اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-12-2012, 11:14 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 29
abomokhtar is just really nice
New الدعاة بين الدعوي والحزبي

بقلم د/ ناجح إبراهيم
المشروع الحضاري الإسلامي يقوم على ثلاثة أذرع إحداها ذراع دعوي وإصلاحي وتربوي.. والثاني ذراع سياسي.. والثالث ذراع اجتماعي يهتم بالفقير والمسكين واليتيم.
والآن نهتم جميعا ً بالذراع السياسي تاركين كل شيء سواه.. حتى كره الناس هذا الذراع الطويلة والتي تغولت على الذراعين الآخرين .. وأخشى أن يضمر كل شيء علي حساب السياسة الحزبية .. ليتحول الأمر في نهاية المطاف إلي صراع سياسي إسلامي إسلامي بعد الفراغ من الصراع الإسلامي الليبرالي.
قبل أن تدعو وتعظ الآخرين عليك أن تتأكد أن التليفون الذي تتحدث إليهم عبره فيه حرارة.. فإذا فقدت الحرارة فلن يصل صوتك للناس .. وحرارة التليفون هنا هي صدق القلب وإخلاصه وتجرده عن نزعات الهوى ورغبات الدنيا والعصبية للحزب أو الجماعة أو الفيصل دون الحق.
الدعوة إلي الله تجمع القلوب المتنافرة.. والسياسة الحزبية تفرق النفوس المتآلفة.
في المسجد يقول الداعية: تعالوا إلي الله.. فإذا انتقل إلي العمل السياسي الحزبي يقول: "انتخبوني ..انتخبوني" .
في المسجد يقول الداعية: "ربي.. ربي " .. فإذا انتقل إلي السياسة يقول: "نفسي .. نفسي .. انتخبوني .. أنا الأفضل.. أنا الأقوى.. أنا الأحكم .. لن أتنازل لغيري.
انتقال البعض من الدعوة والمسجد إلي السياسة دون تربية حقيقية تدريجية وتأهيل سياسي يفرق بين المقدس والبشري.. والمعصوم وغير المعصوم .. ومنبر رسول الله صلي الله عليه وسلم.. ومقاعد الأحزاب السياسية قد يدمر الدعوة والدولة.. والداعية والسياسي.. وقد قال (صلي الله عليه وسلم) "آخر ما يخرج من نفوس الصديقين حب الجاه".. أي السلطة.
المسجد يستر العيوب.. ولكن السياسة الحزبية فاضحة تفضح من لا عيب فيه .. فليتحصن الدعاة بدعوتهم ويستتروا بردائها الأبيض الناصع الواسع .
الداعية الذي يكشر ولا يبتسم وينفر ولا يبشر ويتشاءم ولا يتفاءل ويسب ويشتم ولا يسوق دعوته للناس في ثوب من الأدب الراقي والخلق النبيل عليه أن يبحث عن زعيم آخر غير النبي (صلي الله عليه وسلم) .
انتقلت الحركة الإسلامية من ابتلاءات الدعوة إلي ابتلاءات السلطة.. والأخيرة أصعب وأشق .. وهي التي أشار إلي مثلها سيدنا سليمان في قوله تعالي "هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ".. وشكر السلطة هو التواضع للناس والإحسان والعدل السياسي والاجتماعي.. والكفر هنا هو استطالة الحاكم علي رعيته وظلمه لهم وغياب العدل السياسي والاجتماعي والاغترار بالسلطة.
نجحت التجربة السياسية والإدارية والتنموية لحزب أردوغان التركي في تركيا لأنها اعتمدت علي ثقافة التحالف علي أساس مشروع وطني وتقديم وحدة الوطن علي المفاصلة الأيدلوجية.. فقد اعتبر الحزب أن تركيا تعيش مرحلة إنقاذ وطني وليس مرحلة مفاصلة أيدلوجية.. مما جعل كل فصائل العمل السياسي التركي تؤمن بالدولة ولا تصطدم بها حتى لو قصرت معهم.. ومن يريد استيراد التجربة التركية فعليه أن يستورد الشعب التركي معها.. لأننا جميعا لا نقدم الوطن علي أحزابنا وأفكارنا.
الثورة المصرية الآن بكل فصائلها الإسلامية والليبرالية والاشتراكية والقومية ليس لها رؤية مستقبلية محددة في السياسة والاقتصاد والإستراتيجية والعلاقات الدولية والأمن القومي .. والذي نحسنه الآن ونجيده هو شتم الماضي وذكر سلبياته.. وهذا لا يكفي لبناء المستقبل.. فهدم الماضي فقط لا يعني صناعة مستقبل جيد .. وعلي كل هذه القوي أن تترك الصراع السياسي المدمر بينهما وتتفرغ لعقد حوار وطني حقيقي حول مستقبل مصر السياسي والاقتصادي والإداري والاستراتيجي والأمن القومي ونحوه .
كلنا يترك ما يمكن التوافق عليه ونتوقف عندما اختلفنا عليه .. ونترك الممكن والمتاح ونبحث عن اللا ممكن والمستحيل .. ولذا لا نصل إلي نتيجة في أغلب الأحيان معظم الوقت.
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:49 PM.