|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
مقتطفات من الرواية التي من الممكن رؤيتها في الأسواق
سنة 2055 م ده طبعا إذا كان عندنا ساعتها شوية نظر فاضل . -------------------------------------------------------------------------------------------------------- صوت يصرخ في عتمة الليل : يا بلد معاندة نفسها فيها كل حاجة و عكسها حقيقي أنا صبري انتهي و القلب مليان بالألم - ممكن تكلمني شوية عن شغلك ؟ ابتسم الجالس تلك الابتسامة التي تبدو أقرب للبكاء و أخذ يتكلم كأنه يسترجع شريط فيديو من أوله : - أول ما عرفت إني حأستلم الشغل ، كنت فرحان جدا ، ممكن تقول كنت طاير من الفرح ، و بصراحة ما زعلتش إن المدرسة في آخر الدنيا ، لأنه كان مسيطر عليا مبدأ "إن المعلم ذي الدكتور بالضبط ، لازم يؤدي رسالته في أي مكان " ابتسم الدكتور - رغما عنه - و هو يقول : - و بعدين ؟ - شيلت الشنطة ، و سافرت للمجهول ، مدرسة "كفر شنتح الابتدائية" ، و قعدت في طريقي أسأل عنها طوب الأرض ، المهم بعد قرن من الزمان ربنا أكرمني بالوصول ، و قد كانت صدمة البداية . لوح خشب كتب عليه بخط طفولي و بالطباشير اسم المدرسة ، أما عن المدرسة نفسها فهي عبارة عن سور من الخوص يحيط بحوش ترابي ، في وسطه عامود صدئ من الحديد ، أعلاه خرقة بالية يظهر عليها ألوان حمراء و سوداء و بيضاء باهتة ، يقف أعلي العامود غراب أسود مصاب باكتئاب مزمن ، و يبدو عليه أنه موشك علي الانتحار . أزحت ذلك الشئ الذي من المفترض أن يكون بابا ، فتهاوي خلفي محدثا جلبة كافية بإيقاظ الموتى من قبورهم ، و دخلت قارئا المعوذتين في سري ، و لمحت مبني كئيب في أقصي يمين الحوش الترابي ، اقتربت منه فتبينت أنه مبني من الطين ، و به شقوق أصغرها كاف ليصبح بيتا لعائلة من الدببة القطبية . عندها ظهر مدير المدرسة ، و هو رجل مهيب الطلعة ، ذلك لو تغاضينا عن أنه يلبس شبشب بلاستيك من النوع المخصص لدخول دورات المياه ، و بنطلون بدون حزام مرفوع حتى بداية الرئتين ، و قميص لا تدري هل لونه الأساسي رمادي غامق أم كان أبيض أيام الحملة الفرنسية و استحال لونه من الغُلب رماديا، و أخيرا شيء استنتجت بذكائي أنه جاكت بدله و إن كنت أشك في ذلك . نظر لي المدير في توجس و هو يقول مرحبا : - يا أهلا و سهلا يا بيه ، أي خدمة ؟ فتحت فمي لأجيبه ، و لكنه بادرني قائلا : - أكيد سيادتك متابع من المديرية ، لكن إيه اللي فكركم بينا يا سعادة البيه ، ده أنا بقالي 15 سنة مدير للمدرسة و ما حدش جه يمة المدرسة!! تنحنحت قليلا و قلت : - أبدا يا فندم أنا مش متابع من المديرية ، أنا م.... تحول لونه للون الأصفر و هو يقول : - تكونش لا قدر الله من الوزارة . - لأ ، و لا دي كمان ، أنا المدرس الجديد . هنا استعاد المدير طبيعته ، و ازداد طوله مترين ، و رفع عقيرته قائلا : - نعم يا خويا ، موش تقول كده من الصبح ، تعالا ورايا ع المكتب . و دخلنا سويا لكهف أدركت أنه المكتب المزعوم و كانت البداية حجرة ضيقة لها رائحة نتنة لم أعرف مصدرها ، في جزء منها يرتمي في عدم اكتراث أنتريه قديم يبدوا أنه تعرض لحادثة أتوبيس من أحشائه البارزة من كل جوانبه ، و في ركن قصي من الحجرة هنالك دولاب حديدي فاغر فاه يوشك علي ابتلاع من يقترب منه ، مكدسة داخلة أكوام من أوراق صفراء من تلك النوعية التي يستخدمها سحرة الفودو لاستحضار روح الشيطان ( أبراكساس ) . أما عن مكتب سيادة المدير فحدث و لا حرج ، من النظرة الأولي لا تدري أهو مكتب أم مكب نفايات من التي توضع علي نواصي الحارات الفقيرة ، و من كثرة الأشياء التي فوق سطحه لا تكاد تتبين ذلك السطح ، و من العجيب أن تلك الأشياء ليس بينها رابط مشترك ، فتارة تلمح كومة أوراق شبه ممزقة ، و تارة أخري تجد باكو شاي انسكب نصفه ، مع القليل من مناديل ورقية متسخة تملأ الفراغات ، و علي مقربة لمحت فردة شراب ، نظرت لها في اشمئزاز مدركا الآن فقط سر الرائحة المنتنة التي تعبق المكان . جلس المدير علي مكتبه ، و مددت إليه يدي بخطاب التعيين ، راسما علي وجهي ابتسامة جاهدت لأجعلها مشرقة ، و لكنه لم ينظر لي ، و إنما تناول الخطاب من يدي بحركة آلية ، و نظر فيه قليلا ثم نظر نحوي قائلا : - إيه ده يا أفندي ... أنت متعاقد ؟ - نعم .... تعاقد مميز . - مميز و لا درجة ثانية و لا مكيف !! أنا مالي .... المهم مش تعيين ؟ رسمت ابتسامة أخري علي وجهي و هي تلك الخاصة بقلة الحيلة ، ثم رددت قائلا : - حضرتك عارف إن ما فيش تعيين حكومي اليومين دول ، لكن ربنا يسهل ، أنا سمعت إن التعاقد أول درجات التعيين ابتسم المدير ابتسامة غامضة و هو يقول : - سمعت ... آه ... طيب .. ربنا يديك العمر و يبقي الكلام ده بجد . نظرت إليه قليلا و أنا لا أدري بما أرد عليه ، و لكنه بعد لحظة صمت ، تلطف قليلا و دعاني للجلوس علي الكرسي أمامه ، فجلست شاكرا ، و ما هي إلا لحظات لأجد نفسي مكوما علي الأرض كالشوال تشيعني صيحات المدير المعترضة ، و ذلك لأن الكرسي لم يتحمل ثقل جسدي النحيل عليه ، و نهضت وسط صوت ضحكات أنثوية مكتومة قادمة من خلفي ، فنظرت و أنا ألملم كرامتي التي تبعثرت مني في لحظات سقوطي ، و إذا بنظري يقع علي شمس من شموس مجرتنا ، ضوئها أغشي بصري تماما ، فظللت جامدا مكاني ، و كأن من يراني يحسبني تحولت صنما وثنيا ، أو كأن العيون السوداء التي صدمتني بسحرها قد دهستني دهسا ، و انطلق صوتها يرن في أرجاء الحجرة من جديد : - معلهش يا أستاذ ... أصل أثاث مدرستنا مصاب بشلل أطفال . استجمعت شتات نفسي ، و أنا أبتسم في حرج بالغ قائلا : - أنا اللي غلطان ... كان المفروض أخد بالي . عندها أدركت أن المكان ليس بهذا السوء الذي ظننته في البداية .
__________________
|
#2
|
|||
|
|||
![]()
تعرف دمك خفيف
|
#3
|
||||
|
||||
![]()
شكرا لك يا أستاذة ، و ربنا يخلي لك ( الخير ) و تفرحي بيه
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|