|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
دراويش القرن الحادي والعشرين
ظهرت في الآونة الأخيرة ، ظاهرة يُستغرب منها .. في زمن انتشر فيه العلم ، وارتفعت فيه رايات المعرفة الثقافية والعلمية ، لتدك معاقل الجهل والتخلف .. هذه الظاهرة الجديدة .. ليست في الحقيقة بجديدة .. ولكنها لبست ثوباً جديـــداً .. هي ظاهرة " الدروشـــة " ... ولستُ أعني هنا بالدروشـــة الغربية ، لأن أتباع الضب لابد لهم من إيلاج جحره .. ولكني أعني هنا .. ظاهرة انتشرت بين أناس سيماهم الالتزام ، ولكن عقولهم فارغة ، وقلوبهم خاوية ، لا يُحسن أحدهم الكلام ، لا يفقهوا الدليل ولا الرأي السديد. تجد أحدهم مبلغ علمه " فتـــوى " يرفعهــا .. فتوى لشيخه .. ينافح عنها ويُدافع .. قائدهُ فيها " إن قالت حذام فصدقوها " .. وقاعدته " رأي شيخي صواب لا يحتمل الخطأ " ومناقشته العلمية .. " هذا قول شيخنا يا هذا " فمن أنتمو حتى يكون لكم عند ؟ " لا يفقهون الخلاف وآدابه ، صنعوا لهم زعــامة .. إسلامية ! يحملون الناس على إتباع أوامره ونواهيه .. *أحـــاديــة الرأي ... ووصـــايــة فكـــريـــة ... وشخصــــانيـــة الطـــرح ... فإيـــاك إيـــاك أن تخـــالف طريقتهـــم .. وأن تنتهـــج سوى منهجهـــم ... تجد أحدهم ينشر فتاوى شيخه ، ويرفع قدره .. وكأنه لا يوجد بين الأنام مثل شيخه ..أصبحت الأمور الخلافية عندهم من المسلّمات ... يرقص أحدهم على الخلاف .. ويضرب بالدف على الشقاق .. وليته يفقه !! .. مبلغ علمه مسألة أو مسألتين ألم بها وأصبح علامة زمانه .. ووحيد عصره ... إنها " دروشة القرن الحادي والعشرين " رفعـــوا شعـــار " من ليس معنـــا فهـــو ضــدنا " كما أنه الملاحظ للساحة الإسلامية .. ولبعض الحوارات القائمة والمستمرة ... يجد آثــار التربية على شبـــاب فقــــدوا الحس الدعـــوي في كتاباتهم - إلا من رحم الله - فالغلظة والشدة واستخـــدام الألفاظ المبغضـــة سمة من سمــــات " دراويـــش القـــرن الحـــادي والعشـــريـن " ، وقــد تجــد سيـــاسة فــرعـــون " ما أريكــم إلا مــا أرى ومــا أهديكــم إلا سبيــل الرشـــاد " طــاغيـــة على نقــاشــاتهم ... إن دراويــش هــذا القرن ركنــوا للجدل ، ورضــوا بتتبع الخـــلاف ، ونســوا أو تناســوا أنه شعــب مقلّد وليس لهم دور في اجتهــاد العلمــاء ، فدليلهــم قال الشيخ .. وذكر العالم .. ونطق العــلامة .. من سمـــات هــؤلاء القــوم .. تقديمهــم ســوء الظــن .. وولوجهــم للحيــل النفسيــة لتبرير أعمالهم .. كمـا تجدهـم يلتمســون الأعــذار لمن سلك سبيلهم واستـن بسنتهــم .. أمـا من خالفـهم فالويـل والشنـار له ولمـن يدافـع عنه. إن دراويش هذا القرن لن يرضوا إلا أن يدروشوا الباقين فحذار حذار ، فعليكم بالعلم والعمــل ، والتفقه في الدين " فمن يرد الله به خيراً يفقه في الدين " ، واطلعوا بما حصل للأمم والشعوب السابقة ، واقرؤوا التاريخ فإن فيه العبر ، ولا تنسوا نصيبكم من حاضركم ، واصنعوا مستقبلكم بأيديكم ، ابنوا آمالكم على آلامكم ، ودعوا عنكم سيرة الدراويش فإنها لا تُسمن ولا تُغني من جوع .. |
العلامات المرجعية |
|
|