|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حتّى متى؟!
صالح محمد جرار حتَّى متى تلهو أُخَيَّ، وتلعبُ *** وسِنِيُّ عمركَ بعد حينٍ تنْضُبُ؟! أَوَ ما ترى الأيّامَ تسعى خيلُها *** في ذا الطرادِ، وراصدٌ يترقَّبُ؟! ما بين مُنْطَلَق الطرادِ وهدْأة *** إلا سُوَيعاتٌ تُعَدُّ وتُحسَبُ! فالسَّابقون السَّابقون ولاحقٌ *** حتماً يؤولُ إلى المصير ويذهبُ! مَن كان هيَّأَ خيلَه لطرادها *** فازتْ بسبْقٍ، والمَفازُ مُحَبَّبُ ! أمَّا الذي قد نام عن تربيبها *** خسر السِّباق وظلَّ عمراً بندبُ ! لكنَّ ندبكَ لا يرُدُّ ذُرَيْرَةً *** ممَّا مضى، قد غاب عنك المذهبُ ! **** هيَّا أفق من غفلةٍ مجنونةٍ *** قبلَ العواقبِ شرُّها متشَعِّبُ! هيَّا اغتنم رمضانَ، يكثر خيرُه *** للرَّاغبين الخيرَ، نعم المطلبُ! فيه الشَّياطينُ اللعينة صُفِّدَتْ *** لا تخشَها، فبذكر ربِّك تغلبُ ! لا، ليس للشَّيطان سلطانٌ على *** قلب التَّقيِّ، فنورُ ربِّك يصحبُ ! هيَّا إلى هذا المَعين مُطَهِّراً *** فكراً وقلباً من ذنوبٍ تحجُبُ! رمضانُ بحر الخير فيه لآلئٌ *** ما حازها إلا عبادٌ تنصَبُ! هيَّا أرِ الغفَّارَ توبةَ نادم *** واحزم أمورَك كي يبينَ المَطلَبُ! رمضانُ روض التَّائبين، يمدُّهم *** بثمار مغفرةٍ وزُلْفى تُعجِبُ! فادخل رياض البِرِّ واشْهَدْ غيثها *** فلعلَّ عمرَكَ بعد جدْبٍ يخصبُ! لا تيأسَنَّ فإنَّ ربَّك راحمٌ *** مَن آب توَّاباً، وعينٌ تَسكبُ! فاسكبْ دموع ندامةٍ متطهِّراً *** بطَهور دمعك من معاصٍ تلْهِبُ! هذي الدُّموعُ وثيقةٌ تصف الضَّنى *** في غربةٍ قد كنت فيها تلعبُ! لكنَّه لَعِبٌ يدَنِّس أنفساً *** لا لِعبُ أطفالٍ بريءٌ يُطربُ! هو لِعب شيطان الذُّنوب مُزَيِّناً *** كلَّ القبائح كي يطيبَ الملعبُ! هيَّا تطهَّرْ بالدُّموع غزيرة *** وكن الرَّشيدَ، بصالحٍ تتقرَّبُ! **** هذي عزيمة نادمٍ مُتَبَصِّرٍ *** لا، لن يعودَ إلى ضلالٍ يخلبُ! وا ضيعةَ الضِّلِّيل غيَّبه الدُّجى *** وإذا به في حفرةٍ يتعذَّبُ! بل إنَّه يصلى جهنَّمَ ساخطا *** فقرينه أطغاه مَن ذا يحجُبُ ؟ لا منقذٌ إلا فرارُك تائبا *** ترجو رضا الرَّحمان، يا متعذِّبُ ! لا تترك الأيام تمضي ضلَّةً *** هيَّا اغتنمها كي يزول الغيهب ! رمضان وافاك وفيه ليلةٌ *** خيرٌ من الدُّنيا، ففيها المكسبُ ! هيَّا فقمها بالصَّلاح وبالتُّقى *** هيَّا ارتقبها قبل عمرٍ يغرب! فلعلَّ فيها سجدةً بدعائها *** تُمْحَى الخطايا، ثمَّ ينجو المذنبُ! نفَحاتُ ربِّك فالْقَها مُتَضَرِّعا *** فهو الغفور وبابُه لا يُحجَبُ! والذَّنبَ فاهجُرْ، ثمَّ أخلص نيةً *** وبذا يطيبُ لك المآبُ ويعذَبُ! |
العلامات المرجعية |
|
|