|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مؤتمر العودة إلى الوراء http://www.masralarabia.com/%D8%A7%D...B1%D8%A7%D8%A1 ![]() عاد وجه الرئيس المخلوع إلى جدارية "صانعي السلام" الواقعة قرب مطار شرم الشيخ الدولي، والتي صممت سنة 96 بمناسبة مؤتمر صانعي السلام، عاد ليرحب بضيوف مؤتمر مصر الاقتصادي بعد أن تم إزالة هذا الوجه من الجدارية في أعقاب ثورة يناير .. أدى السيد عبد الفتاح السيسي صلاة الجمعة في مسجد السلام الذي افتخر رجل الأعمال الهارب حسين سالم بأنه هو من أسسه سنة 2008 قبل أن يتمنى رجل الأعمال النجاح للمؤتمر .. اجتمع السيد كمال الجنزوري بسبع وزراء من الحكومة الحالية على مأدبة إفطار بمقر إقامة الوزراء في شرم الشيخ قبل ساعات من إقامة المؤتمر .. لافتة قماشية ضخمة تحمل شعار المؤتمر تغطي واجهة مبنى الحزب الوطني المحترق .. يضحك حضور المؤتمر في لزوجة ونطاعة على زلة اللسان "الفرويدية" الفريدة لجون كيري وزير الخارجية الأمريكي والذي صرح بأنه يجب على الجميع العمل لأجل مستقبل إسرائيل .. مشاهد متفرقة تومض أمامك وتعود بك إلى زمن ووجوه وأجواء بائدة سئمنا منها وثرنا عليها وظننا يوماً بأننا قد تخلصنا منها إلى الأبد. سعد البعض أيما سعادة بمؤتمر مصر الاقتصادي، وأكد أن هذا المؤتمر –الهادف أساساً لجمع التبرعات لمصر من الدول الثرية- قد أبرز صورة مصر المشرفة والحضارية. بينما انساق البعض وراء النوايا الطيبة، أو النوايا التي بُذل جهد معقول لإلباسها ثوب النوايا الطيبة، وأكد بأنه يترفع عن الخلافات السياسية المؤقتة ويتمنى مخلصاً النجاح للمؤتمر الاقتصادي لأنه يتمنى الخير لمصر ولشعبها الفقير. لا شك بأن كل وطني مخلص أيا كانت اتجاهاته وميوله يتمنى الخير لمصر، ولكن هل يمكن تمنى الخير لمصر عبر الدعاء بالتوفيق والسداد لسارق خيراتها؟ لقد صرحت سيرى موليانى المدير التنفيذى للبنك الدولى أن البنك الدولى سيقدم 400 مليون دولار للقضاء على الفقر في مصر تماماً خلال الأربعة سنوات المقبلة، أي أن البنك الدولي ذاته قدّر أن هذا المبلغ كافياً على الأرجح لحل مشكلة الفقر في مصر، بينما حصل السيد عبد الفتاح السيسي في حوالي سنتين ومن دول الخليج فقط على حوالي ثلاثة وعشرون مليار دولار، دون أن نرى أي تحسن ولو طفيف على حياة المواطن المصري، بل على العكس لقد شهدت الأسعار ارتفاعاً غير مسبوق، تماماً كمعدل حالات انتحار الشباب المصري وهي الظاهرة التي اختار الإعلام المصري غض البصر عنها. إن انعدام أثر جميع المليارات الثلاثة والعشرون المتبخرة يعني شيئاً من اثنين، إما أن –أولاً- هذه المليارات ليست كافية على الإطلاق لحل مشكلة واحدة من المشاكل التي يئن منها المواطن المصري، وبالتالي يصبح من العبث التهليل لتبرعات المؤتمر الاقتصادي والتي لا تزيد كثيراً عن اثنى عشر مليار دولار، أو يعني –ثانياً- أن جميع هذه المليارات لم تذهب إلى الشعب من الأساس. سيقول قائل أن هذه المليارات الاثنى عشر لا تمثل جميع إسهامات المؤتمر الاقتصادي بل أن هناك العديد من المشاريع التي ستنفذ على أرض مصر، ولكن هؤلاء يتناسون مشروع المليون وحدة سكنية ومشروع جهاز الكفتة ومشروع توشكى وغيرها من المشاريع العملاقة إعلامياً وغير المتحققة فعلياً، كما لا يلتفتون إلى أن الإعلان عن التبرعات والاستثمارات ليس أمراً صعباً على الإطلاق، ويكفي أن نتذكر مؤتمر إعادة إعمار غزة والذي عقد أيضاً بشرم الشيخ في أكتوبر 2009 وشارك فيه ممثلي نحو 50 دولة و20 منظمة دولية، وأًعلن فيه عن التبرع بأربعة مليارات لقطاع غزة، ولكن للأسف تبخرت جميع هذه الوعود لاحقاً ولم يتحقق أي منها بعد المؤتمر. كم كنت أتمنى لو قدم المؤتمر الاقتصادي أية مشاريع تعيد لمصر مكانتها في زراعة القطن أو القمح، أو تضع قدمها على بداية طريق التصنيع المحلي، أو تسهم في توفير فرص عمل حقيقية للمصريين، أو تحقق الاكتفاء الذاتي في أي مجال، أو تؤدي بشكل مدروس إلى تحسين ملفات التعليم والصحة والأمن (أمن المواطن المصري وليس أمن النظام )، كما أتمنى حقاً نجاح مؤتمر مصر الاقتصادي، ولكنني أتمنى نجاحه الفعلي والذي لا يتحقق سوى بتحقيق الاستقرار السياسي وتوفير البيئة الحاضنة للاستثمار وتحقيق العدل والشفافية، أما تمني النجاح على طريقة التهليل ولم النقوط فلا يشكل سوى مظهراً آخر من مظاهر العودة إلى الوراء ولا يختلف أثره الفعلي كثيراً عن إزالة وتركيب وجه المخلوع على جدارية عقيمة.
__________________
![]() ![]() |
العلامات المرجعية |
|
|