نقاط اختلاف فى وجهات النظر بين مصر وامريكا

[ابوالنور]

محرر مصراوي- أكد الرئيس الأمريكى جورج بوش أن العلاقات المصرية الأمريكية تشكل جزءا مهما من سياسة بلاده الخارجية تجاه الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن "مصر تتمتع بتاريخ عظيم، وكثير من الناس يتطلعون لمصر طلبا للمساعدة منها".

وقال بوش ـ فى مقابلة خاصة من واشنطن مع برنامج "العاشرة مساء" أذاعته قناة دريم مساء الثلاثاء ـ إن "الولايات المتحدة لاتستطيع أن تحل كل المشاكل بنفسها، ويجب أن تعتمد على حلفائها، ففي القضية الفلسطينية مثلا، يمكن لمصر أن تلعب دورا بناء، ولقد فعلت ذلك".

وأشار بوش إلى أن المجتمع المصري يكرم النبوغ، ويمنح الجميع فرصة لإبراز لمواهب،مؤكدا أن مصر كانت باستمرار في مقدمة الدول التى تبنت التحديث، وتتمتع بموقع استراتيجي مهم.

وأضاف أن "هناك نقاط اختلاف فى وجهات النظر بين البلدين، إلا أنني أؤكد على أن علاقاتنا قوية وصلدة".

وردا على سؤال حول رؤيته للوضع الحالي للديمقراطية في مصر.. قال الرئيس الأمريكي جورج بوش - إنها "خطوة للأمام، ثم توقف، فهناك لحظات يبدو فيها وكأن مصر ستستمر في قيادة التحرك نحو الديمقراطية في الشرق الأوسط، وفي لحظات أخرى هناك خطوات إلى الخلف، وأعتقد أن ذلك يعكس طبيعة الحكومة، فمن ناحية هناك رغبة في الديمقراطية، ومن ناحية أخرى هناك تخوف، فإن الديمقراطية محرك قوي في عملية الإصلاح والتغيير وتؤدي إلى إقامة السلام".

وردا على سؤال حول اعتقاد الرأي العام في مصر بأن انتقادات الولايات المتحدة للديمقراطية في مصر تعد تدخلا غير مقبول في الشأن الداخلي.. قال بوش "أنا أتفهم ذلك، فلا أحد يرغب فى أن يأتي شخص أجنبي يتمتع بنفوذ ويقول لهم ماذا يجب أن يفعلوا، ولكن في نفس الوقت، فأنا أؤمن أن القائد في بلد ما يجب أن يلتزم بمبادئ وقيم معينة، وهي في حقيقة الأمر قيم كونية، مثل إعطاء الناس الفرصة للتصويت، وللمشاركة بحرية في إدارة المجتمع، ولذلك أحاول أن أوازن بين اعتقاداتي الشخصية وصداقاتي للرئيس حسنى مبارك وللحكومة المصرية".

وحول زيارته لمنطقة اللشرق الأوسط، والمشاركة فى احتفال إسرائيل بمرور 60 عاما على قيامها، وانتقاد العرب لهذه المشاركة التى تعنى تجاهلا لنكبة الفلسطينيين.. قال الرئيس الأمريكى جورج بوش "سأتحدث مع الفلسطينيين وجها لوجه خلال زيارتى إلى مدينة شرم الشيخ، وأود أن أقول إن الـ 60 عاما الماضية شهدت معاناة على الجانبين، وأعتقد أن الوقت قد حان لإنهاء المعاناة، وحان الوقت لتطوير دولة فلسطينية تتمتع بحدود معينة ودولة متصلة لا تبدو كالجبن السويسرية، حيث يتم التعامل مع قضية اللاجئين وهذه هى رسالتى".

وأضاف بوش "أنا أقدر حجم الألم والمعاناة لكل الأطراف فى المنطقة، وسأستمر فى العمل"، معربا عن أمله بحلول نهاية ولايته أن يتم التوصل إلى تعريف محدد للدولة الفلسطينية.

وحول إعلان الإدارة الأمريكية المتكرر عن قيام دولة فلسطيينة، بينما يتحدث هو عن مجرد تعريف لهذه الدولة، قال بوش "لا ليس صحيحا، لقد كنت أتحدث عن تعريف الدولة باستمرار، إن الدولة لن تتحول إلى كيان قائم قبل أن يتم الوفاء ببعض الالتزامات، التى وردت فى خارطة الطريق، ولذلك فإنني لم أغير موقفي".

وبشأن تصريحات للرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، قال فيها إنه بمقارنة بسيطة بين أعداد الضحايا من الطرف الفلسطينى والطرف الإسرائيلي، يمكن معرفة الجانب الذى عانى أكثر، أجاب بوش "حسنا كل شخص له رأي مختلف، ولكنني أعتقد أنني في وضع يمكنني من تقديم المساعدة للتوصل إلى اتفاق حول تعريف ماهية الدولة،أنا أول رئيس ينادي بحل يستند إلى إقامة الدولتين، دولتان تعيشان جنبا إلى جنب فى سلام، وما أريد أن أقوله إنني سأعمل بجد مع وزيرة الخارجية كوندليزا رايس والمسئولين في إدارتي لنرى إن كنا نستطيع مساعدة الفلسطينين والإسرائيليين للتوصل إلى اتفاق على شكل هذه الدولة".

وردا على سؤال حول ما إذا كان الرئيس الامريكى بوش يؤمن بمقولته الشهيرة "بأن من ليس معنا فهو ضدنا".. قال بوش "نعم عندما يتعلق بالحرب ضد الإرهاب، ما زلت أؤمن بذلك، فعندما يقتل الأبرياء لتحقيق أهداف سياسية،أعتقد أن ذلك ضد كل الناس المتحضرين، نعم هناك خلافات، ولكن قتل الأبرياء لتحقيق أهداف سياسية غير مقبول،وهناك فرق بين اختلاف في الرأي واختلاف في الفعل".

وأضاف الرئيس الأمريكى جورج بوش "مقولتي هذه جاءت في سياق التعامل مع المتطرفين،مثل القاعدة الذين يقتلون الأبرياء، وأنا ما زلت أؤمن بذلك بشدة، ومعظم الناس لا يوافقون على استخدام القتل كأداة سياسية، ومعظم الناس يريدون العيش فى سلام، وأنا كذلك".

وفيما يتعلق بأن هناك 250 مليون عربي يعتقدون ان بوش منذ تولى الإدارة الأمريكية، تسبب فى الكثير من المشاكل والمعاناة،..قال الرئيس الأمريكي "أعتقد أن التاريخ سيقول إن بوش أدرك الخطر الذي كان سيلقي الشرق الأوسط فى حالة اضطراب،وكان راغبا فى عمل شيء لمنع الخطر، وممارسة الدور القيادي، وكان يؤمن بقدرة الديمقراطية، ولديه إيمان كبير بقدرة الناس على تقرير مصير بلادهم، وأن الحركة الديمقراطية ازدادت زخما وديناميكية في الشرق الاوسط، وأعتقد أن الناس ستقول إنني واجهت ظروفا صعبة وتعاملت مع هذه الظروف بشيء من الإيجابية".

ومن جانبه، أكد نبيل فهمى سفير مصر لدى واشنطن - أنه ليس هناك مفر آخر لدولة عالمية مثل أمريكا،اذا كان لها مصالح فى أفريقيا وأسيا والبحر المتوسط من التعامل مع مصر فى العديد من هذه القضايا.

وقال فهمى ـ فى تعقيبه على تصريحات الرئيس الامريكى ـ "إن العلاقات بين الدول ليست عواطف، بل مصالح، فأى شخص يريد العمل فى منطقة الشرق الاوسط، لابد ان يتعامل مع الدولة التى بها ربع سكان المنطقة، والتى لديها أقوى تاريخ فى المنطقة، ولها موقع إستراتيجى بالمنطقة سواء اتفق معها أو لم يتفق".

وأشار إلى أن النقاط التى أثارها الرئيس الامريكى بشأن علاقة بلاده بمصر سليمة، ولكنها فى نهاية مصلحة وليست عواطف، مؤكدا أن مصر دولة إقليمية لها نفوذها على مستوى العالم، ولها طموحات مختلفة داخلية وخارجية ، وأنه من الطبيعى ان تتعامل معها أمريكا، موضحا ان أولويات أمريكا وأولويات مصر تختلف من آن لأخر فمصر دولة إقليمية لها نفوذ واسع.

وأكد نبيل فهمى على أن أمريكا تقدر دور مصر المحورى فى منطقة الشرق الاوسط، مشيرا إلى "ان ظهور دول أخرى أو عدم ظهورها،لا ينعكس على الدور المصرى،بل بالعكس مصر هى التى كانت تشجع كافة دول وشعوب المنطقة على حركات التحرير،ونحن ندفع الدول إلى اتخاذ مواقف تعكس استقلاليتها".

وشدد فهمى على أنه لا توجد دولة فى منطقة الشرق الاوسط تتحرك فى أفريقيا أو أسيا أو على مستوى العالم فى قضايا الحرب والسلام كمصر، مشيرا إلى ان كافة الدول مثل السعودية وتركيا دول صديقة لمصر ولها دور بناء.

وأشار سفير مصر لدى واشنطن إلى ان الرئيس بوش مهتم بالمنطقة، ويظهر ذلك من زيارته الحالية، التى تأتى بعد زيارة له للمنطقة خلال شهر يناير الماضى،وإرساله لكل من نائبه ديك دشينى وبعده وزيرة الخارجية الامريكية كوندليزا رايس مرة أو مرتين، مؤكدا ان ذلك يعنى أن منطقة الشرق الاوسط فرضت نفسها على الإدارة الامريكية.

وفيما يتعلق بحديث الرئيس الأمريكى جورج بوش عن الديمقراطية في مصر ..قال نبيل فهمى سفير مصر لدى الولايات المتحدة"لا توجد مشكلة لدى مصر على الإطلاق فى تحديد مفاهيم عامة للعلاقات الدولية،أو المبادئ العامة التى تحكم ممارسة الدول داخليا"،مشيرا إلى التزام الجميع بالإعلان الدولى لحقوق الإنسان.

وأضاف فهمى أن تقييم الديمقراطية في مصر، يجب أن يكون من الشعب نفسه وليس من قبل أحد من الخارج، مشيرا إلى أن تقييم الديمقراطية في الولايات المتحدة مثلا لا يجب أن يكون من المصريين وإنما من الشعب الأمريكى نفسه.

وحول مشاركة بوش فى احتفالات إسرائيل بالذكرى الستين لقيامها، أثناء زيارته للمنطقة..قال فهمي "لاشك أن العالم العربي ينظر إلى مناسبة هذه الزيارة من زاوية أنها زيارة للاحتفال بما يعتبره العرب نكبة،إنما يجب أن نعترف بأن الرئيس بوش هو أول رئيس أمريكى يعلن تأييده الصريح لدولة فلسطينية بجوار إسرائيل".

وأضاف أن القضية العربية الإسرائيلية على رأس القضايا التى يجب أن تعالج بشكل سريع وجوهرى، مؤكدا أهمية قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ما قبل عام 1967، بما فى ذلك القدس واللاجئين.

وشدد سفير مصر لدى الولايات المتحدة، في الوقت نفسه،على أهمية استقرار الوضع فى العراق كدولة لجميع العراقيين.