|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() ينبغي على المسلم أن لا يفرط في مواسم الطاعات وأن يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين عليها. (( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ))، ولقد كان لأصحاب الهمم العالية والإرادات القوية من السلف الصالح شأن في استغلال مواسم الطاعة ولنا فيهم وفي رسول الله ![]() فاحرصي- أختي المسلمة- على استقبال رمضان وهو من أعظم مواسم الطاعة في السنة بما يلي: ![]() ا) بالفرح والابتهاج: استقبلي شهرَ رمضان بالفرحِ والابتهاج، واسألي اللهَ أنْ يبلّغكِ إيّاه وأنتِ في صحّةٍ وعافية، حتّى تنشطي في عبادة الله فيه؛ فكم مِن مُنتظِرٍ رمضانَ قد فاجأَه الأجلُ قبل بلوغه، فقد رُوي عن رسول الله ![]() وثبت عن رسول الله ![]() والبشارة يراد بها إدخال السرور والبهجة. في نفوس سامعيها وأي بشارة أعظم من الإخبار بقرب رمضان موسم الخيرات ![]() 2) بالدعاء: (1) إذا رأيتِ هلال رمضان فقولي: ((اللَّهُمَّ أَهْلْهُ عَلَيْنَا بِاليُمْنِ والإِيمَانِ وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ)) ،تقولين هذا سواءً عند رؤيةِ هلال رمضان أو عند رؤيةِ أهلّة بقية الشّهور، وهو ما يُفيدُه ظاهر الحديث).) وهذا ما كان يقوله رسول الله ![]() رواه التّرمذي في جامعه، من حديثِ طَلحَة بنِ عبدِ الله -رضي اللّه عنه-. (2)بأن يبلغك الله شهر رمضان وأنت في صحة وعافية حتى تنشطي في عبادة الله من صيام وقيام وذكر وغيره فكم ممن تعرفين من الأحباب كان ينتظر رمضان ففاجأه الأجل قبل بلوغه. (3) ادعي الله واسأليه عند حُلول هذا الشّهر؛ أنْ يُوفِّقكِ إلى طاعتهِ ويُزوِّدكِ بالقوّة على ذلك، مِنه أنْ تقولي ما نُقل عن بعض السّلف الصّالح أنّهم كانوا يقولون عند حضور شهر رمضان:"اللّهم قد أَظَلَّنا شهر رمضان وحَضَر، فسلِّمه لنا وسلِّمنا له، وارزقنا صيامَه وقيامَه، وارزقنا فيه الجِدَّ والاجتهاد، والقوّةَ والنّشاط، وأَعِذْنا فيه مِن الفِتَن". ![]() 3) بالعلم والفقه في أحكام رمضان: وتعلم الأحكام المتعلقة بالمكلفين في رمضان من العلوم الضرورية التي لا يسع المسلم الجهل بها. قال ابن عبد البر رحمه الله: "قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصته بنفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع، واختلفوا في تلخيص ذلك، والذي يلزم الجميع فرضه من ذلك ما لا يسع الإنسان جهله من جملة الفرائض المفترضة عليه ". (4) تَدارسي وتَذاكري فضائلَ شهرِ رمضان وفوائدَه، وفضائلَ صِيامِه وقيامِه وتلاوةِ القرآنِ فيه؛ فإنّ العِلمَ بتلك الفضائل والفوائد هو الخطوة الأولى الّتي تُحفِّزُ النَّفسَ وتُنَشِّطُها على نيلِ خيرات الشّهر العظيمة (5) تعلّمي وتفقّهي الأحكام المتعلّقة برمضان، فإنّها مِن العلوم الضّرورية الّتي لا يَسَع أيّ مسلمةٍ جهلَها لشِدَّة حاجتِها إليها؛ فأقبلي على قراءةِ ما تيسَّرَ من الكُتبِ النّافعةِ، المُوضِّحةِ لما يَهمُّك معرفتُه في هذا الشّهر مِن أحكامٍ وآداب، وغيرِها مِن سُبلِ التعلُّم؛ كالاستماع إلى الدُّروس وسُؤالِ مَن يعلَم، ثمّ ابْذُلي الوُسعَ في تعليمِ مَن لا يستطيع الوصولَ إلى ما تَعلّمتِه؛ مِن الأهلِ أو الأقاربِ أو الجيرانِ أو الصّديقات، ولكِ في ذلك الأجر العظيم ثم ذكر جملة منها وقال: "وإن صوم رمضان فرض ويلزمه علم ما يفسد صومه وما لا يتم إلا به " فأقبلي- يا أختي- على ما تيسر من الكتب النافعة الموضحة لما يهمك معرفته في هذا الشهر من أحكام ولتبذل الأخت المسلمة جهدا في مدارسة هذه الأحكام مع من لا يستطيعون الوصول إليها من الأهل أو الأقارب والجيران ولك في ذلك أجر عظيم. قال ![]() ![]() 4) بالعزم والتخطيط المسبق للاستفادة منه: يمر الرمضان تلو الآخر وينتهي دون أن تستفيد منه الأخت المسلمة الاستفادة المرجوة التي من أجلها شرع الله الصوم وملخص الفائدة المطلوبة من الشهر- بجانب أدائه كفرض من الفروض المأمور بها المسلم- تكمن في هذه الآية:(( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )) فالذي يرجى حصوله للمسلمة في هذا الشهر هو " التقوى". (1) إذا كنتِ قد ابتُليتِ ببعضِ المعاصي والذّنوب، فبادِري بالتّوبة مِنها في هذا الشّهر؛ اعْزمي عَزْمًا صادقاً على الرّجوعِ إلى اللهِ والنّدمِ على ما فات مِن تقصيرك في حقِّه، فوالله -يا أيّتها الغالية- إنّ رمضان لفُرصةٌ ثمينةٌ لتُبادري إلى ذلك قبل أنْ يبادرَكِ الأجل، اجْعلِي هذا الشّهر المبارك ميلادك الجديد إلى الصّلاحِ والاستقامة والفلاح، ثمّ أَبْشِري بأنَّ التّوبةَ تَهْدِمُ ما قبلها، وأنّ التّائبَ مِن الذّنب كمَن لا ذنبَ له، وأنّ اللهَ -سبحانَه وتعالى- يحبّ التوّابينَ وهو أكبرُ الفَرحين بتوبتِكِ. (2) أبشري بالخيرِ الكثير والأجرِ العظيم، إنْ أنتِ أقبلت في هذا الشّهر على الله -عزّ وجلّ- بما يُحبّه مِنكِ ويرضاه؛ قال عليه الصّلاة والسّلام: ((إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رمَضَانَ، صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الجِنِّ، وَغُلِّقَتِ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتِ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، ويُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ! أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَرِّ! أََقْصِرْ. وَللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ)) (3) تذكّري أنّ أكبر ما يُرجى حُصولُه لكِ في رمضان هو التّقوى؛ فمِن أجل التّقوى شَرع الله الصّوم، وهو الفائدة المَرجُوَّة مِن خلالِ أداءِ الفرائض و السُّنن، قال اللهُ -تعالى-: ﴿يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ﴾ [4]، ففكّري في العمل الجاد للحصول على هذا الشّرف العظيم، وهو الانْضمام إلى دائرة المتّقين عن طريق هذا الشّهر العظيم، فلا يَمُرَّنَّ عليكِ رمضان تلو الآخر وينتهي دون أنْ تستفيدي منه الاستفادة المرجوَّة فهل فكرت- أيتها الأخت الكريمة- في العمل الجاد للحصول على هذا الشرف العظيم وهو الانضمام إلى دائرة المتقين عن طريق رمضان. ![]() ![]() المشروع الاول ![]() فقد قال بعض السلف: كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان، ويدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم. وهذا يدل على عظيم اهتمام السلف بهذا الشهر, وتفكرهم فيما يقدمون فيه من طاعات وأعمال بر. إن الأسرة المسلمة مدعوة اليوم إلى جلسة عاجلة للتشاور فيما بينها حول ما يمكن أن تقدمه من مشاريع الإحسان في رمضان، وقد رأينا أن نقدم للأسرة نماذج من تلك المشاريع الخيرية التي تعود بالنفع على الأسرة وعلى الناس، لتختار الأسرة ما يناسبها من تلك المشاريع، ومن ذلك: ![]() المشروع الأول: إصلاح ذات البين: لا يمكن للأسرة أن تنجز أي مشروع جماعي دون أن يكون هناك وئام وتآلف بين أفرادها، وهذا يتطلب التسامح والتغافر وإزالة أسباب الخلاف, والفرقة بين أفراد الأسرة، لتستقبل الأسرة هذا الشهر بقلوب يملؤها الحب والمودة والرحمة، قال تعالى:}فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ{ [الأنفال: 1]. وقال النبي النبى ![]() ![]() ![]() ومضة: جرى بين الحسن بن عليّ وأخيه الحسين – رضي الله عنهم أجمعين - كلام حتى تهاجرا، فلما أتى على الحسن ثلاثة أيام من هجر أخيه، أقبل إلى الحسين, وهو جالس، فأكبَّ على رأسه فقبَّله، فلما جلس الحسن، قال له الحسين: إن الذي منعني من ابتدائك والقيام إليك، أنك أحقّ بالفضل مني، فكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به. ![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]()
|
#3
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() مرحبا بك في بيت من بيوت الله التي قال الله فيها: (( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه )). وأنت هنا ما جاء بك إلا هذا الغرض: * شهود الصلاة. * ذكر الله عز وجل فيها بالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير. وقد أذن الشارع الحكيم لك بذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا استأذنت امرأة أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها" . وإن للمساجد آداب فتذكريها: 1- الدخول بتقديم الرجل اليمنى وقول: "بسم الله اللهم صل على محمد اللهم افتح لي أبواب رحمتك ". وعند الخروج تقدم الرجل اليسرى ويقال: "بسم الله اللهم صل على محمد اللهم إني أسألك من فضلك ". 2- من السنة صلاة ركعتين قبل الجلوس تحية المسجد كما قال صلى الله عليه وسلم : "إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس " . 3- احترام المساجد وعدم العبث بها أو رمي الأقذار والأوساخ فيها، والواجب تنظيفها وتطييبها والعناية بها أكثر من عنايتنا ببيوتنا وأماكننا، فعن عائشة- رضي الله عنها- "أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ببناء المساجد في الدور، وأمر بها أن تنظف وتطيب " . ![]() 4- تسوية الصفوف وسد الفرج: ومن النساء من لا تهتم بهذا الأمر ولا تعطيه أهمية فتجد صفوف النساء متعرجة ومتفككة وكأن الأمر في ذلك مقتصر على الرجال دون النساء. قال صلى الله عليه وسلم: "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟ فقلنا: يارسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف " 5- عدم التشويش ورفع الأصوات: يقول الشيخ خير الدين وانلي: "وقد يحدث التشويش من قبل النساء اللاتي يصلين في بعض المساجد خلف ستارة ويكثرن اللغط وتداول الأحاديث للتسلية بل قد يكون في هذه الأحاديث ما هو غيبة أو نميمة فلتحذر النساء مثل هذا التشويش " . ومن التشويش إحضار الأطفال الرضع أو صغار السن اللذين لا يحسنون الالتزام بالأدب في المسجد فيحدث ما لا يحمد عقباه. 6- عدم التطيب عند الحضور للمسجد: وإن كان الشارع الحكيم قد أذن للمرأة وسمح لها بالذهاب إلى المسجد لتسمع الموعظة الحسنة، وتتعلم شؤون دينها، فقد فرض عليها ألا تمس الطيب. قال صلى الله عليه وسلم : أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء ا لآخرة " . وقال عقيه: "إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبا " وقال صلى الله عليه وسلم : "أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد، لم تقبل لها صلاة حتى تغتسل ". فلتلتزم النساء بهذه التوجيهات النبوية السامية لتحصل الأجر الكامل من حضورها المسجد وإلا فلتصل في بيتها خير لها وأزكى. ![]() من فتاوى الصيام : س : إذا طهرت المرأة بعد الفجر مباشرة هل تمسك وتصوم هذا اليوم ؟ ويكون يومها لها, أم عليها قضاء ذلك اليوم ؟ ج : إذا طهرت المرأة بعد طلوع الفجر فللعلماء في إمساكها ذلك اليوم قولان : والقول الأول : إنه يلزمها الإمساك بقية ذلك اليوم ولكنه لايحسب لها بل يجب عليها القضاء وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ . والقول الثاني : إنه لايلزمها أن تمسك بقية ذلك اليوم لأنه يوم لايصح صومها فيه لكونها في أوله حائضة ليست من أهل الصيام ، وإذا لم يصبح يبق للإمساك فائدة ، وهذا الزمن زمن غير محترم بالنسبة لها لأنها مأمورة بفطره في أول النهار ، بل محرم عليها صومه في أول النهار ، والصوم الشرعي كما نعلم جميعاً هو الإمساك عن المفطرات تعبداً لله ـ عز وجل ـ من طلوع الفجر إلى غروب الشمس وهذا القول كما تراه أرجح من القول بلزوم الإمساك وعلى كلا القولين يلزمها قضاء هذا اليوم . (الشيخ ابن عثيمين / فتاوى للنساء في رمضان ) ![]() ![]() المشروع الثالث: تحقيق المغفرة: ![]() رمضان فرصة لمغفرة الذنوب والخطايا، وينبغي على الأسرة أن يكون من أهم أهدافها في رمضان ألا ينسلخ هذا الشهر إلا وقد غفرت ذنوب جميع أفرادها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف» قيل: من يا رسول الله؟ قال: «من أدرك رمضان, فلم يغفر له» [مسلم]. ومن أسباب المغفرة في رمضان: 1- صيام رمضان: لقوله صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه]. 2- قيام رمضان: لقوله صلى الله عليه وسلم : «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه]. 3- قيام ليلة القدر: لقوله صلى الله عليه وسلم : «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه]. ومما ينبغي التنبيه عليه في ذلك: 1- أن الصائم والقائم لا ينال الأجر والمغفرة إلا إذا كان صيامه ناتجا عن إيمانه بالله عز وجل، وكان مخلصا لله فيه، محتسبا الأجر عند ربه. 2- لا بد من صيام كامل الشهر على الوجه المطلوب. 3- لا بد من قيام كامل الشهر، وأن يصلي الصلاة كاملة، ولا ينصرف حتى ينصرف الإمام. 4- لا بد من الاجتهاد في ليالي العشر الأواخر من رمضان كلها, حتى يضمن إدراك ليلة القدر. ![]() |
#4
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() (ويجوز للنساء حضور التراويح في المساجد إذا أمنت الفتنة منهن وبهن لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولأن هذا من عمل السلف الصالح رضي الله عنهم، لكن يجب أن تأتي: * متسترة، متحجبة، غير متبرجة.) * ولامتطيبة. * ولا رافعة صوتا. * ولا مبدية زينة. لقوله تعالى: (( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها )) أي لكن ما ظهر منها فلا يمكن إخفاؤه وهي الجلباب والعباءة ونحوهما، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم "لما أمر النساء بالخروج إلى الصلاة يوم العيد قالت أم عطية: يارسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب قال: لتلبسها أختها من جلبابها" .. ![]() حكم صلاة التراويح للنساء هل على النساء صلاة تراويح ، وهل يستحسن لهن أداؤها في المنزل أم الذهاب للمسجد لهذا الغرض ؟.![]() الحمد لله صلاة التراويح سنة مؤكدة ، ويبقى الأفضل في حق النساء قيام الليل في بيوتهن لقوله صلى الله عليه وسلم : " لا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمْ الْمَسَاجِدَ وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ . " رواه أبو داود في سننه باب ما جاء في خروج النساء إلى المسجد : باب التشديد في ذلك . وهو في صحيح الجامع 7458 بل كلّما كانت صلاتها في موضع أخفى وأكثر خصوصية كان ذلك أفضل كما قال صلى الله عليه وسلم : " صَلاةُ الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلاتِهَا فِي حُجْرَتِهَا وَصَلاتُهَا فِي مَخْدَعِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلاتِهَا فِي بَيْتِهَا " رواه أبو داود في سننه كتاب الصلاة باب ما جاء في خروج النساء إلى المسجد وهو في صحيح الجامع 3833 وعن أُمِّ حُمَيْدٍ امْرَأَةِ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهَا جَاءَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُحِبُّ الصَّلاةَ مَعَكَ قَالَ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ تُحِبِّينَ الصَّلاةَ مَعِي وَصَلاتُكِ فِي بَيْتِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلاتِكِ فِي حُجْرَتِكِ وَصَلاتُكِ فِي حُجْرَتِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاتِكِ فِي دَارِكِ وَصَلاتُكِ فِي دَارِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلاتِكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ وَصَلاتُكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلاتِكِ فِي مَسْجِدِي قَالَ فَأَمَرَتْ فَبُنِيَ لَهَا مَسْجِدٌ فِي أَقْصَى شَيْءٍ مِنْ بَيْتِهَا وَأَظْلَمِهِ فَكَانَتْ تُصَلِّي فِيهِ حَتَّى لَقِيَتْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ . رواه الإمام أحمد ورجال إسناده ثقات ولكنّ هذه الأفضلية لا تمنع من الإذن لهنّ من الذهاب إلى المساجد كما في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : لا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمْ الْمَسَاجِدَ إِذَا اسْتَأْذَنَّكُمْ إِلَيْهَا قَالَ فَقَالَ بِلالُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَاللَّهِ لَنَمْنَعُهُنَّ قَالَ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ فَسَبَّهُ سَبًّا سَيِّئًا مَا سَمِعْتُهُ سَبَّهُ مِثْلَهُ قَطُّ وَقَالَ أُخْبِرُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ وَاللَّهِ لَنَمْنَعُهُنَّ رواه مسلم 667 ![]() ولكنّ ذهاب المرأة إلى المسجد يشترط فيه ما يلي : 1- أن تكون بالحجاب الكامل 2- أن تخرج غير متطيّبة 3- أن يكون ذلك بإذن الزّوج وأن لا يكون في خروجها أيّ مُحرّم آخر كالخلوة مع السّائق الأجنبي في السّيارة ونحو ذلك. فلو خالفت المرأة شيئا مما ذُكِر فإنه يحقّ لزوجها أو وليها أن يمنعها من الذّهاب بل يجب ذلك عليه . وقد سألت شيخنا الشيخ عبد العزيز عن صلاة التراويح هل لها على وجه الخصوص أفضلية للمرأة في صلاتها في المسجد فأجاب بالنفي وأنّ الأحاديث في أفضلية صلاة المرأة في بيتها عامة تشمل التراويح وغيرها هذا والله تعالى أعلم . ونسأل الله لنا ولسائر إخواننا المسلمين الإخلاص والقبول وأن يجعل عملنا على ما يحبّ ويرضى وصلى الله وسلم على نبينا محمد . الإسلام سؤال وجواب الشيخ محمد صالح المنجد ![]() والسنة أن يتأخرن عن الرجال ويبعدن عنهم ويبدأن بالصف المؤخر فالمؤخر عكس الرجال لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها" وينصرفن من المسجد فور تسليم الإمام، ولا يتأخرن إلا لعذر لحديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه وهو يمكث في مقامه يسيرا قبل أن يقوم، قالت: نرى والله أعلم أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال ". ![]() من فتاوى الصيام : س : هذا السائل يقول : إذا طهرت الحائض واغتسلت بعد صلاة الفجر وصلت وكملت صوم يومها ، فهل يجب عليها قضاؤه ؟ جـ : إذا طهرت الحائض قبل طلوع الفجر ولوبدقيقة واحدة ولكن تيقنت الطهر فإنه إذا كان في رمضان فإنه يلزمها الصوم ويكون صومها ذلك اليوم صحيحاً ولا يلزمها قضاؤه ؛ لأنها صامت وهي طاهر وإن لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر فلا حرج كما أن الرجل لو كان جنباً من جماع أو احتلام وتسحر ولم يغتسل إلا بعد طلوع الفجر كان صومه صحيحاً . وبهذه المناسبة أود أنبّه إلى أمر آخر عند النساء إذا أتاها الحيض وهي قد صامت ذلك اليوم فإن بعض النساء تظن أن الحيض إذا أتاها بعد فطرها قبل أن تصلي العشاء فسد صوم ذلك اليوم ، وهذا لا أصل له بل إن الحيض إذا أتاها بعد الغروب ولو بلحظة فإن صومها تام وصحيح . [ الشيخ ابن عثيمين / من فتاوى النساء ] . ![]() ![]() المشروع الرابع: وذلك بأداء العمرة في رمضان على الوجه المشروع، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «عمرة في رمضان تعدل حجة –أو قال- حجة معي» [متفق عليه]. ![]() التخطيط لحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم: ![]() |
#5
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() أنت مطالبة كالرجال تماما باستغلال هذا الشهر الكريم بما يعود بالنفع عليك وعلى أسرتك. ومما يجدر التنبيه عليه في هذا الشأن ما يلي: شمِّري عن سَواعد الجدّ والاجتهاد في الخيرات: تفريغ أكبر قدر من الوقت للعبادة كقراءة القرآن وذكر الله عز وجل والدعاء وغير ذلك لأن هذا الشهر تضاعف فيه أعمال العباد. اعْلمِي أنّ اللّيلةَ الأولى مِن رمضان تبدأ عَقِب غروبِ شمسِ آخرِ يومٍ مِن شعبان، فابدئيها بالقيامِ والأدْعيةِ والأذْكارِ والسّحورِ وغيرِها من العبادات، وإلاّ كانت لكِ ليلة ناقصة مِن ليالي رمضان، مِن حيث الاجتهاد في العبادة. الاهتمام بتوجيه الأبناء إلى قيمة هذا الشهر وتعويدهم على الصيام بالتدريج شيئا فشيئا وتبيين أحكام شهر رمضان بما يناسب عقولهم حتى يتعودوا على الطاعة ويشبوا صالحين. عدِّي الأيّامَ التي ستمضي مِن هذا الشّهر الكريم، وفكِّري في طولِ الوقتِ الّذي سيمرُّ بعد انْقضائِه قبل عودتِه مرّةً أخرى؛ فإنّ ذلك سيُشْعِرُكِ بالرَّغبةِ في المزيد مِن الاجتهاد، ويَدفعُكِ إلى تركِ الكَسلِ والتّشمير للطّاعات. ![]() التقليل من الانشغال بالطبخ وإعداد أصناف الأطعمة فرمضان ليس شهر أكل وشرب وانغماس في أصناف الطعام وإنما هو شهر عبادة. فعليك بإعداد الطعام المناسب لأسرتك دون تكلف ودون إسراف حتى لا يشغلك عن ما هو أهم من الطعام وهو التفرغ للعبادة واغتنام فرصة موسم الطاعة وتكثير الحسنات. أكثرِي مِنَ العبادات والأعمالِ الخيريةِ ونوّعيها -قَدْرَ المُستطاع- فإنَّ أجرَها في رمضان مُضاعَفٌ؛ صلاةُ التّراويحِ والقِيام، الصّدقةُ وإطعامِ الطّعام، الأذكارُ وتلاوةُ القرآن،... كلُّ ذلك مع الموازنةِ بينَ أوقاتِها وإعطاءِ كلّ عبادةٍ نصيبَها، وبتنويع العبادات يَكثُر أجرُكِ ويَتجدَّدُ نشاطُكِ -بإذن الله-. أداء الصلاة في أوقاتها بل في أول الوقت كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا في رمضان وفي غيره ولا تنتظر المرأة حتى يخرج الرجال من المسجد كما تفهم بعض النساء احتسبي صيامكِ وسائر عباداتكِ في هذا الشّهر؛ قال صلّى اللّه عليه وسلّم: ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))[رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، من حديثِ أبي هريرة -رضي اللّه عنه-]. واحتسابكِ لذلك يكون ببداركِ إلى طلب الأجر من الله -تعالى- عند فعل الطّاعات، وابْتِغائِكِ بها وجهَه الكريم؛ فاستحضري النيّة وصحّحي القَصْدَ بجعلِه للهِ وحده عند بَذْلِكِ لكلّ عبادةٍ وطاعةٍ، قال عليه الصّلاة والسّلام: ((إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى))[رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، من حديثِ عمر بن الخطّاب -رضي اللّه عنه-]. أكْثِري مِن قراءةِ الكتُبِ النّافعة؛ فإنّ قراءَتَك لها تزيدُ في حَصيلَتِك العِلمية والثّقافية، وابْدئِي بقراءةِ الكُتبِ الإسْلاميةِ الّتي تتفقّهين بها في دينِ الله -تعالى- فَتَعبُدينَ اللهَ على عِلمٍ وبَصيرةٍ، ثمّ تُعلِّمينَ وتُفيدين بها غيرَكِ. ![]() الصّلاة الصّلاة: حافظي على صلواتكِ الخمس كلِّها، وأدّيها في أوقاتِها مُسْتوْفيةً شُروطَها وأركانَها وواجباتِها؛ يقول الله -تعالى- لأمّهات المؤمنين: ï´؟وَأَقِمْنَ الصّلاَةَ وَآتِينَ الزّكَـاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُï´¾[سورة الأحزاب: الآية 33]، فالصّلاة هي الرّكن الثّاني مِن أركان الإسلام وعموده، ولا دين لمَن لا صلاةَ له، وتذكَّري قولَه عليه الصّلاة والسّلام: ((العَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ))[رواه التّرمذي في جامعه وابن ماجه في سننه، من حديثِ عبد الله بن بريدة عن أبيه -رضي اللّه عنهما-]، فلا تكوني كمَن تحافظ على الصّيام وتُضيّع الصّلاة وهي أهمّ منه وأعظم! والله -جلّ وعلا- يقول:ï´؟فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ، فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاًï´¾[سورة مريم: الآية 59]، وقد ذَكَر الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره عن جمعٍ من أئمة التّفسير، أنّ معنى إضاعة الصّلاة: إضاعة مواقيتها بأنْ تُصلَّى بعدما يَخرُج وقتُها لكِ أنْ تُؤدّي الصّلاةَ في البيتِ جماعةً مع النّساء بإمامة إحداهِنّ -فريضةً كانت أو تراويح- فإنّ النبيَّ -صلّى الله عليه وسلّم- أمر أمَّ ورقة -رضي الله عنها-أنْ تؤمّ أهلَ دارِها[كما في الحديث الّذي رواه أبو داود في سننه، من حديثِ أمّ ورقةَ بنتِ عبد الله بن الحارث -رضي اللّه عنها-]، ولْتَقِفْ إمامَتُكُنَّ وَسَطَكُنّ لا تَتَقدّمكُنّ كما يتقدّم الإمام الرّجال. ![]() . حافظي على صلاة التّراويح فإنّ رمضان شهر القيام؛ قال النّبي -عليه الصّلاة والسّلام-: ((مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)) [رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، من حديثِ أبي هريرة -رضي اللّه عنه-]، وذَكَر الإمام النووي -رحمه الله- أنّ المراد بقيام رمضان صلاة التّراويح. لكِ أنْ تُصلّي التّراويح في المسجد، لكنْ اعلَمي أنّ أداءَكِ لَها في بيتكِ إذا تمكّنتِ أفضل لكِ من أدائِها في المسجد؛ فقد قال عليه الصّلاة والسّلام: ((لاَ تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمْ المَسَاجِدَ وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ))[رواه أبو داود في سننه، من حديثِ ابنِ عُمر -رضي اللّه عنه-]، لاسيما إذا كنتِ تستطيعين أن تصلّيها خاشعةً بترتيلٍ طويل، أمّا إذا كنتِ لا تستطيعين ذلك ولم تجدي مَن يصلي بكِ في البيتِ -سواءً مِن الرّجال أو النّساء- فلا بأس بذهابكِ إلى المسجد، والأمر في جميع الأحوال واسع وسهل، وإذا ذَهَبتِ فلا تذهبي إلاّ آمنةً الفتنة عليكِ ومنكِ، متستّرةً متحجّبةً، متأدّبةً بآداب المشيِ والمساجد، لا مُتعطِّرةً أو مُبديةً لزينَةٍ لا تَنسيْ صلاةَ الرّواتِب؛ فقد جاء عن أمِّ حبيبة زوج النّبي -رضي الله عنها- أنّها قالت: سمعتُ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: ((مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي للهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةٍ تَطَوُّعاً، غَيْرَ فَرِيضَةٍ، إِلاَّ بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتاً فِي الجَنَّةِ))[رواه مسلم في صحيحه، من حديثِ أمّ حبيبة -رضي اللّه عنها-]. وقد فسّر النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثٍ هذه الرّكعات بقوله: ((أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الفَجْرِ))(رواه التّرمذي في جامعه والنّسائي في سُننه، من حديثِ عائشة -رضي اللّه عنها-) صلّي الضّحى ولو ركعتين، فإنّ لصلاة الضّحى فضائل كبيرة؛ مِنها ما حدّث به أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النّبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- أنّه قال: ((لاَ يُحَافِظْ عَلَى صَلاَةِ الضُّحَى إِلاَّ أَوَّابٌ، قال: وَهِيَ صَلاَة الأَوَّابِينَ))[رواه الطّبراني وابن خزيمة وغيرهما، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-]، والأوّاب هو الّذي على طاعة الله مُقبل وإلى رضاه رَجَّاع. واعلمي أنَّ وقتَها يبدأ مِن طُلوع الشّمس ويمتدُّ إلى زوالِها، أمّا عدد ركعاتِها فلكِ أنْ تُصلّيها ركعتَيْن أو أربعًا أو ستّا أو ثمان أو اثني عشرَ ركعة، كلّ ذلك ركعتين ركعتين ![]() ![]() المشروع الخامس: ![]() الفوز بأجر عبادة ألف شهر: من أعظم فضائل رمضان اشتماله على ليلة القدر التي باركها الله, وشرفها على غيرها من الليالي، قال تعالى: }إِنَّاأَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُالْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ{ [القدر: 1-3]، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتحري هذه الليلة في العشر الأواخر من رمضان، فينبغي على من أراد إدراك فضيلة هذه الليلة أن يجتهد في جميع ليالي العشر, حتى يضمن إدراك هذا الأجر الكبير والثواب الجزيل. ومما يعين على إدراك فضيلة ليلة القدر اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، والتفرغ في هذه الأيام والليالي للعبادة والذكر والصلاة وتلاوة القرآن، فقد كان النبيصلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله [متفق عليه]. ![]() |
#6
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() (تعليم الأبناء الصلاة) يبدأ المربي في تعليم طفله أهمية الصلاة، وأنها آخر ما وصى به النبي – صلى الله عليه وسلم – قبل موته، وأن من أراد أن يتحدث مع الله فعليه بالصلاة، يعلم المربي طفله كيفية الوضوء، وذلك بالتوضأ أمامه عدة مرات وضوء صحيح، ثم يطلب من الطفل أن يتوضأ أمامه، ويصحح له أخطاءه، فإذا توضأ وضوء صحيح أعطاه جائزة، وإن أخطأ لا ي***ه بل يرشده للصواب، ثم التوجيه عن طريق الأحاديث النبوية وما فيها من حث على الأجر والمثوبة فيقول للطفل، ((إذا توضأ الرجل المسلم، خرجت ذنوبه من سمعه وبصره ويديه ورجليه، فإن قعد قعد مغفورًا له)) [صححه الألباني]، فهذا يعلم الطفل أن يتطهر جسديًا ونفسيًا.![]() الصلاة هي (عماد الدين) وهي الشعيرة الوحيدة التي فرضت في السماء لعظم قدرها. وذلك لكي نقوم بتعليم أطفالنا مثل هذه الشعيرة وأن نربي في نفوسهم عظم هذه الشعيرة وقدرها لابد من اتباع هدي النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -. فحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - هو شعارنا في تعليم أبنائنا الصلاة الذي قال فيه: ((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين)) [صححه الألباني]. وحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا عرف الغلام يمينه من شماله فمروه بالصلاة)). لماذا سن السابعة؟! ففي هذا السن تتسع لدى الأبناء الآفاق العقلية وتعلم المهارات الحياتية، ويحرص الطفل في هذا السن إرضاء والديه، ويكون على استعداد للقيام بكل ما يطلبونه إذا تلقى كلمة مدح أو تشجيع، والأطفال في هذا السن يحبون تقليد الكبار، بعكس من تعدى سن العاشرة فيرى في تنفيذ أوامر والده عودة للطفولة. الخطوة الأولى (الوضوء): ![]() الخطوة الثانية (المشاهدة): بعد أن أتم المربي تعليمه الوضوء، يبدأ المربي بالصلاة أمام الطفل ويحسن أداء الصلاة والخشوع ويكرر هذا الأمر لعدة أيام أمام الولد حتى يعتاد أداء حركاتها، وذلك إن كان دون سن التمييز، أما إذا بلغ السابعة وتدبر أمرها نقوم بإرشاده بأركانها وسننها، وعند أداء الطفل أو صلاة بطريقة صحيحة نعطيه جائزة كبيرة، حتى نربط قلبه بأن الصلاة سبيل الفوز بالجائزة، وأن الجائزة الكبرى في الآخرة هي الجنة، فإذا بلغ الطفل العاشرة أجبر على أداء الصلوات بانتظام، فإذا فرط وعظ، ثم هدد، ثم زجر زجرًا شديدًا، ثم ضرب على ما فرط من العبادة، ولا يستخدم العقاب البدني إلا بعد فشله فيما دونه. ولكي نغرس حب الصلاة في الأبناء في سن مبكرة أن نشتري ثوب للصلاة للبنت، أو تخصيص سجادة صلاة للولد. ![]() الخطوة الثالثة (المساجد): إذا تعلم الطفل أداء الصلاة، يمكن تشجيعهم على الصلاة بأخذهم إلى المساجد للصلاة فيها، وبخاصة إذا خرجوا مع الأب وصلوا في مساجد متفرقة في كل يوم، وذلك لربط الطفل بأعظم المؤسسات التربوية في المجتمع ويجب أن ننمي داخل الطفل فضل صلاة الجماعة، وأن يحببه في المسجد وذلك بمكافأتهم بالثناء عليهم ومدحهم، أو بإخراجهم للتنزه أحياناً، أو شراء ما يحبون وذلك قبل الذهاب للمسجد أو بعده. ويجب مراعاة حال الطفل فلا يأخذ إلى مسجد فيه إمام يطيل الصلاة، لمراعاة حال الصغير وهذا أمر مهم، ففي الحديث: ((يا أيها الناس إن منكم منفرين، فمن أم الناس فليوجز؛ فإن خلفه الضعيف، والكبير، وذا الحاجة))؛ متفق عليه. وفي رواية أخرى: ((فإن فيهم الكبير، والصغير، والسقيم...)). ومن الوسائل التي تثبت صلاة الجماعة في قلب الطفل، بأن يؤم الطفل إخوانه، أو أمه وأخوته البنات بعض الفروض، أو النوافل مثل التراويح، وذلك يجعل الولد أكثر مهابة واتزانًا، ومحافظة على صلاة الجماعة. ![]() ![]() ![]() الفوز بالعتق من النار: على الأسرة أن يكون في تخطيطها لشهر رمضان عتق جميع أفرادها من النار، وذلك بإحسان الصيام والقيام، وحفظ الجوارح عن المعاصي والآثام، والمبالغة في حسن معاملة الأنام؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة» [البزار وصححه الألباني]. وينبغي تعاطي الأسباب التي ورد أن صاحبها يُعتق من النار، ومن ذلك: 1- الذبّ عن عرض المسلم؛ لقول النبي صلر الله عليه وسلم: «من ذبَّ عن عرض أخيه بالغيبة، كان حقا على الله أن يعتقه من النار»[أحمد وصححه الألباني]. 2- وقوله صلى الله عليه وسلم: «من كان سهلاً هيناً ليناً، حرَّمه الله على النار» [الحاكم وصححه الألباني]. ![]() |
#7
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() (تعليم الأبناء الإنفاق في رمضان) ![]() إن تعليم الطفل الإنفاق منذ الصغر أمر يجعل الطفل كريم النفس، جواد اليد، يبذل الخير، وليس هناك فرصة أعظم من شهر رمضان المبارك، شهر الكرم والجود، الذي كان فيه (النبي – صلى الله عليه وسلم – أجود من الريح المرسلة). فاستغلال الجو الإيماني في هذا الشهر فرصة في غرس حب الإنفاق عند الأبناء لأن هناك عبادات يجب أن يتعلمها الأبناء منذ صغرهم ليعتادوا عليها، فالمال له أثر في النفس والقلب، وإذا لم تجعل طفلك يعتاد حب البذل والإنفاق والخير على حب المال فلن تربى هذه العبادة في قلبه. فكما أعتدنا لابد أن يكون توجهينا للطفل توجيه تربوي صحيح عن طريق كتاب الله وسنة النبي – صلى الله عليه وسلم -. يقول الله تعالى: ï´؟ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ï´¾ [المؤمنون: 60]، ويقول: ï´؟ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُوم ï´¾ [المعارج: 24- 25]، ويقول الله تعالى: ï´؟ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً ï´¾ [الإنسان: 9] ونجد الوعود النبوية عديدة للمنفق: ((كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس)) [صححه الألباني]، والصدقة تطفئ غضب الرب سبحانه وتعالى: ((صدقة السر؛ تُطفئ غضب الرب، وصلة الرحم؛ تزيد في العمر، وفعل المعروف؛ يقي مصارع السوء)) [صححه الألباني. وغيرها من الأحاديث التي يمكن أن نوجه بها الأبناء ونحسهم ونرغبهم في ما عند الله سبحانه وتعالى من الخير. ![]() كيف تعلم ابنك الإنفاق؟ • ذكر الصدقة وما فيها عطف على الفقراء والمساكين، ولما فيها من الأجر العظيم عند الله تعالى يوم القيامة. • الحديث عن أحوال المسلمين الفقراء والذي يعانون منه، وعقد مقارنة بين حاله وحال هؤلاء المساكين ليعمل ما هو فيه من فضل ونعم كثيرة. • حثه على الدعاء للفقراء كل يوم عند الإفطار وأثناء الصلاة في السجود. • اجعل له حصالة في - رمضان على وجه الخصوص - واجعله يضع فيها مبلغ من المال من مصروفه يوميًا؛ حتى إذا انقضى الأسبوع أخذه وأعطاه لأحد الفقراء أو المحتاجين. • تجهيز وجبات في رمضان ومطالبة أبناءك بإيصالها لأحد الفقراء، ليرى بنفسه فرحة الفقير. • اجعلهم يشاركون بالتبرع بـ(شنطة رمضان) للفقراء والأيتام. • اطلب من أبناءك أن يتبرعوا في العيد ببعض ما لديهم من ملابس العيد الذي مضى. ![]() ![]() المشروع السابع: ![]() ضاعف رصيدك بالقرآن: على الأسرة أن يكون ضمن مشاريعها الرمضانية تلاوة القرآن وختمه في رمضان عدة مرات، فرمضان شهر القرآن، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدارس جبريل القرآن في رمضان، وليس عسيرا على من فرّغ نفسه لطاعة الله في هذا الشهر أن تكون له ختمة كل ثلاث أو كل خمس، أو كل أسبوع، وهذا يضاعف الرصيد من الحسنات؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من قرأ حرفا من كتاب الله، فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: }الم{ حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» [الترمذي]. ![]() |
#8
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() (تعليمهم قيم رمضان الخفية) ![]() يعيش أطفالنا هذه الأيام في أجواء ربانية، فالمصلون قد ملئوا المساجد بالصلاة، والمصاحف أصبحت في الأيادي ظاهرة، والألسنة ما زالت رطبة بذكر الله، وفي ظل هذه الرياحين الجميلة، تصبح مهمة تربية الأطفال في رمضان عظيمة، فهناك معانٍ خفية لشهر رمضان غير المعاني الظاهرة، فهناك من الآباء من يحرص على أن يصوم ابنه شهر رمضان، وأن يذهب معه إلى المساجد، ومع كل هذا توجد مشكاة عظيمة، تسمى الأخلاق. إن للأخلاق دور هام في حياة المسلم، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا) [رواه أبو داود، (4684)، وصححه الألباني في صحيح الجامع، (2110)]، فقد ربط الحبيب إيمان المؤمن, بحسن الخلق، أي من لم يتخلق بالأخلاق الحسنة، يصبح إيمانه ناقصًا، فالأخلاق ميزان للإيمان، كلما استكمل العبد فضائلها كلما اكتمل إيمانه. إن صاحب الخلق الحسن، في أعلى المراتب, وأعظمها على الإطلاق، والنبي صلى الله عليه وسلم قد أفاض البيان في حسن الخلق وفضائله، وكأنه النهر ينساب ماؤه حاملًا على صفحته تلك اللآلئ النبوية: (إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم) [رواه أبو داود، (4800)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، (4798)]. (ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق) [رواه أبو داود، (4801)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، (4799)]. (ألا أخبركم بخياركم؟)، قالوا : بلى، قال : (أحسنكم أخلاقًا) [رواه أحمد في مسنده، (9473)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، (2651)]. (إن أحبكم إليَّ وأقربكم مني في الآخرة محاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضكم إليَّ وأبعدكم مني في الآخرة، مساويكم أخلاقًا، الثرثارون المتفيهقون المتشدقون) [رواه أحمد في مسنده، (18204)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، (2662)]. (وإن أحسن الناس إسلامًا أحسنهم خلقًا) [رواه أحمد في مسنده، (21398)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، (2653)]. (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن) [رواه الترمذي، (2115)، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي، (1987)]. ![]() الأخلاق في حياة البشر: (إن أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية لا يستطيع أفراده أن يعيشوا متفاهمين سعداء، ما لم تربط بينهم روابط متينة من الأخلاق الكريمة. ولو فرضنا وجود مجتمع من المجتمعات على أساس تبادل المنافع المادية فقط، من غير أن يكون وراء ذلك غرض أسمى، فإنه لابد لسلامة هذا المجتمع من خلقي الثقة والأمانة على أقل التقدير. فمكارم الأخلاق ضرورة اجتماعية لا يستغني عنها مجتمع من المجتمعات، ومتى فقدت الأخلاق التي هي الوسيط الذي لابد منه لانسجام الإنسان مع أخيه الإنسان، تفكك أفراد المجتمع، وتصارعوا، وتناهبوا مصالحهم، ثم أدى بهم ذلك إلى الانهيار ثم الدمار. فإذا كانت الأخلاق ضرورة في نظر المذاهب والفلسفات الأخرى فهي في نظر الإسلام أكثر ضرورة وأهمية، ولهذا فقد جعلها مناط الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة، فهو يعاقب الناس بالهلاك في الدنيا لفساد أخلاقهم، قال تعالى: ï´؟ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا ï´¾ [يونس: 13] ، وقال تعالى: ï´؟ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ï´¾ [هود: 117] ، بل إن الإسلام يخضع الأعمال العلمية للمبادئ الأخلاقية، سواء كان ذلك في مجال البحث أو في مجال النشر لتوصيله للناس. ولقد اهتم الإسلام بالأخلاق لأنها أمر لابد منه لدوام الحياة الاجتماعية وتقدمها من الناحيتين المادية والمعنوية، فالإنسان - دائمًا - بحاجة ماسة إلى نظام خلقي يحقق حاجته الاجتماعية، ويحول دون ميوله ونزعاته الشريرة، ويوجهه إلى استخدام قواه في مجالات يعود نفعها عليه وعلى غيره. إن الإسلام يدرك تمام الإدراك ماذا يحدث لو أهملت المبادئ الأخلاقية في المجتمع، وساد فيه الخيانة والغش، والكذب والسرقة، وسفك الدماء، والتعدي على الحرمات والحقوق بكل أنواعها، وتلاشت المعاني الإنسانية في علاقات الناس، فلا محبة ولا مودة، ولا نزاهة ولا تعاون، ولا تراحم ولا إخلاص، إنه بلا شك سيكون المجتمع جحيمًا لا يطاق، ولا يمكن للحياة أن تدوم فيه) [الأخلاق في الإسلام، محمد عبد القادر حاتم، ص(12-13)]. ![]() عظماء من جامعة الأخلاق المحمدية: (ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائحة) [رواه مسلم، (6362)]، هكذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه، بأنه رجل تستحي منه الملائكة، هذا الخليفة الراشد تخلق بخلق فاضل، ألا وهو خلق الحياء، فاستحق حقًا أن تستحي منه الملائكة؛ لأنه فقط كان على خلق، قد استقى خلقه القويم من إمامه ومعلمه وقدوته إمام الأخلاق، محمد صلى الله عليه وسلم، الذي علَّم البشرية كيف تكون الأخلاق، وقدم لها نماذج فريدة، أذهلت أخلاقياتها العالم بأسره، فكان منهم ذلك الخلوق الحيي عثمان الشهيد. وهذا ابن عباس رضي الله عنهما يقول: (ما بلغني عن أخ مكروه قط إلا أنزلته إحدى ثلاث منازل: إن كان فوقي عرفت له قدره، وإن كان نظيري تفضلت عليه، وإن كان دوني لم أحفل به، هذه سيرتي في نفسي، فمن رغب عنها فأرض الله واسعة) [صفة الصفوة، ابن الجوزي، (1/167)]. (ودخل عيينة بن حصن على عمر بن الخطاب، قال: هيه يا ابن الخطاب، فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكم بيننا بالعدل، فغضب عمر حتى هم به، فقال له الحر بن قيس: يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: ï´؟ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ï´¾ [الأعراف: 199]، وإن هذا من الجاهلين، والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقَّافًا عند كتاب الله) [رواه البخاري، (4276)]. فما أعظمها وأروعها من أخلاق، قد خرجت من مشكاة واحدة، وعلمت البشرية كيف تكون أخلاق الإنسان عندما يعيش في كنف عبودية الله لا يحيد عنها. ![]() ابنك بأخلاقه في أعالي الجنان: إن الأخلاق التي تغرسها في ابنك من خلال رمضان، تبلغ بإذن ربه أعالي المراتب والفضائل (فصاحب الخلق الحسن لا يليق لفضيلته تلك إلا مكان مخصوص في جنان النعيم، لعِظم مقامه، وعلو كعبه في الخير، والضامن لذلك هو الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى فيقول صلى الله عليه وسلم: (أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حَسُن خلقه) [صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، (4800)]. ![]() من المعاني الخفية: الصبر الجميل: إن رمضان خير غارس لخلق الصبر في أطفالنا، فالإنسان يجاهد نفسه ويتحمل التعب أثناء الصيام، بالإضافة إلى صوم اللسان عن الكلام البذيء والشتائم والسباب، فالصبر سيد الأخلاق، وبه ترتبط مقامات الدين، فما من خلق فاضل إلا يمر بقنطرة من الصبر، وإن تحول إلى اسم آخر (فإن كان الصبر عن شهوة فرج محرمة سمي عفة، وإن كان عن فضول عشق سمي زهدًا، وإن كان عن دواعي غضب سمي حلمًا، وإن كان صبرًا عن دواعي الفرار والهرب سمي شجاعة، وإن كان عن دواعي الانتقام سمي عفوًا، وإن كان عن إجابة الإمساك والبخل سمي جودًا ... وهكذا بقية الأخلاق، فله عن كل فعل وترك اسم يخصه بحسب متعلقه، والاسم الجامع لذلك كله الصبر، فأكرِم به من خُلُق، وما أوسع معناه، وأعظم حقيقته) [عدة الصابرين، ابن القيم، ص(11)]. وربط الطفل بالقصة في رمضان من الأمور الهامة جدًا، فعندما نحث الطفل على معاني خلق الصبر ثم ندعم ذلك بمثال حي من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، يكون ذلك أبلغ (فإذا جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وتأملت سيرته مع قومه، وصبره في الله، واحتماله ما لم يحتمله نبي قبله، وتلون الأحوال عليه من سلم وخوف، وغنى وفقر, وأمن, وإقامة في وطنه، وظعن عنه، وتركه لله، و*** أحبابه وأوليائه بين يده، وأذى الكفار له بسائر أنواع الأذى من القول، والفعل، والسحر، والكذب، والافتراء عليه والبهتان، وهو مع ذلك صابر على أمر الله، يدعو إلى الله. فلم يؤذ نبي ما أوذي، ولم يحتمل في الله ما احتمله، ولم يُعط نبي ما أعطيه، فرفع الله له ذكره، وجعله أقرب الخلق إليه وسيلة, وأعظمهم عنده جاهًا، وأسمعهم عنده شفاعة، وكانت تلك المحن والابتلاء عين كرامته، وهي مما زاده الله شرفًا وفضلًا, وساقه بها إلى أعلى المقامات) [مفتاح دار السعادة، ابن القيم، ص(1/301)]. ![]() ماذا بعد الكلام؟ ♦ درَّب ابنك على التخلق بالأخلاق في رمضان. ♦ كافئ ابنك إذا أظهر سلوكًا حسنًا في تعاملاته. ![]() ![]() المشروع الثامن: ![]() الصدقة الرمضانية: على الأسرة أن تعوّد أفرادها على البذل والعطاء والإنفاق، وبخاصة في هذا الشهر الفضيل، (فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل, فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة) [متفق عليه]. وعلى المسلم أن يبذل جهده في البحث عن أولئك المستحقين الأخفياء الأتقياء الذين لا يسألون الناس، فهؤلاء أحق ممن نراهم يسألون في الطرقات والمساجد والأسواق. كما أنه من المفيد أن يعوّد الرجل أفراد أسرته على العطاء، وأن يدفعهم إلى ذلك, ويذكرهم بفضائل الصدقة, وبذل المعروف. ![]() |
#9
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() ![]() من أفضل الأوقات على الإطلاق لتعليم الأبناء قراءة القرآن، هو شهر رمضان، قال الله تعالى: ï´؟ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ï´¾ [البقرة: 185]. • ويكون ذلك عن طريق عمل حلقة بعد صلاة العصر يجتمع فيها أفراد الأسرة ويقرأ الأبناء ما تيسر ولو صفحة واحدة كورد يومي من القراءة حتى لا يمل وتنقطع هذه العادة فصفحة أو اثنان كفيلة أن تعوده قراءة القرآن والاستمرار على هذه العادة بعد رمضان، وهذا ينمي الارتباط بالقرآن ويجعل لدي الطفل ارتباط أن هذا الشهر بالقرآن وأنه نزل فيه. وتحبيبًا للطفل إلى القرآن عن طريق ربط القرآن بالسنة النبوية وذلك بذكر أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - للطفل التي تحثه على الأجر من وراء هذه القراءة. فنقول له: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان))؛ رواه أحمد. وهكذا من الأحاديث التي فيها ترغيب وحب لقراءة القرآن لما فيها من أجر. • ويجب على الوالدين حتى في الوقت الذي لا يجتمعوا فيه يكون القرآن جليسهم في البيت عن طريق تشغيله في التلفاز أو عن طريق أجهزة الكمبيوتر. • نربي داخل الطفل حب التقليد، نجلسه ونقرأ نحن فهذا ينمي عنده غريزة "حب التقليد" التي فطر الله الإنسان عليها فـ((كل مولود يولد على الفطرة...)). ![]() • ولا تنسوا أن تهدوا طفلكم مصحف فهذا يربط الطفل بمصحفه الخاص الذي يقرأ فيه أو يقلبه متى شاء. • لا تنسوا أيضًا أن تجعلوا يوم ختم القرآن يوم احتفال (وهذه الفكرة تربط الطفل بالقرآن من خلال ربطه بشيء محبب لديه لا يتكرر إلا بختمة لجزء معين من القرآن). وتكون حفلة بسيطة يقدم فيها للطفل هدية. • ولا تنسوا أيضًا قصص القرآن وتربطوا الآيات بهذه القصة التي قمت بسردها على الطفل وذلك بقراءة الآيات في نهاية القصة. • إثراء القاموس اللغوي عند الطفل عن طريق معرفة بعض معاني الكلمات وهو يقوم بالقراءة. ![]() ![]() المشروع التاسع: ![]() تفطير الصائمين: من المشاهد الجميلة التي نراها: تلك الموائد الرمضانية المنتشرة في كل مكان بقصد تفطير الصائمين من الفقراء, والمشغولين الذين لا وقت لديهم لتجهيز فطورهم، فعلى الأسرة أن تشارك في هذا الخير؛ إما بالمال, وإما بالطعام, وهذا أفضل، والنبيُّ r يقول: «من فطّر صائما كان له مثل أجره» [أحمد والترمذي وصححه الألباني]. ومن الصور الرائعة التي نراها هذا الشباب الطيب الذي يقف عند إشارات المرور وقت المغرب لتفطير الصائمين الذين أدركهم وقت الإفطار, وهم في سياراتهم، فجزاهم الله خير الجزاء. ![]() |
#10
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() أختي المسلمة: هل تعلمين أن الأسواق من الأماكن التي تكثر فيها الفتن والصد عن ذكر الله. قال صلى الله عليه وسلم: "أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها" . ماذا عن أسواقنا هذه الأيام؟ * التبرج والسفور. * اختلاط الرجال بالنساء وملاحقتهم لهن. * هناك من البائعين من لا يخاف الله وله مقاصد خبيثة خاصة في (أسواق النساء). قد تحتاج المرأة للذهاب إلى السوق لكي تشتري ما تحتاج إليه من أشياء خاصة بالمرأة كما وكيفا ونوعا ومقاسا. إذا لابد من ضوابط: أولاً : الأسواق ميدان الشيطان . . ! ثانياً : بين الضرورة والولع . . !! ثالثاً : لا للإسراف .. لا للتبذير ! ا ![]() أولاً : الأسواق ميدان الشيطان . . !! جاء عند مسلم من حديث سلمان رضي الله عنه : لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها ، فإنها معركة الشيطان وبها ينصب رايته !! إنه ينبغي أن نعي هذا البعد التربوي في ذواتنا وفيمن حولنا ، البعد الذي يجعلنا نتربى على أن الأسواق ليست أماكن للترفيه والترويح وقضاء الأوقات فيها هدراً ! إنما هو مكان لا يجمل بالمؤمن طول المقام فيه ، وإنما هو يقصده في حال من الضرورة الملحة ، وهو مع ذلك يتأهب له أهبته بحكم أنه ذاهب إلى ميدان مواجهة ومجابهة مع الشيطان . إنه حين يتربى المؤمن والمؤمنة على هذا الوعي بأن الأسواق إنما هي ميدان معركة مع الشيطان في أرضه فسيحرص اشد الحرص على أن يأخذ أهبة الحرب والمواجهة . حتى لا يخسر هذه المواجهة الضارية التي نصب لها ابليس رايته . سيما إذا علم أن هذه المنازل والبقاع - أعني الأسواق - هي أبغض البقاع إلى الله كما روي في بعض الآثار ، فإن هذا سيجعل المؤمن يخرج للسوق بنفسية غير نفسية ذلك الراتع الآمن المطمئن المستبشر المترفّه بمثل هذه الأماكن - حمانا الله وإياكم من كل سوء - على هذا ينبغي أن نربي أنفسنا ونعلّم ذلك ابناءنا وبناتنا وزوجاتنا ومن لهم حق علينا وأن ننشر مثل هذه التربية فيمن حولنا من الجيران والإخوان . وان نستشعر قبل الخروج إلى السوق أننا إنما نخرج للمواجهة ، فمن كان متأهبا للمواجهة فليعدّ عدته ، ومن لم يكن كذلك فليكن حلس بيته حتى لا يخسر المعركة وتسقط رايته !! ![]() ثانياً : بين الضرورة والولع . . !! . . !! الناس عندما يخرجون للسوق فهم أحد فريقين : إما فريق له حاجة ضرورية فيه . أو فريق ليس له فيه حاجة إلا التجول والإيذاء والولع . الفريق الثاني منهم المعاكس المؤذي لعباد الله تعالى وخلقه ، ومنهم الولع الوله بهذه البقاع ليكون له شأن بين أقرانه وجيرانه ، ليقال أنه قد جال سوق كذا وكذا مئين المرات ، ودخل سوق كذا الذي لا يدخله إلا المترفين من العباد همّه في ذلك ترداد النظرات ، والانبهار بالصرخات والصرعات والموديلات ومماكسة التجّار والعمال في أسواقهم . . إشباعاً لشهوة التميّز على الأقران والقرينات والجيران والجارات في تشبير الأسواق وارتيادها . .! فهذا فريق إنما هم سبهللة الناس ، البطالين منهم - أعاذنا الله وإياكم منهم - . أما الفريق الأول فهو الفريق الذي استشعر حقيقة المكان الذي هو فيه ، وعلم أنه في ابغض البقاع ، فما أخرجه لها إلا ضرورة وضرورة ملحّة ، لكن أحيانا قد يقع بعض أصناف هذاالفريق في شهوة الولع - أعني ولع التسوّق - من حيث لا يشعرون . . وحتى لا نقع في الولع إليك ( أخي / أختي ) هذه الأفكار : - حدد غرضك . . . . الذي تريد قبل أن تخرج إلى السوق . . ( ملابس - أواني منزلية - ديكورات - مستلزمات تغذية ) . ( كمية الاحتياج - المقاسات ) . . - إذا حددت غرضك . . . . حاول ما أمكن أن يكون مكتوبا في ورقة ، فإن الإنسان مع زحمة الناس في الأسواق ومع الإنبهار ببعض العروضات قد ينسى غرضه . . !! - اقصد سوقا جامعة . . . . يجمع في جنباته كل ما يمكن أن يحتاجه الناس في معايشهم . - اختر وقتاً مناسباً . . . . ومن أفضل أوقات التسوق هو الوقت الذي يجمع بين خصلتين : 1 - مضيّق من جهة الوقت. كأن يكون بين صلاتين أو مضيق بموعد مهم وهكذا . . 2 - موسع من جهة مرتاديه ، فلا تختر وقت ازدحام الناس وخروجهم للأسواق ، فكلما كان تواجد الناس وازدحامهم في السوق أخف كلما كان ذلك أنفع لك في حفظ وقتك وستر أهلك . - اقرب الطرق. . . . ذا حددت غرضك ووجهتك وتحيّنت الوقت المناسب فاختر أقرب الطرق اليه ، فلا تقصد شارعا مزدحما أو طريقا تملؤه إشارات المرور ، فحاول جهدك أن يكون الطريق الذي قصدته طريقا سهلا مرناً في حركته . الأمر الذي يساعدك كثيرا في ضبط وقت التسوّق وأخذ الكفاية . ![]() - أيتها المرأة لا تخرجي . . . إلى السوق إلا مع ذي محرم لك - رجلا - ، فإنك خارجة إلى بقعة يركز الشيطان فيها رايته ، وتعلمين أن المرأة من أخطر حبائل الشيطان ووسائله ، كما أخبر الصادق المصدوق بقوله : " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان " " فاتقوا الدنيا واتقوا النساء " !! قال سعيد بن المسيب : ما أيس الشيطان من شيء إلا أتاه من قبل النساء !! وعن عبد الله بن دينار قال : خرجت مع عبد الله بن عمر إلى السوق فمر على جارية صغيرة تغني فقال : إن الشيطان لو ترك أحدا لترك هذه !! وفائدة وجود المحرم ( الرجل ) معها أمور : 1 - قطع مكيدة الشيطان التي قد تحصل حين يستشرفها . 2 - عدم تعريض المرأة لمخاطبة الرجال ومبايعتهم ومماكستهم في البيع والشراء ، الأمر الذي لوحدث فإنه قد يضعف قلب السامع والمتكلم فيقع الذي ركز إبليس الراية من أجله . 3 - حين تخرج المرأة مع رجل من محارمها أفضل من أن تخرج مع مجموعة نساء مثلها ، لأن النساء قد يشتتن الذهن عن مطلوبها وغرضها بانشغال كل واحدة منهن بالبحث عن حاجتها الأمر الذي يهدر الوقت كثيراً إضافة إلى استجلاب نظر الرجال إليهنّ . ![]() - وقبل أن تخرجي . . . ينبغي عليك : 1 - أن لا تخرجي متطيبة متزيّنة متعطرة ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد اخبر بقوله : " أيماامراة استعطرت فخرجت ليجد الناس ريحها فهي زانية " . 2 - أن تلتزمي الحجاب الشرعي الذي يستر زينتك ويمنع الفتنة بين المسلمين ، فإنك تخرجين منبيتك ولا تدريين أترجعين إليه محمّلة بالجديد ، أم ترجعين وقد ورّثت بعدك الجديد . فعلى المرأة أن تتخيّر اللباس الساتر ظاهرا وباطناً قبل الخروج أمنة مما قد يطرأ أو يحدث . 3 - أن تغلقي جهاز جوالك عند التسوّق قطعا لذريعة الشيطان في لفت انظار الناس إليك من خلال مكالماتك مع المتصل . فقد تكون المتصلة زميلة أو صديقة فلا يحسن بالمرأة مباسطة الكلام معها في مكان عام . - نحي الشيطان . . . جاء عند الترمذي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " من قال حين يخرج من بيته : بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله يقال له : كفيت ووقيت وهديت وتنحى عنك الشيطان " ![]() - * فإذا وصلت إلى السوق . . - أكثر من ذكر الله تعالى في السوق . . . . . - لا تصرف مالك . . . . . في كل ما اشتهيت شراءه بل لاحظ فيما تشتري أموراً : 1 - حاجتك الملحة له . فهناك ( مستلزمات رئيسية ضرورية - حاجية - تكميلية تحسينية ) 2 - جودة صناعته . 3 - صلاحيته . 4 - وسطية ثمنه . 5 - مناسبته لك في هيئته وطوله ومقاسه حتى لا تضطر للرجوع مرة أخرى للسوق لغرض استبداله. 6 - أن يكون من المباح وأن لايكون محرماً ( مأكولا كان أو مشروباً أو ملبوساً أو يوطأ أو للزينة الذاتية أو لزينة البيت ) ![]() ثالثاً : لا للإسراف . . لا للتبذير . . !! يقول الله تعالى في وصف عباد الرحمن : " وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا " فجعل القاعدة العامة للمؤمنين في نفقتهم وإنفاقهم على نفسهم وعلى من يعولون أن تكون نفقة بالقسط والعدل ، بين الإسراف والتقتير . والإسراف :إنما هو خاص بالسرف في شراء المباح الزائد عن حاجة الإنسان - رجلا كان أو امرأة - وسواء كان هذا المبيع مأكولا أو مشروبا أو ملبوساً أو زينة . فإن المؤمن والمؤمنة يربئان بأنفسهما ، يكونا من المسرفين الذين ذمهم الله تعالى . أما التبذيرفهو إنفاق المال في المحرم ، سواء كان المال المنفق فيه قليلا أو كثيراً ، فطالما أنه محرم فهو تبذير حتى لو رخصت قيمة السلعة . فإن كانت هذه السلعة المحرمة زائدة عن حاجة العبد صار شراؤها أشد تحريما وأعظم وإن اجتمع مع ذلك غلاء ثمنها اشتد الأمر فداحة وعظما. والتبذير اشد من الإسراف لأن الله وصف المبذرين بوصف تنفر منه النفوس فقال : " إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا " فجعل المبذرين إخوانا للشياطين وبيّن أن عاقبة التبذير هو الجحود والكفر - نسأل الله الحماية - . فعلى كل مؤمن ومؤمنة حين يخرجون إلى السوق أن يلاحظوا هذا المعنى في إنفاقهم ، وفيما يشترونه ويطعمونه أويلبسونه زوجاتهم وأبنائهم . تلك ثلاثة معاني مهمة ينبغي على كل مؤمن ومؤمنة أن يتأملها وأن يعيها وعياً فاعلا في حياته. ![]() ![]() ![]() المساهمة في نشر العلم: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علما نشره، وولدا تركه، ومصحفا ورّثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، تلحقه من بعد موته» [البيهقي وحسنه الألباني]. فإذا كان عالما نشر العلم بنفسه عن طريق التعليم والتدريس وإفادة الطلبة، وإن لم يكن عالما ساهم في نشر العلم عن طريق توزيع الكتب والأشرطة والنشرات النافعة. أو عن طريق حث الناس على حضور مجالس أهل العلم، وعمل جدول بمواعيد تلك الدروس, وتوزيعه على الناس. ![]() |
#11
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() المطبخ.. سارق أوقات النساء في رمضان؛ فالكثير منهن تشتكي من ضياع وقتها في إعداد المائدة لأسرتها الكريمة، مما يؤثر سلباً على عباداتها وصلاتها، وحتى لا يضيع وقتك في رمضان بإعداد الوجبات إليك عزيزتي هذه النصائح: قلِّلي مِن المكوث في المطبخ وكوني خفيفةً فيه، فرمضان شهر العبادة والصّيام لا شهر الأكل والطّعام.- ناقشي موضوع الطبخ مع عائلتك قبل رمضان إذا كانوا ممن يطلبون الكثير من الطبخات بأسلوب جميل، ونبّهيهم إلى أن هذا فيه إضاعة للوقت والجهد، وهو ما تحتاجين إليه لأداء أمور أهم، وهي عبادة الله جل وعلا. ![]() حتّى لا تنهزمين في معركة المطبخ: قلِّلي مِن المصاريف المالية، وإيّاكِ والإسراف في إعداد الطّعام والشّراب؛ فإنّكِ مَنهِية عن ذلك، قال الله -تعالى-: ï´؟وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا، إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَï´¾[سورة الأعراف: الآية 31]. واعلمي أنّ مِن شُكْرِ الله -عزّ وجلّ- على نِعمه عدم معصيتِه بها بتبذيرها والإسراف فيها. اشكري اللهَ -تعالى- على نِعمه وأرزاقه، وتذكّري أنّ بالشّكر تزيد النّعم؛ قال عزّ وجلّ: ï´؟وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ، وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌï´¾[سورة إبراهيم: الآية 7]. لا تجعلي همّكِ الأوّل وأنتِ تطبخين وتبذلين الجُهد في ذلك إظهار مهاراتكِ في تنويع المأكولات، وهذا وإنْ كان شيئا لا تُلامين عليه لكونِه مِن فِطرتِك السّليمة وعنوان أنوثتك، لكنْ اجعلي نيّتكِ نيّةً أرفع وأسمى، مسْتَحْضِرةً أثناء طبخكِ قولَه صلّى الله عليه وسلّم: ((مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا))[رواه الترمذي في جامعه وابن ماجه في سننه، من حديث أبي سعيد الخدري -رضي اللّه عنه-]، فاجعلي هذا الحديث نيّتَك، واحْتسبي وقتَك الّذي تَقضينَه في المطبخ لله فتُأجري، وإنّ عملك لنْ يضيع أبداً بهذه النيّة وهذا الاحتساب -بإذن الله- لأنّ القائم على الصّائم له أجر عظيم، فما بالكِ وأنتِ صائمة، ثم أنتِ أيضاً تُعدّين هذا الطّعام وتَقضين كثيراً مِن وقتك فى إعدادِه، فلا شكّ أنّكِ على خير وعملٍ مَأجورٍ قد حُرم منه كثيرٌ من الرّجال! ![]() أكثري ورطّبي لسانكِ بذكر الله وتسبيحِه واستغفارِه أثناء طبخكِ، والبدء بالبسملة قبل كلّ شيء، مستغلّةً الوقت في نيل الأجر غيرَ تاركةٍ المجال لتضييعِه، وكذلك أثناء غسلكِ الأطباق أو تنظيفِ المطبخ. حاولي الجمع بين الطّبخ والاستماع إلى القرآن أو المحاضرات والدّروس، عبر جهاز التّلفاز أو جهاز التّسجيل، حتّى لا تحرِمي نفسكِ مِن الخير والعِلم والفوائد مدّة مكوثكِ في المطبخ. التَزِمي التَّجديد في أصناف المأكولات والمشروبات وابتعدي عن "الرّوتين"، واجعلي طَبخَكِ غذاءً صِحِّيا متكاملا، فهذا يساعدُكِ ويساعد أهلكِ على الطّاعات لا بأس أنْ تذوقي الطّعام -للحاجة- أثناء طبخكِ وأنتِ صائمة، ولا يَفسُد بذلك صومكِ، مع الحَذرِ مِن ابْتِلاعِ منه شيئاً. أعيني غيركِ في شؤون المطبخِ -كالأمّ أو الأخت أو البنت أو غيرهنّ- إذا كان هو المباشر للطّبخ، ولكِ في ذلك الأجر، مع ما قد تُضيفِينَه بذلك إلى رصيدِكِ بِتعلّمِ بعض فنونه. لا تَنْسَي أنْ تُغيِّري ملابسَكِ قبل تزيين المائدة بالصُّحون وأنواع الأطْعِمة والأشربة وقت الإفطار، فأنتِ أحقّ بالتَّزيُّن، خاصّة إذا كنتِ ذات زوج؛ فإيّاكِ أنْ تقابليه برائحةِ البَصل والثّوم والدُّهون! ![]() اليكى بعض المقترحات - كتابة جدول في بداية كل أسبوع يشمل الأطباق التي ستقومين بإعدادها يومياً؛ ففي ذلك توفير للجهد الذهني الذي يضيع في التفكير المرهق في أصناف المائدة، وهو ما يساعد على التوجه للعبادة بذهن صافٍ. - قبل دخول رمضان بيومين قومي بحشو (السمبوسة) بالرقائق الجاهزة، وتغليف الكمية المخصصة لكل يوم في كيس بلاستيك منفصل، ثم ضعيها في (الفريزر)، وكل يوم أخرجيها قبل قلْيها بثلاث ساعات حتى تذوب، ولكن راعي عند وضعها في الكيس وضع نايلون التغليف بين كل طبقة وطبقة، حتى لا تلتصق ببعض عند ذوبانها. - يمكنك عمل الفطائر وحشوها بما تريدين وإدخالها الفرن، فإذا استوت من أسفل قومي بتغليفها وضعيها في (الفريزر)، وعند الحاجة أخرجيها وسخنيها في الفرن من أسفل، ثم حمّريها من أعلى، وكذلك بالنسبة (للبيتزا) يمكن فردها، ووضع صوص الطماطم عليها، وتسويتها من أسفل فقط، ثم تقومين بتغليفها ووضعها في (الفريزر)، وعند الحاجة أخرجيها، وضعي عليها الحشو الذي تريدين، ثم أدخليها الفرن. - يمكنك شراء كمية من الخبز المخصص للحشو ووضعها في (الفريزر)، ثم حشوها كلما أردت، فإن في ذلك اختصاراً للوقت والجهد. - يمكنك تحضير كمية من القطر، وطحن المكسرات ووضعها في (الفريزر) لاستخدامها في عمل الحلويات، كما يمكن عمل صلصة عبارة عن بصل مقلي + ثوم + طماطم معصورة، وطبخها، وبعد أن تبرد، قومي بتقسيمها في أكياس بلاستيك وحفظها في (الفريزر)؛ إذ يوفر ذلك في الوقت اللازم لعمل "كشنة الفول" أو "الشوربات" أو "إدامات السحور". ![]() ![]() ![]() كفاية طالب العلم: وهذا أيضا من الإسهام في نشر العلم، فعن أنس رضي الله عنه قال: كان أخَوَان على عهد النبيّ صلى الله وعليه وسلم فكان أحدهما يأتي النبيَّ صلى الله عليه وسلم - لحضور حديثه ومجلسه - والآخر يحترف، فشكا المحترف أخاه إلى النبيَّ صلى الله وعليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن هذا أخي لا يعينني بشيء، فقال صلى الله وعليه وسلم : «لعلك تُرزق به» [صحيح سنن الترمذي]. ![]() |
#12
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() وعلى المرأة المسلمة أن تستجيب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فيما يجب عليها من حقوق وواجبات، ومن جملة هذه الواجبات إخراج زكاة الحلي الذي تقتنيه وتتزين به. قال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز- حفظه الله- (تجب الزكاة في حلي المرأة التي تتزين به أو تعيره ذهبا كان أم فضة لدخول ذلك في عموم أدلة الكتاب والسنة التي دلت على وجوب الزكاة في الذهب والفضة مثل قوله تعالى: (( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون )) وما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من صاحب ذهب أو فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له من نار فأحمى عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبهته وظهره كلما بردت أعيدت عليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضي الله بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار . ولما ثبت من حديث عبدالله بن عمروبن العاص- رضي الله عنهما- أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها ابنة لها وفي يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب فقال لها صلى الله عليه وسلم : "أتعطين زكاة هذا؟ ". قالت: لا، قال: "أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار؟ " قال: فخلعتهما وألقتهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: هما لله عز وجل ولرسوله " . ![]() طريقة إخراج زكاة الحلي: تقوم المرأة أو وليها بوزن الذهب ومعرفة قيمته الحالية في كل سنة إذا دار عليه الحول ثم تخرج ربع العشر من قيمته الحالية وهي نسبة 5. 2%. لمن تدفع الزكاة؟ وعلى المرأة المسلمة أن تتحرى حين إخراج الزكاة الأصناف الثمانية التي لا يجوز دفع الزكاة لغيرهم وهم: ا- الفقراء 2- المساكين 3- العاملين عليها 4- المؤلفة قلوبهم 5- في الرقاب 6- الغارمين 7- في سبيل الله 8- ابن السبيل. * ولا ينبغي التساهل في أمر إخراج الزكاة أو من تصرف إليه وقد تعود بعض الناس صرفها لأشخاص أو بيوت معينة لسنين طويلة دون أن يكونوا في حاجة لها أو قد تغيرت أحوالهم إلى الأفضل، وهذا لا يجوز ولكن العادة أسرت تصرفات الناس حتى في عباداتهم كإخراج الزكاة التي هي ركن من أركان الإسلام الخمسة ولا حول ولا قوة إلا بالله. ![]() من فتاوى الزكاة: لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز: سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز هناك إسراف من بعض النساء في لبس الذهب , مع أن لبسه حلال , فما حكم الزكاة في الذهب ؟ الجواب : الذهب والحرير قد أحلا للإناث دون الرجال , كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أحل الذهب والحرير لإناث أمتي , وحرم على ذكورها )) أخرجه أحمد والنسائي والترمذي وصححه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه واختلف العلماء في الزكاة هل تجب في الحلي أم لا ؟ فذهب بعض العلماء في الزكاة إلى أنها لا تجب في الحلي الذي تلبسه المرأة وتعيره وقال آخرون إنها تجب , وهذا هو الصواب . أي وجوب الزكاة فيه إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول لعموم الأدلة . والنصاب عشرون مثقالا من الذهب , ومائة وأربعون مثقالا من الفضة فإذا بلغ الحلي من الذهب من القلائد أو الأسورة أو نحوها عشرون مثقالا وجبت فيه الزكاة , والعشرون مثقالا تعادل أحد عشر جنيها ونصفا من الجنيهات السعودية ومقداره بالجرام 92 جراما , فإذا بلغ الحلي من الذهب هذا المقدار 92 جراما أحد عشر جنيها ونصفا فإنه الزكاة والزكاة ربع العشر من كل ألف خمسة وعشرون كل حول . وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأة دخلت عليه وفي يد ابنتها مسكتان من ذهب فقال : (( أتعطين زكاة هذا )) قالت :لا , فقال : (( أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار ؟ )) قال الراوي وهو عبد الله ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : فخلعتها فألقتهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت : هما لله ولرسوله . رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح وقالت أم سلمة رضي الله عنها , وكانت تلبس أوضاحا من ذهب , وأكنز هذا يا رسول الله ؟ قال عليه الصلاة والسلام : (( ما بلغ أن تؤدي زكاته فزكي فليس بكنز )) رواه أبو داود والدار قطني وصححه الحاكم واخرج أبو داود من حديث عائشة رضي الله عنها بسند صحيح قالت : دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يدي فتحات من ورق فقال : (( ما هذا يا عائشة ؟ )) فقالت صنعتهن أتزين لك يا رسول الله قال : (( أتؤدين زكاتهن ))؟ فقالت : لا أو ما شاء الله قال : (( هو حسبك من النار )) وقد صححه الحاكم كما ذكر ذلك الحافظ ابن رجب في بلوغ المرام , والمراد بالورق : الفضة فدل ذلك على أن الذي لا يزكي هو كنز يعذب به صاحبه يوم القيامة والعياذ بالله ![]() ![]() ![]() سقي الماء: الماء شريان الحياة، وقد يكون الماء شحيحا في بعض المناطق، فيكون سقي الماء وتوفيره للناس بعد الإفطار من أعظم الصدقات؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أفضل الصدقة سقي الماء» [أحمد وأبو داود وحسنه الألباني]. ![]() |
#13
|
||||
|
||||
![]()
|
#14
|
||||
|
||||
![]()
|
#15
|
||||
|
||||
![]()
|
العلامات المرجعية |
|
|