النشر الإلكتروني
النشر الإلكتروني
بقلم / سمير الأمير
يحلو للبعض من أنصار "الموضة" الذين سبق وانتقدهم عمنا بيرم التونسى أن يرددوا كلاما لا تصمد حقيقته ثانية بعد أن يجاوز الشفاه فيقولون أن النشر الورقى أصبح موضة قديمة وأن المستقبل للنشر الإكترونى الذى يحملك للعالم فى ذات الثانية التى تضع فيها موضوعاتك على الإنترنت، و سأضرب مثلا شخصيا لسطحية هذا التناول، إذ كنت قد اعتدت على نشر مقالاتى بجريدتى القاهرة والبديل وغيرهما وكان للجريدتين مواقع الكترونية مما ساعد على قراءة المقالات فى كل أنحاء العالم وبعد عام واحد من انطلاق الموقعين فوجئت باختفائهما من على الشبكة ولولا أننى " دقة قديمة" وأحتفظ بالجرائد لما تمكنت من نشر كتابى الأخير عن " محنة الثورة من 25 يناير حتى صعود الإخوان"
أظن أن الأمر أصبح واضحا الآن، فالمعروف إن هذا الفضاء الرقمى تسيطر عليه شركات عالمية كمايكروسوفت وغيرها وربما يتم تطوير أجهزة قد يعجز المواطن العادى على شرائها فلا يستطيع قراءة ما ينشر على الشبكة أو ربما تسقط مواقع بكاملها نتيجة توقف الإعلانات التى تدعمها أو نتيجة لأسباب أخرى كثيرة لا تخفى عليكم،
إن الكتاب الورقى سيظل حافظا للتراث مهما بلغ التقدم فى النشر الالكتروني، إذ أن إمكانيات صناعته متاحة للجميع فى كل أرجاء المعمورة بغض النظر عن مستوى التقدم التكنولوجي أو العلاقة بالشركات الكبرى العاملة فى مجال البرمجيات، فضلا عن أن عادات القراءة التى اكتسبها جيلنا لم تتغير كثيرا بدخول " التاب" والهواتف الذكية إذ لازال المرء يستمتع بالاستلقاء على ظهره وقراءة رواية كاملة دون أن " تفرغ البطارية " أو تلتهب عيناه من جراء كثرة التحديق فى شاشة صغيرة مضيئة هذا طبعا لا يعنى إدارة ظهورنا للنشر الإلكتروني فتلك حماقة تلقينا خارج التأثير والتأثر وخارج التاريخ الحديث برمته، لأن النشر الاكترونى أتاح للباحثين مثلا توفير وقتهم وجهدهم ومكنهم من الإطلاع على دراسات تخص موضوعات البحث من الشرق والغرب كان سيتعذر عليهم ماديا وعصبيا السفر وراءها بحثا فى المكتبات داخل الوطن أو خارجه فلنفرح كيفما نشاء بالتكنولوجيا وبالنشر الإلكترونى ولكن فقط علينا أن نتوقف عن إهانة النشر الورقى لأنه سيبقى الأسلوب الأبقى لحفظ تراث الأفراد والشعوب.
|