صداقة الماضى

[أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى]

من الصعب والصعب جدا نسيان الماضى وخاصة اذا كانت لنا به ذكريات عشناها بحلوها

ومرها نتذكرها بكل ما فيها كالأمس القريب نتمناها ان تعود بين يوم وليلة ولكن مع مرور

السنين فانها اختفت بل وتاهت الا وهي صداقة الماضى التي فعلا تاهت في زمن اختلطت فيه

المفاهيم والقيم من كل معاني الحياة فاصبحت الصداقة عملة نادرة وغاية من الصعب

ادراكها فكل مرحلة من مراحل حياتنا تشهد صداقات تظهر واخرى تختفي صداقات تبقى

واخرى تتوه وسط تزاحم الايام السريعة فكم من صداقة بدأت واستمرت لفترة وجيزة ثم

تغلب عليها الزمن لان كل طرفيها قد سلكا طريقا متباينا في الحياة او انها لم تكن قوية

لدرجة الاستمرار كثيرا ما يقتحم حياتنا صديق نرتاح اليه نقربه منا ونبوح اليه بما فيه

صدورنا ولكن فجأة يختفي ذلك الصديق ثم نشاهده بعد ذلك في مكان ما يشاهدك بنظرات

غريبة وكأنك لم تعرفه في يوم من الايام بكل تأكيد انك ستحزن قليلا وربما ستتأثر كثيرا

على قدر ما تترك بداخلنا من انطباعات حزينة ونظرة متشائمة للحياة الا انها تمدنا بخبرة

ورؤية اوسع واشمل لاحوال الناس وطبائعهم فنعتبرها تجربة ماضية ونضع اخطاءها نصب

اعيننا حتى نستفيد منها ولا نقع فيها مرة ثانية ولكن مع مرور الزمن نتذكر اصدقاء كان

لهم اثر في حياتنا عشنا معهم لحظات لا تنسى فيهم من ودع الدنيا بما فيها وفيهم من هو

حي يرزق ولكن لا نعلم به فيجب علينا الدعاء لهم اينما كانوا فذلك من ابسط حقوقهم علينا

اخيرا الصداقة الحقيقية قائمة على حب خالص لوجه الله تعالى دون تحقيق مكاسب مادية او

اهداف اجتماعية