اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-11-2008, 04:55 PM
elketkat elketkat غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 115
معدل تقييم المستوى: 17
elketkat is on a distinguished road
Mnn مشاهد من ملهاة كادر المعلمين

كتبها عمر مرسي
نشر اليوم بجريدة الدستور
المشهد الأول:

صباح الأربعاء 26/8 اليوم المخصص لاختبار معلمي المرحلة الثانوية تقف عشرات السيدات من معلمات المرحلة الابتدائية أمام إحدي قاعات الامتحانات بمبني كلية التربية جامعة حلوان مطالبات بدخول الاختبار، والمسئولون يردون بأنه ليس اليوم المخصص لهن، وإنهن تخلفن عن موعد اختبارهن والذي كان مخصصًا له الأحد 24/8، ولا توجد أوراق أسئلة أو كراسات إجابة لهن.. وبعد جدل واتصالات من المسئولين عن إجراء الاختبار بمسئولين آخرين علي الهاتف.. جاء الفرج والرد بالسماح لهن بعقد اختبار «كمالة علي طريقة محلات الكشري».. فانطلقت زغاريد معلمات الابتدائي فرحًا بدخول الاختبار!



المشهد الثاني: ويفسر لماذا زغاريد المشهد الأول

داخل القاعة، وفي كل قاعة، دخلت أتجول متحدثًا في هاتفي المحمول مع صديق واصفًا ما يجري.. كأنك في سوق الحمام بحي الإمام الشافعي.. المدرسون في حلقات للإجابة الجماعية «ليس غشًا فهو لا يليق بمعلمين!!».

وواحد من المراقبين ممسكًا بميكروفون ينادي علي أسماء أو أرقام جلوس التف حوله عدد من المدرسين لا يعرفون أماكن اختبارهم وتكاد لا تميز إن كان ينادي علي أرقام جلوس مدرسين تائهين أو طفل تائه، أو يروج لسلعة من سلع رمضان!!

المشهد الثالث: وهو غير منبت الصلة بالأول والثاني

في المساء واحد من مستشاري الوزير يتحدث في برنامج تليفزيوني بقناة محلية عن اختبار الكادر في هيام وعشق لا يساويه إلا تصريحه في إحدي الصحف بأن دخول الاختبار واجب وطني!

مشهد ليس أخير:

ليس له علاقة بالكادر، أو بحريق الشوري أو تصريح مستشار الوزير، ولا أعرف لماذا استدعته الذاكرة - ولكن لا دلالة - هذا المشهد هو الأخير من فيلم أمريكي عن الحرب الفيتنامية بعد سقوط عاصمة فيتنام الجنوبية «سايجون» في أيدي الثوار الشماليين.. هرول عشرات النساء والأطفال والرجال المتعاونين مع النظام الذي كان يحكم القسم الجنوبي من فيتنام محاولين اللحاق بطائرات الهيليوكوبتر التي تحمل الجنود الأمريكيين المنسحبين في فوضي عارمة. كان مشهد النساء والأطفال تحديدًا بائسًا ويائسًا من الحصول علي فرصة الهرب مع هذا الجندي الأمريكي أو ذاك!!

تعليق علي ما حدث: سياسة الدولة علي الطريقة المصرية

يعرف ولاتنا طباعنا ويدركون أنه أثناء العملية التاريخية لكل حكامنا السابقين والحاليين، عملية حلب البقرة حتي يكاد يجف ضرعها.. يتركون لها القليل حتي يمكنها إعادة إنتاج نفسها لمزيد من عمليات الحلب التاريخية. فلكي لا تثور «من الثورة» وتدهسهم يتركونها تبني العشوائيات بديلاً عن توفير سكن ملائم - إلا إذا تحولت العشوائيات لقنابل موقوتة ومنابع للإرهاب والجريمة التي تهدد سيطرتهم.. ويتركونها تفترش الأرصفة وحرم الطرق في الشوارع الرئيسية والفرعية لبيع سلع صينية أو هندية أو حتي صومالية.. بديلاً عن توفير فرص عمل حقيقية.. وهكذا أجور المحليات هزيلة.. اتركهم يرتشون.. أجور المعلمين أكثر من هزيلة.. اتركهم يعطون دروسًا أو مجموعات إجبارية أو اختيارية المهم يحلون مشكلاتهم بعيدًا عنا!

وهو ما حدث بعد اليوم الأول من اختبار الكادر ففي مواجهة احتجاج معلمي الأقاليم «بحري والصعيد والقناة وسيناء» وتنامي سلاح المقاطعة وتنامي حديث المعلمين عن نقابتهم وقانونها ودورها وفلوسها وتخاذل قيادتها وموالستها مع الحكومة.. أخرج حكامنا ومماليكنا سلاحهم التاريخي فأطلقوا يد الممتحنين في الإجابة الجماعية خاصة في القاهرة والجيزة، وطبعًا النتائج سيراعي فيها هذا البعد: إجهاض حركة الاحتجاج لجسد كان شبه ميت وبدأ في التململ والإفاقة عن طريق إفساده، فليرتش، يعط دروسًا أو يبني عشوائيات، يفترش الرصيف، يغش في الاختبار.. المهم تبقي البقرة دومًا قابلة للحلب مستكينة في دعة واستسلام!

يُمتحن المعلم فيرسب الوزير

لن يكون ما سمي باختبار «الكادر» آخر مشهد في المسرحية الهزلية التي تحايل بها مسئولون غير مسئولين في الحكومة ووزارة التربية والتعليم، بمشاركة صامتة من مجلس نقابة المعلمين علي وعد رئاسي بتحسين أحوال المعلمين.

ولن ندخل في جدل عقيم حول أهمية أو ضرورة هذا الاختبار، أو ننفي عن المعلمين خشيتهم من الفشل فيه، من ناحية لأن الأولي بالخزي والعار من الفشل هم أولئك الذين يرسبون في امتحان مادة السياسات العامة من تعليم وصحة وخدمات بشكل يومي، وما الكوارث اليومية من أول غرق العبارة، وتسريب أسئلة الثانوية العامة، وحادث قطار مطروح إلي حريق الشوري، إلا دليل دامغ ومحصلة للسياسات الفاشلة التي انحازت لمحتكري الحديد ومزوري انتخابات الشعب والشوري والمحليات وضد غالبية المواطنين المكدودين.

ومن ناحية أخري، أنه أصبح معروفًا لدي المعلمين جميعًا أن قضية كادر المعلم ومسرحية الاختبار فخ وخدعة تم الالتفاف بها والتحايل علي مشكلة تدني الأجور لأغلب العاملين بجهاز الدولة أو ما يسمي بوزارات الخدمات، تعليم وصحة وشئون اجتماعية... إلخ.

وبدلاً من البحث عن أجر عادل يكفي الاحتياجات الأساسية لهؤلاء الموظفين ومنهم المعلمون، بما يحسن أحوالهم المعيشية ويحقق لهم حياة تليق بآدميتهم، قدموا لهم جزرة الكادر وحتي تلك استكثرها عليهم جباة الحكومة فاخترعوا مسرحية الاختيار.

إن تحسين الأحوال المعيشية للمعلمين والقائمين علي العملية التعليمية وتحرير إرادتهم باستعادة نقابتهم من قبضة حفنة البيروقراطيين هو خطوة في طريق إصلاح جذري لسياسات تعليمية أنتجت عبر عقود تعليمًا صوريًا متدنيًا ومنهارًا ومكلفًا في نفس الوقت، وإن مطلب أجر عادل في نقابة حرة، ورفض نتائج الاختبار المهين وما يسفر عنه من ترتيبات هو ما يجب أن يلتف حوله العاملون بالمهن التعليمية.. أي الفصل بين تطبيق الجوانب المالية في قانون الكادر، وبين الاختبار ونتائجه.

والسؤال الذي بات يؤرقني والمستوحي من حريق الشوري: هل ستتسع الطائرات الخاصة للفارين للوزراء والمستشارين الذين يزينون لهم قوانينهم، الطوارئ ومنع الاحتكار وكادر المعلمين؟!
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:09 AM.