لماذا كرم الاسلام الام ومنحها الاسبقية

[katkoutelwady]

الام

إذا كانت الموجة الجانحة السائدة في المجتمع الغربي تحت ستار حرية الرأي والتعبير قد تطاولت وبلغت حد الاهانة للأم حينما طالبت بالغاء كلمة (أم) واستبدالها بلفظ (الراعي أو الحارس) مثلما حدث في (مؤتمر قمة بكين للإم المنعقد عام 2000) عندما نوقش هذا الاقتراح وقاومته بشدة الوفود الاسلامية.
فإن معني كلمة (أم) في المعجمات اللغوية هو (أصل الشيء) والأمومة هي (نظام يعلو فيه مكانة الام علي مكانة الاب ويرجع النسب فيه إليها) كما أن رسالات الوحي وكلمات الله التي جاء بها الاسلام أكدت الاعتراف بفضل الام وأوصت بتكريمها، وتعظيما لشأنها وسمو منزلتها سميت الكعبة الشريفة بأم القري والفاتحة بأم القرآن واللوح المحفوظ بأم الكتاب.
إذا كانت الأمومة تلك الغريزة الفطرية التي وضعها الله في المرأة قد جسدت أسمي معاني الإيثار ونكران الذات والعطاء الفياض والحب والحنان منذ أن صارت المرأة أما وعانت الكثير بسبب حملها تسعة أشهر أعوج فيها ظهرها وتخلخت فقراتها وهشت عظامها وثقل رأسها وسقطت جفونها من فرط آلامها وشدة اعيائها حتي لحظات طلقات دفع جنينها لتستقبل وليدها استعدادا لمواجهة مشقة مسئولياتها في مرحلة عطائها من أجله في صبر لم ينفد وجلد وإحتمال لم ينقطع وعندما أشتد عوده تحملت همومه ولم تهنأ ولم تنعم براحة بال.
فإن الآداب السلوكية القرآنية التي تحض علي برالأم والتذكير بعظيم فضلها لم تأت بها أي كتب سماوية سابقة ولم يستطع الفكر الانساني مهما بلغ أن يجود بمثلها.
قال تعالي: 'حملته أمه كرها ووضعته كرها' (الاحقاف الأية 15)
وقال عز وجل: ' وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما' (الاسراء الاية 23)
وقال سبحانه وتعالي: 'واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا' (الاسراء الاية 24).
لقد أعز الله الام وكرمها وجعل الجنة تحت أقدامها وقد أكد الاسلام منزلتها العالية لذا منحها الاسبقية علي لسان رسولنا الكريم (صلي الله عليه وسلم) حينما أوصي بها ثلاثا قبل أن يوصي بالاب مرة واحدة وهذا الفضل للإم منزلة أعظم من ايفاء الحقوق والمعاشرة بالمعروف، إن الاحتفال بيوم واحد لتكريم الأم بمنحها هدية لا يكفي لأن الاستمرار في برها واحترامها وتقديرها امتنانا علي عطائها وعرفانا بفضلها واستدخال السرور الدائم علي نفسها سيجعل كل لحظة تمر عليها بمثابة عيد.
ما أعظم تعاليم ديننا الحنيف الحافل بآدابه السلوكية الاسلامية التي تنهي عن حد النظر إلي الوالدين أو رفع الصوت عليهما أوالتأفف منهما أو نهرهما بل مقابلتهما بوجه طليق والحرص الشديد علي بذل الكرم معهما وكف الاذي عنهما والامتناع عن إغضابهما ومن يتجاهل ذلك فهو عاق والعقوق من الكبائر.
إن الطاعات لها سوق عظيم وأعظمها برالوالدين لأن فيه رحمة من الله.