اما يستحق الله منا الشكر؟؟

[ابن باز السلفى الاثرى]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلنا الحمد لله رب العالمين انهينا بالامس امتحان اللغه العريقه امتحان اللغه العربيه ولله الحمد والفضل كان الامتحان سهل ويسير علينا ووفقنا الله عزوجل الى الاجابه وخرج معظمنا من الامتحان وقالوا ان الامتحان سهل ويسير ولله الحمد فسبحان من يسر لنا الامتحان وسبحان من الهمنا الاجابه بعد المذاكره وعناء وو والحمد لله لانه كما يقال من جد وجد فحلينا فى الامتحان بفصل الله اولا ثم بعد ذلك بفضل المذاكره اريد ان اخرج من هنا ان الله عزوجل يستحق ان نشكره على ان وفقنا لهذا لازم ندخل ونسجل شكرنا لله سبحانه وتعالى حتى لا تزول منا النعمه بعدم شكرها فالحمد لله الذي جعل الشكر من أجلّ منازل السائرين، والصلاة والسلام على سيد الشاكرين وإمام الحامدين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
أما بعد:

اخوانى الطلاب والطلبه: إنّ نعم الله تعالى علينا كثيرة، ومنته جسيمة، وفضله كبير، فكم من خير أرساه! وكم من معروف أسداه! وكم من بلية دفعها! وكم من نقمة ردها! وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم:34].
اريد ان اذكر لكم قصه قصيره هنا لعلها تفيدنا جميعا ان شاء الله:

كان في بني إسرائيل ثلاثة رجال: أبرص وأقرع وأعمى. وكان كل منهم يدعو الله أن يزيل ما به من مرض وأن يرزقه المال، فاستجاب الله لهم، وبعث إلى الأبرص مَلَكًا وضع يده على جلده، فأصبح حسن اللون، وأعطاه ناقة عُشَرَاءَ ولدت وأصبح لها نسل كثير حتى صار غنيا. وذهب الملَك إلى الأقرع فمسح رأسه فشفاه الله، وأعطاه بقرة حاملا فولدت، وصار له قطيع من البقر.
ثم ذهب الملك إلى الأعمى فوضع يده على عينه، فشفاه الله، وأعطاه الملك شاة وولدها فولدت له حتى صار له قطيع من الغنم، وبعد فترة، جاء إليهم الملك ليختبرهم، هل يشكرون الله -سبحانه-، ويتصدقون على الفقراء أم لا؟
فذهب إلى الأبرص ثم ذهب إلى الأقرع، فلم يعطياه شيئًا، وقالا له: إنا ورثنا المال عن آبائنا، فعادا كما كانا، وأصبحا فقيرين.
ثم ذهب الملك إلى الأعمى وطلب منه صدقة فرحب به، وقال له: قد كنتُ أعمى فرد الله على بصري، فخذ ما شئتَ ودع ما شئتَ. فقال له الملك: قد رضي الله عنك. [القصة من حديث متفق عليه]. وهكذا يكون الأعمى قد نجح في الامتحان؛ فشكر ربه وتصدَّق مما رزقه الله؛ فزاد الله عليه النعمة وباركها له، بينما بخل الأقرع والأبرص ولم يشكرا ربهما؛ فسلب الله منهما النعمة.
ولان شكرنا لرب العالمين سبحانه وتعالى بيترتب عليه خمسة اشياء:
الأولى: خضوع الشاكر للمشكور.

الثانية: حبّه له.

الثالثة: اعترافه بنعمته.

الرابعة: ثناؤه عليه بها.

الخامسة: ألا يستعمل النعمة فيما يكره المنعم.
فهيا سجل شكرك لربك على ماوفقك فيه.
وفى الختام اسأل الله لنا ولكم التيسير.