|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() دولة المصاطب! عمرو عبد الحميد منذ 2 ساعة http://www.almasryalyoum.com/news/details/715846 يعلم المهندس إبراهيم محلب مقدار المودة التى أكنّها له على المستوى الشخصى، ومدى التقدير الذى أحمله له تجاه ما يبذل من مجهود منذ توليه رئاسة الحكومة فى ظروف بالغة الصعوبة.. لذا أستأذن فى رواية قصتين قصيرتين على أمل أن يستخلص منهما المهندس محلب عبرةً تُبعِد عنّا شبح دولة المصاطب! القصة الأولى تتعلق بحادثة وقعت قبل عدة سنوات، كان بطلها الأمير هارى نجل الأمير تشارلز ولى عهد بريطانيا، وأثارت استياء كبيراً، لدرجة أنها تصدرت صفحات الجرائد والبرامج التليفزيونية لعدة أيام!.. كان الأمير الصغير يؤدى واجب الخدمة العسكرية مثل أى شاب بريطانى، وفى أحد الأيام وصف زميلاً له من أصل باكستانى بكلمة «باكى» التى تستخدم من قبل القوميين المتعصبين للإشارة إلى رعايا دول كانت تستعمرها بريطانيا فى الماضى!.. هاجت الدنيا وماجت على حفيد جلالة الملكة، الذى وجد نفسه محاصراً باتهامات يرى أصحابها أنه عنصرى بامتياز!.. ورغم تقديم هارى اعتذاراً علنياً لزميله، إلا أن ذلك لم يمنع توقيع العقوبة المعتادة على المخطئ فى مثل تلك الحوادث، وهى حضور دورة خاصة يتدرب المشاركون فيها على تجنب الألفاظ الجارحة والكلمات ذات الدلالات العنصرية! أما القصة الثانية فكان مسرحها بريطانيا أيضاً، حين ارتكب جوردن براون رئيس الوزراء عام ٢٠١٠ هفوة ساهمت فى هزيمته أمام منافسه ديفيد كاميرون فى الانتخابات العامة!.. كان براون يستعد ليستقل السيارة مع مساعدته بعد مؤتمر انتخابى، ولم ينتبه إلى أن الميكروفون فى جيب الجاكيت لايزال مفتوحاً، الأمر الذى جعل الإعلاميين يسمعونه بوضوح وهو يصف إحدى الناخبات بالمتعصبة وبأن كلامها سخيف!.. كان براون يقصد سيدةً من مؤيدى حزبه وجهت إليه عدة أسئلة صعبة!.. قلبت تلك المفاجأة غير السارة جميع الترتيبات الانتخابية لحزب العمال بصفة عامة.. اتصل براون بالسيدة معتذراً، إلا أنها أكدت للصحفيين تبدل موقفها المؤيد لحزب العمال وكشفت عن نيتها التصويت لصالح حزب المحافظين!.. اضطر براون إلى ترك التحضيرات لأهم مناظرة مع كاميرون والذهاب بنفسه إلى منزل السيدة الغاضبة، الذى تحول إلى قِبلة لوسائل الإعلام!.. بعد ٤٥ دقيقة خرج رئيس الوزراء البريطانى ليعلن أمام الصحفيين بصوت خافت: «ارتكبتُ خطأ، والسيدة جيليان قبلت اعتذارى!». .. بعد أيام قليلة أُجريت الانتخابات وخسر براون! كنت أتمنى أن يطلع المهندس إبراهيم محلب على هاتين القصتين قبل أن يقرر دعوة وزير الثقافة وأمينة متحف محمود سعيد بالإسكندرية إلى جلسة صلح فى مبنى رئاسة الوزراء، على طريقة شيوخ العرب!.. ناور الوزير طويلاً ليحتوى تداعيات كلماته العنصرية التى وصف من خلالها الموظفة بـ«التخينة».. لكن لحُسن حظه لم تصل تلك التداعيات أبعد من انتقادات وجهها إليه إعلاميون فى برامج تليفزيونية وكتّابٌ فى مقالات صحفية!.. من الناحية الرسمية يحمل الوزير الذى هبط على الوزارة بالباراشوت لواء ثقافة مصر، لكنه - للأسف الشديد- أبى واستكبر أن يقدم اعتذاراً صريحاً على إهانة الموظفة، فهو على يقين أن فعلته أقل من عادية فى بلدان العالم الثالث، وأن الحكاية ستنتهى نهاية سعيدة على مصطبة الحكومة، بفضل النوايا الطيبة للمهندس محلب!.. إذن يحق لنا أن رئيس الحكومة يدعمُ نهجاً يمكّن الوزراء ووكلاء الوزارات والمديرين والقيادات من سبّ موظفيهم والتهكم عليهم كيفما شاءوا، ولن يصل الأمر فى النهاية أبعد مما انتهت إليه حكاية وزير الثقافة، الذى لو فعلها فى بلد مثل بريطانيا أو فرنسا لقدم استقالته قبل أن يطلبها منه رئيس الوزراء، ناهيك عن مثوله أمام القضاء حتى لو تنازلت الموظفة عن حقها! هل يمكن أن نتصور الأمير تشارلز داعياً ابنه هارى وزميله فى الجيش إلى فنجان شاى فى قصر باكنجهام لتصفية النفوس؟!.. هل يعقل أن نتخيل رئيس الحكومة البريطانية مقترحاً على مواطنته الغاضبة قعدة «حق إنجليز» فى ١٠ داوننج ستريت؟!.. كلا بالتأكيد، لأن الدول التى تحترم نفسها تلجأ فى مثل تلك الحالات إلى القانون وليس المصطبة!
__________________
![]() ![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]()
أن الدول التى تحترم نفسها تلجأ فى مثل تلك الحالات إلى القانون وليس المصطبة!
__________________
![]() ![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|