المعارضة بقيادة باسم يوسف وسما المصري !!
المعارضة بقيادة باسم وسما !!
بقلم : جمال سلطان -
كمواطن مصري، كإعلامي مصري، وبعيدًا عن أي مزايدات أو مجاملات، قناعتي أن وجود معارضة قوية هو في صالح الوطن، وفي صالح التيار الإسلامي، وفي صالح حزب الحرية والعدالة نفسه، وقد سبق وشرحت ذلك مرارًا، وقلت إن ضعف المعارضة يغري السلطة بالكسل السياسي والترهل وضعف الإنجاز، بينما قوة المعارضة تلهب حيوية الحزب الحاكم وتستنهض كل طاقاته من أجل العمل والإنجاز وتحرك خياله نحو المستقبل بكل إصرار على النجاح والتفوق، وأذكر أني ضربت مثلًا لذلك بلاعب الكرة الذي يعرف أن "دكة الاحتياطي" لا يوجد فيها بديل جيد له في مركزه، فمعروف أن هذا اللاعب يهبط مستواه ويضعف إنتاجه، ومن هذا المنطلق أشعر بالقلق الحقيقي من ضعف المعارضة المصرية الآن وإفلاسها، وغياب الإحساس بالمسؤولية عن قيادتها، وخضوعها للابتزاز الإعلامي، وتسليمها إدارة المعركة مع السلطة وحزبها لبعض الإعلاميين وربما الراقصات، عندما برز اسم باسم يوسف والضجيج الذي أثارته حوله بعض قوى المعارضة وتصدير برنامجه بوصفه الأكثر تأثيرًا في القوى الإسلامية وإضرارًا بها علمتُ وقتها أن المعارضة "بعافية"، وأنها تشعر بالإفلاس السياسي وبالتالي لجأت إلى برنامج فكاهي أو ساخر لكي يقود المعارضة نيابة عنها، ثم تدنت الأمور إلى حد الدفع براقصة من أجل أن تخرج كل عدة أسابيع بكليب يسب حزبًا إسلاميًا أو شخصية إسلامية، وتحتفي بها كثيرًا المنابر الإعلامية التي يديرها شخصيات مالية شهيرة هي ذاتها التي تنفق على معظم أحزاب المعارضة، وعندما تكون قيادة المعارضة المصرية في يد باسم يوسف وسما المصري وخالد يوسف فقل على مستقبلنا السياسي السلام، إن التعددية التي نحلم بها هي بين حزب الحرية والعدالة وحزب النور وحزب الدستور والتيار الشعبي ومصر القوية والوسط وبقية أحزاب مصر، وليست التعددية بين حزب باسم يوسف وحزب سما المصري يا أولاد الحلال.
هذا الانحدار في قدرات المعارضة المصرية، وهذا الإفلاس السياسي الذي يكشف ضعف وهزال البنية السياسية للتيارات الليبرالية واليسارية يثير قلقًا حقيقيًا على المستقبل السياسي لمصر، غير أن أمل الأمة في إنقاذ التجربة الجديدة وتعزيز المشروع الديمقراطي سيكون عبر الحراك السياسي الذي يقوده باقتدار وجدية وإحساس عالٍ بالمسؤولية الأحزاب الإسلامية وأحزاب الوسط السياسي، وأعتقد أن الانتخابات المقبلة ـوفق المعادلة التي نرى معالمها الآن ـ ستخرج بخريطة سياسية جديدة لن يحقق الليبراليون فيها أكثر من خمسة في المائة، وسيكون من المشكوك فيه أن يحقق تحالف اليسار تلك النسبة الصغيرة، وستنقسم مقاعد وحصص الغالبية الساحقة من البرلمان المقبل بين الحرية والعدالة والنور والوسط ومصر القوية والوطن والبناء والتنمية، وربما يدخل في الشراكة البرلمانية حزب المؤتمر برئاسة عمرو موسى بوصفه أقرب أحزاب جبهة الإنقاذ لقوى الوسطية السياسية.
|