اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-12-2008, 10:53 PM
الصورة الرمزية أبوسفيان السلفى
أبوسفيان السلفى أبوسفيان السلفى غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 72
معدل تقييم المستوى: 17
أبوسفيان السلفى is on a distinguished road
Present فضل الصبر والعفة ...


السلامعليكم ورحمة الله وبركاته




ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،

بســــم الله الرحمـــــــــن الرحيـم

ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ


عــن أبــي
سعيد رضي
الله عنه قــال:
قال رسـول الله
صــلّى الله علــــيه
وسلــم: "ومـــــــــن
يستعفف يُعــفّــــه الله.
ومن يستغن يُغــنـه الله.
ومن يَتَصَبَّر يُصّبِّـره الله.
وما أعطِيَ أحد عـطــــــاء
خيراً وأوسع من الصبـــــر"
متفـــــــــــــــق عليـــــــــــــه
هذا الحديث اشتمل على أربــــع
جمل جامـــــعــة نافـــــــعـــــــــة.
إحداها: قوله: "ومن يستعـــفـــــف
يعفه الله" والثانية: قــــوله: "ومــــن
يستغن يغنه الله" وهاتــان الجملــتـــان
متلازمتان، فإن كــــمــــال العـــبــــد فـي
إخلاصه لله رغبة ورهبة وتعلقـاً بــــه دون
المخلوقين، فعليه أن يسعى لتحقيـــق هــــــذا
الكـمال، ويعمل كل سبب يوصــــــله إلـــى ذلك،
حتى يكون عبداً لله حقاً حُرّاً من رق المخلوقــــين.
وذلك بأن يجاهد نفسه على أمرين: انصرافها عـــن
التعلق بالمخلوقين بالاستعفاف عما في أيديهم. فـــلا
يطلبه بمقاله ولا بلسان حاله. ولهذا قال صلّى الله
عليه وسلم لعمر: "ما أتاك من هذا المــال وأنت
غير مشرف ولا سائل فخذه. ومالا فلا تتبعــه
نفسَك" متفق عليه ، فقطع الإشراف فـــي
القلــب والسؤال باللسان، تعففاً وترفـعاً
عن مِنن الخلق، وعن تعلق القلــــب
بهم، سبب قوي لحصول العفة.
وتمام ذلك: أن يجاهد نفسه
على الأمر الثاني: وهـــو
الاستغناء بالله، والثقــــة
بكفايته، فإنه من يتوكـــل
على الله فهو حسبه. وهــذا
هو المقصود. والأول وسيلة
إلى هذا. فإن من استعف عما
في أيدي الناس وعما ينالــــــــه
منهم: أوجب له ذلك أن يقـــــــوى
تعلقه بالله، ورجاؤه وطمعه فـــــــي
فضل الله وإحسانه، ويحسن ظــنــــه
وثقته بربه.والله تعالى عند حسن ظـن
عـبده به إن ظن خيراً فلـه ، وإن ظــــــن
غـــيره فله. وكل واحـــد من الأمريـن يمــد
الآخـــر فيقويه. فكلما قوي تعلقه بالله ضعف
تعلقه بالمخلوقين وبالعكس. ومن دعاء النبــي
صلّى الله عليه وسلم: "اللهم إني أسألك الهـــدى
والتقى ، والعفاف والغنى" رواه مسلم ، فجمــع
الخير كله في هذا الدعاء . فالهدى : هو العلــم
النافع. والتقى: العمل الصالـــح، وتـــــــــرك
المحرمات كلها . هـذا صــلاح الديـــــــن.
وتمام ذلك بصلاح القلب، وطمأنينــــته
بالعفاف عن الخلق، والغنـــــى بالله.
ومن كان غنياً بالله فهو الغنــــي
حقاً، وإن قلت حواصــــــــله.
فليس الغنى عن كثــــــــرة
العَـرَض، إنما الغنــــــى
غنى القلب. وبالعفاف
والغنى يتم للعــبـــــد
الحياة الطيبـــــــــــة،
والنعـيم الدنيــــــــوي،
والـقــناعة بما آتـاه الله.
والــثالثة قوله: "ومــــــن
يتصبر يصبــــــــــره الله" .
ثم ذكر في الجملة الــــرابعة:
أن الصبر إذا أعطـــــــــــاه الله
العبد فهو أفضل العطاء وأوسعه
وأعظمه، إعانة على الأمـــــــــــور.
قــــــال تعـــــالى: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ
وَالصَّلاَةِ} البقرة, أي: علـى أموركم كلها.
والصــــبر كسائر الأخلاق يحتاج إلى مجاهدة
للنفس وتمرينها . فلهذا قـــال : "ومن يتصبر"
أي: يجاهــــــــد نفسه على الصبر "يصبره الله"
ويعينه وإنما كان الصبر أعظم العطايا، لأنـه
يتعلق بجميع أمور العبد وكمالاته وكــــــل
حالة من أحواله تحتاج إلى صبر. فإنه
يحتاج إلى الصبر على طــاعة الله،
حتى يقوم بها ويؤديها. وإلــــــى
صبر عن معصية الله حتــــى
يتركها لله وإلى صبر على
أقدار الله المؤلمة، فـــــلا
يتسخطها. بل إلى صبـر
علـى نعم الله ومحبوبـات
النفس، فلا يـــــدع النـفس
تمرح وتفرح الـــــــــــفـرح
المذموم، بل يشتغل بشكــــــر
الله، فهو في كل أحواله يحتاج
إلى الصبر. وبالصبر ينــــــــــال
الفلاح. ولهذا ذكر الله أهل الجنـــة
فقال : ( وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِــــم
مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَــــــــــــا
صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} الرعــــــــــــد,
وكـذلك قوله: {أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَـــا
صَبَرُوا} [الفرقان:75], فهـم نالوا الجنـــــة
بنعيمها، وأدركوا المنازل العالية بالصبـــــر.
ولكن العبد يسأل الله العافية من الابتلاء الــذي
لا يدري ما عاقبته ، ثم إذا ورد عليه فوظيـفتــه
الصبر . فالعافية هي المطلوبة بالأصالة في أمور
الابتــلاء و الامتحان . و الصبر يؤمر به عنـــــد
وجود أسبابه ومتعلقاته،والله هو المعين . وقد
وعد الله الصابرين في كتابه و على لسـان
رسوله أمور عالية جليلة . وعدهـــــــــم
بالإعانة في كل أمورهم ، وأنه معهم
بالعناية و التوفيق و التسديد و أنه
يحبهم ويثبت قلوبهم و أقدامهم ،
و يلقي عليهم السكـــــــــــينة
و الطمأنينة ، ويسهل لهم
الطـاعات ، و يحفظهـــــم
من المخالفات ،ويتفضــــل
عليهم بالصلوات والرحــمة
والهداية عند المصيــــــــبات .
والله يرفعهــم إلى أعـــــلــــــــــى
المقامـــــات في الدنــــيا و الآخرة .
وعـــــدهم النـــصـــر ، و أن ييسرهم
لليـــســـرى ويجنــــبــهم العســـــــرى ،
ووعدهم بالسعــادة و الفـلاح و النجــاح ،
وأن يوفيهم أجرهم بغيـر حســـــــاب ، وأن
يخلف عليهم في الدنيــا أكثر مما أخذ منهـــم
من محبوباتهــــــم ،و أحسن ، يعــــوضهـم
عـــــــن وقــــــوع المكروهـات عوضـــا
عاجلا يقابل أضعاف أضعاف ما وقــع
عليهم من كريهة و مصيبة وهو في
ابتدائه صعب شديد . وفي انتهـائه
سهل حميد العــواقــــــــــــــــب .


ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،



الكتاب : بهجة قلــــوب الأبـــرار وقــــــرة
عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبـــــار

المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر السعدي


منقول
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:01 PM.