اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-05-2015, 04:41 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي ابنة زوجي تدمر حياتي

ابنة زوجي تدمر حياتي

أ. زينب مصطفى

السؤال
أنا وزوجي كُنَّا شديدي التفاهُم، ونحبُّ بعضنا حبًّا عميقًا جِدًّا، لكنَّ حياتنا وصلت إلى حافة الطلاق عدَّة مرَّات بسبب ابنة زوجي (12 سنة)، منذ زواجي بأبيها رفضَتْني ورفضَتْ أيَّ محاولةٍ منِّي للتقرُّب إليها، وكان عمرها وقتئذٍ سبع سنوات، رفضت هَداياي، وأبدَتْ صَراحةً وبشكلٍ وقح عدمَ السعادة من أيِّ شيء أفعَلُه لها بغرَض إسعادها والتودُّد إليها، وكلَّما حاولتُ بأيِّ طريقةٍ بدءَ صفحةٍ جديدة معها، وجدتُ منها ذات الرفض؛ بل يزيدُ كلَّما كبرتْ وتفنَّنَت في الخداع والاحتيال بهدف إحداث المشكلات بيني وبين زوجي، لم تتوانَ عن فِعل أيِّ شيءٍ، وبمُنتهى الذكاء والدهاء، تُدهشني بأفكارها، وأنا الكبيرة أعترفُ أنها أذكى منِّي، وأكثر فطنةً وبراعةً وصبرًا حتى تَنال مَأربها، أمَّا أنا فمُباشِرةٌ جدًّا برُدود أفعالي وصريحة، ولا أعرف التَّمثيل ولا التَّغابي ولا التَّغاضي! زوجي لا ينتبه لأخطائها بحقِّي، بينما هو يَقِظٌ جدًّا في الانتباه لتعابير وجهي وما تفضحني عيناي به من غضبٍ وكرهٍ؛ لذلك تراكمت الأحقاد في قلبي ضدَّها، وتراكمت الأحقاد في قلب زوجي ضدِّي، وكدنا ننتهي، وربما شارفنا بالفعل! كلانا ذاقَ الطلاق من قبلُ، كلانا لديه طفلٌ من زواجٍ سابق، لدينا طفلة مشتركة، لا نرغب بإعادة الأمر معها، وربما هذا هو ما يُصبِّرنا حتى الآن على حياتنا النَّكِدة، بعدما وصلت حياتنا إلى نقطةٍ نعرف فيها أنَّ الطلاق سيحصل لا محالة، وربما نُؤجِّله تأجيلاً، زوجي يُعامل ابني بالحسنى، ابني لا يُقيم معنا، بل يزورُنا كثيرًا، وأنا أقدِّر لزوجي هذه المعاملة الجيِّدة التي لم يحدثْ وأنْ تأثَّرت بما نمرُّ به من مشاكل في بيتنا؛ أي: لم تنعكسْ علاقتي بابنته على علاقته بابني إلا بشكلٍ طفيف جدًّا ونادر، لكنَّني أكتب هذه السطور وأنا فاقدة أي أمل، فكلُّ النصائح التي ستُقدِّمونها لي لن تُجدِي، صدِّقوني، ليس هناك شيءٌ يُخفِّف حِقدي على هذه البنت التي أشعُر أنها تمتطيني وكأنَّني دابَّتها، تُوجِّه حياتي على هَواها، وليس هناك وسيلةٌ لإصلاح العطب المزمِن في علاقتي معها، وأنا حاولت في البداية ثم يئستُ، وأصبح الآن من الاستحالة إقناعي بأنْ أستمرَّ بمحاولاتي الفاشلة التي أضرَّت بالعلاقة أكثر ممَّا أفادتها، فلو أنِّي منذ البداية لم أحاول مدَّ جُسور مودَّةٍ معها، لما كنت عرفت مِقدار الدَّهاء والسَّواد في أعماقها، كنتُ بقيتُ مُغفَّلة أعتقد أنها مجرَّد طفلة تَغار من فكرة زواج أبيها بأخرى، وتحاول محاولات صِبيانيَّة للتعبير عن هذه الغيرة، بينما أنا الآن أعرفُ تمامًا كم هي كبيرة هذه الطفلة، وكم هي كذَّابة، وإلى أيِّ مدًى يمكنها أنْ تُطلِق العنان لشرِّها وكذبها وتمثيليَّاتها البارعة، وإلى أيِّ حدٍّ يمكنها الصبر وتكرار المحاولة بِمُنتَهى البرود إلى أنْ تحقِّق مأربها، فتقبع في زاويةٍ ما أثناء كلِّ شجارٍ كبير بيني وبين أبيها، تستفزُّني بحركات شماتتها؛ ومن ثَمَّ ترسم على وجهها الحزن والبلاهة كلَّما التفَتَ أبوها نحوَها، ترمي أشياءها لتتَّهمني وتتَّهم ابني بالسرقة، تحرم نفسَها الأكلَ كي يُصدِّق أبوها مسرحيَّة اكتئابها وفقدان شهيَّتها، بينما تأكُل خفيةً عنه، وقت عودته للبيت تُسارع للانزِواء في غُرفتها وحيدةً؛ كي يظنَّ أبوها أنَّني أطردها من مُجالستي أو أُسِيء معاملتها، ولا يعرف أبدًا أنها كانت طوال غيابِه فرحةً مبتهجة ترقُص وتضحَك وتُزعِجني وتتكلَّم في الهاتف، وتُمارس حياةً أكثر من مجرَّد طبيعيَّة، فيسألها يوميًّا عند عودته لماذا يبدو عليها الحزن؟ وتنظُر إليَّ بنظرةٍ ذات مَعانٍ لتجيبه بأنها لا تعرف لماذا تشعُر بالحزن وبأنها مكروهة! أُفكِّر أحيانًا جديًّا بتركيب كاميرا مخفيَّة لتسجيل بهجتها طوال اليوم واصطناعها للحُزن وقت دُخوله البيت؛ علَّه يرى منها ما أراه من نفاقٍ وأعمال شيطانيَّة، علَّه يرى وجهَها الآخَر الحقيقي مثلما أراه أنا، تتحيَّن غيابه في الحمام أو في أيِّ غرفة أخرى لترمي بوجهي أيَّ تعليق قَذِرٍ أو وَقِح، وحين يعود إلينا أبوها لا يرى من تعليقها سوى وجهي المتجهِّم ونظراتي العابسة التي تستشيطُ غضبًا في بيتي، أنا ابنة الزوج المظلومة الساكتة التي ليس لديها سوى كُرهها لواقعها ورَغبتها في الخلاص، وهي زوجة الأب الظالمة التي تنوي وتنفذ وتسعد بمنجزاتها، وتُدرِك بكل ثقة أنها ستضحك كثيرًا.
في النهاية أكرهها وأدعو الله - عزَّ وجلَّ - قيامًا وقُعودًا أنْ يخلصني حتى من النظر إلى وجهها، ولو كانت الوسيلة موتي.
محاورةُ أبيها لم تُجْدِ نفعًا، بل بالعكس سارعت بتكبير كرة الثلج، ولا يمكن محاورة أمِّها؛ لأنَّ أمَّها لن تصدق؛ فهي تتعامَلُ مع أمِّها وكأنَّها طفلةٌ ذات 3 أو 4 سنوات، بمنتهى الغباء والدلال، حتى إنها تسألها عن معاني الكلمات العاديَّة التي نستعملها جميعًا كلَّ يوم، وكأنها ما زالت تتعلم اللغة! على سبيل المثال: سألَتْها مرَّة: ما الفلفل؟ الأحمر المستدير الذي نضَعُه في السلطة أم الثانية الخضراء التي تكون حارَّة أحيانًا؟ كانت في الصف السادس حين طرحت هذا السؤال هاتفيًّا على أمها! بل حتى محاورتها شخصيًّا بأنَّ علينا التعايُش والتفاهُم لا تنفع؛ فقد أجابتني أكثر من مرَّة بلهجة بالغة السخرية حين أفتح معها موضوع علاقتنا: لا أفهم ما تقولين، ثم لماذا أنتِ تتكلَّمين كثيرًا؟!
أنا لا أُسهِم بتربيتها؛ لأنَّ زوجي يفعل عكس ما أقوله تمامًا حين يتعلَّق الأمر بها؛ ظنًّا منه أنَّ ما أقوله هو بهدف مُضايَقتها فقط، وهو لا يقوم بتربيتها إطلاقًا، لا يعرف ما عليه قوله أو فعله، فضلاً عن أنَّ عمله يتطلَّب سفرًا كثيرًا، ودور أمها ينحصر في رؤيتها عدَّة ساعات متوالية مرَّة أسبوعيًّا للتهريج واللعب، لا للتربية بالطبع؛ لذلك فهي حصيلة شرٍّ غريزي ممزوج بما تتعلَّمه من متابعة برامج التلفزيون (بالمناسبة لا تتابع برامج الأطفال ألبتة)، وبما تتعلَّمه من صديقاتها اللواتي لا نعرف عن منشئهنَّ أيَّ معلومات، ولا حتى الأماكن الجغرافيَّة لبيوتهنَّ، بينما تستأذن والدها وتزورهن بالساعات في بيوتهن، لديَّ طرزان في البيت وابنتي ستتَّخذ مع الزمن هذا الطرزان قدوةً (غير حسنة) لها، وزوجي لن يتحمَّل هذه الحياة الكئيبة طويلاً، فمَن منَّا يتحمَّل أنْ يعيش عمرًا مع مَن يكره ابنته فلذة كبده (التي لا يرى منها سوى ما تتعمَّد هي أنْ تُريه إيَّاه من براءة)؟ وأنا شخصيًّا لن أتحمَّل ضَياع مستقبل ابنتي أمام عيني وأنا أتعلَّق بحبال الوهم، ظنًّا بأنَّ الأيَّام قد تحلُّ حتى أعقد المشاكل، لا أريد أنْ أمضي عمري أنتظر ما لن يكون أبدًا، دوَّامة حقيقيَّة تنهش عُمري وصِباي وأعصابي، فهل لديكم ما قد تعتقدون أنَّه سيُساعدني؟

جزاكم الله كلَّ خير، السلام عليكم.


الجواب
أختي الحبيبة.
تربية الأبناء أمرٌ شاقٌّ، وتحتاجُ للكثير من الصبر، فكيف لو كانت ابنةَ زوجِك وليست ابنتك مباشرةً؟!
يتطلَّب الأمر منك بدايةً أنْ تدعي الله - عزَّ وجلَّ - أنْ يرزُقك الصبر ويعينك، ويسخر لك أسباب تقريب قلبيكما.
عليك أنْ تعلمي أنَّ شخصيَّة الطفل تتكوَّن في السبع السنين الأولى من عمره، والإنسان ابن بيئته، فلا نعلمُ ما الذي تعرَّضت له هذه الطفلة في تلك المرحلة قبل أنْ تعيش معك؟
فإذا ما رُبِّي الإنسان في بيئةٍ هادئة ومُوفَّقة، وبين أبوين مُتَفاهمين، فإنَّه لا يرى أنَّه في حاجةٍ إلى إعلان الحرب على الناس أو الخصومات أو العَداوات، ربما استشعارك لذلك يجعلك تلتَمِسين لها العُذر.
عليك أنْ تتذكَّري أيضًا أنها في مرحلةٍ عمريَّة حَرِجة؛ فالأم تتعب كثيرًا مع أبنائها، وهم بهذا العمر - في سن المراهقة - ورغم ذلك تتحمَّلهم وتصبر عليهم.
مع شخصيَّة الفتاة لم تكنْ تحتاج في بداية الأمر أنْ تُثبِتي لها حبَّك، وتتودَّدي لها؛ فهذا قد يُفسد أناسًا ويفيد آخَرين؛ فيجب عليك تجاهُل كلِّ تصرُّفاتها أو ألفاظها السيِّئة التي تُلقيها، وكأنَّك لم تسمَعِيها أو ترَيْ شيئًا، ولا تتَضايقي أو يظهَر على وجهك أيُّ شيء، وإذا ما حضر والدها فأخبِريه بأنَّ اليوم مَرَّ جميلاً، وجميع الأطفال مسرورون، واضحكي ولا تهتمِّي بما تسعى هي لفِعله وتنجح؛ لأنها قد تصلُ لمرحلة أنها تتسلَّى بإغاظتك، فإذا ما شعرت أنَّك لا تهتمِّين، وهذا لا يُزعجك، فسيقلُّ شيئًا فشيئًا.
وفي المقابل عزِّزي وامدَحِي جدًّا أيَّ شيءٍ جيد - ولو صغيرًا - فعَلَتْه هي، وتحدَّثي أمامَ الناس عنه كإخبارٍ دُون مبالغة أو زيادة اهتمام، (برمجيها لتكون جيدة).
بعدَ فِعلك ذلك بفترةٍ تحدَّثي مع والدها وأخبِريه أنَّ علاقتكما تتحسَّن، وأنَّك بدأت تُحبِّينها، وأنَّك فكَّرت في أنها كبرت وستُصبح صديقتك بعد قليلٍ، وكأنَّك لا ترين شيئًا سيِّئًا تفعَلُه هي.
وإذا ما قامتْ بأيِّ سلوكٍ سيِّئ معك أمامَ والدها، فأخبِريه بينكما أنها صغيرة وأنَّك لا تهتمِّين؛ فمَن من الأطفال لا يخطئ؟!
أيضًا أقترحُ عليك أنْ تشركي معك شخصًا تحبُّه تلك الفتاة، تحكي له ويتحدَّث معها، ويوصيها عليك دون أنْ تعلم الفتاة.
وفي الختام أذكِّرك أنْ تخلصي النيَّة لله - عزَّ وجلَّ - في تربيتها، وأنَّ ذلك سيكون في ميزان حسَناتك ورفعتك عند الله تعالى؛ فهو الذي يعلم السرَّ وأخفى، فلا تحتاجين أنْ تَضَعِي كاميرات لتُثبِتي حُسن مُعامَلتك، فالله مُطَّلعٌ ولن يُضيع شيئًا.

يسَّر الله لك الخيرَ، ووفَّقك له.




 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:27 PM.