|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
أزمة النخب في باحة الوادي الفسيح حيث آلاف المصلين جلسوا يكبرون الله تعالى في يوم العيد، منتظرين الصلاة، وشاكرين الله عز وجل أن أتم عليهم نعمة الصيام، أقبلت صاحبتنا الطبيبة اللامعة في ثيابها الأنيقة كالعادة وبشرتها البيضاء الصافية لتشهد معنا الصلاة.. إننا نكاد لا نراها في الصلاة الجامعة إلا في هذا الموسم السنوي، حيث أقبلت ممتعضة من ضجيج الأطفال وزحام الناس، وفرشت سجادة الصلاة التي كانت تحملها حيث أرادت أن تجلس، وكأنها خائفة من تلوث الميكروبات التي ربما تحملها بسط المساجد. لكمن صاحبتنا آثرت أن تصلي ركعتين قبل أن تجلس، فأخذت أرمق صلاتها، فوجدتها لا تحسن الركوع ولا السجود، ولا تكاد تنتصب قامتها بينهما إلا بالنذر اليسير، فتعجبت من كبرها وجهلها، وهي التي ملأت شهرتها الآفاق في طبها، والتبحر في علوم تخصصها. هل وجدت صاحبتنا الطبيبة المرموقة صعوبة- وهي القارئة النهمة لمراجع الطب الضخمة- في أن تطالع في وقت فراغها كتابًا عن صفة الصلاة؟! أم أنها بالأحرى تفتقد لترتيب أولوياتها في يومها بل وفي عمرها، أم أنها لا تدرك أبعاد رسالتها على الأرض التي خلقها الله لها؟ إنها فعلًا أزمة النخب الذين يستغرقون أعمارهم في دنيا مؤثرة، ويستنزفونها في شهرة معجبة، دون أن يقيموا وزنًا لشمولية الإنسان في الحياة كحرفي ماهر، وعابد متضرع، وتائب منيب، وورع فقيه، واجتماعي تواصلي له العديد من الحقوق، وعليه الكثير من الواجبات. طبيب قد خاض في بحور العلم ولا يحسن الصلاة، ومهندس نحرير لا يتحرى الحلال من الحرام، ومدرس شغوف بالمادة أكثر من شغفه برسالته، ومحام مولع بثغرات القانون أشد من ولعه بإنصاف المظلوم.. إنها نماذج- وما أكثرها- عن نخب باهتة، قد أعطت للجموع الغفيرة من حولها انطباعًا في غاية المرارة، عندما رسخت في الأذهان أن العلم للدنيا وليس للقيمة التي أشاد الله بها في محكم كتبه، والعقلاء في مدحهم للعلم وأهله على مر الزمان. إن العلم وجد ليعطي للإنسان قيمة ملائكية تزخر بالفضائل، حتى يصير صاحبه شامة بين الناس، ونبراسًا لأتباع الحق، وقدوة للباحثين عن الوضاءة في حياتهم، وهذا هو الذي أعطى للعلماء رونقهم وبهاءهم ووجاهتهم بين الناس في الدنيا والآخرة. وعندما يتحول العلم من قيمة إلى وسيلة للكسب الجزيل ولدر الربح الوفير فقط لا غير، حيث المنصب الرفيع والسلطة المرموقة.. عندها تكون الطامة الكبرى، والكارثة المحققة، لأن الوجاهة العلمية في الدنيا إن خلت من فضائلها صارت مرتعًا للجشع والابتزاز والانتهازية.. وكم سمعنا ورأينا أمثال هؤلاء ممن يطببون الناس ولا يعرفون للرحمة سبيلًا، ومن يعلمون الخلق ولكن علمهم لمن يدفع أكثر، ومن يوجهون سلطاتهم لمن ينتفعون من ورائهم.. سمعنا عن سرقة الأعضاء البشرية، وعدم احترام حقوق الملكية الفكرية، والفتاوى المأجورة.. وغيرها من تصرفات نخب لا ترقب في أنفسها ولا مجتمعها إلًّا ولا ذمة. إن أمثال هذه النخب المادية- لا الربانية- تترك في المجتمع جروحًا غائرة، وتبعث رسالة للناس في غاية السوء عن العلم وأهله، وينظر إليهم الجميع ليس على أنهم الصفوة والقدوة، ولكن على أنهم حرفيون شأنهم شأن أي حرفة أخرى، إلا أنهم يحترفون العلم لا أكثر ولا أقل. هنا تغيب عن العلم قيمته الدفينة في تهذيب النفس، ويصير في مخيلة الخلق وسيلة من وسائل الكسب ورغد العيش، وساعتها كبّر على الأمة أربعًا، وعدها من أصحاب القبور. فمتى يعود- مثلًا- للفريق الطبي شعار ملائكة الرحمة، ويسترد المعلم هيبته وشموخه وريادته التي أولاها له العلم، ونجد في النخب ضمائر حية تزامنًا مع مهارة مهنية؟ متى يسترد العلم دوره في حياة النخب، ونرى منهم: اللمسة الحانية، والعطف على الضعيف، وإيثار شرف المهنة على ربحها، والتعالي عن سفاسف الأمور؟ منى السعيد الشريف باحثة مصرية ![]() الوعى الاسلامى العدد568
__________________
![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]()
والله عندك حق تسلم الايادى
__________________
اللهم احفظ ابنائى واجعلهم صالحين واقرب منا اليك يا ارحم الراحمين |
#3
|
|||
|
|||
![]()
مقالة رائعة ..كنت قد كتب لك رابط صفحتى على الفيس إلا أن إدارة المنتدى سارعت بحذفها، اعتقادا أنها رابط لموضوع ..
__________________
أبو عبد الله |
#4
|
||||
|
||||
![]() مشكورة أستاذتى العزيزة على المرور
__________________
![]() |
#5
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
مشكور على المرور استاذى العزيز ومشكور على التواصل
__________________
![]() |
#6
|
||||
|
||||
![]()
جزاك الله خيرا وبارك فيك
__________________
![]() |
#7
|
||||
|
||||
![]()
__________________
![]() |
#8
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
![]() ![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|