الانتباة

[حسام العفريت]

*الانتباة *

1- الانتباه عملية انتقائية للمثيرات أو المنبهات :
فمن بين العديد من المثيرات الحسية التي تستقبلها أعضاء الحس المختلفة يتم التركيز على بعضها دون البعض الآخر ، والانتباه يقوم فى هذه الحالة بمهمة المصفاة أو ( الفلتر ) بالنسبة لهذه المثيرات

2- الانتباه عملية إدراكية مبكرة :
فإذا كان الإحساس هو الخطوة الأولى لحدوث الانتباه والإدراك فان الإحساس يهتم بالمثيرات الخام أما في الإدراك فينصرف الاهتمام على خلع المعاني والتفسيرات و التأويلات على هذه المثيرات

صور الانتباه :
(1) مدى الانتباه :
- هو مقدار ما يمكن أن يتنبه إليه المرء في المرة الواحدة ، وصاغها عالم معاصر ، فيما يسميه قانون الرقم [ 7+2 ] السحري ، حيث مدى الانتباه يكون أدق ما يكون حين يكون عدد الوحدات في نطاق يمتد حول الرقم 7 بوحدتين زيادة أو نقصا ( أي 5، 9 وحدات)

مثــــــال









(2) تشــــتت الانتبــاه :-
نفرض أنك مشغول ومندمج في مذاكرتك ، وأنك تركز انتباهك علي الموضوع الذي تدرسه ، ثم حدثت ضوضاء مفاجئة خارج غرفتك ، فماذا يحدث في هذه الحالة ؟ إن المثير الجديد ( الضوضاء المفاجئة) يحاول جذب انتباهك إليه والتركيز عليه وإبعادك عن المهمة التي تركز عليهابالفعل ( المذاكرة ) وهذا ما يسمي تشتت الانتباه

# تأثير الضوضـــاء كعامل مشتت للانتباه :
1- نوع الضوضاء:
فالضوضاء المتواصلة أقل تأثيرا في تشتيت الانتباه من الضوضاء المتقطعة أو غير الألوفة(مثال: التركيز في القراءة أثناء سير القطار)

2- نوع العمــــل:
فالأعمال العقلية ( كحل المسائل الرياضية ) أكثر قابلية للتأثر بالضوضاء من الأعمالالروتينية البسيطة ( عمل التريكو )




3- إدراك الفرد للضوضاء :
كأن يدرك الشخص الضوضاء علي أنها شئ ضروري لابد منه ولا يتم العمل بدونه فإنها لا تكون مصدرا للإزعاج أو مشتتة للانتباه ( مثال : ضوضاء آلات المصانع)



4- دوافع الفرد للعمـــــل:
يستطيع المرء أن ينتج في الضوضاء مثلما ينتج في الهدوء بشرط أن تكون دوافعه للعمل قوية ، وأن يبذل جهدا يزداد بازدياد الأثر المشتت للضوضاء ،إلا أننا يجب أن ننتبه إلي أن هذا الجهد الذي يبذله الشخص للتغلب علي أثر الضوضاء قد يكون كبيرا للغاية ، وقد يؤدي ذلك إلي التعب والتوتر ، كما قد يؤدى إلي زيادة عدد الأخطاء في العمل وضعف تركيز الانتباه








(3) توزيـــع الانتبـــــاه :
هل يمكن الانتباه لمثيرين أو القيام بعملين في وقت واحد ؟ أننا في الواقع نقوم في كثير من الأحيان بعملين أو أكثر في وقت واحد و هو ما يعرف بتوزيع الانتباه ، بل أن بعض المهن تتطلب ذلك وبعض هذه المهن قد تكون بسيطة ( كعامل التليفون) أو معقدة ( كقائد الطائرة )

وتؤكد نتائج البحث حول هذا الموضوع أننا نستطيع القيام بعدة أعمال أو الانتباه لأكثر من مثير في وقت واحد في الأحوال الآتية :
1- الانتباه لمثيرين مألوفين ومتوقعين
كأغنية تصدر عن الراديو ،وطريق مألوف نقود فيه السيارة
2- الانتباه لمثيرين أحدهما يتطلب استجابة أوتوماتيكية تصدر تلقائيا، دون حاجة إلي تحكم إرادي ،كأن يتحدث سائق السيارة إلي شخص جالس بجواره أثناء قيادة السيارة
3- الانتباه لمثيرين يرتبطان معا ويتطلبان أداءا متكاملا ،
ومن أمثلة ذلك ملاحظة كاتب الآلة الكاتبة الماهر لكل من لوحة مفاتيح الآلة والنص الذي يقوم بكتابته
4- الانتباه لمثيرين يمكن التحول بسرعة من أحدهما إلي الأخر ،
كما يحدث حينما تستمع إلي شخصين يتحدثان إليك معا ، فإنك حينئذ تركز لبضع ثوان علي حديث الشخص الأول ثم تتحول إلي التركيز علي حديث الشخص الثاني لبضعة ثوان أخري ، ثم تنتقل إلي حديث الشخص الأول وهكذا

(4) تــــركيز الانتبـــاه :
يلخص العلماء العوامل التي تؤدي إلي جذب الانتباه وتركيزه إلي فئتين من العوامل :
1- عوامل تتصل بالمثير ، وتشمل حجم المثير وشدته ولونه وحركته
2- عوامل تتصل بالشخص الملاحظ، وتشمل: ألفة الشخص بالمثير ودرجة جاذبيته له ودوافعه وميوله نحوه

تركيز الانتباه والعوامل المؤثرة في الانتباه:
تصنف العوامل المؤثرة في الانتباه إلي فئتين :
عوامل موضوعية تتصل بالمثير وعوامل ذاتية تتصل بالشخص المنتبه و قد استفاد خبراء الإعلان من هذه العوامل في تصميم إعلانات جيدة .


( أ ) العوامل الموضوعية الخارجية :
1- طبيعة المثير : فصورة الإنسان أكثر جذبا للانتباه لصورة الشيء الجامد والأغنية أكثر إيثارا للانتباه من الكلام العادي

2- تغير المثير: فالمثير المتغير أكثر جذبا للانتباه من المثير المتكرر علي وتيرة واحدة ولذلك ينصح المحاضر بان يغير من إيقاع صوته حتى يلفت انتباه المستمعين
3- موضع المثير : فالصفحتان الأولي والأخيرة في الصحيفة اليومية أكثر جذبا للانتباه من الصفحات الداخلية كما أن وجود المثير أمام العينين مباشرة أكثر لفتا للانتباه من الإعلان المرتفع جدا أو المنخفض جدا عن مستوى البصر

4- حركـــة المثير : فالمثير المتحرك أكثر لفتا من المثير الثابت

5- شـــدة المثير :فالمثير القوى يلفت الانتباه أكثر من المثير الضعيف بشرط ألا تصل هذه القوة إلي العتبة القصوى

(ب) العوامل الداخلية الذاتية :
1- الــــدوافع:
وتلعب الدوافع والميول والحاجات والرغبات دورا في توجيه انتباه الشخص نحو مثيرات معينة ( مثال ) : العروس التي تنشغل بشراء ملابس العرس تكون أكثر انتباها للإعلانات عن ملابس العرائس

2- التـــــأهب : حين يتوقع الشخص وصول أحد أصدقاؤه لزيارته في وقت معين فأنه ينتبه إلي وقع الخطوات علي السلم

3- التعــــــود : حين يتعود الشخص علي استجابات معينة لبعض المثيرات فإن هذه المثيرات تكون أكثر لفتا للانتباه
(ومثال ذلك) العربي حين يستمع أثناء حوار في أحد الأفلام الأجنبية إلي جملة باللغة العربية

4- الراحة والتعب : يكون الشخص أكثر انتباها إذا نال قسطا من الراحة أما حين يتعرض للتعب يكون اقل انتباها

وأفادت نتائج البحث هذا الموضوع فى كثير من المجالات التطبيقية فى الحياة و من ذلك ميادين : الإعلان و هندسة الطرق ( أعداد الإشارات التحذيرية و علامات المرور ) و الصحافة و التدريس و غيرها من التخصصات التي تسعى إلى جذب انتباه الإنسان .

التقويم

س1 من خلال مثال استخلص خصائص الانتباه.
س2 هات أمثلة حياتية مررت بها كان للضوضاء عامل كبير لتشتت انتباهك فيها.
س3 تخير الإجابة الصحيحة وعلق عليها:
عندما لا تستطيع أن تتذكر أكثر من تسع أفكار قمت بتلخيصها لموضوع معين.
فإن ذلك يدل على : ( مدى الانتباه- تركيز الانتباه- توزيع الانتباه- تشتت الانتباه)
سق أكدت الأبحاث العلمية على قدرة الفرد على القيام بعدة أعمال في وقت واحد
وضح بثلاثة أمثلة.
س4 استفاد خبراء الإعلان من العوامل الموضوعية والذاتية في تصميم إعلانات جيدة . ناقش هذة العوامل.

إعداد /أ. حسام العفريت

مدرس المواد الفلسفية