|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لكَ مُهجتي والعالمينَ فداءُ
محمد نادر فرج أبكي جواً ويهيجُني الإقذاءُ *** ويُفتِّتُ الكَبدَ السَّقيمَ عَناءُ وتَمورُ بين جوانحي مَقرورَةٌ *** نفسٌ تَسَعَّرَ غيظُها هَوجاءُ وتثورُ في قلبي العييِّ عواصفٌ *** هوجٌ تُردِّدُ رَجْعَها الأصداءُ وأهيمُ يُلهبُني الحنينُ تَوَجُّعاً *** ويكادُ يَخُنقُ دَمعتي الإعياءُ حتّى متى سَنظلُّ نكبتُ أدمعاً *** حرّى ويَحبسُ جَريَها استحياءُ يا سيّدي ما قُمتُ عنكَ مدافعاً *** أنتَ القويُّ وإننا ضُعفاءُ وهُداكَ عنوانُ الفَخارِ مُدوِّياً *** وعُلاكَ ليسَ تنالُهُ الجوزاءُ ومَعين نورِك عَمَّ أرجاء الورى *** وسَناكَ فوقَ سَمائِنا وضَّاءُ فالحقُّ أقوى من تفاهَةِ باطلٍ *** وله يُرفرِفُ في الشُّموخِ لواءُ وأنا بهديك إذ ألوذُ وأحتمي *** لكَ مُهجتى والعالمينَ فداءُ أرجو الشَّفاعةَ إذ تجلّى ربُّنا *** يومَ التَّغابنِ فالورى خُصماءُ فجلالُ قدرِكَ لا يُطالُ مَهابةً *** وأمامَ فضلِكَ يخفِضُ العظماءُ يا سيدي مدحي إليك تقرُّباً *** ويزيدُني شَرَفاً بك الإطراءُ لم أمتدِحْكَ لكي أزيدَكَ رِفعةً *** لكنَّنا بكَ سَيّدي شُفعاءُ ماذا يزيدُ الكأسُ حينَ تصُبُّهُ *** في البَحرِ هل في ذا يُقالُ عَطاءُ لكنَّهُ إذْ خالطَ البحرَ العظيمَ فقد غَدا *** جُزءاً فأولاهُ السُّموَّ نَماءُ وشوامخُ الشُّمِّ الجبالِ وقدْ سَمَتْ *** أيزيدُ في عَليائِها حَصباءُ؟ بكَ يزدهي القولُ الجميلُ وزُيِّنَتْ *** بالمدحِ فيكَ قَصائدٌ عَصماءُ إن يجحدوا شَمسَ النهارِ تعنُّتاً *** فَسَناكَ ذاكَ الفَرقدُ الوَضَّاءُ عجباً وما عَجَبي لسوءِ صَنيعهم *** وبأنهُ يُغرى بكَ السُّفهاءُ لكنما العَجَبُ العُجابُ بأننا *** حادتْ بنا عن مجدِنا الأهواءُ كنّا وكان الكونُ تحتَ لوائنا *** يَمضي وتَشهدُ مَجدَنا العلياءُ يا سيِّدي عُذراً فلستُ بعاتبٍ *** أبداً عليهمْ.إنهمْ جُهلاءُ ماذا يُضيرُكَ من مَقالةِ تافهٍ *** هَمْلٍ وتلكَ جَهالةٌ عَمياءُ فتطاولُ القَعْرِ الدَّنيِّ على الذُّرى *** حُمْقٌ يزيدُ سُموَّها وهُراءُ ما صَوَّروا الإرهابَ فيكَ لأنهمْ *** شَهدوا بأنكْ فاتكٌ عَدّاءُ لكنَّهُ ذُعرُ المُسيءِ وقدْ جَنى *** جُرْماً فيخشى أن يُنالَ جزاءُ إني لأَستَحيي لواقِعِ أمَّتي *** في أننا لكَ سيِّدي نُسَباءُ هُنَّا فأيقظَ ضَعفُنا أضغانَهمُ *** لَهَباً وزاد سعيرَهُ الإغراءُ لو كانَ فينا قوَّةٌ لم يجرؤوا *** أن يَقدَحوا بكَ إنهمْ جُبَناءُ حتى مَ نرضى الذُّلَّ في أعقابِنا *** ويزودُنا عن حَوضِنا الأعداءُ نُغضي وتنبضُ بالخواءِ عروقُنا *** ونَهيمُ قد ضلَّتْ بنا الأهواءُ أفلا يثورُ بنا مَعينُ كرامةٍ *** وتَهيجُ فينا للعُلا العلياءُ أفليسَ حُرّاً ينضوي بظلالِهِ *** ويَسيرُ تحتَ لوائهِ العُلماءُ يا رَحمةً للكونِ جِئتَ مُبشِّراً *** بالنُّورِ إذْ غَشيَ الوجودَ عَماءُ لم يشْهَدْ التّاريخُ مثلَكَ فاتحاً *** قدْ هلَّلتْ لقدومهِ البطحاءُ لمَّا وَقَفتَ على الجموعِ وقدْ غَدَوا *** أسْرى لديكَ وكُلُّهم أعداءُ كم دبَّروا كي ي***وكَ مكائداً *** وتعاهَدوا هذا وهمْ زُعماءُ مَكروا ومَكْرُ اللهِ أَحبَطَ مكرَهمْ *** وغووا وهم في زَعمهمْ فُصحاءُ وقفوا وقد خفضَ الهَوانَ رؤوسَهم *** كم حاولوا الغّدرَ المَقيتَ وباؤوا ويفتِّتُ الحقدُ المكينُ قلوبَهمْ *** ولغَيظِهمُ تتقطَّعُ الأحشاءُ لو أنَّهم ظهروا عليكَ ومُكِّنوا *** لتناثرَتْ من صَحبِكَ الأشلاءُ وتقولُ إذْ هم رَهنُ أمرِكَ بعدما ***ضاقتْ بهمْ في رُحبِها الأجواءُ ماذا تظُنّوا أن يكونَ جزاءُكمْ *** هيّا انهضوا، فلأنتمُ الطُّلَقاءُ هذا إلى الإرهابِ يدعوا ويلكُمْ *** تُعساً فأنتم مَعْشرٌ حُمَقاءُ هذا صنيعُكَ كيفَ كانَ صنيعهُمْ *** تدمى القلوبُ لفُحشِ ما قدْ جاءوا يا سيّداً فردا بكلِّ صفاتِهِ *** خَشَعتْ لهيبةِ ذكرِهِ العلياءُ لن يشهدَ الزَّمنُ المديدُ بطولهِ *** نبلاً ولنْ يَكُ مثلَهُ رُحماءُ عَطفاً وإحساناً وفيضَ مشاعرٍ *** وأميرَ جُندٍ دونَهُ الأمراءُ وزَعيمَ قَومٍ لم يَزدْهُ خضوعُهمْ *** إلاّ التواضُعَ، ما لهُ قُرَناءُ ومُرَبَّياً ومُعلِّماً ومُدرِّبا *** ونداهُ قدْ شَهِدَتْ بهِ الأعداءُ والمرشدُ الهادي لأعظمِ شِرعةٍ *** جلَّتْ لِمَنْ أوحى بها الأسماءُ مَنْ حادَ عنها هالكٌ لا يُفتدى *** مهما تَكاثَرَ حولَهُ النُّدَماءُ يَصْلى الجحيمَ وإنْ يكنْ مَلَكَ الوَرى *** ونَجا وقدْ خَضَعوا لها الضُّعفاءُ يا من له فضلُ السَّحابِ على النَّدى *** والغيثُ مُرتَهَنٌ به الأحياءُ كلُّ الخلائقِ قدْ شَدَتْ بمديحِهِ *** أهلُ النُّهى والجنُّ والأشياءُ فالجذعُ يبكي إذ يراهُ مُفارقا *** ويَهيجُ منتحباً لهُ أصداءُ وبكفِّهِ هَتَفَتْ تُسبِّحُ ربَّها *** وتقولُ تَصديقاً لهُ الحَصباءُ وبفضلِهِ يشدو الوجودُ ترنُّماً *** وتهيجُ فيهِ حدائقٌ غنّاءُ ماذا يُضيرُ البحرَ إن عَبَثتْ بِه *** خَفَقاتُ مجدافٍ بهِ إعياءُ لو كان أقلاماً تخطُّ مديحَهُ ***ولها البحارُ روافدٌ وعطاءُ نَفِدَتْ ولم تَنْفَدْ مواردُ فَضلِهِ *** وأهابَ في طولِ الثَّناء ثناءُ يا سيِّدي علَّمتَنا أنَّ التُّقى *** زادٌ. وفيهِ يفاخِرُ الفُضَلاءُ ونَصحتَنا أن نستقيمَ على الهُدى *** وبأن يقودَ طريقَنا الفُقهاءُ لنكونَ أشهاداً على كلِّ الورى *** نَدعوأ الأنامَ، وأننا أمَناءُ وبهِ تكونُ لنا السِّيادةُ والعُلا *** فسما لنا في الكائناتِ لواءُ تاريخُنا صَفَحاتُ مَجدٍ ناصعٍ *** نَضِرَتْ بهِ في أفقِها العلياءُ تاريخُنا بَسَماتُ فَجرٍ مشرقٍ *** قدْ زَيَّنتْ أغصانَهُ الأنواءُ في كلِّ فَتحٍ سِفْرُ مَجدٍ خالدٍ *** وسُطورُ شاهدةٌ لها أضواءُ قد رصَّعَتهُ مآثرٌ منقوشةٌ *** وطَوَتْهُ في أجفانِها الجوزاءُ وأفاضَ منهُ على الوجودِ بشائِرٌ *** تُنبي بأنَّ جدودَنا عُظماءُ أفلا تَرى ما كان في تاريخِهمْ *** هلْ ثَمَّ إلا البَغيُ والفَحشاءُ سَفْكٌ وتَدميرٌ وهَتكُ حَرائرٍ *** وَحشيَّةٌ ما مثلَها رَعناءُ ظُلِمَ الوحوشُ غداةَ توصَمُ إنها *** وَحْشيَّةٌ ويرُدُّها استقراءُ فالوحشُ إذ تكفي الفَريسةُ جوعَهُ *** ليست تراقُ غداةَ ثَمَّ دماءُ أما همُ فنفوسُهم مسعورةٌ *** لم يَرويها فَتْكٌ ولا أشلاءُ يندى الجبينُ لذكرِ سوءِ فعالِهِمْ *** لُعِنوا فملءُ قلوبِهم شََحناءُ كنَّا نقتِّلُ من طغى مُتجبِّراً *** وعلى يَديهِم يُ***ُ الشُرفاءُ ونبيُنا أوصى بأن لا نعتدي *** حتّى وإن كانوا همُ الأعداءُ وترى بما قد حرَّفوا بكتابهمْ *** قُربى بأن تُتَذبَّحُ الأبناءُ يا وَيحَهم قَلَبوا مفاهيمَ الورى *** وهُمُ بزعمِ ذيولهم حُكَماءُ فالمعُتدي بطلُ السَّلامِ وكفُّهُ *** قد لطَّختها بالدِّماءِ دماءُ سَعيُ الشعوبِ لكي تُقرِّرَ شأنَها *** حَقٌّ وعدلٌ ليسَ فيهِ مراءُ ونضالُها شَرَفٌ ومشروعيَّةٌ *** قد قرَّرتْهُ مَحافلٌ صَمَّاءُ أما إذا كُنَّا..فليس جهادُنا *** حقَّاً ونحنُ بزَعمِهِمْ غَوغاءُ طلباتُ مَنْ يَعدي علينا عندَهمْ *** مَسموعةٌ ونَصيبُها الإصغاءُ أما إذا قُمنا نُطالبُ حَقَّنا *** وفقَ العُهودِ فحظُّنا استهزاءُ وكأننا لسنا بزَعْمِ تيوسهمْ *** بَشراً.وهم في زَعمِهِمْ رُحَماءُ والمجلسُ الأعلى تَفَهَّمَ إذ رأى *** في قَتلِنا ما ليسَ فيهِ مِراءُ أما إذا قُمنا نُعارضُ ذَبحَنا *** هذا هو الإرهابُ والبلواءُ صلى عليكَ اللهُ يا علمَ الهُدى *** وحَباكَ من ربِّ الوجودِ عَطاءُ ولكَ السَّلامُ يَهيجُ في أعماقِنا *** ولهُ بأفق سَمائنا أصداءُ ما هبَّت النَّسماتُ وانبلجَ الضُّحى *** أو رجَّعتْ في أيكِها وَرقاءُ ورَنت إلى الشُّمِّ العَوالي ديمةٌ *** وتعاقَبَتْ تلكَ الذُّرى الأنواء |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|