|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() ذَهَبَ السَّنَاءُ بِمَوْتِهِ وَاسْتَوْطَنَتْ ![]() قِمَمَ الْحَيَاةِ سَفَاسِفُ الآَياتِ[1] ![]() وَخَبَا سَنَاهُ فَأُغْرِقَتْ مِنْ بَعْدِهِ ![]() كُلُّ النُّجُوْمِ بِحُلْكَةِ الظُّلُمَاتِ ![]() وَرَثَتْهُ بِالدَّمْعِ الْحَرُوْرِ خَلاَئِقٌ ![]() شَهِدَتْ بِمَوْلِدِهِ جَمَالَ الآَتِيْ ![]() حَتَّى الْمَلاَئِكُ أُمْطِرَتْ عَبَرَاتُهَا ![]() فَتَلَوَّتِ الدُّنْيَا مِنَ الأَنَّاتِ ![]() وَبَكَى عَلَيْهِ النَّخْلُ فِي عَلْيَائِهِ ![]() وَبَكَى الْجَمَادُ بِأَبْلَغِ العَبَرَاتِ ![]() وَعَلاَ نَحِيْبُ الكَائِنَاتِ جَمِيْعِهَا ![]() فِي الأَرْضِ، أَوْ فِي الْمَاءِ، وَالسَّمَوَاتِ ![]() وَرَمَى الذُّهُوْلُ سِهَامَهُ فِي الكَوْنِ حَتَّ ![]() ى لَمْ يَعُدْ أَثَرٌ مِنَ الضَّحِكَاتِ ![]() بِئْسَ النَّهَارُ نَهَارُ حُزْنٍ جَاثِمٍ ![]() فَوْقَ النُّفُوْسِ يَمُوْرُ بِالْمَأْسَاةِ ![]() جَاءَتْ غَرَابِيْبُ الكَآَبَةِ بَغْتَةً ![]() فَابْيَضَّتِ الأَحْدَاقُ بالآَهَاتِ ![]() وَتَهَدَّجَ الصَّوْتُ الْجَلِيْلُ مُرَدِّدًا: ♦ ♦ ♦ ♦ ![]() ذَهَبَ الرَّسُوْلُ مُوَزِّعَ الرَّحَمَاتِ! ![]() ضَرَبَ الأَسَى كَبِدَ السَّمَاءِ فَأَظْلَمَتْ ![]() مَنْ مِنْ نِصَالِ الْحُزْنِ سَوْفَ يُجِيْرُ؟ ![]() وَالطَّيْرُ نَاحَتْ فَوْقَ آَكَامِ الأَسَى: ![]() يَا لَلثَّكَالَى! كَيْفَ ذَاكَ يَصِيْرُ؟ ![]() أَيَمُوْتُ ضَوْءُ الْحَقِّ، يَا وَيْحًا عَلَى ![]() قَوْلٍ كَهَذَا؟ إِنَّهُ التَّتْبِيْرُ! ![]() وَالشَّمْسُ قَالَتْ لِلسَّحَابِ بِشَهْقَةٍ ![]() حَرَّى: لِمَنْ بَعْدَ الْحَبِيْبِ أُنِيْرُ؟ ![]() قَدْ كُنْتُ عُمْرًا أَسْتَنِيْرُ بِوَجْهِهِ ![]() وَأَتِيْهُ إِذْ بَيْنَ اليَدَيْنِ أَسِيْرُ! ![]() كَانَ الْحَبِيْبُ يَمُدُّنِي مِنْ نُوْرِهِ ![]() وَبِنُوْرِهِ قَمَرُ السَّمَاءِ يُنِيْرُ ![]() وَاليَوْمَ وَجْهِيَ أَسْحَمٌ مِنْ حُزْنِهِ ![]() وَالقَلْبُ يَمْلَؤُهُ لَظًى وَسَعِيْرُ ![]() رَدَّ السَّحَابُ بِدَمْعَةٍ مَسْفُوْحَةٍ: ![]() إِنَّ الرَّحِيْلَ مُحَتَّمٌ، مَقْدُوْرُ ![]() وَاللهُ أَخْبَرَنَا، فَكَيْفَ نَسِيْتِهَا؟ ![]() إِنَّ الْمَوَاتَ عَلَى العِبَادِ مَصِيْرُ ![]() حَتَّى مَلاَكُ الْمَوْتِ سَوْفَ يَذُوْقُهُ ♦ ♦ ♦ ♦ ![]() فَهُوَ اليَقِيْنُ وَغَيْرُهُ التَخْيِيْرُ! ![]() ![]() مَا شَافَ حَيٌّ أَوْ جَمَادٌ سَمْتَهُ ![]() إِلاَّ وَسَبَّحَ رَبَّهُ تَسْبِيْحَا ![]() فَرِحَ التُّرَابُ بِضَمِّهِ لِنَبِيِّهِ ![]() فَبَدَا كَمُنْفَطِرٍ يَسُوْقُ الرِّيْحَا! ![]() وَقَفَ الزَّمَانُ بِدَمْعِهِ مُتَرَقِّبًا ![]() شُهُبَ السَّمَاءِ تَجَرَّحَتْ تَجْرِيْحَا ![]() وَالطَّيْرُ ذَفَّتْ[2] بِالدُّمُوْعِ كَأَنَّهَا ![]() غَنَّتْ فَقُبِّحَ صَوْتُهَا تَقْبِيْحَا ![]() وَحَمَامَةُ الغَارِ الْمُسَوَّمَةُ اكْتَفَتْ ![]() بِالصَّمْتِ، لَمْ يسْمَعْ لَهَا تَصْرِيْحَا ![]() وَالعَنْكَبُوْتُ تَحَسَّرَتْ إِذْ إِنَّهَا ![]() لَمْ تَنْسَ مُنْذُ الغَارِ ذَا التَّلْوِيْحَا ![]() ذَأَفَ الضِّيَاءُ فَأَغْطَشَتْ سُرُجُ النُّهَى[3] ![]() وَانْثَالَ حُزْنُ فِرَاقِهِ تَبْرِيْحَا ![]() نُقِلَ الرَّسُوْلُ مُحَمَّدٌ مِنْ صَفْحَةٍ ![]() طُوِيَتْ فَطَوَّحَتِ النُّهَى تَطْوِيْحَا[4] ![]() وَبَكَى البُكَاءُ مُشَيِّعًا خَيْرَ الوَرَى: ![]() حَضَرَ الغِيَابُ فَزَادَهُ تَوْضِيْحَا! ![]() إِنَّ النَّبِيَّ مُخَلَّدٌ فِيْ جَنَّةٍ ![]() وُعِدَتْ لِمَنْ صَلَّى وَلَيْسَ شَحِيْحَا. ![]() [1] السَّنَاءُ: العُلُوُّ والارتفاعُ. وسَفاسِف: جمع سَفسَاف، وهو: الرَّدئُ الحقيرُ من كل شيءٍ وعملٍ. [2] ذَفَّ: أسرع. [3] ذَأَفَ: مَات، والنُّهى: جمع النُّهيةِ، وهي: غايةُ الشيءِ وآخره. [4] طوَّح: أفنى وأذهب، والنُّهى: العقل.
__________________
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|