اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-09-2006, 04:22 PM
شاعرالحب شاعرالحب غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
العمر: 36
المشاركات: 912
معدل تقييم المستوى: 0
شاعرالحب is an unknown quantity at this point
افتراضي

ما بين الساعة الثانية بعد منتصف الليل والسابعة من صباح يوم الجمعة ١٥ سبتمبر الماضي، سجلت ظلمات الليل وصمت الشوارع ومستشفيات القاهرة والجيزة والقليوبية مأساة صحفي مصري يعمل في مؤسسة أخبار اليوم، الدكتور نصحه بنقل الأب بأسرع وقت إلي أقرب غرفة عناية مركزة، حمله داخل سيارته ولفّ علي ١١ مستشفي إثر إصابة الأب بأزمة قلبية.. المفاجآت كانت في انتظاره!

أحد المستشفيات أغلق أبوابه، والأخري ما بين «مافيش مكان».. «ماعندناش».. «عاوزين ٣٨ ألف جنيه».. أما الأخير فشهد نهاية الأب، مات علي سريره، إلي جواره ممرضة حولت كمبيوتر غرفة العناية المركزة للعب Games وسماع الأغاني، وأطباء يشاهدون التليفزيون داخل حجرتهم دون اهتمام، وأهالي المرضي «يقشرون» الفاكهة داخل حجرة العناية المركزة.

ما أصعب أن يصارع الأب المريض الموت أمام عيني الابن، يلتقط أنفاسه الأخيرة ويتصاعد أنينه، ويستغيث طالباً الرحمة، ويحمله الابن علي صدره، يسابق الزمن محاولاً إنقاذه من براثن الموت، ولكن دون جدوي، رحل الأب عن الحياة، وترك الابن، لحظات تقطع قلبه كلما تذكرها.

في الثانية من صباح يوم ١٥ سبتمبر الماضي، دق الهاتف المحمول للزميل إسلام الشيخ -صحفي بمؤسسة أخبار اليوم- الرقم يؤكد أنه تليفون منزله في مدينة قليوب، انتفض من سريره عندما علم أن والده يتألم، وارتدي ملابسه واستقل سيارته إلي منزل الأسرة، وجد الأب علي سريره، يضع يده علي صدره ويتوجع، الأشقاء أحضروا الطبيب وكانت نصيحته.. «لازم تنقلوه حالاً إلي أقرب غرفة عناية مركزة».

حمله الابن داخل سيارته إلي أقرب مستشفي «قليوب الجديد»، علي بعد أمتار من المدخل، أوقفه أفراد الحرس، أخبرهم أن والده يصارع الموت ويريد إدخاله غرفة العناية المركزة، رد أحدهم مؤكداً أن المستشفي لا يوجد به «حجرة عناية مركزة»، تساءل الابن كيف لمستشفي يخدم مليون نسمة ولا يوجد به مثل هذه الحجرة؟!

أوجاع الأب وآلامه اضطرت الابن إلي البحث عن مستشفي بديل دون الدخول في مناقشة مع مسؤولي المستشفي، توجه إلي مستشفي النيل التعليمي في شبرا الخيمة فوجد الأبواب مغلقة، ولا أحد يجيب، والأب تزداد حالته سوءاً لحظة بعد الأخري، أسرع بسيارته إلي معهد ناصر علي كورنيش النيل، حمل والده وأسرع به إلي قسم الطوارئ، جلس ووالده لمدة ساعة يبحثان عن منقذ، وجد ممرضاً يمر من أمامه، أخبره بأن والده بيموت، ولابد من وضعه في غرفة العناية المركزة، وجاء الرد «الغرفة كاملة ومافيش مكان عندنا».. أمسك الابن رأسه من الغيظ، وجه الأب ازداد اصفراراً، وعلامات الاعياء بدت عليه.. صرخ الابن يستغيث بطبيب، ظهر أحدهم أجري للأب رسم قلب، ونصح الابن بإيداع أبيه غرفة العناية المركزة خلال ساعتين، وتركهما الطبيب وعاد إلي حجرته.

قّلب الابن في رأسه عن مستشفي يجد فيه غرفة عناية مركزة، أمسك بوالده قائلاً: «مافيش إلا قصر العيني اللي حنلاقي فيه».. تخطي الابن بسيارته الشوارع الصامتة حتي وصل إلي باب قصر العيني الفرنساوي، قابله ممرض علي الباب وكانت الإجابة كالعادة «مافيش مكان!»، سأل الابن عن مستشفي قريب، أشار إليه علي مستشفي النيل بدراوي، لحظات وكان الابن وأبوه أمامه، لم يستطع الأب التحرك من سيارته، طلب من ابنه أن يسأل أولاً ما إذا كان به مكان من عدمه، كالعادة «ماعندناش».

مستشفي «السلام الدولي» كان المحطة رقم ٦ في رحلة العذاب، حضر الطبيب السهران، نظر إلي الأب وارتسمت علامات الاضطراب علي وجهه، وجه كلامه للابن «إزاي إنت سايب أبوك كده.. ده لازم يدخل غرفة العناية المركزة فوراً».. رد الابن «أنا دايخ من ٣ ساعات ومش لاقي مستشفي».. أخبره الطبيب بأنه لايوجد مكان داخل الغرفة هناك، ولكنه سوف يتصل ببعض المستشفيات الأخري للبحث عن مكان فارغ بدلاً من اللف في الشوارع.

اتصل الطبيب بمستشفي النزهة الدولي، أخبروه بأن جميع الأماكن مشغولة، وطلب منه إحضار المريض عصر اليوم التالي، اتصل الطبيب بمستشفي الشبراويشي وجاءت الإجابة كالعادة، مستشفي دار الفؤاد كان المحطة رقم ١٠، اتصل بهم الطبيب، طلبوا منه أن يحضر بالمريض، قطع الابن المسافة من المعادي إلي مدينة ٦ أكتوبر، يدعو الله أن يشفي الأب.

وصل في السابعة صباحاً إلي المستشفي، وضعه الأطباء داخل غرفة العناية، بعد أن سدد الابن مبلغ ٨ آلاف جنيه، حالة الأب استقرت إلي حد ما، خرج الابن يلتقط أنفاسه في الاستراحة، أخبرته ممرضة بأن الحسابات يسألون عنه، توجه إليهم ليجد صدمة في انتظاره، طالبوه بتسديد مبلغ ٣٨ ألف جنيه خلال يومين، بحث الابن عن مشتر لسيارته وحاول تجميع باقي المبلغ، انتهت المهلة المحددة وفشل الابن في تجميع المبلغ المطلوب.

لجأ الابن إلي زملائه بالجريدة، ليبحثوا معه عن مستشفي بديل لدار الفؤاد، وكان مستشفي المقطم للتأمين الصحي عند مجري العيون هو البديل، عاد الابن إلي مستشفي دار الفؤاد، تحدث مع الطبيب المعالج، أخبره بأنه لا يملك باقي المبلغ المطلوب، وقرر نقل والده إلي مستشفي آخر، سأله الابن عما إذا كانت حالة والده تسمح بالانتقال، فطمأنه الطبيب.

سأل الابن عن كيفية نقل والده، أجابه مسؤولو مستشفي دار الفؤاد، بأن سيارة إسعاف مجهزة ستنقله مقابل ٧٠٠ جنيه إذا كان ذلك في حدود إطار محافظة الجيزة، أما إذا تخطي الحدود فيضاف علي المبلغ ٣ جنيهات لكل كيلو متر، اتصل الابن بإسعاف الجيزة وطلب سيارة تنقل والده إلي المستشفي، وطمأنه الطبيب أنها مماثلة لسيارة إسعاف المستشفي.

بعد ساعات كان الأب المريض «أحمد إبراهيم الشيخ» علي سرير المرضي داخل غرفة العناية بمستشفي المقطم للتأمين الصحي، قص الابن للأطباء ما حدث له داخل المستشفي الخاص، ردوا ضاحكين «دي مستشفيات منظر وخلاص.. وهنا نفس الإمكانيات».. بعد ليلة من العذاب وساعات قضاها الابن بين المستشفيات، أخبر والده بأنه سوف يعود إلي المنزل ليستريح لساعات علي أن يعود إليه مرة ثانية، قبل أن يرحل الابن عن المكان، نظر حوله، وجد ممرضة تسمع أغاني علي جهاز الكمبيوتر داخل غرفة العناية، وتلعب Games، ومريضاً علي السرير المجاور يتحدث في الموبايل، وسيدة «تقشر» فواكه لزوجها، طلب الابن من المريض المجاور أن يتصل به علي هاتفه المحمول إذا لزم الأمر وأعطاه رقمه.

قبل أن يصل الابن إلي منزله، فوجئ بهاتف المريض يظهر علي شاشة جهازه المحمول، أيقن أن مكروهاً ألم بأبيه، أبلغه المريض أن والده يصرخ من الألم ويبحث عن ممرضة أو طبيب ولا يجد من يجيبه، عاد الابن إلي المستشفي، وجد الستار ملفوفاً حول السرير، أيقن أن أباه رحل عن الحياة، سقطت دموعه وحمل جثته إلي مثواه الأخير، لتنتهي رحلة عذاب الابن، ولكنها ستتكرر كل يوم.

منقول من جريدة ( المصرى اليوم)
__________________
عندما تُخدع وعندما تتزوج بغير حبيبها</span></span></span></span></span> [/b] </span></div></span>
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:45 PM.