|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() السلامعليكمورحمةاللهوبركاتة :::من هم القَصَّاصُون؟::: سؤال: من همالقُصَّاصُ الذين يعتبرون من التالفين الضعفاء ، الذين يعيبهم أنهم قَصَّاصُون ؟ هلهم أي شخص يعظ الناس ويذكر القَصَص ؟ أم هناك تفصيل في المسألة؟. الجواب: الحمدلله القَصُّهو فن مخاطبة العامةووعظهم بالاعتماد على القصة . يقول ابن الجوزي رحمه الله : " القاص هو الذي يتبع القصة الماضية بالحكاية عنها والشرح لها... والتذكير هو تعريف الخلق نِعَمَ الله عز وجل عليهم ، وحثهم على شكره ،وتحذيرهم من مخالفته . وأما الوعظفهو تخويف يرق له القلب.. وقد صار اسم القاصِّعامًّا للأحوال الثلاثة " انتهى . "القُصَّاص والمذكرون" (157-159) . والقصص والوعظ محمود وممدوح من حيث الأصل ؛ وذلك أن الله تعالى يقول: ( فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) الأعراف/176 وقالتعالى : ( وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْقَوْلاً بَلِيغاً ) النساء/63 . وقال تعالى : ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) الذاريات/55 . كماكان النبي صلى الله عليه وسلم يُذكِّرُ الناس ويعظهم ، ويقص عليهم من أنباء الأممالسابقة ما فيه العبرة والموعظة . فعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : ( وَعَظَنَا رَسُولُالَّلهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوعِظَةً بَلِيغَةً ، ذَرَفَت مِنهَاالعُيونُ ، وَوَجِلَت مِنهَا القُلوبُ ) . رواه الترمذي (2676) وقال : حسن صحيحوصححه الألباني في صحيح الترمذي . وعن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدث الناس عن قصة الثلاثة نفر الذين انطبقت عليهمالصخرة في الغار ، فسألوا الله بأعمالهم الصالحة أن يفرجها عنهم حتى انفرجت . رواه البخاري (2215) ومسلم ( 2743) . وهكذا كان الصحابة رضوان الله عليهم يذكرونالناس بالله تعالى ، ويقرؤون عليهم القرآن والحديث ، ويدعونهم إلى الاعتباروالادكار بأحوال الماضين . فعن أبي وائل قال : ( كَانَ عَبدُاللهِ بنُ مَسعُودٍ يُذَكِّرُ النَّاسَ فِي كُلِّ خَمِيسٍ ، فَقَالَ لَه رَجُلٌ : يَا أَبَا عَبدِ الرَّحمَن ، لَوَدِدتُ أَنَّك ذَكَّرتَنَا كُلَّ يَومٍ ، قَالَ : أَمَا إِنَّه يَمنَعُنِي مِن ذَلك أَنِّي أَكرَه أَن أُمِلَّكم ، وَإِنِّيأَتَخَوَّلُكُم بِالمَوعِظَةِ كَمَا كَانَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَيَتَخَوَّلُنَا بِهَا مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَينَا ) . رواه البخاري (70) ومسلم (2821) . فمن سار على هديالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه فوعظ الناس وذكرهم باللهتعالىعلى علم وبصيرة،ولم يَتَقَحَّم أبوابَ الكذب والرياءوالمبالغة والجهل، فذلك لا سبيل إلى الإنكار عليه ، بل هو مأجور مشكور . قال الإمام أحمد : إذا كان القاص صدوقاً فلا أرى بمجالسته بأساً . وسئل الأوزاعي عنالقوم يجتمعون فيأمرون رجلا فيقص عليهم فقال : إذا كان ذلك يوما بعد الأيام فليس بهبأس . وروى الخلال عن أبي بكر المروذي قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : يعجبني أمر القصاص لأنهم يذكرون الميزان وعذاب القبر ، قلت له : فترى الذهابإليهم ؟ قال : إي لعمري إذا كان صدوقا . قال : وجاء رجل إلى الإمام أحمدفشكا له الوسوسة فقال : عليك بالقاص ، ما أنفع مجالستهم . ولكن لمادخل فيباب الوعظوالقصوالتذكير من يتقحم ما لا علم له به،فيكذبفي الحديث أو يزيد وينقص،أويظهر عليه حبالظهور والسمعة ،أو يكون سيئ السيرة والعمل، لما كان ذلك :اضطر الأئمة من أهل العلم إلىالتحذير من أمثال هؤلاء والتنفير منهم . فعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يخرج من المسجد ويقول : ما أخرجنيإلا القصاص ولولاهم ما خرجت . وعن أم الدرداء أنها بعثت إلى رجلين من الناس : قل لهمافليتقيا الله تعالى وتكون موعظتهما للناس لنفسهما . وعن شعبة بنالحجاج أنه دنا منه شاب فسأل عن حديث فقال له : أقاص أنت ؟ فقال : نعم ، قال : اذهبفإنا لا نحدث القصاص ، فقال له : لم ؟ قال : يأخذون الحديث منا شبرا فيجعلونه ذراعا ! أي أنهم يزيدون في الحديث . وسئل سفيان الثوري : نستقبل القصاص بوجوهنا؟ فقال : ولوا البدع ظهوركم . انظر الآثار السابقة في "الآداب الشرعية" (2/82-89) . وقال ابن الجوزي : "معظم البلاء في وضع الحديث إنما يجري منالقصاص"انتهى . "القصاص" (308) فالحاصل :أن القص ليس مذموما لذاته ، وإنما لما قد يختلط به منالكذب والمبالغة والجرأة على الدين . يقول ابن الجوزي : " والقُصَّاصُ لا يُذَمون من حيث هذا الاسم ، وإنماذُم القُصَّاصُ لأن الغالب منهم الاتساع بذكر القَصَصِ دون ذكر العلم المفيد ، ثمغالبُهم يُخَلِّط فيما يورده ، وربما اعتمد على ما أكثره محال "انتهى . "تلبيس إبليس" (134) . وقال الإمام أحمد : " القصاص الذي يذكر الجنة والنار والتخويفوله نية وصدق الحديث ، فأما هؤلاء الذين أحدثوا من وضع الأخبار والأحاديث فلا أراه "انتهى . "الآداب الشرعية" (2/85) . وبذلك تعلم أن وصف الراوي بأنه منالقُصَّاص لا يَلزم منه توثيقا له ولا تجريجا ، فقد كان من القصاص الرواة الثقات ،كما كان منهم الضعفاء،وهذه بعض الأمثلة : سعيد بنحسان المخزومي : قاص أهل مكة ، قال ابن معين وأبو داود والنسائي : ثقة . "تهذيب التهذيب" (4/15) . عائذ اللهبن عبد الله بن عمرو : قال مكحول : ما رأيت أعلم منه ، وقال الزهري : كان قاص أهلالشام وقاضيهم . "تهذيب التهذيب" (5/74) . ثابت بن أسلم البناني : قال أحمد : ثابتيتثبت في الحديث ، وكان يقص ، وقتادة كان يقص . "تهذيب التهذيب" (2/3) . قال ابن الجوزي : وقد بلغنا عن حماد بن سلمة أنه قال : كنت أسمع أن القصاص لا يحفظون الحديث ، فكنتأقلب الأحاديث على ثابت ، أجعل أنسا لابن أبي ليلى ، وأجعل ابن أبي ليلى لأنس ،أشوشها عليه ، فيجيء بها على الاستواء " انتهى . يعني : أنه اختبره فوجده حافظاًللحديث . "القصاص" (260) . وممن كان يقص من الضعفاء : أحمد بنعبد الله بن عياض المكي : له مناكير ، قال أبو حاتم : كان يقص . "ميزانالاعتدال" (1/248) . دراج أبو السمح : قال أحمد : أحاديثه مناكير ولَيَّنَه ، وقالابن يونس : كان يقص بمصر . "ميزان الاعتدال" (3/40) . والله أعلم . ::: المصدر : الإسلام سؤال وجواب::: منقـــــــــــــــــــول |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|