#1
|
|||
|
|||
![]()
وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا
قال تعالى في كتابه العزيز{وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله، وعلى وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: هذه الآية الكريمة تتناول قاعدة من القواعد القرآنية التي حفل بها كتاب ربنا -عز وجل-، تلكم القاعدة القرآنية التي دل عليها قول الله -تعالى-: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة: 189]. وهذه القاعدة القرآنية جاءت ضمن سياق الحديث عن عادة من عادات أهل الجاهلية، الذين إذا أحرموا، لم يدخلوا البيوت من أبوابها، تعبدا بذلك، وظنا أنه بر، فأخبر الله أنه ليس ببر؛ لأن الله -تعالى-، لم يشرعه لهم، كما ثبت سبب هذا النزول في الصحيحين من حديث البراء -رضي الله عنه-. قال -تعالى-: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [البقرة: 189]. ولئن كان سبب النزول الذي عالج ذلك الخطأ من أجلى وأظهر الصور التي عالجتها هذه القاعدة، فإن ثمة تطبيقات أخرى واسعة لهذه القاعدة القرآنية الجليلة: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة: 189]، تظهر لمن تتبع كلام العلماء عنها، أو في تطبيقاتهم العملية لها، ومن ذلك: 1- عبادة الله -تعالى-: فإنها الطريق الموصل إلى الله -عز وجل-، ومن أراد أن يصل إلى الله، فعليه أن يسلك الطريق الموصل إليه -سبحانه وتعالى-، ولا يكون ذلك إلا بواسطة الطريق الذي سنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. يقول العلامة ابن القيم -رحمه الله-: "فالوصول إلى الله وإلى رضوانه بدونه محال، وطلب الهدى من غيره هو عين الضلال، وكيف يوصل إلى الله من غير الطريق التي جعلها هو -سبحانه- موصلة إليه؟ ودالة لمن سلك فيها عليه؟ بعث رسوله بها مناديا، وأقامه على أعلامها داعيا، وإليها هاديا، فالباب عن السالك في غيرها مسدود، وهو عن طريق هداه وسعادته مصدود، بل كلما ازداد كدحًا واجتهادًا: ازداد من الله طردًا وإبعادًا" [1]. ويؤكد ذلك العلامة السعدي -رحمه الله-، في تعليقه على هذه القاعدة التي نحن بصدد الحديث عنها: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة: 189] فيقول: "وكل من تعبد بعبادة لم يشرعها الله ولا رسوله، فهو متعبد ببدعة، وأمرهم أن يأتوا البيوت من أبوابها لما فيه من السهولة عليهم، التي هي قاعدة من قواعد الشرع" [2]. 2- ومن تطبيقات هذه القاعدة {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} أنه: "يؤخذ من عمومها اللفظي والمعنوي أن كل مطلوب من المطالب المهمة ينبغي أن يؤتى من بابه، وهو أقرب طريق ووسيلة يتوصل بها إليه، وذلك يقتضي معرفة الأسباب والوسائل معرفة تامة؛ ليسلك الأحسن منها والأقرب والأسهل، والأقرب نجاحًا، لا فرق بين الأمور العلمية والعملية، ولا بين الأمور الدينية والدنيوية، ولا بين الأمور المتعدية والقاصرة، وهذا من الحكمة" [3]. 3- ومن تطبيقات هذه القاعدة {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}: إغلاقها لباب الحيل على الأحكام الشرعية، إلا فيما أذن فيه الشرع؛ ذلك أن المتحايل على الشريعة لم يأت الأمر من بابه، فخالف بذلك ما دلت عليه هذه القاعدة المحكمة. يقول ابن القيم رحمه الله مبينًا شناعة فعل هؤلاء المتحايلين، الذين تفننوا في هذا الباب: "فاستبيحت بحيلهم الفروج، وأخذت بها الأموال من أربابها فأعطيت لغير أهلها، وعطلت بها الواجبات، وضيعت بها الحقوق، وعجّت الفروج والأموال والحقوق إلى ربها عجيجًا، وضجت مما حل بها إليه ضجيجًا، ولا يختلف المسلمون أن تعليم هذه الحيل حرام، والإفتاء بها حرام، والشهادة على مضمونها حرام، والحكم بها مع العلم بحالها حرام" [4] انتهى. فإذا تبين ذلك، فقارن -أيها المستمع الكريم- كم هم الذين وقعوا في هذا المرتع الوخيم؟! ممن نصبوا أنفسهم للإفتاء في بعض المنابر الإعلامية، أو في بعض المواقع، وساعدهم على ذلك تراكض كثير من الناس في هذا الباب، وأدنى نظرة في الواقع، تبين أن الأمر جلل، والله المستعان. 4- ومن تطبيقات هذه القاعدة القرآنية: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}: في باب طلب العلم شرعيًا كان أم غير شرعي، وكذلك في طلب الرزق، فإن "كل من سلك طريقًا وعمل عملًا، وأتاه من أبوابه وطرقه الموصلة إليه، فلا بد أن يفلح وينجح ويصل به إلى غايته، كما قال -تعالى-: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة: 189]، وكلما عظم المطلوب تأكد هذا الأمر، وتعين البحث التام عن أمثل وأقوم الطرق الموصلة إليه" [5]. وما أجمل ما قاله قيس بن الخطيم!: إذا ما أتيت العزّ من غير بابه *** ضللتَ، وإن تقصد من الباب تهتد [6]. 5- ومن تطبيقات هذه القاعدة القرآنية: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}: هو الحديث مع الناس، فإن الآية ترشد إلى أن المؤمن عليه أن يسلك الطريقة المناسبة في الحديث، فيعرف الموضوع المناسب الذي يحسن طرقُه، والوقت الملائم، ويعرف طبيعة الشخص أو الناس الذين يتحدث إليهم، فإن لكل مقام مقالًا، ولكل مجال جدالًا، ولكل حادثة مقامًا. وعلى هذا فإذا أراد الإنسان أن يخاطب شخصًا كبير المنزلة في العلم أو الشرف، فلا يليق أن يخاطبه بما يخاطب سائر الناس؛ والحكمة في هذا هي المدار، {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} [البقرة: 269]. 6- ومن تطبيقات هذه القاعدة القرآنية: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}: ما أشار إليه ابن الجوزي في كتابه الماتع (صيد الخاطر) حيث يقول -رحمه الله-: "شكا لي رجل من بغضه لزوجته ثم قال: ما أقدر على فراقها لأمور: منها كثرة دينها علي، وصبري قليل، ولا أكاد أسلم من فلتات لساني في الشكوى، وفي كلمات تعلم بغضي لها. فقلت له: هذا لا ينفع وإنما تؤتى البيوت من أبوابها، فينبغي أن تخلو بنفسك، فتعلم أنها إنما سلطت عليك بذنوبك، فتبالغ في الاعتذار والتوبة، فأما الضجر والأذى لها فما ينفع، كما قال الحسن البصري عن الحجاج بن يوسف: عقوبة من الله لكم، فلا تقابلوا عقوبته بالسيف، وقابلوها بالاستغفار. واعلم أنك في مقام مبتلى، ولك أجر بالصبر، {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 216]، فعامل الله -سبحانه- بالصبر على ما قضى، واسأله الفرج، فإذا جمعت بين الاستغفار وبين التوبة من الذنوب، والصبر على القضاء، وسؤال الفرج، حصلت ثلاثة فنون من العبادة تثاب على كل منها، ولا تُضَيّع الزمان بشيء لا ينفع، ولا تحتل ظانًا منك أنك تدفع ما قدر... وأما أذاك للمرأة فلا وجه له، لأنها مسلطة فليكن شغلك بغير هذا. وقد روي عن بعض السلف أن رجلًا شتمه فوضع خده على الأرض وقال: اللهم اغفر لي الذنب الذي سَلّطَتَ هذا به عليّ" [7] انتهى كلام ابن الجوزي -رحمه الله-. والغرض الذي أردتُ منه ذكر هذه القصة: أن هذا الإمام الواعظ استخدم هذه القاعدة القرآنية {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة: 189] في علاج مشكلة هذا الرجل الاجتماعية، وما أكثر هذا النوع من المشاكل!، لكن ما أقل من يستعمل قواعد القرآن، وهداياته في علاج مشاكل الناس الاجتماعية!، إما تقصيرًا في فهم هداياته، أو قصورًا في ذلك، والواجب علينا أن ننطلق في إصلاح مشاكلنا كلها مهما تنوعت من كتاب ربنا، وسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم-، وأن نعتقد ذلك يقينًا؛ لأن الله -تعالى- يقول: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9] في كل شيء: في أمر العقائد، وأحكام الحلال والحرام، والقضايا الاجتماعية، والاقتصادية والسياسية، ولكن الشأن فينا نحن، وفي تقصيرنا في تطلب حل مشاكلنا من كتاب ربنا -تعالى-، نسأل الله -تعالى- أن يعيننا على فهم كتابه، والاهتداء بهديه، والاستنارة بنوره، وإلى لقاء جديد بإذن الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. المراجع: [1] مقدمة كتابه (تهذيب السنن) 1/ 3. [2] تفسير السعدي: (88)، وقد نبه على اطراد هذه القاعدة: شيخنا محمد العثيمين -رحمه الله- في شرحه على البخاري. [3] تيسير اللطيف المنان (45). [4] إعلام الموقعين عن رب العالمين - (3/ 372). [5] القواعد الحسان: (3). [6] جمهرة الأمثال للعسكري (89). [7] صيد الخاطر: (303). |
#2
|
|||
|
|||
![]()
{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ } (سورة المُلك:آية 1.2)
هذه التسبيحة في مطلع السورة توحي بزيادة بركة الله ومضاعفتها، وتمجيد هذه البركة الرابية الفائضة. وذكر الملك بجوارها يوحي بفيض هذه البركة على هذا الملك. وهي ترنيمة تتجاوب بها أرجاء الوجود، ويعمر بها قلب كل موجود. {تبارك الذي بيده الملك}. فهو المالك له، المهيمن عليه، القابض على ناصيته، المتصرف فيه {وهو على كل شيء قدير}. فلا يعجزه شيء، ولا يفوته شيء، ولا يحول دون إرادته شيء، ولا يحد مشيئته شيء. يخلق ما يشاء، ويفعل ما يريد، وهو قادر على ما يريده غالب على أمره؛ لا تتعلق بإرادته حدود ولا قيود. ومن آثار تمكنه المطلق من الملك وتصريفه له، وآثار قدرته على كل شيء وطلاقة إرادته. أنه خلق الموت والحياة. وكلها من خلق الله كما تقرر هذه الآية التي تنشئ هذه الحقيقة في التصور الإنساني؛ وتثير إلى جانبها اليقظة لما وراءها من قصد وابتلاء {ليبلوكم أيكم أحسن عملا}. واستقرار هذه الحقيقة في الضمير يدعه أبدا يقظا حذرا متلفتا واعيا للصغيرة والكبيرة في النية المستسرة والعمل الظاهر. ومن ثم يجيء التعقيب: {وهو العزيز الغفور} ليسكب الطمأنينة في القلب الذي يرعى الله ويخشاه. فالله عزيز غالب ولكنه غفور مسامح. |
#3
|
|||
|
|||
![]()
{إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
في هذه الآية يصور ربنا تبارك وتعالى حال الدنيا أبلغ تصوير، في أدق تعبير وأقربه إلى الأذهان حيث يوضح ربنا تبارك وتعالى في هذه الآية حال الدنيا في تغيرها وتزينها وافتتان الناس بها كمثل ماء نزل من السماء، هذا الماء اختلط بالأرض فنتج عن هذا الاختلاط الزرع الذي يأكله الناس والأنعام، هذا الزرع بعدما كان أخضر جميلا يانعا سرعان ما تحول إلى هشيم تذروه الرياح. وكأن هذه الأرض لم تكن عامرة بالأمس؛ هذه الحال التي تصير إليها الأرض مثل حال الدنيا التي يفرح الناس بها وبزخرفها وبتزينها ثم سرعان ما تزول بهم بلا رجعة !! وكل يخرج منها بما قدم من عمل كذلك يوضح الله عز وجل الآيات للناس رجاء أن يتفكروا ويعلموا ما ينفعهم وما يضرهم . |
#4
|
|||
|
|||
![]() الآية التي جمعت أحرف اللغة العربية .. وفيها أجمل معاني اللغة العربية وقفة تأمل في الآية الكريمة {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى الْكُفَّارِ ...} الآية الكريمة جمعت الحروف العربية كلها .. وهذ الآية هي الآية (29) من سورة الفتح .. وهي سورة مدنية نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في الطريق عند الانصراف من الحديبية .. ونزلت بعد الجمعة .. وهي في الجزء (26) من القرآن وعدد آياتها (29) آية . ولما نزلت هذه السورة قال صلوات الله عليه: "لقد أنزلت علي الليلة سورة هي أحب إلى من الدنيا وما فيها " - إنا فتحنا لك فتحاً مبينا) - أخرجه الإمام أحمد . قال تعالى في محكم آياته وشريف خطابه { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }. الآية 29 من سورة الفتح هل الجمل إخبارية أم إنشائية طلبية ؟! هل هذه التعابير والجمل جمل إخبارية أعني أنه تحقق منهم ذلك فهم أشداء على الكفر رحماء بينهم ... ) أم أنها إنشائية طلبية أي كونوا أشداء على الكفار رحماء بينكم...) الذي يبدو لي أنها إنشائية طلبية أي كونوا هكذا فمن يكون هكذا فأن له الجنة والخلود إذ لو كانت إخبارية وتعني أنهم متصفون بهذه الصفات ـ لا أنهم مأمرون بذلك فما معنى قوله سبحانه وتعالى { وعد الله الذين أمنوا منهم وعملوا الصالحات مغفرة وأجرا عظيما } فآخر الآية توحي بوضوح بانتفاء إرادة الإخبار في الجمل السابقة وإلا لقال سبحانه وتعالى ( وعدهم مغفرة وأجرا عظيما ) لأن من اتصف بما سبق فقطعا هو مؤمن وعمل الصالحات ! أليس كذلك ؟! فلما يخص بالأجر والمغفرة من عمل منهم الخير والأعمال الصالحات ؟! إذن بحمل الجمل السابقة على الإخبار نقع في التناقض ويرتفع هذا التناقض بجعلها جملا إنشائية فهي على حد قولنا مثلا في الصلاة ( سمع الله لمن حمد ) فظاهرها الإخبار أي أن الله سمع لهم وقطعا المراد ليس الإخبار وإنما أنت تدعو الله بأن يسمع لمن حمده ويستجيب لهم فهي جملة طلبية دعائية لا إخبارية وإن كانت في الظاهر إخبارية كما لا يخفى على الجميع ...هذا إن قلنا أن من في الآية بيانية كما يريد الأخوة السنة وإن قلنا أنها للتبعيض فالأمر واضح ويقوي كونها للتبعيض دخولها على الضمير ( منهم ) والبيانية لا تدخل على الضمائر فيما أعلم ماهر بركات. |
#5
|
|||
|
|||
![]() ﴿وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ﴾ قال الله تبارك وتعالى :﴿ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ * وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحيِي العِظام وَهِيَ رَمِيم * قُلْ يُحْييها الّذي أَنْشَأَها أَوّلَ مَرّةٍ وَهُوَ بِكُلّ خَلْقٍ عَلِيم ﴾(يس:77- 79) . |
#6
|
|||
|
|||
![]()
{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ}
في هذه الآية يبين ربنا تبارك وتعالى حال من يخافه ويرجو مغفرته ولقاءه وأن هذا حال من أحبه الله واختصه بولايته ومحبته، وهذه الولاية لا تأتي لأحد من الناس هكذا دون عمل أو بذل جهد بل لا بد لها من شروط، هذه الشروط فسرتها الآية التي بعدها {الذين آمنوا وكانوا يتقون} فهذا هو شرط الولاية التي يمنحها الله عز وجل لمن أحبه، ويعطيها لمن خافه واتقاه، لا كما يدعي بعض الحمقى والمغفلين أنهم أولياء لله، ولا كما يدعيه أهل الكتاب من أنهم أولياء لله من دون الناس فيرد القرآن عليهم بقوله تعالى: {قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين}. وهذه الولاية شرف من الله عز وجل يمنحها لمن أحب من عباده، هذا الشرف يُغبط الأولياء عليه من الأنبياء والشهداء والملائكة كما ورد في الحديث الذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن من عباد الله ناسا يغبطهم الأنبياء والشهداء، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب، لا يفزعون إذا فزع الناس ولا يحزنون إذا حزنوا، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم:{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}. وهؤلاء أعد الله لهم البشرى في الحياة الدنيا والجزاء الأوفى يوم القيامة |
#7
|
|||
|
|||
![]() {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} |
#8
|
|||
|
|||
![]()
بارك الله فيك
مشكووووورررر |
#9
|
|||
|
|||
![]()
جزاكم الله خيرا
|
#10
|
|||
|
|||
![]()
موضوع رائع
جزاك الله خيرا |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|