكنا فى جلسة سابقة قد سمعناالتسجيلات، وبقىأن نعرف من هو المرشد السرى؟!

الدكتور عمرو عبد الإله البلبيسى، هو أحد الإخوانالفاعلين فى قسمالنقابيين بالإخوان، وعندما بدأ المهندس أبو العلا ماضى فىتشكيل حزبالوسط أواخر عام 1995 انضم عمرو إلى الحزب، وبعد أن احتدمتالخلافات بينأبو العلا والإخوان طلب المستشار الهضيبى من كل الإخوان الذينكانوا قدحرروا توكيلات لوكيل المؤسسين أبو العلا ماضى أن يقوموابإلغائها، فقامعمرو البلبيسى بإلغاء التوكيل فورا، لم يكن البلبيسى وحدههو من فعل ذلكولكن كان معه فى ذلك صلاح عبد المقصود وجمال حشمت وغيرهم،الكل انساق خلفمأمون الهضيبى الذى كان يسوق الجماعة فتنساق له، وفى لقاءجمع أبو العلاماضى بعمرو البلبيسى، بكى البلبيسى أسفًا على إلغاء التوكيلوقال: لم يكنلى حيلة فى ذلك، فرد عليه أبو العلا ردا قاسيا: يبدو يا دكتورعمرو أنقادة الجماعة قامت بعملية «إخصاء» لأفراد الجماعة الأمر الذى ترتبعليهفقدكم لرجولتكم!

كان الدكتور عمرو البلبيسى قد حضر لقاء النقابيينوانصرف منه قبل القبضعلى الإخوة بعشر دقائق، وكنا نعرف هذا الأمر، كانالعجب يلفنا، لماذا لميتم القبض على البلبيسى رغم أنه كان من الحاضرين، بلإن أحد من حضروااللقاء كان قد انصرف هو الآخر إلا أن ضباط أمن الدولةقبضوا عليه قبل أنيركب مترو الأنفاق، وتم تقديمه فى القضية مع باقىالمتهمين، بل إن الدكتورمحمد بشر عضو مكتب الإرشاد لم يحضر اللقاء منالأصل ومع ذلك تم القبضعليه! فلماذا تم استثناء عمرو البلبيسى؟! كانت هذهالأفكار تباغتنى وأناأشاهد شريط الفيديو مع باقى المحامين بجلسة المحكمةالعسكرية، وكان عاطفالحسينى لا يزال يتوقف عند صورة كل متهم ليقومبتعريفه، وفجأة ظهر علىالشاشة صورة عمرو البلبيسى وهو يدخل المكان، ثمظهرت بعد ذلك صورته وهويغادر المكان قبل القبض على المتهمين بدقائق، طلباللواء أحمد الأنور رئيسالمحكمة، إيقاف الشريط عند صورة عمرو البلبيسىوقال للشاهد عاطفالحسينى: مَن هذا؟ هل تعرفه؟ هل هو من المتهمين؟ وهنانظرتُ إلى وجهالشاهدالحسينى لأقرأه ثم نظرت إلى وجوه بعض المحامين منالإخوان لأترقبردفعلهم، وجاءت إجابة عاطف الحسينى من أغرب ما يمكن.
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:32 AM.