اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > مصر بين الماضى و الحاضر

مصر بين الماضى و الحاضر قسم يختص بالحضارة و التاريخ المصرى و الاسلامى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-05-2015, 10:00 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي موقف لشيخ الإسلام الإمام تقي الدين بن دقيق العيد رحمه الله ... وصدعه بالحق !!


موقف لشيخ الإسلام الإمام تقي الدين بن دقيق العيد رحمه الله ... وصدعه بالحق !!


محمود حافظ


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم أما بعد ..


لما نازل التتار بلاد الشام وادّعى السلطان محمود غازان أنه مسلم موحد, وأخذ يفتك بالمسلمين ويحرق القرى ويخرب البيوت والمساجد وجعلوا من الجامع الأموي حانة يشربون الخمر فيها ويزنون فيها والعياذ بالله ..


إلى هذا الحد من الإجرام !! فأخت عساكر الشام الرحيل الى مصر وهي خط الدفاع الأول والأخير عن الإسلام والمسلمين في الأزمات. وتهيأ الملك الناصر محمد بن قلاوون رحمه الله لمحاربة غازان وجحافله من الفاسقين التتار وسانده العلماء والفقهاء وعلى رأسهم شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية والذي برز اسمه كثيرا في تلك الأحداث ولعلنا نشير إلى دور ابن تيمية رحمه الله في جهاد التتار ووقوفه أمام الأمراء الظالمين الفاسقين في مشاركة أخرى ان شاء الله .


ولكنني هنا أود ان أشير الى أحد أعلام هذه الأمة الربانيين العالمين العاملين بالكتاب والسنة ولكنه طبعا كغيره من الأعلام في تلك الفترة كسفتهم شمس الإمام ابن تيمية رحم الله الجميع ورضي عنهم.


أمر نائب السلطنة الأمير "سلار" أن تؤخذ الأموال من الرعية لتجهيز الجيش المسلم لمقاتلة التتار, فاستُدعي نائب الحسبة "مجد الدين عيسى بن الخشاب" ليتولى هذا الأمر.

يقول الإمام تقي الدين المقريزي الأثري رحمه الله "واستُدعي مجد الدين عيسى بن الخشاب نائب الحسبة ليأخذ فتوى الفقهاء بأخذ المال من الرعية للنفقة على العساكر, فأحضر فتوى الشيخ "عز الدين بن عبد السلام" للملك المظفر قطز, بأن يؤخذ من كل إنسان دينار.[/or]

- وهي تلك الفتوى المشهورة التي أفتى بها سلطان العلماء العز بن عبد السلام لتجهيز العساكر لقتال التتار -


فرَسم له "سلار" بأخذ خط الشيخ تقي الدين محمد بن دقيق العيد - أي أقرار ابن دقيق العيد بخطه على تلك الفتوى - فأبى - ابن دقيق العيد- أن يكتب بذلك فشقّ هذا على "سلار" واستدعاه وقد حضر عنده الأمراء, وشكا إليه قلة المال وأن الضرورة دعت إلى أخذ مال الرعية لأججل دفع العدو, وأراد منه أن يكتب على الفتوى بجواز ذلك, فامتنع, فاحتجّ عليه ابن الخشّاب بفتوى "ابن عبد السلام", فقال - ابن دقيق العيد - ( لم يكتب ابن عبد السلام للملك المظفر قطز حتى أحضر سائرُ الأمراء ما في مِلكهم من ذهب وفضة وُحليّ نسائهم وأولادهم ورآه, وحلَّف كلا منهم أنه لا يملك سوى هذا, كان ذلك غير كاف, فعند ذلك كُتب بأخذ الدينار من كل واحد.

وأما الآن فيبلغني أن كلا من الأمراء له مال جزيل, وفيهم من يُجهِّز بناته بالجواهر واللآلى, ويعمل الإناء الذي يستنجي منه في الخلاء من فضة, ويرصّع مداس زوجته بأصناف الجواهر
) وقام عنهم."أ.هـ (1)

لم يمنع ابن دقيق العيد حساسية الموقف وإلتهابه الشديدة آنذاك من قول الحق, ولم يمنعه إجتماع علماء السلطان على رأيهم!! ولم يمنعه وقوفه أمام السلطان نفسه من قول الحق !!

فهذا إهداء للذين يتلونون ويميعون دينهم بحجة الوضع الراهن والظروف الحساسة التي تمر بها البلاد !!


----------------------------------------------------------------

(1) السلوك في معرفة دول الملوك , للمقريزي (الجزأ الأول - القسم الثالث ص 898)


رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:25 PM.