الدنيا ساعة .. والوهم بشاعة

[أحمـدنجـم]

مغمور في التيه
من منبت شعري
حتى أخمص قدميّ
لا أدرك كنهي ..
وكأني مولود تلك الساعة .. مقتول في ذات الساعة
فقدان الذاكرة أعانيه الساعة
الساعة تفصل بين الظلمة والظلمة
بين الفكرة والمعنى ..
بين الرؤية والكلمة
ما بعد التيه سيبقى شيء؟
قافلتي يحودها الناظر خلف
بثياب الخوف
وسحابة صيف
وسريعاً تتلاشى
وسهام الشمس ستقطع حتماً عنقي
والهودج يسقط تحت لهيب الحر
كي تتطاير أستار الهودج
كي تبدو تلك العبلة
لا عبلة ..
الهودج خاوٍ
وسراب يجري خلف سراب
قيس يبكي أطلالك ليلى
وكُثيّرُ ينعي عزة
عنتر يقتل تلك العبلة
يقتل وهماً
عاش الحادي يزعم
أن الهودج ملآن
ولم يتبقَ إلا سراب تهوي إليه العينان
يقظان ..
يقظان قلبك يا إنسان
رغم تجني تلك الأسطورة
هذا الزيف
وتلك العرافة
يقظان سعيك يا إنسان وراء الوهم
أدمنت الركض وراء اللاشيء
وأمامك شيء
وخلفك شيء
من فوقك من تحتك شيء
شيء واحد .. يدعى موت
الكل سراب .. إلا الموت
الكل يموت يقيناً .. إلا الموت .. يميتك حتماً
يميتك رغم الأنف
وستصحو يوماً كي تُسأل
ما مدة سعيك يا إنسان؟
سعيي ساعة ..
أدركت الآن
أن الدنيا .. ساعة ..
أيقنت الآن ..
أن الركض وراء الوهم .. بشاعة
أدركت الآن
حقيقة كنهي .. ويقيني ..
أدركت الآن ..
كيف .. الطاعة .. تنقذني ..
كيف .. الساعة .. تحييني ..