|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى محمد ابن عبدالله وعلى آلهوصحبه ومن اقتفى. اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك والعلم الذي يبلغنا حبك. أمابعد: روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال: بينماأنا ورسول اللهخارجين من المسجد،فلقينا رجلاً عند سدة المسجد، فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال رسول الله: { ما أعددت لها؟ }قال: فكأن الرجل استكان. ثم قال: يا رسولالله ما أعددت لها كبير صلاة ولا صيام ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله. قال: { فأنت مع من أحببت }. وفي رواية أنس: فما فرحنا بعدالإسلام فرحاً أشد من قول النبي: { فإنك مع من أحببت }. وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال: فأن أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر، فأرجوا أن أكون معهم، وإن لم أعمل بأعمالهم. قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - عن المحبة: ( المنزلة التي فيها تنافسالمتنافسون، وإليها شخص العاملون، وإلى عملها شمَّر السابقون، وعليها تفانىالمحبون، وبروح نسيمها تروح العابدون، وهي قوت القلوب، وغذاء الأرواح، وقرة العيونوهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو في بحارالظلمات، والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي من لم يظفر بهافعيشه كله هموم وآلام، تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة، إذ لهم من معيةمحبوبهم أوفرنصيب ). فإلى من إراد أن يرقى من منزلة المحب لله، إلى منزلةالمحبوب من الله، أقدم لك هذه الأسباب العشرة التي ذكرها الإمام ابن القيم - رحمهالله تعالى - في كتابه العظيم ( مدارج السالكين ) مع شرح مختصر لها. السببالأول: قراءة القرآن بتدبر والتفهم لمعانيه، وما أريد به، كتدبير الكتاب الذي يحفظهالعبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه. نعم فمن أحب أن يكلمه الله تعالى فليقرأكتاب الله، قال الحسن بن على: ( إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوايتدبرونها بالليل، ويتفقدونها في النهار ). قال ابن الجوزي رحمه الله: ( ينبغيلتالي القرآن العظيم أن ينظر كيف لطف الله تعالى بخلقه في إيصاله معاني كلامه إلىأفهامهم وأن يعلم أن ما يقرأه ليس من كلام البشر، وأن يستحضر عظمة المتكلم سبحانه،بتدبر كلامه ). قال الإمام النووي رحمه الله: ( أول ما يجب على القارىء، أنيستحضر في نفسه أنه يناجي الله تعالى ). ولهذا فإن رجلاً من أصحاب النبياستجلب محبة اللهبتلاوة سورة واحدة وتدبرها ومحبتها، هي سورة الإخلاص التي فيها صفة الرحمن جل وعلافظل يرددها في صلاتة، فلما سُئل عن ذلك قال: ( لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أنأقرأها ) فقال النبي: { أخبروه أن الله يحبه } [البخاري]. وينبغي أن نعلم أنالمقصود من القراءة هو التدبر، وإن لم يحصل التدبر إلا بترديد الآية فليرددها كمافعل النبيوأصحابه. فقدروى أبو ذرعن النبيأنه قام ليلة بآيةيرددها: إن تُعَذّبهُم فَإِِنّهُم عِبَادُكَ وَإن تَغفِر لَهُم فَإنّكَ أنتَ العَزِيزالحَكيمُ[المائدة:118]. وقام تميم الداريبآية وهي قولهتعالى: أَم حَسِبَ الّذِينَ اجتَرَحُوا السّيِئَاتِ أن نّجعَلَهُم كَالّذِينَ ءَامَنُواوَعَمِلُوا الصّالِحاتِ سَوَآءً مّحيَاهُم وَمَمَاتُهُم سَآءَ مَا يَحكُمُون[الجاثية:21]. السبب الثاني: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، فإنها موصلة إلى درجةالمحبوب بعد المحبة. قال رسول اللهفي الحديث القدسي عنرب العزة سبحانه وتعالى: { من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب،وما تقرب إلي عبدي بشىء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافلحتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطشبها ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه } [البخاري]. وقد بين هذا الحديث صنفان من الناجين الفائزين. الصنف الأول: المحب لله مؤد لفرائض الله، وقافٌ عند حدوده. الصنف الثاني: المحبوب من اللهمتقرب إلى الله بعد الفرائض بالنوافل. ( وهذا مقصود ابن القيم رحمه الله بقوله: ( فإنها موصلة إلى درجة المحبوبية بعد المحبة ). يقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله: ( أولياء الله المقربون قسمان: ذكر الأول، ثم قال: الثاني: من تقرب إلى اللهتعالى بعد أداء الفرائض بالنوافل، وهم أهل درجة السابقين المقربين، لأنهم تقربواإلى الله بعد الفرائض بالإجتهاد في نوافل الطاعات، والإنكاف عن دقائق المكروهاتبالورع، وذلك يوجب للعبد محبة الله كما قال تعالى في الحديث القدسي: { لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه }فمن أحبه اللهرزقه محبته وطاعته والحظوة عنده ). والنوافل المتقرب بها إلى الله تعالى أنواع: وهي الزيادات على أنواع الفرائض كالصلاة والزكاة والصيام والحج والعمرة. السببالثالث: دوام ذكره على كل حال، بالسان والقلب والعمل والحال، فنصيبه من المحبة علىقدر نصيبه من الذكر. قال رسول الله: { إن الله عز وجل يقول: أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه } [صحيح ابن ماجه للألباني] وقال الله تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ[البقرة:152]. وقال رسول الله: { قد سبق المفردون }قالوا: ومن المفردون يا رسول الله؟ قال: { الذاكرون الله كثيراً والذاكرات } [مسلم]. وقاليبين خسارة من لايذكر الله: { ما يقعد قوم مقعداً لا يذكرون الله عز وجل ويصلونعلى النبيإلا كان عليهم حسرةيوم القيامة وإن دخلوا الجنة للثواب } [صححه أحمد شاكر في تخريجه للمسند]. ويقول: { ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا من مثلجيفة حمار وكان لهم حسرة } [صحيح سنن أبي داود للألباني]. لذلك لما جاءرجل إلى النبيفقال: يا رسول اللهإن شرائع الإسلام قد كثرت علينا فباب نتمسك به جامع فقال: { لايزال لسانك رطباً من ذكر الله } [صحيح سنن ابن ماجه للألباني]. وقد فهمالصحابة رضوان الله عليهم تلك الوصية وفقهوا معناها الثمين حتى إن أبا الدرداءقيل له: ( إن رجلاًأعتق مائة نسمة. قال: إن مائة نسمة من مال رجل كثير، وأفضل من ذلك إيمان ملزومبالليل والنهار وأن لا يزال لسان أحدكم رطباً من ذكر الله عز وجل ) [أحمد فيالزهد]. وكانيقول: ( الذين لاتزال ألسنتهم رطبة من ذكر الله يدخل أحدهم الجنة وهو يضحك ). السبب الرابع: إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى والتسنم إلى محابه وإن صعب المرتقى. يقول ابن القيم في شرح هذه العبارة: ( إيثار رضى الله على رضى غيره، وإن عظمتفيه المحن، وثقلت فيه المؤن، وضعف عنه الطول والبدن ). وقال رحمه الله: ( إيثاررضى الله عز وجل على غيره، وهو يريد أن يفعل ما فيه مرضاته، ولو أغضب الخلق، وهيدرجة الإيثار وأعلاها للرسل عليهم صلوات الله وسلامه، وأعلاها لأولى العزم منهم،وأعلاها لنبينا محمد). وذا كله لايكون إلا لثلاثة: 1 ـ قهر هوى النفس. 2 ـ مخالفة هوى النفس. 3 ـ مجاهدةالشيطان وأوليائه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( يحتاج المسلم إلى أنيخاف الله وينهي النفس عن الهوى، ونفس الهوى والشهوة لا يعاقب عليه، بل على أتباعهوالعمل به، فإذا كانت النفس تهوى وهو ينهاها، كان نهيه عبادة لله، وعملاً صالحاً ) [10/635 مجموع الفتاوى]. السبب الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته، ومشاهدتهاومعرفتها، وتقلبه في رياض هذه المعرفة، فمن عرف الله بأسمائه وأفعاله، أحبه لامحالة. قال ابن القيم رحمه الله: ( لا يوصف بالمعرفة إلا من كان عالماً باللهوبالطريق الموصل إلى الله، وبآفاتها وقواطعها، وله حال مع الله تشهد له بالمعرفة. فالعارف هو من عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعالة، ثم صدق الله في معاملته، ثم أخلصله في قصده ونيته ). فمن جحد الصفات فقد هدم أساس الإسلام والإيمان وأتلف شجرةالإحسان فضلاً عن أن يكون من أهل العرفان. ومن أول الصفات فكأنما يتهم البيانالنبوي للرسالة بالتقصير إذ لا يمكن أن يترك النبيأهم أبواب الإيمانبحاجه إلى إيضاح وإفصاح من غيره لإظهار المراد المقصود الذى لم تبينه العبادات فيالنصوص. وثبت عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: { إنلله تسعاً وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة }. السبب السادس: مشاهدةبره وإحسانه، وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته. العبد أسيرالإحسان فالإنعام والبر واللطف، معاني تسترق مشاعره، وتستولي على أحاسيسه، وتدفعهإلى محبة من يسدي إليه النعمة ويهدي إليه المعروف. ولا منعم على الحقيقة ولا محسنإلا الله، هذه دلالة العقل الصريح والنقل الصحيح، فلا محبوب في الحقيقة عند ذويالبصائر إلا الله تعالى، ولا مستحق للمحبة كلها سواه، وانتدب لنصرته وقمع أعدائه،وأعانه على جميع أغراضه، وإذا عرف الإنسان حق المعرفة، علم أن المحسن إليه هو اللهسبحانه وتعالى فقط، وأنواع إحسانه لا يحيط بها حصر: وإِن تَعُدُوا نِعمَتَ اللّهِ لاَ تُحصُوهَآ إنّ الإِِنسَانَ لَظََلُومٌ كَفّارٌ[إبراهيم:34]. يقول سيد قطب رحمه الله في الظلال [6/3646،3645]: ( فأما الأفئدة ) فهي هذهالخاصية التي صار بها الإنسان، وهي قوة الإدراك والتمييز والمعرفة التي استخلف بهالإنسان في هذا الملك العريض، والتي حمل بها الأمانة التي أشفقت من حملها السماواتوالأرض والجبال، أمانة الإيمان الاختياري والاهتداء الذاتي والاستقامة الإرادية علىمنهج الله القويم. ولا يعلم أحد ماهيّة هذه القوة ولا مركزها داخل الجسم أوخارجه فهي سر الله في الإنسان، لم يعلمه أحد سواه. وعلى هذه الهبات الضخمة التيأعطيها الإنسان لينهض بتلك الأمانة الكبرى فإنه لم يشكرقَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ[المؤمنون:78] وهوأمر يثير الخجل والحياة عند التذكير به. كما يذكرهم القرآن في هذا المجال ويذكر كلجاحد و كافر لا يشكر نعمة الله عليه، وهو لا يوفيها حقها ولو عاش للشكر دون سواه!! ستجيب ما في الكون من آياته *** عجبٌ عُجاب لو تَرى عَيناك السببالسابع: وهو من أعجبها: انكسار القلب بكليته، بين يدي الله تعالى، وليس في التعبيرعن المعنى غير الأسماء والعبارات. والإنكسار بمعنى الخشوع، وهو الذل والسكون. قال تعالى: وَخَشَعَتِ الأَصوَاتُ لِلرّحمَنِ فَلاَ تَسمَعُ إِلاهَمساً[طه:108]. يقولالراغب الأصفهاني: ( الخشوع: الضراعة، وأكثر ما يستعمل الخشوع فيما يوجد علىالجوارح، والضراعة أكثر ما تستعمل فيما يوجد في القلب، ولذلك قيل إذا ضرع القلب: خشعت جوارحة ). وقال ابن القيم: ( الحق أن الخشوع معنى يلتئم من التعظيموالمحبة والذل والانكسار ). وقد كان للسلف في الخشوع بين يدي الله أحوال عجيبة،تدل على ما كانت عليه قلوبهم من الصفاء والنقاء. كان عبدالله بن الزبير رضيالله عنهما إذا قام في الصلاة كأنه عود، من الخشوع، وكان يسجد فتنزل العصافير علىظهره لاتحسبه إلا جزع حائط. وكانعلي بن الحسين رضي الله عنهما إذا توضأ اصفّرلونه، فقيل له: ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء. قال: ( أتدرون بين يدي من أريد أنأقوم؟ ). السبب الثامن: الخلوة به وقت النزول الإلهي، لمناجاته وتلاوة كلامهوالوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه، ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة. قال تعالى: تَتَجافى جُنُوبُهُم عَنِ المَضاجِعِ يَدعون ربهم خوفاً وَطَمَعاً وَمِمّارَزَقناهُم يُنفِقُونَ[السجدة:16]. إنأصحاب الليل هم بلا شك من أهل المحبة، بل هم من أشرف أهل المحبة، لأن قيامهم فيالليل بين يدي اللّه تعالى يجمعُ لهم جلّ أسباب المحبة التي سبق ذكرها. ولهذافلا عجب أن ينزل أمين السماء جبريل عليه السلام على أمين الأرض محمد صلى اللّه عليهوسلم ويقول له: ( وأعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس ) [السلسلة الصحيحة]. يقول الحسن البصري رحمه اللّه: ( لم أجد من العبادة شيئاًأشد من الصلاة في جوف الليل فقيل له: ما بال المجتهدين من أحسن الناس وجوهاً فقاللأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره ). السبب التاسع: مجالسة المحبين الصادقين،والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقي أطايب الثمر، ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحةالكلام وعلمت أن فيه مزيداً لحالك ومنفعة لغيرك. قال رسول الله: { قال الله عز وجل: وجبت محبتي للمتحابين فيّ، ووجبت محبتيللمتجالسين فيّ، ووجبت محبتي للمتزاورين فيّ } [صححه الألباني: مشكاةالمصابيح]. قال رسول الله: { أوثق عرى الإيمان أن تحب في اللّه وتبغض في الله } [السلسلةالصحيحة:728] فمحبة المسلم لأخيه المسلم في الله، ثمرة لصدق الإيمان وحسن الخلقوهي سياج واق، ويحفظ الله به قلب العبد، ويشد فيه الإيمان حتى لا يتفلت أو يضعف. السبب العاشر: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل. فالقلب إذافسد فلن يجد المرء فائدة فيما يصلحه من شؤون دنياه ولن يجد نفعاً أو كسباً فيأخراه. قال تعالى: يَومَ لَا يَنفَعُ مَالٌ ولاَ بَنُوُنَ إِلاّ مَن أَتَى اللهَ بِقَلبٍ سَلِيمٍ[الشعراء:88]. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ................منقووووووووووووووووول |
#2
|
||||
|
||||
![]()
جزاكم الله خيرا
وجعله فى ميزن حسناتكم |
#3
|
||||
|
||||
![]() ![]()
__________________
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() تحيــــاتي وتقــديري للجمــــيع ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() <CENTER></CENTER><CENTER></CENTER> |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|