لا تنتخبوا «السيسى».. انتخبوا «صباحى»! عبد العظيم درويش

[فالكون_2]

لا تنتخبوا «السيسى».. انتخبوا «صباحى»!
عبد العظيم درويش
العنوان السابق لا يستهدف انتزاع تصفيق أحد ولكنه للحق يستهدف ما هو أكثر من ذلك، إذ يمثل ضمانة لكل من يرغب فى «سكن الجنة» بعد أن يحصل على «صك الغفران» من جانب الإخوان المسلمين باعتبارهم هم فقط «المسلمين» وغيرهم من أحفاد «أبولهب».. فإذا كان «الإخوان» يرفضون حتى مجرد «ترشح السيسى» فما بالك بتوليه المسئولية؟! وبالتالى فما بالك بـ«الجائزة» التى ستحصل عليها إذا لم تنتخبه؟!

نعم.. «لا تنتخبوا السيسى»، فإلى جانب أنه يكفيه «حب.. واقتناع.. وتأييد» ملايين المواطنين برهنوا على اقتناعهم به فى 5 مواقف على التوالى -«30 يونيو و3 و26 يوليو» ومطالبته بالترشح، إضافة إلى حصده مئات الآلاف من التوكيلات- فإن هناك أسباباً عديدة تقف وراء «دعوتى التحريضية» هذه لملايين الناخبين الذين «سيهجرون» مواقعهم يومى 26 و27 مايو الحالى للاصطفاف أمام مقار اللجان الانتخابية ليشاركوا فى تحديد من سيخطو أولى خطواته باتجاه «القصر الجمهورى»! انتخبوا «صباحى»، فربما تعوضه أصواتكم بعض الشىء عما كان قد واجهه من مأزق محرج قبل انطلاق «ماراثون الرئاسة» بأيام، إذ إنه نجح بالكاد فى حصد الحد الأدنى من التوكيلات التى يشترط القانون توافرها للسماح له بالترشح إضافة إلى أننا أصبحنا نعرفه تمام المعرفة -«والعشرة لا تهون على أولاد الحلال»- فقد سبق له أن خاض الانتخابات الرئاسية قبل عامين، ولأسباب عدة جانبه التوفيق فيها وأحرز المركز الثالث من بين 13 مرشحاً لهذا المنصب الرفيع.. وربما بأصواتكم هذه المرة يستطيع أن يتقدم خطوة ويحرز المركز «الثانى»!!

لا تنتخبوا «السيسى»، فنحن لم نكن نعرفه من قبل ظهر يوم 12‏ أغسطس قبل نحو عامين «2012»، إذ فوجئنا به وزيراً للدفاع، وربما ساهمت ضوابط موقعه السابق «رئيساً لجهاز الاستخبارات الحربية» فى إضافة المزيد من «الغموض» حول شخصيته، إلى جانب تلك «النظارة السوداء» التى اعتاد الظهور بها!

انتخبوا «صباحى»، فهو «عشرة عمر» نجده فى كل المواقع حتى ولو كانت متناقضة.. «تحالف مع الإخوان» فى الانتخابات البرلمانية عام 2005 ليضمن مقعدة تحت «القبة» ثم انقلب عليهم فى الانتخابات الرئاسية الماضية وخرج إلى ميدان التحرير مع رفقائه الذين «فشلوا» فيها وطالب بحقه فى «الرئاسة»!! ثم فجأة عاود «مغازلة» الإخوان طمعاً فى أصواتهم فى الانتخابات المقبلة.. وهكذا!!

لا تنتخبوا السيسى، فهو وفقاً لتعهداته يسعى إلى تأسيس دولة بلا تمييز ولا يشعر فيها المواطن بأى خوف لا من الإرهاب ولا من تغول السلطة عليه أو تعسف الدولة ضده!!

انتخبوا «صباحى»، فقد تعهد بإطلاق سراح الإخوان وإتمام المصالحة معهم.. ولا تتوقفوا أمام قضايا بسيطة مثل «أنهم يشكلون جماعة إرهابية.. حق الدم.. حقوق الشهداء».. وغيرها من تلك القضايا التى لا تهم أحداً!

لا تنتخبوا «السيسى»، فهو لا يمتلك احتكار الحقيقة المطلقة ولا يسعى إلى أن يحدد للمواطن معايير الخير والشر.. الصواب والخطأ.. أو حتى المبادئ والقيم التى يجب أن يؤمن بها!!

انتخبوا «صباحى»، فهو وحده يمتلك «رأس الحكمة» ووصل به الأمر إلى اشتراط انتخابه لنصبح «شعباً محترماً.. واختياراته محترمة.. وانتخاباته محترمة»، وبالتالى فإن العكس صحيح.. «من وجهة نظره طبعاً»!!
لا تنتخبوا «السيسى»، فهو ليس «مندفعاً» ويكفى أنه أكد أن «أى خلاف سيُحل من خلال النقاش والحوار الإيجابى بيننا وبين الآخرين.. وأننا لن نفتعل مشاكل مع الآخرين إلا لو أرادوا أن يفتعلوا مشكلة معنا». انتخبوا «صباحى»، فهو بطبيعته «مغامر مندفع» لا يقف أمامه أى تهديد حتى وإن «تقاطع» مع الأمن القومى أو هدد بتشويه صورة مصر دولياً باعتبار أنها لا تحترم أى مواثيق أو معاهدات!!

لا تنتخبوا «السيسى»، فقد اعترف باحتياجه لمجهود كل مواطن وأنه لن يستطيع أن يحقق شيئاً بمفرده وأنه سيسعى إلى توفير فرصة عمل للعاطلين وسيحارب «العوز».

انتخبوا «صباحى»، فقد أنهى حالة «الفقر» التى يعانى منها البعض.. كما أنه قضى على ظاهرة «البطالة» إذ التف حوله «العاطلون» عن العمل بعد أن اكتسبوا «ثائر.. ناشط سياسى.. ناشط حقوقى»!!

لا تنتخبوا «السيسى»، لأن الحفاظ على كرامة مصر منهجه‏، ‏ولأن تحقيق مصلحة الوطن فى مقدمة أولوياته‏، ‏ ولأن هموم مواطن بسيط تشغل تفكيره‏، ‏ ولأن ضمان مستقبل شاب يظل مهموماً به‏،‏ ولأن معاش عجوز يبقى قضيته الأولى‏، ‏ولأن إحباط مواطن يؤلمه‏، ولأن رخاء بسطاء يظل حلمه‏، ‏ولأن‏.. ‏ ولأن‏.. !! انتخبوا «صباحى»، فربما تنجح أصواتكم له فى أن يحرز تقدماً حتى ولو كان خطوة واحدة هذه المرة ويحتل المركز الثانى فى الانتخابات المقبلة!!
http://www.elwatannews.com/news/details/483939