من غرائب القرآن (وغدوا على حرد قادرين)

[د. عمارة]

(وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ) (القلم:25)
وردت في ذكر (قصة أصحاب الجنة)
وهو مثل ضربه الله تعالى لأهل الشرك المعرضين عن دعوة الحق فهم كأصحاب بستان فيه من أنواع الثمار والفواكه، أقسم أهله ليصرمنها مصبحين (أي يحصدون ثمرها ليلا بعيدا عن عين كل فقير أو سائل ) فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون ) أي ؟أصابتها آفة سماوية فأصبحت كالصريم (عن ابن عباس : كالصريم : كالليل الأسود) وعن ابن مسعود عن النبي (ص) أنه قال " إياكم والمعاصي إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به رزقا قد كان هيء له " ثم تلا قوله تعالى: )فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ) (القلم:19) )فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ) (القلم:20) فحرموا خير جنتهم بذنبهم .
(فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ) (القلم:21) (أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ) (القلم:22) صارمين أي جامعين ثمارها
أي نادى بعضهم بعضا وقت الصبح ليذهبوا إلى بستانهم سرا (فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ) (القلم:23) خشية أن يراهم مسكين (أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ) (القلم:24)
وغدوا على حرد: (قيل الحرد : الغيظ / المنع / القصد ، وقيل الحرد : اسم قريتهم
فلما وصلوا إلى البستان لم يعرفوه حتى ظنوا أنهم ضلوا الطريق إليه، فقد استحالت النضارة والثمار إلى سواد ففهموا ما صنعوا بقولهم : (بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ) (القلم:27)

[ezzbio]

ألف شكر تسلم يمينك