|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
بقلم / تراجي الجنزوري.. هاهو كعب الأحبار يمر على عمر – رضي الله عنه – فقال له : يا أمير المؤمنين أنزلت عليكم آية.. لو نزلت علينا معشر يهود لجعلنا من يومها عيدا.فقال وما هي يا كعب الأحبار؟
قال : قوله تعالى " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ". فإذ بعمر يحمد الله عز وجل.. أن جعل من يومها عيدا..فقد نزلت يوم الجمعة عشية عرفة. فالحمد لله على كمال الدين وتمام النعمة وأن رضي الله لنا الإسلام دينا. فهو دين رباني .. أي من عند الله.. إذن فلا نقص ولا عيب ولا شبهة ولا شائبة.." وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً " دين شمولي.. يشمل جميع شؤون الحياة وسلوك الإنسان ..عقائدية..أخلاقية..قضائية..سياسية..اقتصادية..اجتم اعية..تبيانا لكل شيء " عموم الشريعة.."وما أرسلناك إلا كافة للناس ".." قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً " وعموم الشريعة يقتضي الزمان والمكان . دين واقعي..يحرص على أن يصل بالإنسان إلى أعلى مستوى من المثالية..ومع ذلك لايغفل عن طبيعة الإنسان وواقعه . ومن طبيعة هذا الدين وواقعيته أنه يجمع لا يفرق..يأمر بالاجتماع والائتلاف.. وينهى عن الفرقة والاختلاف.. يدعو للالتحام والتعاون..ويبغض في التنافر والتشاحن . ولقد جاءت العبادات مغذية ومزكية لذلك فالصلاة.. شرعت صلاة الجماعة..وهي من الوجوب بمكان.. لتجمع بين أهل المكان كل يوم خمس مرات..المجموع في مسجد واحد..أمام إمام واحد..لاتجاه واحد..يبغون رضا رب واحد..مما يحدث التحاب والائتلاف..ويفعل التعاون على البر والتقوى. صلاة الجمعة..شرعت بزيادة العدد والمكان وسعة في الزمان..كل أسبوع يلتقي أهل الحي في مسجد مخصوص..وراء إمام مخصوص..بحديث مخصوص..مما يدعو لزيادة الحب والائتلاف..وينهي على الفرقة والاختلاف . صلاة العيد..أهل البلد جميعهم..في مكان عام..وراء إمام عام..بحديث عام..كل عام..(الله أكبر الله أكبر الله أكبر..لا إله إلا الله..الله أكبر الله أكبر..ولله الحمد ).. مما يحدث لقيا عامة وائتلاف أعم . وكان الصيام موحدا لذلك الائتلاف..ومحدثا للوئام..الكل في وقت واحد..يعلن الصيام ..ومع آذان المغرب..الجميع في نفس واحد وبصوت واحد (ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله) . ثم يجيء الحج الأكبر ليعلن الائتلاف الأعظم.. " وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ " الناس كل الناس..عربي وعجمي..شرقي وغربي..أبيضهم وأسودهم..غنيهم وفقيرهم..قويهم وضعيفهم..من شتى بقاع الأرض..الكل.. بلباس واحد..في صعيد واحد..يطوفون ببيت واحد..متجهين لرب واحد. الكل في صوت واحد " لبيك اللهم لبيك.. لبيك لاشريك لك لبيك ..إن الحمد والنعمة لك لا شريك لك "ليعلن للجميع أن : الإسلام يجمع ولا يفرق..يوحد ولا يشتت. الإسلام تعاون وائتلاف..لافرقة واختلاف الإسلام.." لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ". وكما قال القائل : أمور الين تجمعنا وأمور الدنيا تفرقنا. يقول الإمام مالك : ما اختلف الناس على الدين..ولكن اختلفوا على الدينار والدرهم .
__________________
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|