اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > إبداعات ونقاشات هادفة

إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ...

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-07-2008, 03:50 PM
الصورة الرمزية 3olomgy
3olomgy 3olomgy غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
العمر: 36
المشاركات: 248
معدل تقييم المستوى: 0
3olomgy is an unknown quantity at this point
افتراضي الأطفال أحباب الله ( قصة قصيرة )

الساعة 4.45 عصراُ ...ميعاد خروجى من الجامعة كالمعتاد بعد قضاء يوم شاق فى الكلية ...يحلو لى دوماً الخروج من باب مترو جامعة القاهرة لأجد المواصلات غير مزدحمة - أو مزدحمة قليلاً - وعربات الأجرة تأتى ويطربنا المنادى بصوت قلما جاد به الفن العربى ..(لوا لوا لوا ..امبابة..جراج ..محكمة ) ..فاجرى جرى ماراثونى نحو الهدف ويجرى معى آخرون وتتدافع الأجساد كأننا فى حلبة مصارعة ..ثم ؛ ( سنة ورا يا أستاذ ...خدى عيالك على حجرك يا مدام ...مش هينفع كده يا حضرات لازم تطلعوا من ع الباب ..الأخ اللى لازق فى الأخت ما يصحش كده وسع شوية ..) ويجاهد المنادى فى حشد عشة البنى آدمين بأكبر عدد ممكن منهم .. حتى أن العربة التى سعتها 30 و10 فى الممر يجعلها تتسع ل60 فرد دون أدنى مبالغة ؛ ورغم الزحام ورغم حرارة الجو ورغم الأجساد التى لم تعرف طعم الإستحمام منذ عيد الأضحى الماضى إلا ان الجميع يتحمل الوضع وكعادة الشعب المصرى المسالم ..((ربك يسهلها))
لم أصف لك المشهد السابق إلا رغبةً منى فى أن أضعك فى الصورة كاملة ..دعنى اثرثر قليلاُ فحسب
اتخذت اول مقعد بجوار الباب - عادة محببة عشان انزل بسرعة لو فيه زحمة- وجلست بجوارى احداهن ..المكياج جعلها كبلياتشو فى سيرك ..برفان خانق يشعرك ان الحياة على وشك الانتهاء..بالرغم من ان ملامحها جميلة ومتناسقة الا ان اسلوبها فى التزين ذهب بكل جمال فاصبحت منفرة ( ربما مقززة ايضاً )
وعلى الصف الثانى من الكراسى كان يجلس شخص ذو جلباب وبجواره امرأة متشحة بعباءة سوداء وعلى يدها طفلة يبدو انها (غلباوية ولمضة) عمرها ثلاث سنوات على الأرجح - الطفلة وليس المرأة- ويبدو ان لهم اقارب تناثروا فى البقية الباقية من كراسى الصف الايسر فاصبحت العربة قرية صغيرة من ذوى الجلابيب ، اللهم الا الصف الذى اجلس فيه وبجوارى الطالبة الجامعية وخلفنا ثلاثة ازواج من الكراسى احتلها طلاب جامعيون مثلنا وباقى الكراسى و الممر اكتظوا بأناس من كل صنف ولون؛ وبدأت الرحلة ..
على يسارى او بمعنى اصح على يسار جارتى كان الأب ذو الجلباب يداعب ابنته اللمضة بشدها من شعرها الذى يشبه اشواك الشعاب المرجانية-ياله من حنون- فضربت البنت والدها بقبضة يدها فى كتفه زاجرة اياه عن هذا الهزار ( الرخم ) ..فصاحت امها مداعبة ..((بس يا بت يا قليلة الأدب )) فعاقبتها الطفلة على هذا القول المشين بقبضة كالتى اطلقتها منذ قليل فى كتف ابوها؛ فابتسمت الأم فرحة ب(لماضة) ابنتها واخرجت من ( القفة ) ذات الرائحة العفنة شيئاً ما ليس له شكل هندسى منتظم و اعطته للطفلة فالتهمته فى ملحمة اسطورية بلا رحمة فى قضمات لا يتجاوز عددها أصابع يد واحدة؛
احياناً تشعر بنظرات الآخرين من حولك ..فالله سبحانه وتعالى خلق اعيننا ذات حركة نصف دائرية تسمح لنا بتتبع الأشخاص خلسة دون ان يشعروا بشىء وعلى ذلك فكنت بين الحين والآخر انظر هنا وهناك لاستطلع الاحوال ..فأجد الأعين قد تراشقت حولى او بمعنى أصح فى الكائن القاطن بجوارى ؛ ربما قال احدهم : ( وربنا حمار..انا لو مكانه كنت خدت رقم تليفونها فى دقيقة ) او قال آخر : ( يا عينى على بنات مصر . وينظر لإمرأته بجواره ويبصق عليها فى سره )
و إنه لشىء محرج - وانت توافقنى على ذلك - ان تكون محط الأنظار او تكون محط التعليقات الساخرة من احدهم ..؛ وحين انا غارق فى تأملاتى هالنى ما سمعت ....
- يلعن (...)(...) !!!!!!!!
أحدهم يسب الدين! ..إذن سوف تكون معركة حامية وستتكالب الناس على ضربه حتى ( يبانله صاحب ) ففى مصر يمكنك ان تسب اى شىء يروق بدءاً من الطقس الحار حتى رئيس الجمهورية-وعليك أن تتحمل عواقب ذلك - ولكن ان يصل الامر الى الدين فهذا معناه موتك... احدهم يخرج من (( الكباريه)) سكران طينة وما ان يسمعك تسب الدين حتى يقف ويستعيد ذهنه ليعطيك محاضرة فى الايمان والاخلاق وكأن لسان حاله يقول ...(( الخمر حاجة وسب الدين حاجة تانية خالص وربك رب قلوب ))
ولكن يمر جزء ضئيل من الثانية حتى استرجع فى عقلى مصدر هذا الصوت .،..هذا صوت طفلة !!!!!!
- يلعن (...)(...)
وعدت بعقلى ( فلاش باك) لأتذكر ما حدث ..فأحيانا تحدث أشياء امامنا ونعجز عن الربط بينها وبين غيرها من الاحداث الا اذا اكتملت الصورة امام أعيننا ..حينها فقط نسنتنتج الجزء الباقى من القصة
وكان ما حدث كالتالى ..؛ الأب داعب ابنته بطريقته الحنون كعادته...فضربته الابنة فى كتفه او ربما قضمت أذنه او بصقت عليه ( لست أذكر )...فضربتها الأم فى دعابة فاستثيرت الأبنة فانهالت عليهما ضرباً قائلة : ( يلعن(...)(...))!
دوماً ما يكون دور المتأمل هو الأنسب لى فى اغلب الاحيان..أفضل ان اتابع التعبيرات والوجوه وردود الأفعال..ولذلك كانت عينى تتجول بين اللحظة والاخرى على وجوه هؤلاء؛رجل عجوز نظر إلى الطفلة ومصمص شفتيه ويبدو انه قال : ( لا حول ولا قوة الا بالله ) ،شاب آخر قهقه وخبط صاحبه فى كتفه واطلق لفظة اسكندرانية قبيحة من ثلاثة حروف بصوت عالى !!، الفتاة بجوارى كانت تقوم بظبط ال(نص تحجيبة) وفى الوقت ذاته تسمع اليسا ، ويبدو انها لم تنتبه لشىء إلا نظرتى اليها وإلى هاتفها المحمول فكادت ان تقول فى ابتسامة : ( الالبوم ده جامد اوى) ..لولا اننى استكملت رحلة التجول بين الوجوه..بدا ان الجميع لم يكن فى باله ما قالته الطفلة والبعض الاخر ادرك واكتفى بالاستغفار..اما انا فاكتفيت بالمراقبة..ولكن؛ شخص وحيد قرر ان يثور..السائق!
السائق: يا حاجة حرام سب الدين..لازم تربوا عيالكوا صح
الأم: يا سيدى ما تدقش...الأطفال احباب الله
السائق:يا حاجة حرام بردو..لما طفلة عندها تلات سنين تسب الدين لاهلها اومال اما تكبر تعمل ايه
تهتف الطفلة فى السائق : يلعن( ...)(...)!
صمت السائق واثر ان يحترم ذاته على ان يعطى الأبوين مواعظ فى تربية الأطفال..هل يمكن للكلام ان يغير ما نشأ عليه طفل؟ قالوا قديماً ان التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر..والحجر قد تشكل وتم اكتماله فلن تجدى معه محاولات التقليم والتقويم.
خيم الصمت على العربة بأكملها إلا من صوت اليسا!


ملحوظة: الموقف حصل بنفس تفاصيله تماما وبنفس الشخصيات والزمان والمكان ...انا بس كتبته باسلوبى مش اكتر
__________________

آخر تعديل بواسطة 3olomgy ، 09-07-2008 الساعة 03:53 PM
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:45 PM.