|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() رمضان بشرى
عيسى جرابا تَاقَتْ لكَ الأَرْوَاحُ يَا رَمَضَانُ *** وَهَفتْ لِشدْوِ طيوْرِكَ الآذَانُ وَهَمَتْ سَحَائِبكَ الندِيّةُ رَحْمةً *** فَاعْشَوْشَبتْ مِنْ فَيضها الأَزْمَانُ وَاسْتَقْبَلَتْكَ الأَنْفُسُ الظَّمْأَى إِلَى *** لُقْيَاكَ حَيْثُ النّوْرُ وَالإِيمَانُ هَبتْ تَمدُّ أََكُفهَا لكَ توْبَةً *** وَعَلَى الوُجُوْهِ تذَلّلٌ وَحنَانُ فَرَأَتكَ أَعْظَمَ زَائرٍ هَتفَتْ بِهِ *** كُلُّ الرُّبَى وَغَدَتْ بِهِ تَزْدَانُ رَمَضَانُ جِئْتَ فلا تسَلْ عَنْ فَرْحَةِ *** الدُّنْيَا سَما بِشُعُوْرِها القرْآنُ وَعَنِ النُّفُوسِ تَوَشَّحتْ حُللَ الصَّفاءِ *** يَزِينهَا الإِخْبَاتُ وَالإِذْعَانُ وَعَنِ الأَيَادِي فِي رِحَابِكَ أَوْرَقَتْ *** وَبها تَنَامى البِرُّ وَالإِحسانُ الكَوْنُ كلُّ الكَوْنِ غَنّى مذْ هَمَى *** مِنْ رَاحَتَيْكَ العتقُ وَالغُفرَانُ رَمَضَانُ يَا أُنشُوْدَةَ الأَملِ النديِّ *** وَيَا رَبِيعاً وَشْيُهُ فَتانُ يا وَاحةً فوَّاحَةً جذْلى وَيا *** وِرْداً هَفا لمعينهِ الظَّمآنُ رَمَضَانُُ يَا بُشْرَى لَهَا إِطْلالَةٌ *** نَشْوَى وَصَوْتٌ بِالهدَى رَيَّانُ يَا دَوْحَةً لِلنصرِ ضَاعَ أَرِيجُهَا *** بَيْنَ الأَنَامِ وَفرَّعَتْ أَغْصَانُ بَدْرٌ وَكَمْ بَدْرٍ رَأَينا نُوْرَهَا *** يَفْتَرُّ زَهواً وَالمَدَى نَشْوَانُ! رَمَضانُ يا أُنسَ القلوْبِ إِذَا دَجَا *** لَيْلُ الكُرُوْبِ وَسهّدَتْ أَجْفَانُ كَمْ منْ مَعانٍ فيْكَ لَوْلا أَنْتَ لَمْ *** تُعْرَفْ وَلَمْ يُعْمرْ بِهنَّ جَنانُ! رَمَضانُ يا خَيرَ الشهوْرِ تحيةً *** مِنْ شَاعِرٍ عَصَفتْ بهِ الأَحْزَانُ يَشدُو وَبَيْنَ ضلُوْعهِ همٌّ وَفِي *** فَمِهِ سُؤَالٌ مثخنٌ حَيْرَانُ مَا بالُهَا تَمْضِي السنوْنَ وَلَمْ يزَلْ *** يَكْسو مَفَارِقَنا أَسَىً وَهَوَانُ؟ لَهثتْ خطانا وَالدُّرُوْبُ تَلُفُّها *** ظُلَمٌ وَنحنُ تَلُفّنا الأَكْفَانُ رَمَضَانُ جِئْتَ وَأَلْفُ خَطْبٍ *** هُدِّمَتْ قِمَمٌ لهُ وَتقَوَّضَتْ أَرْكانُ وَعَدُوُّنا مازَالَ يُشْعِلُ بَيْنَنَا *** نارَ الخِلافِ وَينْفُخُ الشّيطَانُ وَالقدْسُ رَهنُ قُيُوْدِهِ *** وَقُيوْدُنا وَهْمٌ يُكَبِّلنا بِهِ الخذْلانُ لا الجُرْحُ مُنْدَمِلٌ وَلا دَمُهُ *** الزَّكِيُّ رَقَا وَلا سَفّاكُهُ سَيدَانُ رَمضَانُ جِئتَ قلوْبنا شتَّى *** كَمَا رَاياتِنا كلٌّ لَهُ عُنوَانُ خَمْسُوْنَ مِنْ لَهَبٍ تَلَظَّى وَالثَّرَى *** حِمَمٌ وَأَنفاسُ الوَرَى بُرْكانُ وَخطَابنا مَازَالَ يُطْمِعُ غَيرَنا *** فِيْنا خطابٌ لَيسَ فِيْهِ بيانُ "نِقْفُوْرُ كَلْبَ الرُّوْمِ" أَيْنَ أَبُو الأَمِيْنِ *** وَأَيْنَ سَيفٌ سلهُ الشّجْعَانُ؟ خمْسوْنَ لوْ أَنَّ الجِبالَ حَملْنهَا *** لَغَدَتْ بِهَا وَكَأَنَّهَا كثبانُ رَمَضَانُ جِئْتَ وَلِلقُلُوْبِ مَشاعِرٌ *** وَلْهى وَلِلشّعرِ الأَصيلِ حِصَانُ هذَا هِلالُكَ هَلَّ فياضَ السنا *** فَتَرَشَّفَتْ أَنْدَاءَهُ الأَكوَانُ وَنُفُوْسُنَا طَارَتْ إِليهِ منيبةً *** تَبْكِي وَقَدْ أَزْرَى بِها العِصْيَانُ وَتَرَقبَتْهُ عُيُوْنُنَا مُتلأْلئاً *** يَكسو سَنَاهُ سَكينةٌ وَأَمانُ وَبِحِضْنِهِ كَمْ مِنْ مَساجِدَ أَنْشَدَتْ *** يحلو بِها لِلمُخْبِتينَ أَذَانُ! لما بَدَا كُلُّ البَلابِلِ رَفْرَفَتْ فَرَحاً *** وَمِنْ فَمها جَرَتْ أَلْحَانُ حَتَّى الجَمَادُ اهْتزَّ فَانْطَلَقَ الحَصَى *** يَشْدُو وَرَدَّدَ شَدْوَهُ الجدْرَانُ رَمَضَانُ جِئْتَ فَلا تَسَلْ عَنْ شَوْقِنَا *** يَالَيتَ كُلَّ شُهوْرِنَا رَمضان |
العلامات المرجعية |
|
|