اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا

محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-06-2015, 12:58 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي غزوة خيبر

غزوة خيبر


هند بنت مصطفى شريفي



كانت خيبر وكرًا للتآمر والدس، ومركزا للاستفزازات العسكرية والتحرشات بالمسلمين[1]، خاصة حين أجلى النبي صلى الله عليه وسلم بني النضير فنزحوا إليها وأنفسهم تفيض حقدًا على المسلمين.
وغير بعيد ما قام به زعماؤهم من تأليب العرب على المسلمين وتحزيب الأحزاب في غزوة الخندق، ثم حثهم بني قريظة على الغدر بالمسلمين ونقض العهود التي كانت بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم [2]، مما اضطر المسلمين إلى الفتك ببعض زعمائهم مثل اليُسَيْر بن رزام الذي كان يجمع غطفان لغزو الرسول صلى الله عليه وسلم[3] وأبي رافع سَلاّم بن أبي الحُقَيْق.[4]
ولما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية، اغتنم فرصة مهادنته لقريش، وعزم على التوجه لليهود القابعين في خيبر وإنهاء وجودهم، وقد أمن هجوم القرشيين على المسلمين في ذلك الوقت، أو مساندتهم لليهود وتحالفهم معهم، فأقام بالمدينة شهر ذي الحجة وبعض محرم ثم تجهز للمسير إلى خيبر في بقية محرم[5].
خروج المسلمين إلى خيبر:
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بروح إيمانية عالية، مخلصين لله موقنين بالنصر، مستبشرين بالغنيمة التي وعدهم الله إياها وهم في طريق عودتهم من الحديبية، في قوله تعالى: ﴿ وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ.. ﴾ الآية [6].
ولم يسمح النبي صلى الله عليه وسلم للمنافقين وضعفاء الإيمان الذين تخلفوا في الحديبية بالخروج معه، فلم يخرج معه إلا أصحاب الشجرة، تصديقًا لقوله تعالى:﴿ سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ [7] يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ [8] قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ [9] فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾[10].
قال الإمام القرطبي[11] رحمه الله في تفسير هذه الآية: (يعني مغانم خيبر لأن الله عز وجل وعد أهل الحديبية فتح خيبر وأنها لهم خاصة، من غاب منهم ومن حضر)[12].
وثارت الحمية في قلوب المسلمين لقتال عدوهم، لم يفتّ في عضد المسلمين كثرتهم وقوتهم[13]، ولم يثن من عزمهم مَنعة حصونهم، بل تحركوا إلى خيبر تملؤهم الثقة بالله، والاطمئنان إلى وعده بالنصر‎، وتدفعهم عقيدتهم الصافية وإخلاصهم لإعلاء كلمة الله[14]، فانطلقوا مهللين مكبرين رافعين أصواتهم بذلك، حتى أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرفقوا بأنفسهم، وقال لهم: ((إنكم لا تدعون أصمّ ولا غائبًا إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم))[15].
وسار الجيش في طريقه إلى خيبر ونزل عامر ابن الأكوع[16] رضي الله عنه (يحدو بالقوم يقول:
اللهمَّ لولا أنتَ ما اهتدَينا
ولا تصدقنا ولا صلَّيْنا

فاغفِرْ فِداءً لكَ ما أبقينا
وأَلقِيَن سكينةً عليْنا

وثبتِ الأَقْدامَ إنْ لاَقَيْنا
إنَّا إذا صِيحَ بنا أَبَيْنا
وبالصِّياحِ عَوَّلوُا علَينا[17]

ونزل الجيش بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم بواد يُقال له الرجيع[18]، وكان بين اليهود وبين غطفان، وذلك ليحولوا بينهم وبين أن يمدوا أهل خيبر، وقد سمعوا بخروج النبي صلى الله عليه وسلم لخيبر، فجمعوا جموعهم، وخرجوا ليظاهروا اليهود، فلما ساروا مسافة، سمعوا خلفهم في أموالهم وأهليهم حسًا، فظنوا أن المسلمين قد خالفوا إليهم، فرجعوا على أعقابهم، وأقاموا في أهليهم وأموالهم، وخلوا بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين خيبر[19]، وكفى الله المؤمنين مؤونة قتالهم.
ولما أشرف الجيش الإسلامي على خيبر، وقف النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويستنصره فقال: ((اللهم رب السماوات السبع وما أظلَلْن، ورب الأرَضين السبع وما أقلَلْن، ورب الرياح وما ذرين، ورب الشياطين وما أضللن، نسألك خير هذه القرية وخير أهلها، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها))[20].
وقدم المسلمون خيبر، وروحهم المعنوية كأفضل ما يكون، سموًا وبذلًا وتضحيةً في سبيل الله وكان قدومهم ليلًا، (وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى قومًا بليل، لم يُغِر[21] بهم حتى يصبح[22]، فلما أصبح خرجت اليهود بمساحيهم ومكاتِلِهم[23]، فلما رأوه قالوا: محمد والله، محمد والخميس[24]. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((خرِبَت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قومٍ فساء صباح المنذَرين[25]))[26].
وقد حقق النبي صلى الله عليه وسلم بذلك عنصر مفاجأة اليهود، حين رأوا جحافل الجيش الإسلامي مرابطة أمام مدينتهم فأوقع ذلك الاضطراب بينهم، وارتدوا إلى حصونهم هاربين فزعين.
بدء المعركة وفتح خيبر:
حاصر المسلمون حصون خيبر[27] متأهبين لقتال اليهود، وقد أخذوا أسلحتهم وأعدُّوا عدتهم لذلك، وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستثير همم أصحابه لمواجهة أعدائهم، وأن يحفز في نفوسهم البذل وحب الله ورسوله، فقال: ((لأعطين هذه الراية غدًا رجلًا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله))[28].
وعند ابن اسحق رحمه الله: ((يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه، ليس بفرار))[29].
فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته شرطين رئيسين للحصول على النصر بإذن الله وهما: حب الله تعالى ورسوله، والثبات في المعركة وعدم التولي في الزحف.
وتطلع الصحابة رضوان الله عليهم إلى نيل هذا الشرف، وتمناه كل واحد منهم، فقد روى الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه: (فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: ((أين علي بن أبي طالب؟)) فقيل: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال: ((فأرسلوا إليه)). فأُتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ).
ثم سلَّمه الراية، وأوصاه بدعوة اليهود إلى الإسلام قبل مداهمتهم وقتالهم، فالدعوة إلى الله ليست في حال السلم فقط، بل قد تكون والمسلم في قلب المعركة، فالمسلم داع إلى الله تعالى قبل أن يكون مقاتلًا، والدعوة إلى الله هي الأصل، والهداية خير من ال***[30] فقال له صلى الله عليه وسلم: ((انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من أن يكون لك حُمْر النعم[31]))[32].
وهذه الوصية تظهر مدى حرصه صلى الله عليه وسلم على هداية الناس ودخولهم في الإسلام حتى لو كان ذلك سببًا في تفويت الغنائم على المسلمين.
والتقى الجمعان وأبدى المسلمون من ضروب الشجاعة والتضحية في سبيل الله ما أذهل اليهود، وجعلهم يستميتون في الدفاع عن أنفسهم وعن حصونهم.
وفتح الله على رسوله أول الحصون حصن ناعم، ثم فتح بعده حصن القَموص، ثم جعل النبي صلى الله عليه وسلم يفتح حصون خيبر واحدًا تلو الآخر، وكلما فتح حصنًا يهرب شراذم اليهود إلى الحصن الذي يليه، حتى انتهى إلى آخر حصونهم: الوَطِيح والسُلاَلم، فحاصرهم حصارًا شديدًا، حتى إذا أيقنوا بالهلكة ورأوا أن الدائرة عليهم، سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحقن دماءهم وأن يسيِّرهم ففعل.
ثم سألوه أن يبقيهم على زراعة أرض خيبر مقابل نصف ما يخرج من ثمارها فأعطاهم ذلك[33]، على أن يخرجهم متى شاء،[34] وكان النبي قد حاز الأموال كلها: الشِّق ونَطَاة والكَتِيَبة وجميع حصونهم[35].
وقد جرت أثناء القتال مبارزات عديدة[36]، أظهر فيها المسلمون شجاعةً وإقدامًا عظيمين، وكان النصر فيها حليف المسلمين، ورأى اليهود منهم ما زلزلهم وقذف الوهن في قلوبهم.
وسمع من وراء خيبر من اليهود كأهل فدك[37] بما حدث لإخوانهم في خيبر، فبعثوا للرسول صلى الله عليه وسلم يسألونه الصلح، فصالحهم وحقن دماءهم وعاملهم في أموالهم وأراضيهم كأهل خيبر، أن يقوموا بها ولهم نصف الثمر.
وتم الصلح بينهم على ذلك، وكانت فدك خالصةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم لم يجلبوا عليها بخيل ولا ركاب، وكانت خيبر فيئًا بين المسلمين[38].
وسُر النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون بنصر الله تعالى، وطابت نفوسهم برضاه تعالى عنهم، وبما رزقهم من الغنائم، وكانوا قد حازوا كثيرا من المغانم وأصابوا كثيرًا من السبي.
وكان من جملة السبي صفية بنت حيي بنت أخطب[39] فأسلمت رضي الله عنها، واصطفاها النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه وتزوجها، وقد روى الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه: (أنه اعتق صفية وجعل عتقها صداقها) [40].
ورافق فتح خيبر قدوم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ومن معه من المهاجرين من أرض الحبشة، فوافوا الرسول صلى الله عليه وسلم بعد فتحه لخيبر وانتصاره على اليهود، فسُرِّ الرسول صلى الله عليه وسلم بقدومهم، وظهر عليه شعور من الفرح الغامر، فتلقاه وقبل جبهته وقال: ((ما أدري بأيهما أنا أفرح، بفتح خيبر أو بقدوم جعفر؟))[41]، وأشركهم في الغنائم مع المسلمين.
قال أبو موسى الأشعري[42] - رضي الله عنه - وكان قد هاجر من اليمن فألقته وأصحابه السفينة في الحبشة، فبقوا هناك مع جعفر رضي الله عنه والمهاجرين -: (فأقمنا معه حتى قدمنا جميعًا، فوافقنا النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر، فأسهم لنا أو قال: فأعطانا منها)[43].


[1] بتصرف، الرحيق المختوم: الشيخ صفي الرحمن المباركفوري ص 364، مكتبة دار السلام الرياض ط: بدون 1414 هـ 1993 م.
[2] وذلك في السنة الخامسة انظر غزوة الخندق في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 3/229.
[3] انظر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 4/292، ويقال أُسير بن رزام، انظر عيون الأثر 2/145.
[4] انظر القصة في صحيح الإمام البخاري، كتاب المغازي باب *** أبي رافع عبدالله بن أبي الحقيق ويقال سلاّم بن أبي الحقيق 3/ 26. وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 3/ 313، وعيون الأثر 2/109، وهو من يهود بني النضير الذين خرجوا إلى خيبر حيث فتك به المسلمون.
[5] انظر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 3/ 378.
[6] سورة الفتح جزء من آية 20.
[7] وذلك حين ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى خيبر ليفتحوها فسألهم المخلفون أن يخرجوا معهم إلى المغنم. المرجع السابق 7/ 319.
[8] قال مجاهد وغيره: وهو الوعد الذي وعد الله به أهل الحديبية، المرجع السابق 7/320.
[9] قال الحافظ ابن كثير: ( أي وعد الله أهل الحديبية قبل سؤالكم الخروج معهم). المرجع السابق 7/320.
[10] سورة الفتح آية 15.
[11] هو محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي الأندلسي، أبو عبدالله، من كبار المفسرين صالح متعبد ورع، من أهل قرطبة ورحل إلى الشرق واستقر بمُنية بمصر وتوفي فيها عام 671 هـ رحمه الله. بتصرف، الأعلام: الزركلي 5/322.
[12] الجامع لأحكام القرآن: أبو عبدالله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي 16/ 370، دار إحياء التراث العربي، بيروت لبنان، ط: 2، 1372 هـ 1952 م.
[13] قال الواقدي: وكانت يهود خيبر لا يظنون أن رسول الله يغزوهم لمنعتهم وحصونهم وسلاحهم وعددهم، كانوا يخرجون كل يوم عشرة آلاف مقاتل صفوفاً ثم يقولون: محمد يغزونا؟ هيهات، هيهات. 2/ 637.
[14] بتصرف، غزوة خيبر: محمد أحمد باشميل ص 125، دار الفكر ط:4، 1394 هـ 1974 م. وانظر كذلك التاريخ الإسلامي 2/ 315.
[15] صحيح الإمام البخاري كتاب المغازي باب غزوة خيبر 5/ 75، وشك الراوي هل كان ذلك في ذهابه أو إيابه، ورجح الحافظ ابن حجر أنه كان في طريق عودته من الغزوة. انظر فتح الباري 7/470 ح 4205.
[16] هو عامر بن سنان بن عبدالله الأسلمي عم سلمة بن الأكوع رضي الله عنهما، خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر وبارز مرحبا اليهودي فارتد عليه سيفه ف***ه رضي الله عنه، فقالوا حبط عمله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كذب من قاله، إن له لأجران - وجمع بين إصبعيه - إنه لجاهد مجاهد قلِّ عربي مشى بها مثله)). صحيح مسلم كتاب الجهاد والسير باب غزوة خيبر 3/1429 ح 1802، وانظر الاستيعاب 3/9، والإصابة 2/250.
[17] صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة خيبر 5/ 72. صحيح مسلم كتاب الجهاد والسير باب غزوة خيبر 3/1427 ح 123.
[18] هو واد قبل الصهباء، لا يعرف اليوم، ومن المحتمل أن يكون في وادي اللِّحن، أو التمة، وهما واد واحد. وهناك رجيع آخر، وهو الذي ذكر في يوم الرجيع وهو شمال مكة. بتصرف، معجم المعالم الجغرافية ص 210، 138.
[19] انظر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 3/ 381. وتاريخ الطبري 3/10.
[20] أورده الحافظ الهيثمي دون تحديد زمنه في موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ص 590 ح 2377، وأورده كذلك في مجمع الزوائد 10/ 134، وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، وذكره في فتح خيبركتاب السير، انظر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 3/ 379، وعيون الأثر 2/169، والبداية والنهاية 4/183.
[21] من الإغارة، انظر فتح الباري 7/ 468 ح 4197.
[22] قال ابن إسحاق: فإن سمع أذاناً أمسك، وإن لم يسمع أذاناً أغار، 3/ 379.
[23] المساحي: جمع مسحاة: وهي المجرفة من الحديد. النهاية في غريب الحديث 4/328، والمكاتل: جمع مِكتل: وهو الزّبيل الكبير. النهاية في غريب الحديث 4/150، وانظر فتح الباري 7/ 468 ح 4197.
[24] يعني الجيش، سمي به لأنه مقسوم خمسة أقسام: المقدمة والساقة والميمنة والميسرة والقلب. النهاية في غريب الحديث 2/79، وانظر صحيح مسلم بشرح النووي 12/ 164.
[25] قال الحافظ ابن حجر: يؤخذ من هذا الحديث التفاؤل، لأنه صلى الله عليه وسلم لما رأى آلات الهدم أخذ منه أن مدينتهم ستخرب. بتصرف، فتح الباري 7/ 468 ح 4197.
[26] صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة خيبر 5/ 73. وفي رواية أخرى زاد: الله أكبر خربت خيبر.
[27] قال د. محمد أبو شهبة: كانت حصون خيبر ثلاثة مجاميع، وكل مجموعة ثلاث حصون تمتد من الجنوب إلى الشمال، يتخللها النخيل والزروع والمنازل المتفرقة، وهذه المجاميع هي: النَطَاة والشِّق والكتَيِبة، أما النطاة فكانت ثلاث حصون: ناعم والصَّعب وقُّلة، وكانت الشِّق حصنين: أُبَي والبَريء، وأما الكَتِيبة فكانت ثلاث حصون: القُمُوص والوَطِيح والسُلاَلِم. بتصرف، السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة 2/416.
[28] صحيح الإمام البخاري كتاب المغازي باب غزوة خيبر 5/ 76.
[29] سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 3/ 386. وأورد نحوها الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 6/151.
[30] بتصرف، المنهج الحركي للسيرة النبوية 3/82.
[31] حمر النعم: هو من ألوان الإبل المحمودة، والمراد أن تكون لك فتتصدق بها أو تملكها. فتح الباري 7/ 478 ح 4210.
[32] صحيح البخاري، كتاب المغازي باب غزوة خيبر 5/ 77، وصحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل علي رضي الله عنه 4/ 1872، ح 2406.
[33] ومما رواه الإمام البخاري في صحيحه: (أعطى النبي صلى الله عليه وسلم خيبر اليهود أن يعملوها ويزرعوها ولهم شطر ما يخرج منها)، كتاب المغازي باب معاملة النبي صلى الله عليه وسلم أهل خيبر 5/ 84.
[34] وقد أخرجهم بعد ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما روي في صحيح الإمام البخاري كتاب الشروط باب إذا اشترط في المزارعة إذا شئت أخرجتك. وصحيح الإمام مسلم كتاب المساقاة باب المساقاة والمعاملة بجزء من التمر والزروع 3/ 1187، ح 1551. وانظر تاريخ الطبري 3/ 176.
[35] انظر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 3/ 381- 389.
[36] منها مبارزة مرحب اليهودي لعامر بن الأكوع رضي الله عنه ثم مبارزته لمحمد بن مسلمة رضي الله عنه، وكذلك لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومنها مبارزة أخيه ياسر للزبير بن العوام رضي الله عنه، انظر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام من ص 383- 385.
[37] قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يوميان وقيل ثلاثة وهي شرقي خيبر تعرف اليوم بالحائط. انظر معجم البلدان 4/238، ومعجم المعالم الجغرافية ص 235.
[38] انظر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 3/ 389، و فتح خيبر موضع خلاف: هل فتحت صلحا أم عنوة، للاستفادة انظر زاد المعاد 3/328- 332.
[39] هي أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية من سبط اللاوي بن يعقوب بن اسحق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام ثم من ذرية هارون بن عمران أخي موسى عليهما الصلاة والسلام، كانت تحت سلام بن مشكم ثم تزوجها كنانة بن أبي الحقيق ف*** يوم خيبر وسبيت وصارت في سهم دحية الكلبي، ثم استعادها النبي صلى الله عليه وسلم فأعتقها وتزوجها، توفيت رضي الله عنها سنة 50 هـ رضي الله عنها. بتصرف، سير أعلام النبلاء 2/231، والإصابة 4/346
[40] كتاب النكاح باب فضيلة إعتاقه أمة ثم يتزوجها 2/ 1045، ح 1365.
[41]المستدرك على الصحيحين: الإمام الحافظ أبي عبدالله الحاكم النيسابوري كتاب معرفة الصحابة باب مناقب جعفر بن أبي طالب 3/211، وقال: هذا حديث صحيح إنما ظهر بمثل هذا الإسناد الصحيح مرسلا، ووافقه الذهبي في التلخيص وهو بحاشية المستدرك، دار الكتاب العربي بيروت، ط: بدون. وقد حسن الحديث الشيخ الألباني أنظر فقه السيرة: الشيخ محمد الغزالي، وانظر الطبقات الكبرى 2/ 108.
[42] هو عبدالله بن قيس بن سليم بن حضَّار الأشعري، أسلم بمكة ورجع لقومه ثم هاجر معهم، فألقتهم سفينتهم إلى النجاشي، ثم هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد افتتحت خيبر، فقال لهم: ((لكم الهجرة مرتين، هاجرتم إلى النجاشي وهاجرتم إلي)).كان حسن الصوت بالقرآن فقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم(أنه أعطي مزمارا من مزامير آل داود)). شهد الفتوح واستعمله عمر رضي الله عنه على البصرة، ففقه أهلها وأقرأهم، توفي سنة 42 وقيل غير ذلك، وعمره نيف وستين سنة رضي الله عنه. بتصرف، سير أعلام النبلاء 2/380، والإصابة 2/359.
[43] صحيح الإمام البخاري كتاب فرض الخمس، باب 15 (لم يترجم له) 4/ 55.



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-06-2015, 01:00 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي

غزوة خيبر


هند بنت مصطفى شريفي
أثر فتح خيبر على المسلمين



كان هذا الفتح المبين عقابا من الله تعالى لليهود على مكرهم وشرورهم وعدوانهم، وإذلالًا لهم، وثوابًا منه تعالى للمؤمنين الصادقين المجاهدين في سبيله بأموالهم وأنفسهم، ونصرًا لهم على عدوهم الذي ما فتئ يدس لهم ويكيد عليهم، وتصديقًا لقوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الصافات: 171 - 173] [1].
ومن الآثار الميمونة لهذا النصر:
1- خضْدُ شوكة اليهود في الحجاز، وتَصفيِة الموقف معهم، وأمْنُ جانبهم نهائيًا[2]:
كانت خيبر آخر معاقل اليهود في الحجاز، وكانت مصدرًا للشرور والفتن، ووكرًا لتدبير المكائد للمسلمين، ولما تم فتح خيبر وانتصر المسلمون بفضل الله، ودان اليهود لسلطان المسلمين، انتهت قوة اليهود ونفوذهم بشكل نهائي، وبقوا في خيبر *****ي السلاح، أُجَراء عند المسلمين يعملون في أراضيهم، وقد أمن المسلمون بذلك الجهة الشمالية للمدينة، حيث لم يقم لليهود قائمة بعد ذلك في جزيرة العرب.
ومما يدل على سماحة الإسلام، وعلى عظمة النبي صلى الله عليه وسلم، أنه عامل اليهود بعد هزيمتهم بصفتهم بشرًا غير مقاتلين - ولو كانوا أعداءً له ولرسوله -، فبعد تأمينهم على أرواحهم، لم يستنزف طاقتهم كالعبيد، بل أمكن إيجاد جو من التعايش معهم، بحيث يشتغلون بأرض المسلمين ولهم نصف الثمر[3]، لمعرفتهم بالزراعة، ولسلب القوة من تحت أيديهم، كونهم أجراء يجليهم المسلمون متى شاؤوا.
وقد أتاح القضاء على الكيان اليهودي وشروره، للمسلمين التفرغ لقريش، وإعداد العدة لمجابهتها، إذا ما أرادت نقض عهدها مع المسلمين، والمسلمون موقنون، أنه لا بد أن يأتي اليوم الذي يطهرون فيه البيت الحرام من الأوثان، ويقيمون دولة الإسلام التي ترفع لواء التوحيد وتنشر العدل والسلام.
2- حصول المسلمين على الغنائم وتوسع أحوالهم المادية:
بعد فتح خيبر واستسلام حصونها، وزّع النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم على المسلمين، وكانت شيئًا عظيمًا لم يغنم الجيش الإسلامي مثله في أي غزوة من قبل[4]، فقد كان اليهود أصحاب تجارة وذهب وأموال، حتى قيل إن أعيان مكة في أعراسهم يرسلون فيستعيرون منهم الحلي، ولما عثر النبي صلى الله عليه وسلم على كنزهم، قُوم فكان بعشرة آلاف دينار لما وجد فيه من الذهب والجواهر[5].
كما كانت خيبر منطقة زراعية مشهورة بزراعة التمور، ولما غنم الصحابة رضوان الله عليهم تلك المزارع، أبقوا اليهود فيها كي يقوموا بزراعتها ويقتسموا مع المسلمين خيراتها، وتقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهالما فتحت خيبر قلنا الآن نشبع من التمر)[6].
3- حصول المسلمين على الكثير من العتاد والأسلحة:
احتوت حصون خيبر على مخازن للعتاد والأسلحة، وتطوع أحد اليهود بإخبار الرسول صلى الله عليه وسلم عن أمرها، بعد أن أصابهم الرعب وتزلزلت صفوفهم، وذلك لما حاصر النبي صلى الله عليه وسلم حصن الصَّعب - وهو من حصون النَطَاة المنيعة - فقال له: إن في هذا الحصن تحت الأرض منجنيقًا ودبابات[7] ودروعًا وسيوفًا. ثم أوقفه عليها لما فتح الحصن[8] وغنمها المسلمون مع الغنائم.
4- زيادة إيمان المسلمين وقوتهم:
فهم قد آمنوا بالله وصدقوا بموعوده لهم، لمَّا نزلت البشرى بالفوز والنصر، ولم يهابوا كثرة أعدائهم، لأنهم خرجوا في سبيل الله لإعلاء كلمة الله تعالى، صابرين محتسبين، وهذا شأنهم دائمًا، فكان لثقتهم بنصر الله وتأييده لهم، دور فعال في بث الحماسة في نفوسهم والشجاعة في قلوبهم، وتثبيت أقدامهم، ويصدق فيهم قوله تعالى: ﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾[9].
5- تفرغ المسلمين لنشر الإسلام وعدم انشغالهم بالزرع، واستفادتهم من خبرة اليهود الزراعية:
تجلَّت حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في قبوله سؤال اليهود له أن يبقيهم في أرضهم يزرعونها ويقومون بها، وذلك رغبةً عن قيام الصحابة بزراعة هذه الأراضي والانشغال بها عن الجهاد في سبيل الله، فالدعوة الإسلامية في ذلك الحين تحتاج إلى كل فرد من أفرادها، ليجاهد في سبيل نشرها ولإعلاء كلمة الله، وتحوّل المسلمين للقيام بالأرض وزراعتها سيضطرهم إلى سكناها، وهذا بدوره سيحول دون تفرغهم للجهاد لنشر دين الإسلام، وقد كان الجهاد من أهم وسائل الدعوة إلى الله في تلك الفترة من تاريخ الإسلام [10].
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين من الانشغال بالزرع عن الجهاد في سبيل الله، فقال صلى الله عليه وسلم(إذا تبايعتم بالعِينَة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلًا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم))[11].
وقال صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه لما رأى شِعبًا فيه عيينة من ماء فأعجبته، وفكر في اعتزال الناس والإقامة في هذا الشعب(لا تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عامًا، ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة، أغزو في سبيل الله، من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة))[12].
كما روي أن أبا أمامة الباهلي[13] رضي الله عنه رأى سكَّة[14] وشيئًا من آلات الحرث، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(لا يدخل هذا بيت قوم إلا أدخله الله الذل))[15].
قال الحافظ ابن حجر[‎[16 رحمه الله: ومحل ذلك إذا اشتغل به فضيع بسببه ما أمر بحفظه، أو أنه يتجاوز الحد فيه. وقيل: إن هذا لمن يقرب من العدو، فإنه إذا اشتغل بالحرث لا يشتغل بالفروسية، فيتأسد عليه العدو، فحثهم أن يشتغلوا بالفروسية، وعلى غيرهم إمدادهم بما يحتاجون إليه[17].
ووعى أبو بكر الصديق رضي الله عنه هذا الدرس جيدًا، فأعلن سيره على هدي النبوة من أول يوم في خلافته، وأكد أهمية الجهاد، لما خطب في المسلمين وقاللا يدع قوم الجهاد في سبيل الله، إلا خذلهم الله بالذل)[18].
كما تنبه الصحابة رضوان الله عليهم لذلك، فجندوا كل طاقاتهم لنشر الإسلام، جهادًا ودعوة وتعليمًا، حتى بلغت دعوة الإسلام مشارق الأرض ومغاربها.
واستمر المسلمون على إبقاء اليهود بخيبر ليقوموا بزراعة الأرض، حتى كان عهد الفاروق رضي الله عنه، فرأى أن المصلحة في إجلائهم عن خيبر، وذلك لما أصبحوا مصدرًا للإفساد والغدر[19] وسببًا لقلق الدولة الإسلامية.

وقد ثبت عند عمر رضي الله عنه، وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بإخراجهم[20] في قوله: ((لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب، حتى لا أدع إلا مسلمًا))[21].
إضافة إلى اتساع الفتوحات الإسلامية، وكثرة الخدم في أيدي المسلمين، وقدرتهم على العمل في الأرض وزراعتها[22]، كل ذلك كان سببًا في أن يجمع عمر رضي الله عنه أمره على إخراجهم، فأجلاهم عن خيبر[23].


[1] سورة الصافات الآيات 171-173.
[2] انظر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، صور مقتبسة من القرآن الكريم 2/205.
[3] بتصرف، المنهج الحركي للسيرة النبوية 3/79.
[4] انظر غزوة خيبر: محمد باشميل ص 270.
[5] بتصرف، السيرة الحلبية 2/ 746.
[6] صحيح الإمام البخاري كتاب المغازي باب غزوة خيبر 5/83.
[7] جمع دبابة وهي: آلة تتخذ من جلود وخشب، يدخل فيها الرجال ويقربونها من الحصن المحاصر لينقبوه، وتقيهم ما يرمون به من فوقهم. النهاية في غريب الحديث 2/ 96.
[8] انظر السيرة الحلبية 2/733 وص 742.
[9] سورة البقرة جزء من آية 249.
[10] بتصرف، دراسة في السيرة ص 354.
[11] سنن أبي داود كتاب الإجارة باب في النهي عن العينة 3/274 ح 3462 واللفظ له، ولم يحدد زمن الحديث، ومسند الإمام أحمد 2/84 عن ابن عمر رضي الله عنهما، وصححه محقق جامع الأصول 11/765. والعينة: هو (أن يبيع شيئا بثمن مؤجل، ويسلمه إلى المشتري، ثم يشتريه قبل قبض الثمن بثمن نقد أقل من ذلك القدر). عون المعبود 9/336.
[12] سنن الترمذي كتاب فضائل الجهاد باب ما جاء في فضل الغدو والرواح في سبيل الله 4/181 ح 1650 وقال: حديث حسن.
[13] هو صُدَي بن عجلان بن الحارث اشتهر بكنيته، بايع تحت الشجرة، سكن الشام وكان مع علي رضي الله عنه بصفين، قال للنبي صلى الله عليه وسلم: مرني بعمل. فقال له: ((عليك بالصوم فإنه لا مثل له)) فكان أبو أمامة وامرأته وخادمه لا يلفون إلا صياماً. بتصرف، سير أعلام النبلاء 3/359، والإصابة 2/182.
[14] هي الحديدة التي تحرث بها الأرض، انظر فتح الباري 5/5 ح 2321.
[15] صحيح الإمام البخاري كتاب الحرث والمزارعة، باب ما يحذر من الاشتغال بآلة الزرع، أو مجاوزة الحد الذي أمر به 3/ 66.
[16] هو أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني أبو الفضل، من أئمة العلم والتاريخ، أصله من عسقلان بفلسطين، ولد بالقاهرة سنة 773 هـ وتوفي فيها سنة 852 هـ، ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على الحديث ورحل لليمن والحجاز ليسمع من شيوخها، وانتشرت مصنفاته في حياته وعلت شهرته فقصده الناس للأخذ منه، وأصبح حافظ الإسلام في عصره رحمه الله تعالى. بتصرف، الأعلام: الزركلي 1/178.
[17] بتصرف، فتح الباري 5/5 ح 2321.
[18] سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 4/341، والبداية والنهاية 6/301.
[19] انظر الحديث في صحيح البخاري كتاب الشروط باب إذا اشترط في المزارعة (إذا شئت أخرجتك) 3/177، وقد اعتدى اليهود على ابن عمر رضي الله عنهما، فخلعوا يديه ورجليه، كما عدوا على عبد الله بن سهل الأنصاري و***وه. انظر قصته في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 3/409.
[20] وقد روى الإمام مالك قول ابن شهاب الزهري: (ففحص عن ذلك عمر بن الخطاب، حتى أتاه الثلج واليقين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يجتمع دينان في جزيرة العرب))، فأجلى أهل خيبر) موطأ الإمام مالك باب ما جاء في إجلاء اليهود من المدينة - مع شرحه - تنوير الحوالك شرح موطأ مالك: الإمام جلال الدين عبد الرحمن السيوطي 3/88،، دار الكتب العلمية بيروت لبنان ط: بدون.
[21] صحيح مسلم كتاب الجهاد والسير باب إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب 3/1388 ح 1767. وسنن الترمذي كتاب السير باب ما جاء في إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب 4/156 ح 1607.
[22] بتصرف، فتح الباري 5/ 328، ح 2730.
[23] بتصرف، السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة ص 421-422.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-06-2015, 01:01 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي

غزوة خيبر


هند بنت مصطفى شريفي
أثر فتح خيبر على اهل مكة



علَّقت القبائل العربية المعادية للرسول - صلى الله عليه وسلم -، آمالاً كبيرة على يهود خيبر في القضاء على المسلمين، لأنها تعرف قوة يهود خيبر الحربية، وما كانوا يتمتعون به من موفور السلاح وقوة الحصون والآطام، ووجود القادة المحنكين والأبطال، لذلك كان وقع انتصار المسلمين الرائع كبيراً في قلوبهم[1]، وأصابتهم الحسرة وخيبة الأمل لذلك.
أما في مكة فقد بات الناس فيها على ترقب وانتظار، يتسمعون ويستخبرون عن أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، لماّ بلغهم أنه سار إلى خيبر، وقد عرفوا أنها قرية الحجاز ريفاً ومَنعة ورجالاً، فهم يتحسسون الأخبار ويسألون الركبان[2].
ثم أن أحد الصحابة المشاركين في فتح خيبر، وهو الحجَّاج بن عِلاط السُلمي[3] - رضي الله عنه - أجمع المسير إلى مكة لجمع أمواله هناك، فاستأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - في أن يقول ما شاء حتى يتسنى له جمع ماله، فأذن له - صلى الله عليه وسلم -، فسار حتى إذا وصل ثنية البيضاء[4]، وجد رجالاً من قريش يتسمعون أخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، -ولم يكونوا قد علموا بإسلامه- فأخبرهم بما يسرهم من هزيمة النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين، وأخبرهم أنه جاء لجمع أمواله ليشتري مما غنمه اليهود من محمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه.
وانتشر الخبر في مكة، فحزن المسلمون هناك أشد الحزن، وأظهر المشركون الفرح والسرور، وبلغ الخبر العباس بن عبدالمطلب - رضي الله عنه -، فجعل لا يستطيع أن يقوم من الغم، فأتاه الحجاج رضي الله عنه، وأخبره بحقيقة الأمر، وبالنصر المبين الذي أحرزه المسلمون على اليهود، واستكتمه الخبر ثلاثة أيام حتى يرحل من مكة، ثم يعلنها بين أظهر قريش.
ولما مضت الأيام الثلاثة، خرج العباس إلى الكعبة، وطاف بها ثم أخبر قريشاً بنصر الله لرسوله وللمسلمين على يهود خيبر، فرد الله تعالى الحزن والكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين.
وخرج المسلمون وهم مكتئبون، حتى أتوا العباس - رضي الله عنه -فأخبرهم الخبر فسُّروا به وفرحوا [5]، (فكان كذب الحجاج سبباً في تحصيل مصلحته، من غير إضرارٍ بالمسلمين، وأما ما نال من بمكة من المسلمين من الأذى والحزن، فمفسدة يسيرة إلى جنب المصلحة التي حصلت بالكذب، ولا سيما تكميل الفرح والسرور، وزيادة الإيمان الذي حصل بالخبر الصادق بعد هذا الكذب)[6]، وعلمت قريش أنها قد خسرت حلفاءها السابقين اليهود، وأن خصومهم المسلمين أصبحوا كيانا قويا لا يستهان به.


[1] انظر السيرة النبوية: أبو الحسن الندوي ص 318، دار الشروق جدة، ط: 8، 1409هـ 1989 م.
[2] انظر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 3/399.
[3] هو الحجاج بن علاط بن خالد بن نويرة بن هلال السلمي الفهري، يكنى أبا كلاب وقيل أبا محمد وأبا عبد الله، قدم على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر فأسلم وسكن المدينة، مات في خلافة عمر رضي الله عنهما. بتصرف، الاستيعاب 1/344، والإصابة 1/313.
[4] عقبة قرب مكة والمقبل من المدينة تهبطه إلى أسفل مكة من قبل ذي طوى. وعلى قرارتها اليوم مسجد عائشة ومنه يعتمر الناس ويسمى المكان العمرة. بتصرف، معجم البلدان 2/85، ومعجم المعالم الجغرافية ص 55.
[5] انظر الحديث في مسند الإمام أحمد 3/ 138 عن أنس رضي الله عنه. والمصنف: الحافظ أبي بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني 5/466 ح 9771، تحقيق وتخريج وتعليق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، نشر المجلس العلمي جنوب أفريقيا وباكستان والهند، ط: 1 1390هـ 1970 م. وانظر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 3/ 398.
[6] زاد المعاد 3/350.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-06-2015, 01:54 PM
الصورة الرمزية عبدالرازق العربى
عبدالرازق العربى عبدالرازق العربى غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 4,406
معدل تقييم المستوى: 19
عبدالرازق العربى is on a distinguished road
افتراضي

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:08 AM.