استبشروا ( 2 )

[ابو يحيى عياش]

أبو سفيان يوم أحد وقف يقول : أُعل هبل ، اليوم بطل سحر محمد
ولو كان أبوسفيان يعلم أنه سيقول بعد خمس سنوات من هذا المشهد : من دخل دار أبى سفيان فهو آمن .
ووقف جمعٌ من مشركى مكة فى ذات اليوم ( يوم آحد ) يقولون: لا دين اليوم سوى اللات ، اليوم ننصر دين آبائنا ونهزم دين محمد !!
ولو كانوا يعلمون آنهم سيُجيبون على محمد صلى الله عليه وسلم عندما سألهم : ما تظنون أنى فاعلٌ بكم ، فيقولون : أخٌ كريم ، وابن أخ كريم !!
فالباطل فى لحظة النشوة ينسى سنن الله التى لا تتخلف ، ويظن أن الستار قد أُسْدِلَ على المشهد ، ولا يتوقع أبداً عودة الحق منتصراً ، ولا يتخيل نفسه مهزوماً أمامه ثانية ، لذلك فهو يتحلل من أى ضابط ، ويتجاوز كل الحدود ، بينما مُدَبِّر الأمر يسخر منهم ، وجولات القدَر تستعد لهم ، لتُنْسيهم لحظة النشوة بحُزن يطول أمده ، " كما فُعِلَ بأشياعهم من قبل " ، عندئذٍ ينسى أهل الحق ما أصابهم من ألم ، ويهتفون بدموع الفرح " الحمد لله الذى صدقنا وعده وأورثنا الأرض " ، فليستعد المجاهدون لبذل المطلوب ، ليشهدوا لحظة الإنتصار .