اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-10-2012, 01:34 PM
معلم خبير 2012 معلم خبير 2012 غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
العمر: 35
المشاركات: 160
معدل تقييم المستوى: 13
معلم خبير 2012 is on a distinguished road
Mnn ولنصبرن على ما آذيتمون

وكأن الإيذاء قد كتب علينا لأننا أردنا أن نرى الناس دين الإسلام ونحمله إليهم بما به من وسطية ورحمة ومحبة وتقدم وعزة، ولأننا نريد بصدق أن نطبق منهج الله في أرضه، ونكرر تجربة طالما طالعناها في كتب السيرة، وتندرنا بجمالها وعدلها، وجمعها الفريد بين رضا لله وسعادة البشرة وقيادة البشرية.



وكأن الإيذاء قد كتب علينا لأننا نريد أن ننصر الرسول بالفعل لا بالكلام، وأن نرضى الله بتنفيذ ما كلف به البشر في كتابه وما أرسل به رسله، ليحيا الناس بدين الله حياة عملية حقيقية وواقعية في كل مجالات الحياة، وكى يخرج الدين من أوراق الكتب وبرامج الميديا، إلى أرض الواقع في المنزل والمصنع والشارع المدرسة والمسجد.



وكأن الإيذاء قد كتب علينا بعد أن ظننا أن حقبة الإيذاء البدني والنفسي الرهيب من جهاز أمن الدولة قد انتهت، وأنه آن الأوان لبذل الجهد من أجل وطن ظل يعاني لسنوات طويلة من أمراض صعبة ومستعصية كادت أن تودي به، ليفيق الجميع، وتتحد كل فصائل الشعب رغم اختلافها في اللحظة الأخيرة، كي ينقدوه من موت وشيك.



لكننا اكتشفنا- نحن أبناء التيار الإسلامي- أنه بعد عامين تقريبًا من انفراجة ثورة مباركة فتحت علينا طاقات النور ومداعبات الأمل، أن الإيذاء مازال مستمرًا وقويًّا وعنيفًا ومتواصلاً.



إنه إيذاء من نوع مختلف..غريب وغير متوقع...



إيذاء نفسي رهيب يضغط عليك في كل لحظة من بعض الخصوم السياسيين الذين أصيبوا بهستيريا غريبة، جعلتهم يتصورون أي شيء إلا أن يجدوا التيار الإسلامي على رأس السلطة، وهم على استعداد أن يزيدوا معاناة الناس كل يوم عشرات المرات في سبيل أن يفسدوا أي إنجاز أصحابه إسلاميون، وسيكون ذلك باسم الوطنية ومصلحة الدولة والقانون، حتى إن تبدلت في ذلك آراؤهم ومواقفهم من النقيض إلى النقيض، وهم على استعداد أن يتهموك بالخيانة والعمالة والاستبداد في كل لحظة، مهما قدمت من تنازلات، أو سعيت لمصالحات، أوحاولت محاولات للم الشمل وتقريب وجهات النظر.



إيذاء من إعلاميين يستطيعون بكفاءة وحرفية أن يوجهوا الرأي العام ضدك عن طريق قصف إعلامي متواصل لا يهدأ، بالتركيز الشديد على خطأ بسيط تم بحسن نية، أوشائعة يعلمون تمام العلم أنها كاذبة، ليشوهوا بها صورة التيار الإسلامي وهم يبتسمون للمعترضين وهم يقولون: نحن إعلاميون.. نرصد الواقع، وهم يعلمون أنهم يرصدون الواقع إلى يريدونه وقتما يريدون.



إيذاء أصعب من أهلنا وأحبائنا الذين يصدقون الكذب بكل سهولة، ويروجون الشائعات دون تحقق، ويهاجمون من يضحى من أجل رفع المعاناة عنهم، ويضغطون عليه في استعجال مطالبهم استعجالاً غريبًا، وهم يدركون على وجه اليقين مدى المشكلات التي تعانيها البلاد، ومدى الأزمات التي تمكنت منها عبر سنوات طوال.



كل ما سبق من إيذاء يتضاءل أمام إيذاء المتآمرين والمجرمين والفاسدين، الذين نتوقع منهم الأذى ليل نهار، ذلك لأنهم ليسوا أعداءنا فقط، بل أعداء هذا الوطن، وأعداء كل مصلح، وكل ما لا يتواطأ معهم على الفساد والإفساد.



إننى أشفق على أبناء التيار الإسلامي، ليس فقط من حجم المسئولية التى ابتلاهم الله بها، ولكن من كم الضغط الهائل الذي ينصب عليهم من كل اتجاه، وهم رغم هذه الضغوط، مطالبون بالعمل المتواصل دون أن يخطئوا، لأن هناك من يترقبهم ليبدأ سلسلة جديدة من الطعنات، أشفق عليهم لأنهم مطالبون أن يحملوا حملاً ثقيلاً ويسيرون به، وهناك عشرات في الطريق كل هدفهم أن يعرقلوهم، ثم يتهمونهم بعد ذلك بالفشل.



إيذاء المسلمين في المدينة

يبدو أن التاريخ يعيد نفسه، وأن السيرة العطرة ما زالت تلهمنا وتعلمنا وتخفف عنا..



بعد أن هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة، وبعد أن بدأ المسلمون رحلتهم في بناء الدولة الإسلامية، كان المسلمون على رأس السلطة، وكان جو الحرية الذي كفل لليهود العيش في المدينة في أمان وفق ميثاق وعهد، إلا أن حق حرية التعبير الذي كان جزءًا أصيلاً في بناء الدولة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، استغله اليهود في التخطيط للتآمر على المسلمين والإسلام، حتى وصل الأمر الى تدبير مؤامرة لاغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم، ودفع عبد الله ابن أبى ابن سلول ومن خلفه من المنافقين، لإطلاق شائعات متوالية ومتصاعدة، حتى وصلت هذه الشائعات إلى قمتها باتهام السيدة عائشة زوجة النبى الكريم ورأس الدولة بالفاحشة، ورغم صدمة الموقف، كان جلال تعامل الرسول معه بعدم التعرض للمتسبب في إطلاق الشائعة أو من روجوها طيلة شهر كامل، حتى انهي الله الأزمة ببراءة السيدة عائشة رضى الله عنها بآيات أنزلها من السماء.



كان الصحابة يعرفون ويعلمون نهج المنافقين في المدينة، وكان الألم يعتصرهم، حتى أشار عمر بن الخطاب على الرسول بأن يقتل عبد الله بن ابى بن سلول، ليرفض الرسول بشدة قائلاً:



"حتى لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه"

في وقت السلطة والحرية، كان الإيذاء يصل إلى المسلمين وإلى رأس الدولة عنيفًا قاسيًا، لكن المسلمين نجحوا في التعامل مع الأمر، حتى أذن الله لهم بالنجاح والنصر.



كيف نواجه الإيذاء

فلنحاول إذن أن نتبع بعض الوسائل التي تمكننا من مواجهة هذا الإيذاء في تلك المرحلة الصعبة والحساسة من تاريخ الحركة الإسلامية ومن تاريخ الوطن، ومن هذه الوسائل ما يلى:



1) اعتبار الأمر طبيعيًّا والتسليم بأن هذه المرحلة امتداد لمرحلة الإيذاء السابقة، مع الاختلاف في نوعية الإيذاء، والقبول بأن ما يحدث هو قدر لكل أصحاب الرسالات، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم أسوة حسنة.



2) أن نرفع من قوة تحملنا، بالتمسك بفضيلة الصبر بمعرفة فضائلة وثوابه، والتركيز على قيمة الصبر في اللقاءات التربوية، حتى تمر هذه المرحلة بسلام.

قال الله تعالى: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) (الأحقاف: من الآية 35)



3) أن نعمل كثيرًا ولا نتوقف، فالعمل يولد إنجازًا بلا شك، والإنجاز إذا أقنع قطاعًا عريضًا من الناس، سيخفف الإيذاء بتلقائية، وسيبطل مفعول المكايدة التي يجيدها كل من أراد النقد بغرض التشويه، لا بغرض الإصلاح والبناء.

قال تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) (التوبة:الآية: 105)



4) فتح باب الحوارات مع قطاعات كثيرة من الشعب، عن طريق الندوات والمؤتمرات والحوارات الفردية، لتوضيح الصورة ورد الشبهات.



5) التواصل مع قطاع عريض من الناس، فقربنا من الناس يزيد من ثقتهم فينا، ويعطيهم خطوط دفاع تلقائية من تقبل الهجوم الظالم علينا.



6) اللجوء إلى الله والدعاء إليه بتضرع، بأن يخفف عنا، وأن يفرج كربنا وكرب بلادنا، وأن يحميها ممن يريد الكيد لها، وأن يدبر لنا فنحن لا نحسن التدبير. قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) (البقرة: من الآية 186).



7) الإيمان بأن الله سينصر دينه مهما واجه الإسلام من محاولات تشويه مقنعة، وإننا لسنا إلا أسباب، ومهمتنا أن نعمل ابتغاء مرضاة الله، وأن النتيجة هي ملك لله وحده، وأن ما علينا إلا أن نجتهد قدر طاقتنا حتى نرى الله من أنفسنا خيرًا. قال تعالى: ( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحج:من الآية40).



8) لنستشعر أننا بعملنا وسط هذه الأجواء، فإننا نصل إلى أعلى درجات الإخلاص، فنحن نعمل ثم نؤذي؛ ما يعني أننا لا ننتظر من البشر شيئًا، وهي درجة من إخلاص العمل نسأل الله أن يتقبلها منا، فلنستحضر نوايانا قبل العمل ونوجه قلوبنا نحوه، فرضا الله عنا هوالفوز العظيم.



قال أحد العلماء في الإخلاص:

هو النظر إلى ثواب الله لا يريد بذلك حب محمدة، وكراهة مذمة".

فلنشحذ همتنا ونكمل الطريق ونستعن بالله، ولنتذكر أن أمر المؤمن مع الله كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، ولنضع نصب أعيننا قوله تعالى: (وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ). (إبراهيم: الآية: 12).

---------------------
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:55 AM.