اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-04-2015, 05:58 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي الإيمان بالبعث والنشور


الإيمان بالبعث والنشور


محمد حسن نور الدين إسماعيل

قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ﴾ [الأنعام: 29] وقال سبحانه: ﴿ وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴾ [الإسراء: 49]، وقال: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴾ [المؤمنون: 115]، وقال: ﴿ وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ ﴾ [فاطر: 9].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما بين النَّفختينِ أربعون))، قالوا: يا أبا هريرة، أربعون يومًا؟ قال: أبَيْتُ[1]، قالوا: أربعون شهرًا؟ قال: أبَيْتُ، قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبَيْتُ - ((ثم ينزل من السماء ماءٌ فينبُتون كما ينبُتُ البَقْلُ، قال: وليس من الإنسان شيءٌ إلا يَبْلَى، إلا عَظْمًا واحدًا، وهو عَجْبُ الذَّنَبِ، ومنه يُركَّبُ الخَلْقُ يوم القيامة))[2].

وعَجْبُ الذَّنَبِ: هو العَظم بين الأَلْيَتينِ في أسفل الصُّلْب، والعَجْبُ مِن كل دابة: ما انضم عليه الورِكانِ من أصل الذَّنَب المغروز في مؤخرة العجُزِ؛ (لسان العرب لابن منظور رحمه الله).

وأنكر قومٌ البعث؛ كالفلاسفة الدهرية، والطبائعية، والدورية منكرون الخالق، والدهرية من مشركي العرب ومَن وافقهم، وملاحدة الجهمية ومن وافقهم.

وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى - يردُّ على قول الجهم بانعدام العالم انعدامًا محضًا:
وكذاك يقبِض أرضَه وسماءه
بيديه، ما العدَمان مقبوضانِ
وتحدِّث الأرض التي كنَّا بها
أخبارَها في الحشر للرحمنِ
وتظل تشهد وهي عدلٌ بالذي
مِن فوقِها قد أحدَث الثَّقَلانِ
أفيشهَدُ العدمُ الذي هو كاسمه
لا شيء، هذا ليس في الإمكانِ
لكن تسوَّى ثم تبسط ثم تش
هَدُ ثم تُبْدَلُ وهي ذاتُ كيانِ[3]


ما لا يبلى في القبر:
1- أجساد الأنبياء؛ لحديث: ((إن الله تعالى حرَّم على الأرض أن تأكل أجسادَ الأنبياء))[4].
2- أجساد الشهداء[5].
3- عَجْبُ الذَّنَبِ من كل إنسان.
4- الأرواح: فالحقُّ - الذي عليه أهل السنة والجماعة - أن الأرواح لا تبلى، وأنها ليست هي مطلق حياة الإنسان العارضة، بل هي حقيقةٌ أخرى مستقلة، يعمر بها الجسدُ بحلولها فيه، ويفسُد بخروجها منه، وهي النَّسَمةُ التي يموت الإنسان بخروجها من جسده، وأن لها حقيقة، وأنها تُنفَخ وتُقبَض، وتصعَد وتهبِط، وأنها مفارقة الجسد، إما أن تنعَّم أو تعذَّب، وبعد النفخ في الصُّور (النفخة الأولى) تعود كل روح إلى جسدها الذي كانت تعمره في الدنيا[6].

قال العلامة ابن القيم - رحمه الله تعالى - في قصيدته النونية:
والأنبياء فإنهم تحت الثرى
أجسادُهم حُفِظت من الديدانِ
ما للبِلى بلحومِهم وجسومِهم
أبدًا وهم تحت التراب يدانِ
وكذاك عَجْبُ الظَّهر لا يبلى بلى
منه تُركَّبُ خِلقة الإنسانِ
وكذلك الأرواح لا تبلى كما

تبلى الجُسوم، ولا بِلَى اللُّحمانِ
ولأجل ذلك لم يُقرَّ الجهمُ بال
أرواح خارجةً عن الأبدانِ
لكنها من بعض أعراضٍ بها
قامَتْ، وذا في غاية البطلانِ
فالشأنُ للأرواح بعد فراقها
أبدانَها واللهِ أعظمُ شانِ
إما عذابٌ أو نعيمٌ دائمٌ
قد نُعِّمت بالرَّوح والريحانِ
وتصير طيرًا سارحًا مع شكلها
تَجني الثِّمار بجنة الحيوانِ
وتظل واردة لأنهارٍ بها
حتى تعود لذلك الجثمانِ
لكنَّ أرواحَ الذين استشهدوا
في جوف طيرٍ أخضرٍ ريَّانِ
فلهم بذاك مزيَّة في عيشهم
ونعيمُهم للرُّوح والأبدانِ
بذلوا الجسومَ لربهم فأعاضهم
أجسامَ تلك الطيرِ بالإحسانِ
ولها قناديلٌ إليها تنتهي
مأوًى لها كمساكنِ الإنسانِ
فالرُّوحُ بعد الموت أكملُ حالةً
منها بهذي الدارِ في جثمانِ




[1] أبيت: أي: امتنَعْتُ عن الجواب؛ لأني لا أدري الصواب.

[2] رواه مسلم رحمه الله تعالى.

[3] القصيدة النونية لابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى.

[4] صححه الألباني في صحيح أبي داود.

[5] ليست كل أجساد الشهداء لا تبلى في القبر، ولكن ما ورد به الدليل في التخصيص؛ كما قال البخاري رحمه الله تعالى: حدثنا مسدد، حدثنا بشر بن المفضل، حدثنا حسين المعلم، عن عطاء، عن جابر قال: لما حضر أُحُدٌ دعاني أبي من الليل فقال لي: ما أراني إلا مقتولاً في أول مَن يُ*** من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإني لا أترك بعدي أعزَّ عليَّ منك، غيرَ نفسِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن عليَّ دَينًا فاقضِه، واستوصِ بأخواتك خيرًا، فأصبحنا وكان أولَ قتيل، فدفنتُ معه آخر في قبره، ثم لم تطِبْ نفسي أن أتركه مع آخر، فاستخرجتُه بعد ستة أشهر فإذا هو كيومَ وضعتُه هنية غير أذنه (أخرجه البخاري حديث رقم 1351)، ولأصحاب السنن عنه رضي الله عنه من حديث طويل، وفيه: (فبينا أنا في خلافة معاوية بن أبي سفيان إذ جاءني رجلٌ فقال: يا جابر، والله لقد أثار أباك عمالُ معاويةَ، فبدا فخرج طائفة منه، فأتيته فوجدته على النحو الذي دفنته، لم يتغير إلا ما لم يدَعِ ال*** أو القتيل؛ (انظر كتاب معارج القبول - فصل: منكِرو البعثِ على أربعة أصناف).

[6] سبق ذكر أن جسد الإنسان يبلى، إلا عَجْبَ الذَّنَب، ثم ينبُت هذا الجسد مرة أخرى كما ينبُت البَقْل، كما سبق في الحديث، وذلك يكون بالمطر الذي يُنزله اللهُ قبل النفخة الثانية، ثم تُجمَع الأرواح في الصُّور، ويُنفَخ فيه النفخة الثانية، فتطير كلُّ رُوح إلى جسدها، وهذا بخلاف عودة الرُّوح إلى الجسد، المذكورة في حديث البراء بن عازب الطويل في سؤال القبر؛ فهي عودة إلى الجسد بعد الموت قبل أن يبلى؛ تمهيدًا للسؤال والفتنة، والله أعلم.











رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:52 PM.