|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
ريـمٌ عـلى القـاعِ بيـن البـانِ والعلَمِ **أَحَـلّ سـفْكَ دمـي فـي الأَشهر الحُرُمِ
رمـى القضـاءُ بعيْنـي جُـؤذَر أَسدًا** يـا سـاكنَ القـاعِ، أَدرِكْ ساكن الأَجمِ لمــا رَنــا حــدّثتني النفسُ قائلـةً** يـا وَيْـحَ جنبِكَ، بالسهم المُصيب رُمِي جحدتهـا، وكـتمت السـهمَ فـي كبدي***جُـرْحُ الأَحبـة عنـدي غـيرُ ذي أَلـمِ رزقـتَ أَسـمح مـا في الناس من خُلق** إِذا رُزقـتَ التمـاس العـذْر فـي الشِّيَمِ يـا لائـمي في هواه - والهوى قدَرٌ ** لـو شـفَّك الوجـدُ لـم تَعـذِل ولم تلُمِِ لقــد أَنلْتُــك أُذْنًــا غـير واعيـةٍ** ورُبَّ منتصـتٍ والقلـبُ فـي صَمـمِ يـا نـاعس الطَّرْفِ; لاذقْتَ الهوى أَبدًا** أَسـهرْتَ مُضنـاك في حفظِ الهوى، فنمِ أَفْـديك إِلفًـا، ولا آلـو الخيـالَ فِـدًى**أَغـراك بـالبخلِ مَـن أَغـراه بـالكرمِ سـرَى، فصـادف جُرحًـا داميًا، فأَسَا** ورُبَّ فضــلٍ عـلى العشـاقِ للحُـلُمِ مَــن المـوائسُ بانًـا بـالرُّبى وقَنًـا**اللاعبـاتُ برُوحـي، السـافحات دمِي? الســافِراتُ كأَمثـالِ البُـدُور ضُحًـى يُغِـرْنَ** شـمسَ الضُّحى بالحَلْي والعِصَمِ القــاتلاتُ بأَجفــانٍ بهــا سَــقَمٌ** وللمنيــةِ أَســبابٌ مــن السّــقَمِ العــاثراتُ بأَلبــابِ الرجـال، ومـا** أُقِلـنَ مـن عـثراتِ الـدَّلِّ في الرَّسمِ المضرمـاتُ خُـدودًا، أسـفرت، وَجَلتْ** عــن فِتنـة، تُسـلِمُ الأَكبـادَ للضـرَمِ الحــاملاتُ لــواءَ الحسـنِ مختلفًـا** أَشــكالُه، وهـو فـردٌ غـير منقسِـمِ مـن كـلِّ بيضـاءَ أَو سـمراءَ زُيِّنتا**** للعيـنِ، والحُسـنُ فـي الآرامِ كالعُصُمِ يُـرَعْنَ للبصـرِ السـامي، ومن عجبٍ**** إِذا أَشَــرن أَســرن الليـثَ بـالعَنمِ وضعـتُ خـدِّي، وقسَّـمتُ الفؤادَ ربًى**** يَـرتَعنَ فـي كُـنُسٍ منـه وفـي أَكـمِ يـا بنـت ذي اللِّبَـدِ المحـميِّ جانِبُـه**** أَلقـاكِ فـي الغاب، أَم أَلقاكِ في الأطُمِ? مـا كـنتُ أَعلـم حـتى عـنَّ مسـكنُه**** أَن المُنــى والمنايـا مضـرِبُ الخِـيمِ مَـنْ أَنبتَ الغصنَ مِنْ صَمصامةٍ ذكرٍ?**** وأَخـرج الـريمَ مِـن ضِرغامـة قرِمِ? بينـي وبينـكِ مـن سُـمْرِ القَنا حُجُب**** ومثلُهــا عِفَّــةٌ عُذرِيــةُ العِصَـمِ لـم أَغش مغنـاكِ إِلا في غضونِ كَرًى**** مَغنــاك أَبعــدُ للمشـتاقِ مـن إِرَمِ يـا نفسُ، دنيـاكِ تُخْـفي كـلَّ مُبكيـةٍ**** وإِن بــدا لـكِ منهـا حُسـنُ مُبتسَـمِ فُضِّـي بتقـواكِ فاهًـا كلمـا ضَحكتْ**** كمــا يُفـضُّ أَذَى الرقشـاءِ بـالثَّرَمِ مخطوبـةٌ - منـذُ كان الناسُ – خاطبَةٌ**** مـن أَولِ الدهـر لـم تُـرْمِل، ولم تَئمِ يَفنـى الزّمـانُ، ويبقـى مـن إِساءَتِها**** جــرْحٌ بـآدم يَبكـي منـه فـي الأَدمِ لا تحــفلي بجناهــا، أَو جنايتهــا**** المـوتُ بـالزَّهْر مثـلُ المـوت بالفَحَمِ كـم نـائمٍ لا يَراهـا، وهـي سـاهرةٌ*** لــولا الأَمـانيُّ والأَحـلامُ لـم ينـمِ طــورًا تمـدّك فـي نُعْمـى وعافيـةٍ*** وتـارةً فـي قـرَار البـؤس والـوَصَمِ كـم ضلَّلتـكَ، وَمَـن تُحْجَـبْ بصيرتُه*** إِن يلـقَ صابـا يَـرِد، أَو عَلْقمـا يَسُمِ يــا ويلتـاهُ لنفسـي! راعَهـا ودَهـا*** مُسْـوَدَّةُ الصُّحْـفِ فـي مُبْيَضَّـةِ اللّمَمِ ركَضْتهـا فـي مَـرِيع المعصياتِ، وما*** أَخـذتُ مـن حِمْيَـةِ الطاعـات للتُّخَـمِ هــامت عـلى أَثَـرِ اللَّـذاتِ تطلبُهـا*** والنفسُ إِن يَدْعُهـا داعـي الصِّبـا تَهمِ صــلاحُ أَمـرِك للأَخـلاقِ مرجِعُـه*** فقـــوِّم النفسَ بــالأَخلاقِ تســتقمِ والنفسُ مـن خيرِهـا فـي خـيرِ عافيةٍ** والنفسُ مـن شـرها فـي مَـرْتَعٍ وَخِمِ تطغـى إِذا مُكِّـنَتْ مـن لـذَّةٍ وهـوًى** طَغْـيَ الجيـادِ إِذا عَضَّـت على الشُّكُمِ إِنْ جَـلَّ ذَنبـي عـن الغُفـران لي أَملٌ**فـي اللـهِ يجـعلني فـي خـيرِ مُعتصَمِ أُلقـي رجـائي إِذا عـزَّ المُجـيرُ على*** مُفـرِّج الكـرب فـي الـدارينِ والغمَمِ إِذا خــفضتُ جَنــاحَ الـذُّلِّ أَسـأَله*** عِـزَّ الشـفاعةِ; لـم أَسـأَل سـوى أَمَمِ وإِن تقـــدّم ذو تقــوى بصالحــةٍ*** قــدّمتُ بيــن يديـه عَـبْرَةَ النـدَمِ لـزِمتُ بـابَ أَمـير الأَنبيـاءِ، ومَـنْ*** يُمْسِــكْ بمِفتــاح بـاب اللـه يغتنِـمِ فكــلُّ فضـلٍ، وإِحسـانٍ، وعارفـةٍ*** مــا بيــن مســتلمٍ منـه ومُلـتزمِ علقـتُ مـن مدحـهِ حـبلاً أعـزُّ بـه*** فـي يـوم لا عِـزَّ بالأَنسـابِ واللُّحَـمِ يُـزرِي قَـرِيضِي زُهَـيْرًا حين أَمدحُه*** ولا يقـاسُ إِلـى جـودي لـدَى هَـرِمِ محــمدٌ صفـوةُ البـاري، ورحمتُـه*** وبغيَـةُ اللـه مـن خَـلْقٍ ومـن نَسَـمِ وصـاحبُ الحـوض يـومَ الرُّسْلُ سائلةٌ** متـى الـورودُ? وجـبريلُ الأَمين ظَمي ســناؤه وســناهُ الشــمسُ طالعـةً** فـالجِرمُ فـي فلـكٍ، والضوءُ في عَلَمِ قـد أَخطـأَ النجـمَ مـا نـالت أُبوَّتُـه**** مـن سـؤددٍ بـاذخ فـي مظهَـرٍ سَنِم نُمُـوا إِليـه، فـزادوا في الورَى شرَفًا** ورُبَّ أَصـلٍ لفـرع فـي الفخـارِ نُمي حَــوَاه فـي سُـبُحاتِ الطُّهـرِ قبلهـم** نـوران قامـا مقـام الصُّلـبِ والرَّحِم لمــا رآه بَحــيرا قــال: نعرِفُــه** بمـا حفظنـا مـن الأَسـماءِ والسِّـيمِ سـائلْ حِراءَ، وروحَ القدس: هل** عَلما مَصـونَ سِـرٍّ عـن الإِدراكِ مُنْكَـتِمِ? كــم جيئـةٍ وذهـابٍ شُـرِّفتْ بهمـا** بَطحـاءُ مكـة فـي الإِصبـاح والغَسَمِ ووحشــةٍ لابــنِ عبـد اللـه بينهمـا**أَشـهى مـن الأُنس بالأَحبـاب والحشَمِ يُسـامِر الوحـيَ فيهـا قبـل مهبِطـه** ومَــن يبشِّـرْ بسِـيمَى الخـير يَتَّسِـمِ لمـا دعـا الصَّحْـبُ يستسقونَ من ظمإٍ** فــاضتْ يـداه مـن التسـنيم بالسَّـنِمِ وظلَّلَتــه، فصــارت تسـتظلُّ بـه** غمامــةٌ جذَبَتْهــا خِــيرةُ الــديَمِ محبــةٌ لرســولِ اللــهِ أُشــرِبَها** قعـائدُ الدَّيْـرِ، والرُّهبـانُ فـي القِمـمِ إِنّ الشــمائلَ إِن رَقَّــتْ يكـاد بهـا** يُغْـرَى الجَمـادُ، ويُغْـرَى كلُّ ذي نَسَمِ ونـودِيَ: اقـرأْ. - تعالى - اللـهُ قائلُهـا** لـم تتصـلْ قبـل مَـن قيلـتْ له بفمِ هنــاك أَذَّنَ للرحــمنِ، فــامتلأَت**** أَســماعُ مكَّــةَ مِـن قُدسـيّة النَّغـمِ فـلا تسـلْ عـن قريش كيف حَيْرتُها?**** وكـيف نُفْرتُهـا فـي السـهل والعَلمِ? تسـاءَلوا عـن عظيـمٍ قـد أَلـمَّ بهـم**** رمَــى المشــايخَ والولـدانَ بـاللَّممِ يـا جـاهلين عـلى الهـادي ودعوتِـه** هـل تجـهلون مكـانَ الصـادِقِ العَلمِ? لقَّبتمــوهُ أَميـنَ القـومِ فـي صِغـرٍ** ومــا الأَميــنُ عـلى قـوْلٍ بمتّهَـمِ فـاق البـدورَ، وفـاق الأَنبيـاءَ، فكـمْ** بـالخُلْق والخَـلق مِـن حسْنٍ ومِن عِظمِ جـاءَ النبيـون بالآيـاتِ، فـانصرمت**** وجئتنــا بحــكيمٍ غــيرِ مُنصَـرمِ آياتُــه كلّمــا طـالَ المـدَى جُـدُدٌ** يَــزِينُهنّ جــلالُ العِتــق والقِـدمِ يكــاد فــي لفظــةٍ منـه مشـرَّفةٍ** يـوصِيك بـالحق، والتقـوى، وبالرحمِ يـا أَفصـحَ النـاطقين الضـادَ قاطبـةً** حــديثُك الشّـهدُ عنـد الـذائقِ الفهِـمِ حَـلَّيتَ مـن عَطَـلٍ جِـيدَ البيـانِ به** فـي كـلِّ مُنتَـثِر فـي حسـن مُنتظِمِ بكــلِّ قــولٍ كـريمٍ أَنـت قائلُـه** تُحْـيي القلـوبَ، وتُحْـيي ميِّـتَ الهِممِ سَــرَتْ بشــائِرُ بالهـادي ومولِـده** في الشرق والغرب مَسْرى النور في الظلمِ تخـطَّفتْ مُهَـجَ الطـاغين مـن عربٍ** وطــيَّرت أَنفُسَ البـاغين مـن عجـمِ رِيعـت لهـا شُرَفُ الإِيوان، فانصدعت** مـن صدمـة الحق، لا من صدمة القُدمِ أَتيـتَ والنـاسُ فَـوْضَى لا تمـرُّ بهم** إِلاّ عـلى صَنـم، قـد هـام فـي صنمِ والأَرض مملــوءَةٌ جـورًا، مُسَـخَّرَةٌ**** لكــلّ طاغيـةٍ فـي الخَـلْق مُحـتكِمِ مُسَـيْطِرُ الفـرْسِ يبغـى فـي رعيّتـهِ** وقيصـرُ الـروم مـن كِـبْرٍ أَصمُّ عَمِ يُعذِّبــان عبــادَ اللــهِ فـي شُـبهٍ** ويذبَحــان كمــا ضحَّــيتَ بـالغَنَمِ والخــلقُ يَفْتِــك أَقـواهم بـأَضعفِهم **كــاللَّيث بـالبَهْم، أَو كـالحوتِ بـالبَلَمِ أَســرَى بـك اللـهُ ليـلاً، إِذ ملائكُـه** والرُّسْـلُ في المسجد الأَقصى على قدَمِ لمــا خـطرتَ بـه التفُّـوا بسـيدِهم** كالشُّـهْبِ بـالبدرِ، أَو كـالجُند بـالعَلمِ صـلى وراءَك منهـم كـلُّ ذي خـطرٍ** ومــن يفُــز بحــبيبِ اللـه يـأْتممِ جُـبْتَ السـمواتِ أَو مـا فـوقهن بهم** عـــلى منــوّرةٍ دُرِّيَّــةِ اللُّجُــمِ رَكوبـة لـك مـن عـزٍّ ومـن شرفٍ** لا فـي الجيـادِ، ولا فـي الأَيْنُق الرسُمِ مَشِــيئةُ الخـالق البـاري، وصَنعتُـه** وقــدرةُ اللــه فـوق الشـك والتُّهَـمِ
__________________
![]() |
#2
|
|||
|
|||
![]()
حتى بلغتَ سماءً لا يُطارُ لها *** على جَناحٍ، ولا يُسْعَى على قَدمِ
وقيل: كلُّ نبيٍّ عند رتبتِه *** ويا محمدُ، هذا العرشُ فاستلمِ خطَطت للدين والدنيا علومَهما *** يا قارئَ اللوح، بل يا لامِسَ القَلمِ أَحطْتَ بينهما بالسرِّ، وانكشفتْ *** لك الخزائنُ من عِلْم، ومن حِكمِ وضاعَفَ القُربُ ما قُلِّدْتَ من مِنَنٍ *** بلا عِدادٍ، وما طُوِّقتَ من نِعمِ سلْ عصبةَ الشِّركِ حولَ الغارٍ سائمةً *** لولا مطاردةُ المختار لم تُسمِ هل أبصروا الأَثر الوضَّاءَ، أَم سمِعوا *** همْسَ التسابيحِ والقرآن من أَمَمِ? وهل تمثّل نسجُ العنكبوتِ لهم *** كالغابِ، والحائماتُ الزُّغْبُ كالرخمِ? فأَدبروا، ووجوهُ الأَرضِ تلعنُهم *** كباطلٍ من جلالِ الحق منهزِمِ لولا يدُ اللهِ بالجارَيْنِ ما سلِما *** وعينُه حولَ ركنِ الدين; لم يقمِ توارَيا بجَناح اللهِ، واستترَا *** ومن يضُمُّ جناحُ الله لا يُضَمِ يا أَحمدَ الخيْرِ، لي جاهٌ بتسْمِيَتي *** وكيف لا يتسامى بالرسولِ سمِي? المادحون وأَربابُ الهوى تَبَعٌ *** لصاحبِ البُرْدةِ الفيحاءِ ذي القَدَمِ مديحُه فيك حبٌّ خالصٌ وهوًى *** وصادقُ الحبِّ يُملي صادقَ الكلمِ الله يشهدُ أَني لا أُعارضُه *** من ذا يعارضُ صوبَ العارضِ العَرِمِ? وإِنَّما أَنا بعض الغابطين، ومَن *** يغبِطْ وليَّك لا يُذمَمْ، ولا يُلَمِ هذا مقامٌ من الرحمنِ مُقتَبسٌ *** تَرمي مَهابتُه سَحْبانَ بالبَكمِ البدرُ دونكَ في حُسنٍ وفي شَرفٍ *** والبحرُ دونك في خيرٍ وفي كرمِ شُمُّ الجبالِ إِذا طاولتَها انخفضت *** والأَنجُمُ الزُّهرُ ما واسمتَها تسِمِ والليثُ دونك بأْسًا عند وثبتِه *** إِذا مشيتَ إِلى شاكي السلاح كَمِي تهفو إِليكَ - وإِن أَدميتَ حبَّتَها *** في الحربِ - أَفئدةُ الأَبطالِ والبُهَمِ محبةُ اللهِ أَلقاها، وهيبتُه *** على ابن آمنةٍ في كلِّ مُصطَدَمِ كأَن وجهَك تحت النَّقْع بدرُ دُجًى *** يضيءُ مُلْتَثِمًا، أَو غيرَ مُلتثِمِ بدرٌ تطلَّعَ في بدرٍ، فغُرَّتُه *** كغُرَّةِ النصر، تجلو داجيَ الظلَمِ ذُكِرْت باليُتْم في القرآن تكرمةً *** وقيمةُ اللؤلؤ المكنونِ في اليُتمِ اللهُ قسّمَ بين الناسِ رزقَهُمُ *** وأَنت خُيِّرْتَ في الأَرزاق والقِسمِ إِن قلتَ في الأَمرِ: "لا"، أَو قلتَ فيه: "نعم" *** فخيرَةُ اللهِ في "لا" منك أَو "نعمِ" أَخوك عيسى دَعَا ميْتًا، فقام لهُ *** وأَنت أَحييتَ أَجيالاً مِن الرِّممِ والجهْل موتٌ، فإِن أُوتيتَ مُعْجِزةً *** فابعثْ من الجهل، أَو فابعثْ من الرَّجَمِ قالوا: غَزَوْتَ، ورسْلُ اللهِ ما بُعثوا *** لقتْل نفس، ولا جاءُوا لسفكِ دمِ جهلٌ، وتضليلُ أَحلامٍ، وسفسطةٌ *** فتحتَ بالسيفِ بعد الفتح بالقلمِ لما أَتى لكَ عفوًا كلُّ ذي حَسَبٍ *** تكفَّلَ السيفُ بالجهالِ والعَمَمِ والشرُّ إِن تَلْقَهُ بالخيرِ ضِقتَ به *** ذَرْعًا، وإِن تَلْقَهُ بالشرِّ يَنحسِمِ سَل المسيحيّةَ الغراءَ: كم شرِبت *** بالصّاب من شَهوات الظالم الغَلِمِ طريدةُ الشركِ، يؤذيها، ويوسعُها *** في كلِّ حينٍ قتالاً ساطعَ الحَدَمِ لولا حُماةٌ لها هبُّوا لنصرَتِها *** بالسيف; ما انتفعتْ بالرفق والرُّحَمِ لولا مكانٌ لعيسى عند مُرسِلهِ *** وحُرمَةٌ وجبتْ للروح في القِدَمِ لَسُمِّرَ البدَنُ الطُّهرُ الشريفُ على *** لَوْحَيْن، لم يخشَ مؤذيه، ولم يَجمِِ جلَّ المسيحُ، وذاقَ الصَّلبَ شانِئهُ *** إِن العقابَ بقدرِ الذنبِ والجُرُمِ أَخُو النبي، وروحُ اللهِ في نُزُل *** فُوقَ السماءِ ودون العرشِ مُحترَمِ علَّمْتَهم كلَّ شيءٍ يجهلون به *** حتى القتالَ وما فيه من الذِّمَمِ دعوتَهم لِجِهَادٍ فيه سؤددُهُمْ *** والحربُ أُسُّ نظامِ الكونِ والأُممِ لولاه لم نر للدولاتِ في زمن *** ما طالَ من عمد، أَو قَرَّ من دُهُمِ تلك الشواهِدُ تَتْرَى كلَّ آونةٍ *** في الأَعصُر الغُرِّ، لا في الأَعصُر الدُّهُمِ بالأَمس مالت عروشٌ، واعتلت سُرُرٌ *** لولا القذائفُ لم تثْلَمْ، ولم تصمِ أَشياعُ عيسى أَعَدُّوا كلَّ قاصمةٍ *** ولم نُعِدّ سِوى حالاتِ مُنقصِمِ مهما دُعِيتَ إِلى الهيْجَاءِ قُمْتَ لها *** ترمي بأُسْدٍ، ويرمي اللهُ بالرُّجُمِ على لِوَائِكَ منهم كلُّ مُنتقِمٍ *** لله، مُستقتِلٍ في اللهِ، مُعتزِمِ مُسبِّح للقاءِ اللهِ، مُضطرِمٍ *** شوقاً، على سابحٍ كالبرْقِ مضطرِمِ لو صادفَ الدَّهرَ يَبغِي نقلةً، *** فرمى بعزمِهِ في رحالِ الدهرِ لم يَرِمِ بيضٌ، مَفاليلُ من فعلِ الحروبِ بهم *** من أَسْيُفِ اللهِ، لا الهندِية الخُذُمِ كم في الترابِ إِذا فتَّشت عن رجلٍ *** من ماتَ بالعهدِ، أَو من مات بالقسَمِ لولا مواهبُ في بعضِ الأَنام لما *** تفاوت الناسُ في الأَقدار والقِيَمِ شريعةٌ لك فجرت العقولَ بها *** عن زاخِرٍ بصنوفِ العلم ملتطِمِ يلوحُ حولَ سنا التوحيدِ جوهرُها *** كالحلْي للسيف أَو كالوشْي للعَلمِ غرّاءُ، حامت عليها أَنفسٌ، ونُهًى *** ومن يَجدْ سَلسَلاً من حكمةٍ يَحُمِ نورُ السبيل يساس العالَمون بها *** تكفَّلتْ بشباب الدهرِ والهَرَمِ يجري الزمّانُ وأَحكامُ الزمانِ على *** حُكم لها، نافِذٍ في الخلق، مُرْتَسِمِ لمَّا اعْتلَت دولةُ الإِسلامِ واتسَعت *** مشتْ ممالِكُهُ في نورِها التَّممِ وعلَّمتْ أُمةً بالقفر نازلةً *** رعْيَ القياصرِ بعد الشَّاءِ والنَّعَمِ كم شَيَّد المصلِحُون العاملون بها *** في الشرق والغرب مُلكًا باذِخَ العِظَمِ للعِلم، والعدلِ، والتمدينِ ما عزموا *** من الأُمور، وما شدُّوا من الحُزُمِ سرعان ما فتحوا الدنيا لِملَّتِهم *** وأَنهلوا الناسَ من سَلسالها الشَّبِمِ ساروا عليها هُداةَ الناس، فَهْي بهم *** إِلى الفلاحِ طريقٌ واضحُ العَظَمِ لا يهدِمُ الدَّهرُ رُكنًا شاد عدلُهُمُ *** وحائط البغي إِن تلمسْهُ ينهدِمِ نالوا السعادةَ في الدَّارين، واجتمعوا *** على عميم من الرضوان مقتسمِ دعْ عنك روما، وآثِينا، وما حَوَتا *** كلُّ اليواقيت في بغدادَ والتُّوَمِ وخلِّ كِسرى، وإِيوانًا يدِلُّ به *** هوى على أَثَرِ النيران والأيُمِ واتْرُكْ رعمسيسَ، إِن الملكَ مَظهرهُ *** في نهضة العدل، لا في نهضة الهرَمِ دارُ الشرائع روما كلّما ذُكرَتْ *** دارُ السلام لها أَلقتْ يدَ السَّلَمِ ما ضارَعَتها بيانًا عند مُلْتَأَم *** ولا حَكَتها قضاءً عند مُختصَمِ ولا احتوت في طِرازٍ مِن قياصِرها *** على رشيدٍ، ومأْمونٍ، ومُعتصِمِ من الذين إِذا سارت كتائبُهم *** تصرّفوا بحدود الأَرض والتخُمِ ويجلسونَ إِلى علمٍ ومَعرفةٍ *** فلا يُدانَوْن في عقل ولا فَهَمِ يُطأْطئُ العلماءُ الهامَ إِن نَبَسُوا *** من هيبةِ العلْم، لا من هيبة الحُكُمِ ويُمطِرون، فما بالأَرضِ من مَحَلٍ *** ولا بمن بات فوق الأَرضِ من عُدُمِ خلائفُ الله جلُّوا عن موازنةٍ *** فلا تقيسنّ أَملاكَ الورى بهمِ مَنْ في البرية كالفاروق مَعْدَلَةً? *** وكابن عبد العزيز الخاشعِ الحشمِ? وكالإِمام إِذا ما فَضَّ مزدحمًا *** بمدمع في مآقي القوم مزدحمِ الزاخر العذْب في علْم وفي أَدبٍ *** والناصر النَّدْب في حرب وفي سلمِ? أَو كابن عفّانَ والقرآنُ في يدِهِ *** يحنو عليه كما تحنو على الفُطُمِ ويجمع الآي ترتيبًا وينظمُها *** عقدًا بجيد الليالي غير منفصِمِ? جُرحان في كبدِ الإِسلام ما التأَما *** جُرْحُ الشهيد، وجرحٌ بالكتاب دمي وما بلاءُ أَبي بكر بمتَّهم *** بعد الجلائل في الأَفعال والخِدمِ بالحزم والعزم حاطَ الدين في محنٍ *** أَضلَّت الحلم من كهلٍ ومحتلمِ وحِدْنَ بالراشد الفاروق عن رشدٍ *** في الموت، وهو يقينٌ غير منبَهمِ يجادِلُ القومَ مُسْتَلاًّ مهنَّدَه *** في أَعظم الرسْلِ قدرًا، كيف لم يدمِ? لا تعذلوه إِذا طاف الذهولُ به *** مات الحبيبُ، فضلَّ الصَّبُّ عن رَغَمِ يا ربِّ صَلِّ وسلِّم ما أَردتَ على *** نزيل عرشِك خيرِ الرسْل كلِّهمِ مُحيي الليالي صلاةً، لا يقطِّعُها *** إِلاَّ بدمع من الإِشفاق مُنسجمِ مسبِّحًا لك جُنْحَ الليل، محتملاً *** ضُرًّا من السُّهد، أَو ضُرًّا من الورَمِ رضيَّة نفسُه، لا تشتكي سأمًا *** وما مع الحبِّ إِن أَخلصت مِن سَأَمِ وصلِّ ربِّي على آلٍ لهُ نُخَبٍ *** جعلتَ فيهم لواءَ البيتِ والحرمِ بيضُ الوجوه، ووجهُ الدهر ذو حَلَكٍ *** شُمُّ الأُنوف، وأَنفُ الحادثات حمي وأَهد خيرَ صلاةٍ منك أَربعةً *** في الصحب، صُحبتُهم مَرْعيَّةُ الحُرَمِ الراكبين إِذا نادى النبيُّ بهم *** ما هال من جَلَلٍ، واشتد من عَمَمِ الصابرين ونفسُ الأَرض واجفةٌ *** الضاحكين إِلى الأَخطار والقُحَمِ يا ربِّ، هبتْ شعوبٌ من منيّتها *** واستيقظت أُمَمٌ من رقْدة العدمِ سعدٌ، ونحسٌ، ومُلكٌ أَنت مالِكه *** تُديلُ مِنْ نِعَم فيه، ومِنْ نِقَمِ رأَى قضاؤك فينا رأْيَ حكمتِه *** أَكرِمْ بوجهك من قاضٍ ومنتقمِ فالطُفْ لأَجلِ رسولِ العالمين بنا *** ولا تزدْ قومَه خسفًا، ولا تُسمِ يا ربِّ، أَحسنت بَدءَ المسلمين به *** فتمِّم الفضلَ، وامنحْ حُسنَ مُخْتَتَمِ
__________________
![]() |
#3
|
|||
|
|||
![]() راااااااااااااااااائع ما اخترت استاذى الفاضل
فهذه الكلماات تعد من عيون قصائد الادب العربى جزاك الله خيراااااا..تحياتى
__________________
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|