|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() فن المصارحة بين الزوجين
بقلم مهنا نعيم نجم المدرب والمستشار الأسري أولا: الحوار جسر الحب إن على طرفي جسر الحب حاجبين أحدهما الزوج والآخر الزوجة، فلا وسيلة للتواصل بينهما إلا الحوار.. فمن أقبل من اليمين تلقفه الطرف الآخر، ومن جاء من اليسار احتضنه اليمين، حتى يكونا جسدا واحدا لا ينفصل، وقلبا واحدا لا يَمل، وحياة مشتركة تستمر حتى وفاة أحد الحاجبين.. ثانيا: لا تهرف بما لا تعرف.. إن من حسن الكلام أن تتحدث بما تعرف، وليس كل ما تعرفه، فإن المتلقي قد يكون أقل منك علما أو معرفة فيكذبك، أو أعلم منك فتحرج نفسك.. فما أجمل أن نتحاور بهدوء.. ونتحدث بمفاهيم نعرفها، ابتعد عن رموز المنجمين، وخرافات العجائز، وتصرفات الصبية.. تحدث بحكمة، أنصت بسكينة، ناقش بمودة، خاصم بشفقة.. ثالثا: النمل يبني بيته بالحوار (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)[1] تستخدم النملة أكثر من ثلاثة طرق للإيصال المعلومات فيما بينها، فتفرز هرمونا أحيانا، وأخرى ترسل ترددات صوتية، وتارة تلامس بعضها..[2] فما أعجزك إن غلبك النمل، وما أبطأك إن سبقك، فالمؤمن كيس فطن، و (الحكمة ضالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق بها)[3].. لا تبرح أن تحاور زوجك، حتى تصل إلى المُبتغى، وتحقق الهدف، ولا تستبق الخطوات لتحصد النتائج، فقد قال تعالى (اللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيرا)[4].. فلا تضرب قبل أن تعظ وتحاور، والحوار لا يكون من طرف واحد، بل هو بين طرفين، سالب وموجب، وهذا يدلل أن الحوار لا يكون بين طرفين موجبين أو سالبين.. إذ أنه يصبح عراك وليس حوار.. فما خرج من اللسان لا يلامس الآذان، وما أجمل الكلام حين ينبع من نبع الحنان، ليسقي بها أوردت تعطشت إليه، واشتاقت لصاحبه، حينها يبحر في بحر الحب ليرسي في ميناء السكينة. رابعا: لا تجرح نفسك.. سُئل رجل عن سبب خلافه مع زوجته فقال: ويحكم ما كنت لأفشي سر بيتي.. فلما طلقها، سُئل: لم طلقت زوجتك؟! فقال: ويحكم امرأة أجنبية عني مالي ومالها !! حفاظ سر الزوجية من أهم أسباب استمرارها، واستقرارها، إذ أن الإنسان الذي لا يغار على عرضه، ولا يستر سر بيته، لهو اشر الناس منزلة عند الله تعالى، فقد جاء بحديث رسول الله ![]() خامسا: لا توقظ الأموات.. إن بعضا من الأزواج لا يحسن الحوار مع زوجه، إذ لا يسلم منه حي ولا ميت.. فما يلبث حتى يوقظ من في القبور، ويذكر سيئاتهم قبل أن يولد هو، ويحمل ذلك لزوجه، وكأن شريك الحياة هذا هو من اختار لهم تصرفاتهم، وأعمالهم !! فيُحَمل ما لا يطيق.. حتى يعلو الصراخ، وتسمع النحيب، وترى المآقي تنهمر في الدموع.. وقد قال ![]() سادسا: لا تحشر أنفك.. قال ![]() قال: والله يا ابن أخي منذ عشرين عاما ما نظرت إلى سقف منزلي، من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه.. فلا تقحم نفسك بحديث النساء، ولا تصري عليه أن يخبرك بأسرار العمل، (ولا تقل للبلبل غرد حتى يغرد لحاله).. فما أجمل أن نسمر سويا، ونمشي معا، يَهُمُنا أمرنا، وننظر إلى مستقبلنا، نثق ببعضنا، وننافح عن حبنا.. سابعا: تعلم كلمة ( شكرا ) قال ![]() ![]() ثامنا: (أحبك) ليس مجرد كلمة.. قال الله تعالى (مَا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ)[11]، وجاء في حديث رسول الله ![]() ![]() فالحب ليس كلمة عابرة تقال، ولا رسالة تكتب، ولا قصيدة تنشد، بل هو إتباع واقتداء، وبذل وعطاء.. فإن لم تبذلها في سبيل سعادتك، وتنميها في تطوير أسرتك، وتنعم بها في حياتك، فمتى ستستخدمها، حينما تندم عليها فلا تجدها ؟! تاسعا: لا تترك الذهب.. فتندم!! إن كثيرا من الناس رزقوا كنوزا فلما لبثوا حتى تركوها للمعان بعيد، (حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ )[13].. العيب ليس بالذهب، بل بمن عنه ذهب، فمن تَركَ تُرِك، ومن نظر لما في أيدي الناس مات هماً، وقد قال ![]() عاشرا: أصلح الإرسال!! قيل في الأمثال (من دق الباب سمع الجواب)، وأنا أقول (من دق بالهواء لم يفتح له الباب).. لا تقل: أن زوجتي (زوجي) لا يناقشني ولا يستجيب، ولا يهتم، بل قل: أنا لم أحسن التصرف، وإيصال المعلومة، فكانت هذه النتيجة .. فمن أصلح الإرسال، كان عند الطرف الآخر حسن استقبال، حيث أن المستقبل يبحث عن سهولة الوصول للمعلومة والطلب، لا يريد أن يخسر الوقت والجهد والمال في البحث عن إرسال جيد، في حين أن محطات البث تملأ المكان .. السؤال الخامس: خمسة أفكار عملية ؟ الفكرة الأولى : ( مفتاح المحبة ) التفاهم والاتفاق على كلمات خاصة تسهم في إفراز كلمات الحب والشوق والمودة، وتساعد على إزالة شحنات البغض والشحناء والحزن. وأن يدرك الزوجين أن هذه الكلمات إشعار بجلسة مغلقة للمصارحة أو المسامرة.. فإذا قيلت هذه الكلمات أثناء السرور فهي جلسة مسامرة، وإذا ذكرت أثناء الشحناء في للمصارحة والمكاشفة.. الفكرة الثانية : ( فنجان قهوة ) قيام الزوج بإعداد فنجان قهوة، يعمل على تغيير روتين ممل للزوجة حيث اعتادت على عمل القهوة ودعوة الزوج للجلوس.. إيصال رسالة محبة للزوجة، وتقديم مفاجأة تعبر عن مشاعر الزوج تجاه الزوجة.. تغيير نمط الحياة الروتينية، على أن يتغير مكان الجلوس في منزل، لشرب ذلك الفنجان.. والمهم ما يعزموا أحد معهم !! الفكرة الثالثة : ( نسيم البحر ورائعة الندى ) التنزه في جو هادئ على شاطئ تسكن أمواجه، أو حديقة يفيح عبيرها، لا نذكر أثناءها سوى الكلمات الطيبة، والذكريات الجميلة.. تكون هذه الجلسة كل شهر تقريبا، لا يتخللها أكل ولا شرب، بل كلمات ومشاعر.. الفكرة الرابعة : ( ممنوع الدخول ) يمنع دخول الكلمات التي لا تليق برجولية الزوج، وبأنوثة الزوجة، كما يمنع دخول الكلمات التي تخدش الحياة الأسرية السعيدة.. كما يكتب في بعض الطرقات ممنوع الدخول، وعلى بعض الغرف الخاصة، كذلك تكتب على العبارة على باب القلب، لمنع دخول الكلمات التي لا يسر بها القلب.. الفكرة الخامسة : ( لغة العيون ) لا تجعل اللسان يمل من كثرة الكلام، فمنحه إجازة لتتكلم العيون عوضا عنه.. يخشى هذه الجلسة الهدوء والسكينة، وتملأها النظرات، وتتحدث بها الإيحاءات، لتعبر عما يجوب في الصدر.. [1] سورة النمل 18 [2] مجلة Jou ![]() ![]() [3] حديث حسن، رقم 6462، الجامع الصغير للسيوطي [4] سورة النساء 34 [5] صحيح مسلم1437 [6] صحيح الجامع الصغير 905 [7] صحيح الجامع الصغير 8243 [8] حديث صحيح، صحيح الترغيب للألباني 1944 [9] سورة البقرة 237 [10] حديث صحيح، صحيح الترغيب للالباني969 [11] سورة الأنعام 38 [12] حديث صحيح، صحيح مسلم2435 [13] سورة النور 39 [14] سنن أبي دواد 1664، صحيح على شرط مسلم |
العلامات المرجعية |
|
|