|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الرواسي
صالح بن علي العمري ذهبَ الزمانُ.. ودينُنا لنْ يذهبا *** وسَنا الرسالةِ لا ادْلّهمَّ ولا خَبَا ولئنْ نبا سيفٌ، فسيفُ العلمِ ما *** فقَدَ المضاءَ ولا استكانَ ولا نَبـَا ولئن مضى جيلٌ ففي أعقابِهِ *** جيلٌ يُمسّكُ بالكتابِ المُجْتَبى والصحوةُ الكبرى يشيدُ كيانَها *** علمٌ يصونُ.. ويستجيلُ الغيهَبا بعزائمِ العلماءِ.. في وجدانِهم *** نورٌ.. وفي أخلاقِهم سننُ الإبا بالعلمِ يُخشى الله جلّ جلالُه *** فرضاهُ خيرُ منىً وأشرفُ مطلبا والعلمُ كالغيثِ المُغيثِ إذا همى *** أحيا الرياضَ الظامئاتِ وأعشبا والعلمُ بابُ الأمنِ في الدنيا إذا *** عصفَ الجهولُ بنا.. فجارَ وأرهبا والعلمُ يجبرُ صرحَ وحدتِنا إذا *** صدعَ الخلافُ جدارها فتشعّبا والعلمُ ساريةُ الجهادِ إذا عثَتْ *** أيدي الأعادي في المدائنِ والرُّبا وإذا فضاءُ الأرضِ ضاق من الضنى *** فالعلمُ يبسطُها فضاءً أرحبا والعلم يسمو بالقلوب إلى العُلا *** فالنفسُ تُشرقُ همّةً وتوثّبا وإذا تقارعت العقولُ رأيتهُ *** أجلى بيانا في النفوسِ وأعذبا وإذا تضاربت المعارفُ رُمْتهُ *** أعلى دليلا في الخطابِ وأصوبا والعلمُ جندٌ.. كم جيوشٍ دُمّرتْ *** بالرأي.. كنت تخالها لن تُغلبا والعلمُ ملكٌ لا حراسةَ حولَه *** يعلو العقولَ ديانةً وتمذْهُبا هو روضةُ الأروح في حُللِ الرِّضا*** كالشهدِ.. كالزّهرِ المُعطِّرِ.. كالصَّبا هو نزهةُ الوجدان في غدواتِهِ *** بين العصورِ مُشرِّقا ومُغرِّبا هو كسوةُ النفسِ الزكيّةِ بالتقى *** إنْ غرَّ شخصا عطفُهُ فتجلبَبا والعلمُ نورٌ واجتلاءُ بصيرةٍ *** إن أعجمتْ ظُلُمُ المصائبِ أعربا أرأيتَ إبراهيمَ يبني للورى *** صرحَ العقيدةِ فاشمخرَّ وأطنبا! أو أنبياءَ الله كيف تألقوا *** وتخيّروا الأخرى فنالوا المطلبا! أرأيتَ يوسفَ إذ يديرُ خزائنا *** حين اجتباه الله حينا واجتبى! ما علمُ داوودَ؟ وما فَهْمُ ابنهِ؟ *** سبحان من قَسَمَ العلومَ وأوجبا! ما سورُ يأجوجَ؟ وما قطرانُهُ؟ *** ما قصّةُ الصرحِ المُمرّدِ في سبا؟ أرأيتَ ميراثَ النبي محمدٍ *** لمعارج الجنّاتِ قاد الموكبا واذكر أبا بكرٍ ووثبةَ رأيهِ *** في رِدّةِ الأعرابِ حين تغلّبا وانظر لحبرِ العلمِ في عين الردّى *** يسنقذُ الآلافِ ممن قد صَبا! (1) وفتى بني شيبان حين تجهّمت *** في فتنة القرآن كان الأصلبا (2) واذكر صلاحَ الدينِ في صولاتِهِ *** كم حرّضَ الصّيدَ الأُباةَ وألَّبا (3) فتفجّر البركانُ في وجه العِدا *** وفلولُهم في البيد تبغي المهربا واذكر فتى حرّان في عزماتِهِ(4) *** وفتى تميم.. معلّما ومؤدِّبا (5) واذكر فتاوى الباز قيدَ أدّلة ٍ *** وابن العثيمين الجليلَ الأشيبا وانهل من الجبرين أعذبَ موردٍ *** واسرج إلى عَلَم الحديثِ المركبا (6) وارفع إلى العلماءِ ألف تحيّة ٍ *** أهلا بمن ركب الصعاب ومرحبا هذا هو النسبُ المُعلّى في الورى *** أعلمتَ كالإسلامِ أمّا أو أبا؟! واللهِ لولا العلم لم تسمعْ لهم *** مجدا.. وما بلغوا المقامَ الأصعبا همْ كالجبالِ الشُّم أوتادِ الدّنا *** عن أن تميدَ الأرضُ أو تتذبذبا فجزاهم اللهُ الكريمُ بفضلِهِ *** في جنّةِ الفردوسِ عيشا أرحبا.. يا طالب العلمِ ارتقيتَ منازلا *** وكفى بعلمِكَ طاعةً وتقرُّبا تدعو لك الحيتانُ في أعماقها *** حُبّا.. وإن كنّ الخراس الغُيّبا وعلى طريقِكَ للملائكِ مشهدٌ *** يُزجي لمركبكَ الثناءَ الأطيبا لا تُبدِ في درب العلوم قناعةً *** واحذرْ من المُنبّت كيف تنكّبا!! مهرُ المعالي عزمةٌ ومرارة ٌ *** لا مجد إلا أن تجدَّ وتتعبا واستصحب الإخلاصَ خبرَ مطيّةٍ *** لا يُفسدُ الشيطانُ داخلةَ الخِبا! في صدركَ النبأُ العظيمُ مسطّرٌ *** فأجب سؤال الحائرينَ عن النبا واصدعْ بأمر اللهِ واخرس حاقدا *** فتلكؤُ الآسادِ يُغري الثعلبا! وتجلَّ إن جنّ الظلامُ بأرِضنا *** نجما يؤم السائرينَ وكوكبا أنت الطبيبُ بشرعِ من برأ الملا *** تهدي الحيارى.. أو تكفُّ المُذنبا واسموا بوحدتكم على خُلْفِ الأنا *** ردّوا ظنونّ أولي الضلالةِ خُيّبا لأبي رُغال غوايةٌ ووشايةٌ *** فارعوا بربّكم الإخاء الأقربا هي أمّةٌ تشكو الجوى في ذلّةٍ.. *** عارٌ علينا أن تذلَّ وتُنكبا والأرضُ من دون الشريعةِ غابةٌ *** والجيلُ من دون المباديء للهبا!! أشباب أمتنا تحيّة مشفقٍ.. *** قوما إلى العليا سراعا وثّبا العلمُ يُؤتى في شريعةِ من مضى *** واليوم شأنُ العلم أن يتغربا ها قد أتانا العلمُ بين ظهورنا *** فلأنتمُ العلماءُ إلا من أبى.. _____________ (1) حبر العلم: ابن عباس في فتنة الخوارج. (2) فتى بني شيبان: الإمام أحمد بن حنبل في فتنة القرآن. (3) صلاح الدين: كان فقيها ومؤلفا في فقه الجهاد. (4) فتى حرّان: الإمام ابن تيميّة. (5) فتى تميم: الإمام محمد بن عبدالوهاب. (6) عَلَم الحديث: الإمام الألباني |
العلامات المرجعية |
|
|