|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
بقلم/ سمير العركي
لم يبق أمام "لاعقيّ البيادات" من النخب والسياسيين.. الذين ما فتئوا يستعطفون الجيش للاستيلاء على الحكم سوى أن يجمعوا أنفسهم ويستقطعوا يوما ً من وقتهم الثمين بعيدا ً عن مدينة الإنتاج الإعلامي واستوديوهات التصوير ويكنسوا "الأولياء" بنية عودة المجلس العسكري مرة أخرى للحكم!!. فما يحدث في مصر الآن هو فضيحة بكل المقاييس ستظل تذكرها الأجيال القادمة لسنوات طويلة بكل اشمئزاز واحتقار.. فبعد ثورة عظيمة قام بها الشعب المصري بكل فئاته وأطيافه وسال فيها الدم الطاهر من أجل إقامة دولة الحق والقانون وإنهاء احتكار السلطة وتكريس الفساد.. لا يستحي المهمشون سياسيا ً، والعاجزون فكريا ً والمشوهون نفسيا ً ، من الدعوة لاستيلاء الجيش على السلطة مرة أخرى. وهذه دعوة صريحة لعودة الحكم الديكتاتوري البغيض والعصف بإرادة الشعب المصري واختياراته كما أنها دعوة لبث الروح في أوصال الدولة البوليسية التي يعمل الجميع جهد أنفسهم من أجل تفكيك أوصالها وتمزيق كيانها. فعودة الجيش للحكم تعنى إلغاء أول انتخابات حرة نزيهة في تاريخ الشعب المصري منذ آلاف السنين لاختيار حاكمه.. كما أنها بالتبعية تعني فتح أبواب المعتقلات والسجون أمام مئات الآلاف من المحتجين الذين سيخرجون في الشوارع والميادين رافضين ذلك.. وليسوا بالضرورة أن يكونوا من التيار الإسلامي فقط. وبالتبعية فإنها تعنى آلاف ال***ى والضحايا وانزلاق الجيش المصري في مستنقع قذر استطاع أن ينجو منه بوفائه بوعده وتسليمه السلطة للمدنيين. ناهيك عما سيترتب على ذلك من عزلة دولية متوقعة بحق مصر.. فالفاشلون لدينا لا يستطيعون إدراك أن المجتمع الدولي لم يعد لديه أدنى استعداد لقبول فكرة الانقلابات العسكرية .. وأنها أصبحت من مخلفات الماضي.. حيث أن الإستراتيجية التي تعتمدها الإدارة الأمريكية عقب ثورات الربيع العربي تعتبر أكثر ذكاء وتقدما ً من تصرفات كثيرين عندنا.. والذين يصرون على التفكير داخل الصندوق لأنهم لا يعلمون أي شيء خارجه. فالإدارة الأمريكية اعتمدت مبدأ " إذا أردت هزيمة الأسد فدعه ينزل الحلبة". فقد أثبتت سنوات القهر والظلم الطويلة التي تعرض لها الإسلاميون أنها رسمت لهم صورة أشبه بالأسطورة في وعي الجماهير.. وأنهم صاروا نموذجا ً تتمناه الشعوب وتتوق إليه .. وأن هذه الجماهير باتت تعتقد أن الإسلاميين وحدهم يمتلكون المفتاح السحري لحل جميع المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والصحية ... الخ . كما أن عقود الإقصاء والإبعاد أكسبت القوى الإسلامية حالة من "الطُهر" لدى الشعب المصري.. وأنه بات من المستحيل بعد ثورات الربيع العربي أن يتم تجاوزهم في الترتيبات البعدية. ولكنهم في الوقت ذاته يمثلون إشكالية أمام السياسية الأمريكية في المنطقة. ومن هنا فإن الإدارة الأمريكية تراهن الآن على إفشالهم سياسياً وتعويقهم اقتصادياً.. بحيث يكون الإبعاد والإقصاء بيد الجماهير وعبر الصناديق.. وليس عن طريق الحكام وبواسطة السوط والهراوة.. مما سيؤدى بالضرورة إلى نزع هالة التقديس التي أحاطت بهم لعقود ليست بالقليلة . هذا باختصار هو طبيعة السياسة الأمريكية تجاه الإسلاميين في أعقاب الربيع العربي.. خاصة وأن الإدارة الأمريكية لم تعد تعول كثيراً على الرموز والنخب المصرية أو على قدرتهم في حشد الشارع المصري.. بل أسقطتهم تقريباً من حساباتهم. فقد روى لي أحد الأصدقاء المتخصصين في الدراسات الإستراتيجية والمستقبلية أنه التقى على هامش أحد المؤتمرات الدولية بالهند مؤخراً بباحثين من مؤسسة "راند" الأمريكية.. وهي مؤسسة معروف أنها معنية بإعداد البحوث والدراسات السياسية والإستراتيجية التي تساعد صانع القرار في البيت الأبيض الأمريكي ولها نفوذ مؤثر معلوم. فكان مما قاله باحثو راند أنهم: "يعرفون أن معظم الساسة المصريين إلا الإسلاميين ليس لديهم أي نفوذ مؤثر في الشارع المصري.. وعلى رأسهم البرادعي وصباحي وعمرو موسى وغيرهم ممن ذكروهم بالاسم.. لذا – والكلام مازال لهم – فقد أسقطوهم تماما من حساباتهم ولم يعودوا يعولون عليهم ولا يثقون في قدرتهم في مواجهة التيار الإسلامي". هذه الرؤية الأمريكية قد تحتاج منا إلى مزيد من البحث والدراسة لاحقاً لبيان ضرورة بناء إستراتيجية مضادة لها تمكن من بناء نموذج للحكم الرشيد القادر على التعامل مع آلام وهموم المواطن البسيط. ولكنى أردت الإشارة إليها للتأكيد على عجز النخب السياسية المصرية عن إدراك طبيعة تفكير المجتمع الدولي تجاه الوضع في مصر بصفة خاصة.. وفى دول الربيع العربي على وجه العموم.. وهو ما عوضوه بإلقاء الكرة في ملعب الجيش بدعوته للاستيلاء على الحكم! ولم يبق سوى أن يصرخوا بأعلى أصواتهم انقلاب عسكري لله يا سادة!!
__________________
![]() |
#2
|
|||
|
|||
![]()
إنهم يترنحون
![]() ![]() ![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|