|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
سأل أحد علماء الذميين شيخ الإسلام عن القدر فقال:
أيا علماء الدين ذمي دينكم *** تحير دلوه بأوضح حجة إذا ما قضى ربي بكفري بزعمكم *** ولم يرضه مني فما وجه حيلتي دعاني وسد الباب عني فهل إلى *** دخولي سبيل بينوا لي قضيتي قضى بضلالي ثم قال: ارض بالقضا *** فما أنا راض بالذي فيه شقوتي فإن كنت بالمقضي يا قوم راضيا *** فربي لا يرضى بشؤم بليتي فهل لي رضا ما ليس يرضاه سيدي***قد حرت دلوني على كشف حيرتي إذا شاء ربي الكفر مني مشيئة *** فهل أنا عاص في اتباع المشيئة وهل لي اختيار أن أخالف حكمه *** فبالله فاشفوا بالبراهين غلتي فأجاب شيخ الإسلام الشيخ الإمام العالم العلامة أحمد بن تيمية مرتجلاً: الحمد الله رب العالمين... سؤالك يا هذا سؤال معاند *** مخاصم رب العرش باري البرية فهذا سؤال خاصم الملأ العلا *** قديمًا به إبليس أصل البلية ومن يك خصمًا للمهيمن يرجعن *** على أم رأس هاويًا في الحفيرة ويدعى خصوم الله يوم معادهم *** إلى النار طرًا معشر القدرية سواء نفوه أو سعوا ليخاصموا به *** الله أو ماروا به للشريعة وأصل ضلال الخلق من كل فرقة *** هو الخوض في فعل الإله بعلة فإن هموا لم يفهموا حكمة له *** فصاروا على نوع من الجاهلية فإن جميع الكون أوجب فعله *** مشيئة رب الخلق باري الخليقة وذات إله الخلق واجبة بما لها *** من صفات واجبات قديمة مشيئته مع علمه ثم قدرة *** لوازم ذات الله قاضي القضية وإبداعه ما شاء من مبدعاته *** بها حكمة فيه وأنواع رحمة ولسنا إذا قلنا جرت بمشيئة *** من المنكري آياته المستقيمة بل الحق أن الحكم لله وحده *** له الخلق والأمر الذي في الشريعة هو الملك المحمود في كل حالة *** له الملك من غير انتقاص بشركة فما شاء مولانا إلا له فإنه *** يكون وما لا يكون بحيلة وقدرته لا نقص فيها وحكمه يعم *** فلا تخصيص في ذي القضية أريد بذا أن الحوادث كلها *** بقدرته كانت ومحض المشيئة وما كان في كل ما قد أراده *** له الحمد حمدا يعتلي كل مدحة فإن له في الخلق رحمته سرت *** ومن حكم فوق العقول الحكيمة أمورًا يحار العقل فيها إذا أرى *** من الحكم العليا وكل عجيبة فنؤمن أن الله عز بقدرة *** وخلق وإبرام لحكم المشيئة فنثبت هذا كله لا لهنا *** ونثبت ما في ذاك من كل حكمة وهذا مقام طالما عجز الأولى *** نفوه وكروا راجعين بحيرة وتحقيق ما فيه بتبيين غوره *** وتحرير حق الحق في ذي الحقيقة هو المطلب الأقصى لوارد بحره *** وذا عسر في نظم هذى القصيدة لحاجته إلى بيان محقق *** لأوصاف مولانا الإله الكريمة وأسمائه الحسنى وأحكام دينه *** وأفعاله في كل هذي الخليقة وهذا بحمد الله قد بان ظاهرًا *** وإلهامه للخلق أفضل نعمة وقد قيل في هذا وخط كتابه *** بيان شفاء للنفوس السقيمة فقولك لم قد شاء مثل سؤال *** من يقول فلم قد كان في الأزلية وذاك سؤال يبطل العقل وجهه *** وتحريمه قد جاء في كل شرعة وفي الكون تخصيص كثير يدل *** من له نوع عقل أنه بإرادة وإصداره عن واحد بعد واحد *** أو القول بالتجويز رمية حيرة ولا ريب في تعليق كل مسبب *** بما قبله من علة موجبية بل الشأن في الأسباب أسباب ما ترى *** وإصدارها عن حكم محض المشيئة وقولك لم شاء الإله هو الذي *** أزل عقول الخلق في قعر حفرة فإن المجوس القائلين بخالق *** لنفع ورب مبدع للمضرة سؤالهم عن علة السر أوقعت *** أوائلهم في شبهة الثنوية وأن ملاحيد الفلاسفة الأولى *** يقولون بالفعل القديم لعلة بغوا علة للكون بعد انعدامه *** فلم يجدوا ذاكم فضلوا بضلة أن مبادي الشر في كل أمة *** ذوي ملة ميمونة نبوية بخوضهمو في ذاكم صار شركهم *** جاء دروس البينات بفترة ويكفيك نقضا أن ما قد سألته *** من العذر مردود لدى كل فطرة فأنت تعيب الطاعنين جميعهم *** عليك وترميهم بكل مذمة وتنحل من والاك صفو مودة *** وتبغض من ناواك من كل فرقة وحالهم في كل قول و فعلة *** كحالك يا هذا بأرجح حجة وهبك كففت اللوم عن كل كافر *** وكل غوي خارج عن محجة فيلزمك الإعراض عن كل ظالم *** على الناس في نفس مال وحرمة ولا تغضبن يوما على سافك دما *** ولا سارق مالا لصاحب فاقة ولا شاتم عرضًا مصونًا وإن علا *** ولا ناكح فرجا على وجه غية ولا قاطع للناس نهج سبيلهم *** ولا مفسد في الأرض في كل وجهة ولا شاهد بالزور إفكًا وفرية *** ولا قاذف للمحصنات بزنية ولا مهلك للحرث و النسل عامدًا *** ولا حاكم للعالمين برشوة وكف لسان اللوم عن كل مفسد *** ولا تأخذن ذا جرمة بعقوبة وسهل سبيل الكاذبين تعمدا *** على ربهم من كل جاء بفرية وإن قصدوا إضلاك من يستجيبهم *** بروم فساد النوع ثم الرياسة وجادل عن الملعون فرعون إذ طغى *** فأغرق في اليم انتقاما بغضبة وكل كفور مشرك بإلهه *** وآخر طاغ كافر بنبوة كعاد ونمروذ وقوم لصالح *** وقوم لنوح ثم أصحاب الأيكة وخاصم لموسى ثم سائر من أتى *** من الأنبياء محييا للشريعة على كونهم قد جاهدوا الناس إذ بغوا *** ونالوا من المعاصي بليغ العقوبة وإلا فكل الخلق في كل لفظة *** ولحظة عين أو تحرك شعرة وبطشة كف أو تخطى قديمة *** وكل حراك بل وكل سكينة همو تحت أقدار الإله وحكمه *** كما أنت فيما قد أتيت بحجة وهبك رفعت اللوم عن كل فاعل *** فعال ردى طردا لهذي المقيسة فهل يمكن رفع الملام جميعه *** عن الناس طرا عند كل قبيحة وترك عقوبات الذين قد اعتدوا *** وترك الورى الإنصاف بين الرعية فلا تضمنن نفس ومال بمثله *** ولا يعقبن عاد بمثل الجريمة وهل في عقولِ الناسِ أو في طباعهم *** قبول لقول النذلِ ما وجه حيلتي ويكفيك ما بجسم نقضا بن آدم *** صبي ومجنون وكل بهيمة من الألم المقضي في غير حيلة *** وفيما يشاء الله أكمل حكمة إذا كان في هذا له حكمة *** فما يظن بخلق الفعل ثم العقوبة وكيف ومن هذا عذاب مولد *** عن الفعل فعل العبد عند الطبيعة كآكل سم أوجب الموت أكله *** وكل بتقدير لرب البرية فكفرك يا هذا كسم أكلته *** و***** نار مثل جرعة غصة ألست ترى في هذا الدار من جنى *** يعاقب إما بالقضا أو بشرعة ولا عذر للجاني بتقدير خالق *** كذلك في الأخرى بلا مثنوية وتقدير رب الخلق للذنب موجب *** لتقدير عقبى الذنب إلا بتوبة وما كان من *** المتاب لرفعه *** عواقب أفعال العباد الخبيثة كخير به تمحى الذنوب ودعوة *** تجاب من الجاني ورب شفاعة وقول حليف الشر إني مقدر علي *** كقول الذئب هذي طبيعتي وتقديره للفعل يجلب نقمة *** كتقديره الأشياء طرا بعلة فهل ينفعن عذر الملوم بأنه *** كذا طبعه أم هل يقال لعثرة أم الذم وال***** أوكد للذي *** طبيعته فعل الشرور الشنيعة فإن كنت ترجوا أن تجاب بما عسى *** ينجيك من نار الإله العظيمة فدونك رب الخلق فاقصده ضارعًا *** مريدًا لأن يهديك نحو الحقيقة وذلل قياد النفس للحق واسمعن *** ولا تعرضن عن فكرة مستقيمة وما بان من حق فلا تتركنه *** ولا تعص من يدعو لأقوم شرعة ودع دين ذا العادات لا تتبعنه *** وعج عن سبيل الأمة الغضبية ومن ضل عن حق فلا تقفونه *** وزن ما عليه الناس بالمعدلية هنالك تبدو طالعات من الهدى *** تبشر من قد جاء بالحنيفية بملة إبراهيم ذاك إمامنا *** ودين رسول الله خير البرية فلا يقبل الرحمن دينًا سوى الذي *** به جاءت الرسل الكرام السجية وقد جاء هذا الحاشر الخاتم الذي *** حوى كل خير في عموم الرسالة وأخبر عن رب العباد بأن من غدا *** عنه في الأخرى بأقبح خيبة فهذي دلالات العباد لحائر *** وأما هداه فهو فعل الربوبة وفقد الهدى عند الورى لا يفيد من غدا *** عنه بل يجزى بلا وجه حجة وحجة محتج بتقدير ربه *** تزيد عذابا كاحتجاج مريضة وأما رضانا بالقضاء فإنما *** أمرنا بأن نرضى بمثل المصيبة كسقم وفقر ثم ذل وغربة *** وما كان من مؤذ بدون جريمة فأما الأفاعيل التي كرهت لنا *** فلا ترتضى مسخوطة لمشيئة وقد قال قوم من أولى العلم لا رضا *** بفعل المعاصي والذنوب الكبيرة وقال فريق نرتضي بقضائه *** ولا نرتضي المقضي أقبح خصلة وقال فريق نرتضي بإضافة *** إليه وما فينا فنلقى بسخطة كما أنها للرب خلق و أنها *** لمخلوقة ليست كفعل الغريزة فنرضى من الوجه الذي هو خلقه *** ونسخط من وجه اكتساب الخطيئة ومعصية العبد المكلف تركه *** لما أمر المولى وإن بمشيئة فإن إله الخلق حق مقاله *** بأن العباد في جحيم وجنة كما أنهم في هذه الدار هكذا *** بل البهم في الآلام أيضا ونعمة وحكمته العليا اقتضت ما اقتضت *** من الفروق بعلم ثم أيد ورحمة يسوق أولى ال***** بالسبب *** الذي يقدره نحو العذاب بعزة ويهدي أولي التنعيم نحو نعيمهم *** بأعمال صدق في رجاء وخشية وأمر إله الخلق بين ما به *** يسوق أولى التنعيم نحو السعادة فمن كان من أهل السعادة أثرت *** أوامره فيه بتيسير صنعة ومن كان من أهل الشقاوة لم ينل *** بأمر ولا نهي بتقدير شقوة ولا مخرج للعبد عما به قضى *** ولكنه مختار حسن وسوأة فليس بمجبور عديم الإرادة *** ولكنه شاء بخلق الإرادة ومن أعجب الأشياء خلق مشيئة *** بها صار مختار الهدى بالضلالة فقولك هل اختار تركًا لحكمة *** كقولك هل اختار ترك المشيئة واختار أن لا اختار فعل ضلالة *** ولو نلت هذا الترك فزت بتوبة وذا ممكن لكنه متوقف على *** ما يشاء الله من ذي المشيئة
__________________
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|