|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
قال صلى الله عليه وسلم إن أحبكم إلي أقربكم مني في الآخرة أحاسنكم أخلاقا ، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة الثرثارون المتفيهقون المتشدقون قالوا يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون قال : المتكبرون
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2663 خلاصة الدرجة: حسن صحيح قال صاحب كتاب - مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح الثرثارون هم الذين يكثرون الكلام تكلفا وخروجا عن الحق من الثرثرة وهي كثرة الكلام وترديده المتشدقون أي المتوسعون في الكلام من غير احتياط واحتراز وقيل أراد بالمتشدق المستهزىء بالناس يلوي شدقه لهم وعليهم وقيل هم المتكلفون في الكلام فيلوي به شدقيه والشدق جانب الفم المتفيهقون أي الذين يملؤون أفواههم بالكلام ويفتحونها من الفهق وهو الامتلاء والاتساع قيل وهذا من التكبر والرعونة والحاصل أن كل ذلك راجع إلى معنى التزيد في الكلام ليميل بقلوب الناس وأسماعهم إليه قال الطيبي وزاد في الفائق والنهاية على هذا أي على هذا الحديث أو على هذا الوصف المعهود الموطؤون كنافا الذين يألفون يؤلفون قال وهذا مثل وحقيقته من التوطئة وهي التمهيد والتذليل وفراش وطىء لا يؤذي جنب النائم وإلا كناف الجوانب أراد الذين جوانبهم وطيئة يتمكن فيها من يصاحبهم ولا يتأذى رواه البيهقي في شعب الإيمان وروى الترمذي نحوه أي مثله معنى لا لفظا عن جابر قال ميرك ولم يقل فيه مساويكم أخلاقا بل قال وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون الخ وفي روايته أي رواية جابر والترمذي قالوا يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون قال المتكبرون أي المظهرون للكبرياء والعظمة في أقوالهم وأفعالهم قال النووي في الأذكار يكره التفخر في الكلام وبالتشدق وتكلف السجع والفصاحة والتصنع بالمقدمات التي يعتادها المتفاصحون من زخارف القول فكل ذلك من التكلف المذموم وكذلك التحري في دقائق الأعراب ووحشي اللغة في حال مخاطبة العوام بل ينبغي أن يقصد في مخاطبته إياهم لفظا يفهمونه فهما جليا ولا يدخل في الذم تحسين القادر للخطب والمواعظ إذا لم يكن فيها إفراط وإغراب لأن المقصود منها تهييج القلوب إلى طاعة الله تعالى وقال صاحب عون المعبود وفي الترمذي أيضا عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون قالوا يا رسول الله ، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون ، فما المتفيهقون ، قال المتكبرون " قال الترمذي : حديث حسن . والثرثار هو الكثير الكلام بتكلف ، والمتشدق المتطاول على الناس بكلامه الذي يتكلم فيه بملء فيه تفاصحا وتفخما وتعظيما لكلامه ، والمتفيهق . أصله من الفهق وهو الامتلاء ، وهو الذي يملأ فمه بالكلام ، ويتوسع فيه تكثرا وارتفاعا وإظهارا لفضله على غيره ، قال الترمذي قال عبد الله بن المبارك " حسن الخلق طلاقة الوجه ، وبذل المعروف ، وكف الأذى " . وقال غيره " حسن الخلق قسمان أحدهما مع الله عز وجل ، وهو أن يعلم أن كل ما يكون منك يوجب عذرا ، وكل ما يأتي من الله يوجب شكرا ، فلا تزال شاكرا له معتذرا إليه سائرا إليه بين مطالعة وشهود عيب نفسك وأعمالك . والقسم الثاني : حسن الخلق مع الناس . وجماعة أمران : بذل المعروف قولا وفعلا ، وكف الأذى قولا وفعلا . وهذا إنما يقوم على أركان خمسة : العلم والجود والصبر وطيب العود وصحة الإسلام أما العلم فلأنه يعرف معاني الأخلاق وسفسافها ، فيمكنه أن يتصف بهذا ويتحلى به ويترك هذا ويتخلى عنه . وأما الجود فسماحة نفسه وبذلها وانقيادها لذلك إذا أراده منها . وأما الصبر فلأنه إن لم يصبر على احتمال ذلك والقيام بأعبائها لم يتهيأ له . وأما طيب العود : فأن يكون الله تعالى خلقه على طبيعة منقادة سهلة القياد ، وسريعة الاستجابة لداعي الخيرات . والطبائع ثلاثة : طبيعة حجرية صلبة قاسية ، لا تلين ولا تنقاد ، وطبيعة مائية هوائية سريعة الانقياد مستجيبة لكل داع كالغصن أي نسيم مر يعصفه وهاتان منحرفتان . الأولى : لا تقبل والثانية لا تحفظ ، وطبيعة قد جمعت اللين والصلابة والصفاء ، فهي تقبل بلينها وتحفظ بصلابتها ، وتدرك حقائق الأمور بصفائها ، فهذه الطبيعة الكاملة التي ينشأ عنها كل خلق صحيح . وأما صحة الإسلام : فهو جماع ذلك ، والمصحح لكل خلق حسن ، فإنه بحسب قوة إيمانه وتصديقه بالجزاء . وحسن موعود الله وثوابه يسهل عليه تحمل ذلك . له الاتصاف به ، والله الموفق المعين . |
العلامات المرجعية |
|
|