اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية

قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-06-2013, 07:53 AM
محمد احمد الهادى محمد احمد الهادى غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 1,602
معدل تقييم المستوى: 0
محمد احمد الهادى is an unknown quantity at this point
افتراضي جعلوني مجرما …في عهد مرسي | بقلم مختار نوح المفكر الإسلامى

فى أوائل السبعينيات… تم القبض علينا نحن المشتغلين بحقوق الإنسان والتحقيق معنا بواسطة النيابة العامة التى كانت تابعة للرئيس أنور السادات… وكان وكلاء النيابة فى عام 1974 فى قضايا أمن الدولة هم «رجائى العربى».. و«صهيب حافظ» و«ماهر الجندى» و«عدلى حسين»…
وتطورت بهم الأحداث كما تطورت بنا فأصبحوا بعد ذلك منهم المحافظ ومنهم النائب العام ومنهم من دخل السجن بعد أن غضب عليه الرئيس المخلوع وبعد أن أصبح فى أعلى المناصب.. فكنا نستدعى للتحقيق من وقت لآخر بسبب وقفة للجنة الحريات بنقابة المحامين.. أو مظاهرة هنا أو هناك.. أو بسبب حضورنا لبعض لقاءات الشيخ إمام فى أحد المنازل التى كنا نظن أنها سرية.. حتى قبض السادات على شخصى المتواضع بتهمة التشهير بسمعة مصر أمام العالم الخارجى…
وبسبب أنى كنت أتعاون مع منظمة العفو الدولية للدفاع عن المعتقلين والمعذبين فى مصر… ولكن وللحق لم يكن السادات يبالغ فى حبس الناس أو فى *****هم بل كان يصدر تعليماته بالحد من ال***** وانتهاك حقوق الإنسان… ثم جاء الفصل الثانى على مصر فى شكل الديكتاتورية الثانية التى نظمها الرئيس مبارك.. وكالعادة كان لابد من أن أزور السادة المحققين من وقت لآخر.. كما كان لابد من أن أزور السجون من وقت لآخر..فكنت أحيانًا أمكث سجينًا لعام كامل وكنت فى أحيان أخرى أنفق ثلاث سنوات من عمرى تنفيذًا لحكم صادر من قضاء عسكرى.. ولكنى دائمًا كنت أعرف أن وقوفى ضد ال***** هو المشكلة التى تؤرق سيادة أى رئيس يأتى إلى مصر… فالديكتاتور دائماً يلجأ إلى أقصر الطرق فى إرهاب الناس… وأقصر الطرق دائماً هى إهدار الكرامة الإنسانية واستخدام ال*****.. وأنشأ الرئيس مبارك لدى النائب العام الذى عينه بنفسه مقبرة صغيرة ليدفن فيها النائب العام وقتئذ كل بلاغات ال***** التى كانت تقدم له… ثم تشيع الجثامين لهذه البلاغات بصورة سرية ولا عزاء للضحايا.
ولا أعتقد أن حسنى مبارك قد قام بحبسى إلا بسبب ال***** أيضاً..فتارة حبسنى بسبب الترافع فى قضايا الرأى.. ولأن المتهمين على ذمة بعض القضايا السياسية أصروا على طلبى كدفاع عنهم.. فكانت النتيجة أنى عشت معهم فى الزنازين لمدة عام.. وفى المرة الثانية تم الصراع بينى وبين وزير داخلية مبارك فى البرلمان المصرى فواجهته فى عدة استجوابات بما يقوم به من ***** ومن إهدار حقوق الإنسان… فكانت النتيجة هى إعادة القبض علىَّ لثلاث مرات كان آخرها حكم المحكمة العسكرية بسجنى لثلاث سنوات.. ولكنى دائماً كنت أشعر بالفخر فى كل مرحلة.. وكنت أتمثل القادة العظام من المحامين الذين أنفقوا عمرهم دفاعاً عن الإنسان وحقوقه… فكنت أستحضر روح المتجرد الراحل النبيل «نبيل الهلالى».. والمحامى الفريد «فريد عبد الكريم».. والصخرة التى لا تلين» عبد العزيز الشوربجى»..
رحم الله الجميع وكنت أستحضر الدكتور العلامة «عبد الله رشوان».. أدام الله عليه الصحة والعافية… وغيرهم الكثير حتى يصل بك المستقر فى مدرسة نقيب النقباء أحمد الخواجة وكل هؤلاء تعرضوا للابتلاء بسبب دفاعهم عن حقوق الإنسان بل إنهم كانوا يدافعون عن التيارات الإسلامية بكافة فصائلها إيمانًا منهم بحق الإنسان فى المعاملة الكريمة ودون أن ينتظروا منهم أبيض ولا أسود من القروش أو أخضر من الدولارات ولا تجد قضية من القضايا التى اتهم فيها «الإخوان المسلمين» وأنا بالطبع كنت متهمًا معهم إلا وتجد عشرات المحامين يدافعون عن حق الإخوان المسلمين فى المعاملة الكريمة وينفقون من أموالهم وأوقاتهم من أجل المطالبة بحريتهم ومازلت أذكر جهود الأستاذ رجائى عطية ورفعت إبراهيم ميخائيل وفوزى جرجس ويحيى قاسم وكامل مندور وغيرهم عشرات وعشرات يبذلون الجهد من أجل عرض واحد منا على طبيب المستشفى أو من أجل أن يدخل أحدنا امتحان الماجستير لقد كانوا جميعًا من النبل بحيث تعلمنا منهم كيف يكون البذل من أجل حقوق الإنسان بل إن زيارات الأستاذ رجاء عطية لنا فى السجون فاقت فى عددها زيارات أكثر الناس قربًا وولاء.
إلى أن أتت الديكتاتورية الثالثة والتى نعيش بين شوكها الآن ، فإذا الذين كانوا بين الأقفاص يعانون من انتهاك حقوق الإنسان يأتى منهم من ينتهك حقوق الإنسان فإذا ما نبهناه إلى ال***** قام بفعل ما كان يفعله غيره فيستنكر علينا ذلك ويغض الطرف عن الحق والحقيقة، وفى يوم الاثنين الموافق 27 من مايو وفى تمام الساعة العاشرة كانت بداية الصراع بينى وبين الديكتاتورية الثالثة فتم التحقيق معى بمكتب النائب العام حول ما صرحت به فى بعض القنوات الفضائية من أن *****ًا يجرى على أرض مصر يمس أطفالها وفتياتها وشيوخها وأن سجن العقرب قد عاد من جديد بكل ما يحمله من قسوة ومن تلوث وأن المتهمين فى جمعة التطهير قد كان منهم نسبة كبيرة هم أقل من عشرين عامًا وكان منهم نسبة أخرى أقل من خمسة عشر عامًا، وما كان لهؤلاء الصغار أن يحبسوا فى الأقسام أو يضربوا أو يتعرضوا لل***** ولم يكن من الضباط من يشفق لحالهم.
إلا أن أحد الضباط المصريين أشفق لحال أحد المقبوض عليهم وكان مصدر شفقته هو خوفه من السفارة الأمريكية وليس خوفه من الله فقام بإثبات ال***** الذى وقع على المواطن الأمريكى الوحيد الذى كان من بين المقبوض عليهم واسمه «أندرو»، أما بقية المصريين سواء من الأطفال أو من الشيوخ فقد نالهم من البطش ما نالهم.. المهم أيها السادة الكرام إنى حينما تلقيت مكالمة من السيد الفاضل المحامى العام قمت من نومى منشدًا «حى على الجهاد»، وظللت أتغنى بنشيد «والله زمان يا سلاحى» فلطالما أرعب هذا السلاح الرئيس حسنى مبارك وقد لاحقته به فى الاستجوابات التى قدمتها فى البرلمان المصرى عام 87 وطعنته به فى المظاهرات التى قدمتها نقابة المحامين تأبينًا للمرحوم عبد الحارث مدنى الذى ***ته سجون مبارك وواجهته به يوم أن أجبرت على حضور له فلم أقف ولم أصفق له ولم أؤيده ما حييت.
«والله زمان يا سلاحى» عبارة أفتخر بها ، فالجبابرة والطغاة لا يخافون إلا من سلاح الكلمة ومن اللسان الحر الذى لا يشتريه منصب ولا يبيع الآراء والمبادئ فى سوق الهوان تحت أقدام الحكام، وكان العزاء وأنا أمام المحقق أنى أمثل الحبة الأخيرة فى مسبحة الذين حقق معهم أمام النائب العام بسبب الرأى أو الفكر مهما كانت الاختلافات بيننا، وتعجبت أن كل ما أواجه به هو مقال للأستاذ جمال سلطان نقل فيه بعض عباراتى عن ال***** وأشفقت على أبناء قومى فحينما يكتبون يحاسبون وعندما يصمتون يستعبدون فأى الطريقين أكثر عزة؟!.
أما ما أسعدنى فى هذا الصراع الجميل فهو اهتمام المحامى العام الذى كان يجرى التحقيق بما قدمت من مستندات تفيد وتثبت وجود ال***** فى سجون وأقسام مصر وتعطشه إلى الاستماع لمزيد من الشهود والأدلة، كما أسعدنى حماس مستشار مساعد النائب العام وحرصه على ألا يكون على أرض مصر شىء من ال***** أو العذاب أو المعذبين، وإننى أقول له إنها منظومة كبيرة يا سيدى ولن تنتهى إلا إذا علم الناس والحكام قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله يعذب الذين يعذبون الناس».
المحامى والمفكر الإسلامى مختار نوح
http://onaeg.com/?p=994160
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:43 PM.